بسم الله الرحمن الرحيم
العام الجديد ٢٠١٢م
إننى مهما كتبت وسطرت لن أستطيع الإيفاء عن مدى الشعور بالنفس الجياش بقوة ،، النابع من أعماق القلب والضمير ،،، السعادة والسرور ،، وعن الفرحة بالنصر التي نعيشها كشعب ليبي ،، فقد تحررنا وتخلصنا من الظالم الصنم ،، أيدنا القدر الله عز وجل ،،، وثرنا ،، وضحينا بالروح والدم ،،، وقدمنا الشهداء وسالت دماء الجرحى والمعاقين ،،، وأريقت بدون حساب على مذبح حرية الوطن ،، للخلاص من الكابوس الصنم.
وعلينا الآن ،، إبتداءا من أول يوم بالسنة الجديدة ،، سنة ٢٠١٢م أن نهتم بالوطن حتى ننهض ونتقدم ،، لا نريد العيش فى حلقات مفرغة من الأمانى والأحلام والأوهام والقيل والقال والترديد للشائعات ،،، نريد عمل صادق وعلى الواقع من شرفاء يحبون الوطن الغالي ومستعدون للتضحية والفداء من أجله ،، لا نريد أناسا متسلقين ،، ولا نريد خونة وطحالب متسترين بأثواب الوطنية حتى نخدع فيهم ،، ويتولون مناصب كبيرة ،، سمعتهم لا تشرف مهما حاولوا من تغطيات ،، يعملون ضمن مخطط رهيب ،، يرغبون نشر الفساد والإفساد ،، حتى يجهضون الثورة المجيدة ،، ويفشلون بعض أولاة الأمر الشرفاء في المجلسين الإنتقالي والتنفيذي الذين يدعون للخير والمصالحة الوطنية والعفو عن المجرمين ،،، يدعون إلى بتر وإنهاء أمور كثيرة فاسدة نتيجة رواسب سنيين طويلة من حكم جائر .
الآن بعد الثورة المجيدة والنصر بحاجة إلى الرفض البات والشطب نهائياً للبعض أوالتقييم والإصلاح ،، كانت بالسابق متبعة تعاليم الكتاب الأخضر الغوغائية وتنفذ من نظام قوي طاغي ،، تجبر وتعدى الحدود وسام الشعب الإرهاب بالحديد والنار طوال سنيين ،، حتى تم التحدي من الثوار الأشاوس وجثوا النظام من الجذور للأبد .
أولاة الأمر بحاجة إلى البت بسرعة في أمور كثيرة تدور في الساحة الوطنية البعض ظاهرة للعيان ،، والكثيرة مازالت وراء الستار تطبخ لدى قلائل ،، يحاولون قدر الإمكان الحفاظ على الأسرار وعدم ظهورها في العلن حتى لا يعرف الشعب الغافل ،،، ويطالب بالعزل لكثير من الطحالب والقصاص العادل ،، نتيجة السرقات الكبيرة الرهيبة للأموال المجنبة التي لا يعرف أسرارها غير القلائل من ضعاف النفوس والتي إن لم يتم إسترجاعها بجميع الطرق ،، يوماً سوف تسبب ضررا كبيرا للوطن ،،، وتدس وتقوى الفتن لدى الطحالب الذين ضاعت مصالحهم بالثورة ،،، وترجع برصاص غدر يوجه لصدورنا يوماً من الطابور الخامس ،، نتيجة التمويل ووجود المال الذي هو عصب الحياة ،، لدى الخونة .
أهم هذه الأمور ،، الذمة المالية للبعض فقد تم تحويل عشرات الملايين من اليورو والدولار إلى حسابات خارجية نتيجة الفوضى والتسيب ،، وعدم المراجعة القوية والتدقيق ،، والبتر والتحجيم بسرعة حتى لا تتمادى أكثر وأكثر وتستفحل ،، فهي أورام خبيثة تستشري في صمت لا يحس بها المجتمع حتى تتكاثر بسرعة ( بكتيريا سرطان خبيث ) وعندها صعب العلاج والفشل ،، ونحن كشعب لدينا مآخذ كثيرة على المجلس ،، فقد وعد بوعود كثيرة ولم يكن صادقاً ،، يوفي وينفذ ،، مما إهتزت الثقة قليلاً ،، وأصبحنا لا نصدق الكثير ،، ولكن فى نفس الوقت إحترمنا الجهود المبذولة و الخطوات الجيدة التي حققت في وقت قصير حتى وصلنا لهذه المرحلة ،، لأننا نؤمن لا عمل بدون أخطاء ومطبات وحفر ،، تغاضينا عن بعض الأخطاء التي إرتكبت بقصد وبدون قصد لأنه صعب الوصول للكمال في فترة بسيطة لا تتعدى عدة أشهر ،، ونطلب بقوة منهم أن يواجهونا بالحقائق في أي أمر صعب بشفافية وصدق ،، حتى نستوعب الأمر ،،، ولا نعيش في الظلام حتى تكثر الظنون على تصرفاتهم ونصبح نتابع جميع الأخطاء وعندها تزداد الهوة بيننا نظير عدم الثقة ،، نريد أن نؤيدهم ونناصرهم ،، ليكملوا المشوار الصعب ،، فالمرحلة الآن مرحلة خطيرة جدا تحتاج إلى جهد وعمل جاد ،، الأولويات في نظري المراجعة الصادقة للعقود السابقة مع الدول والشركات الوهمية تحت كثير من المسميات والتي نهايتها يملك أسهمها العائلة والأولاد والطغمة الفاسدة من الحواريين ذوي الثقة ،،، والتي تصعب متابعتها ،، لأنها مدروسة من عقول أساطين الشر والشرور في التحايل الحسابي والتهرب الضريبي والمناورات والتي كثير منها عبارة عن تغطية لأفراد ،، حتى يمصون خيرات الوطن وهم خارج السلطة إلى ماشاء الله عز وجل .
إنه بالصبر والمتابعة ممكن الوقف أو التحجيم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ،،، بدلاً من ضياع الجميع هباء ،، نحن لا نطلب المستحيل من المجالس ،، ولكن نوجه النظر حتى يهتمون بالأمر ،، وبسرعة فكل يوم يمر تذوب الثروات إلى حسابات عديدة تحتاج لوقت كبير للمتابعة ،، وصعب إسترجاعها ،، فهذا المال ،، مال المجتمع و ليبيا لديها المراجعون الشرفاء للحسابات الفاهمون كيف تدار اللعبة والدورة المالية وقلب السحر على الساحر ،، لأنه في نظري مهما كانت الأمور محبوكة لابد من وجود فجوات بالإمكان الغوص فيها والوصول لأخطاء وأدلة قوية على أن الأصل والرأسمال لهذه الشركات رزق عائد للمجتمع الليبي ،، ولا يحق لأي إنسان إستغل الفرص والسلطة ،،، وعندها يبدأ العد التنازلي خطوة خطوة وتظهر وتتكشف الحقائق المريعة وكم من كميات أموال رهيبة ضائعة في جيوب العائلة والحواريون ،، والتي يوماً ستكون سلاحا ماضيا ،، يريدون الثأر للصنم ،، يحلمون بالرجوع للسلطة من جديد ،، وكأن الشعب الليبي عبيد لهم ،، وهم حثالات وإفرازات المجتمع ،، مكانهم الطبيعى براميل القمامة ،، وليس بالمقدمة كما كانوا من قبل ...
إنها مهمة صعبة وليست بالسهلة كما يعتقد الكثيرون تحتاج إلى أناس ثقات وطنيون يراجعون بضمير وحق ،، ولا يتلاعبون ولا يغريهم المال ولا العمولات ،، لأن قضيتنا عادلة رعاها وحماها الله عزوجل من أول يوم قامت فيها مظاهرات ضد الظالم ،، تطالب برحيله عن السلطة بأي ثمن ،،، وزاد التحدي وكسر حاجز الخوف حشود الشعب وهم عزل من السلاح عندما أطلق الحراس ورجال الأمن الرصاص دفاعاً عن نظام إرهاب مستبد ،، وسقط الضحايا الشهداء على الأرض برصاص الغدر وأريق الدم بدون حساب ،،، وصمد الثوار في الإشتباكات الغير متكافئة ولم يتوقف الصراخ مطالبين بالحق والعدل والمساواة ،،، لأنهم مظلومون يريدون الخلاص من العبودية وتحرير الوطن ،، حتى تم النصر .
ووطننا ليبيا الحبيبة بها هؤلاء الرجال الشرفاء الكرماء ذوي عطاء ،، قابعون في الظل ،، لا يحبون الظهور في العلن قادرون على تحمل المسئوليات الجسيمة ولكن لم تتاح لهم الفرص من الطحالب والمتسلقين ذوي الخبث الذين مستعدين لعمل المستحيل من الدسائس والفتن حتى لا يصلون لمراكز الحكم ويكشفون المصائب التي تحاك في الظلام بقصد وبدون قصد في سبيل البقاء بالمراكز ،، فقد قال أحد الحكماء يوماً مثلاً مشهوراً ( أي ثورة يفكر فيها الحكماء ذوي العقل والتجربة ،، وينفذها المغامرون الرجال الأحرار ذوي الدم الساخن لا يرضون بالهوان ،، ويستولي على خيراتها ويصبحون بالقمة الطحالب المتسلقون ) ونحن كشعب نقول لهم وبصراحة ،، لقد ولى عهد الظلام والمحسوبية والغوغاء وسوف نجتث أي إنسان متسلق طحلب منافق متملق بالحق حتى لا يكون بالمقدمة والصفوف الأولى في صنع القرار ،، لمصالح معينة غير ظاهرة للعيان الآن ،، سوف تتكشف مع الأيام مهما طال الزمن ،،، فليبيا طاهرة ،، معظم شعبها شرفاء أتقياء بسطاء يتعاملون بطيبة من غير خبث ،، ولكن الويل الويل إذأ شعروا بأي نوع من أنواع الخداع ،، عندها يبدأ الهز للغربال بقوة وعنف و يسقط الأنذال مهما حاولوا الدس والبقاء .
نحن كهول وكبار السن في ليبيا ،، لدينا الخبرات وقادرون على التوجيه والإبداع ،،، قادرون على إبداء الإستشارات القيمة ،،، لأننا تجار ورجال أعمال سابقين ،،، نعرف كيف نحاسب ... جربنا المآسي والمطاردات أيام المعارضة والغربة لسنوات عديدة ،، لا نريد مناصب ،، ولا مال ،، ولا وجاهة ،، ولا نستجدي العطف والمساعدة ،،، ولا نحتاج إلى أي أحد من البشر غير الله عز وجل ،، لا نريد أن نهمش ونصبح في آخر الطابور ،، فنحن شرفاء أبناء وطن ذوي جذور ليبية أصيلة ،، لا نزايد ،، قدمنا التضحيات فى صمت فداءا للوطن الغالي مثل الكثيرون من أغلبية الشعب ،، لا نريد أجراً ولا شكراً،،، حبراً على ورق ،، نقول لأولاة الأمر ذوي المناصب من المجلسين ،،، نحن عيون ساهرة ،، ولن نسكت ولن نتوقف عن النداء أو الفضح حتى يستتب الأمن والعدل والمساواة ،، ونسترجع حقوقنا ومالنا لخزينة المجتمع في دولتنا الجديدة ،، فدم شهدائنا لن يذهب هباء تحت أي ظرف حتى تتحكموا في رقابنا ،، إلا بالحق .
وكل عام والجميع بخير بحلول أول يوم من عام ٢٠١٢ م ،،، نطلب من الله عز وجل أن تكون هذه السنة الجديدة ،،، سنة خير ،، ونهاية ظلم طغاة العرب من المحيط إلى الخليج حتى ترتاح الشعوب العربية المقهورة ،، التي الآن بعضها ثائر يكافح ويناضل ،، يريد ويرغب في الخلاص ،،، وأتمنى لهم من القلب والضمير ،،، الفوز والنجاح والنصر بإذن الله عز وجل عن قريب ،، حتى يفرحوا كما فرحنا نحن الليبيون ،، إخوتهم ،، والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
درنة ليبيا ٢٠١٢/١/١ م
No comments:
Post a Comment