Friday, February 12, 2016

قصصنا الرمزية 25

بسم الله الرحمن الرحيم

 الثعلب والمؤامرة ( 1 )

سبحانك رب العالمين كيف تغيرت المعايير والموازين وأصبح  ثعلب ناطق ذو ثراء فاحش بالمليارات يعمل جاهدا انطلاقا من بلد أبو الهول متخذا من أخواله في الساحل الشمالي سندا وحجة للوصول للحكم مهما كلف الأمر من تضحيات...  يريد أن يمد السلطان على غابة المختار بقوة المال الحرام الذي تم الإستيلاء عليه من خزينة الشعب الغافل بالسابق ، متخذا من تهييج الشعور بالغزو من الغرب و طرد وضياع الملكية السابقة للشرق منذ حوالي القرنين من الزمن الذي ولى ولن يرجع ... يريد أن يصبح مابين ليلة وضحاها من ثعلب ناطق حائر بدون هوية ، البطل المنقذ والرئيس في قمة السلطة ... وهو لا يمت لغابة المختار بأي صلة أو وطنية ، ثعلب ماكر لما ألمت به الظروف الصعبة إدعى أنه يحمل الجنسيتين ، وأنه مواطن من غابة أبو الهول و الأهرامات ، مؤيدا لبنت العم كريمة الطاغية، بأن تنتقم.

                  يحتاج إلى المناصرة والتأييد، والشورى من العديد من المنافقين حوله وضمن الدائرة التي تزين له الأمور ولا تقول الصواب والواقع ، طالما لديه المال الوفير للصرف... يريد أن يكون سبعا ينهش ويلتهم الجميع مع الوقت وبالأخص الخوارج المرتدين كأول مرحلة لإرضاء الجميع من الحيوانات الناطقة والمذعورة بالداخل من التهديد المستمر والقتل وقطع الرؤوس حتى تنتسى الأفعال السابقة الشائنة ويحضى بالتأييد القوي من العوام الذين لا يعرفون الأمر، الكوع من البوع في السياسة وكيف تدار اللعبة القذرة بدون عواطف في سبيل المصالح ... وبالأخص في الوقت الحاضر الوضع مناسب وملائم جداً نتيجة المعاناة والضغوط من الوحش المفتعل ، الخوارج المرتدين،  الذين قاموا بالفساد وقطع رؤوس الأبرياء الضحايا في مغامرات وقتل بالجملة جماعيا بدون وازع ضمير في أماكن عديدة كما حدث في عاصمة غابة برج الحديد ، والحقيقة يعلمها الله تعالى يوما ستظهر للعلن من وراءها و من الذى اعطى الأمر؟؟

                   حيث الغرب بجميع أطيافه إبتداءا من النسر رعاة البقر، والأسد العجوز في الجزيرة وأقوام برج الحديد ، والسباقيتي والجبن يبحثون بجهد مكثف عن إحياء وخلق وحش مفترس تابع لهم في  الخفاء ...  ينفذوا المخططات الجاهزة بقبضة من حديد حسب الطلب والأمر ، كتغطية وستارا للحكم المطلق كما فعل قريبه الطاغية من قبل ... ناسين ومتناسين الوطنيين الأصليين الأصيلين أصحاب غابة المختار ، وليس المجنسين من كل من هب ودب ، يلعبون على الحبال منافقين لا يمتون لغابة المختار بأي جذر كان ...

            يعملون كما يشاؤون الآن في الوقت الحاضر عمدا وبقصد مع سابق الإصرار، ولكن مهما طال الوقت يوم القرار  ليس بأيديهم حتى نباع في سوق النخاسة كما كانوا يفعلون من قبل في الماضي البعيد والقريب ، عندما كنا جهلاء ، أغبياء غير قادرين على التطور للأحسن ، متناسين أننا مررنا بتجربة مريرة من حكم الطاغية ، أخذت أعمارنا وحرياتنا و لن تتكرر بإذن الله تعالى حيث شراييننا وعروقنا لم تجف بعد ، و لازالت تجري فيها دماء الوطنية الساخنة وحب غابة المختار ، والتضحية من أجلها بالروح والدم...

                  الدم عبر التاريخ والزمن لا يصبح ماءا مهما مر به من ظروف قاسية و من محن ومعاناة... يحن  دائما لصلة الرحم مهما كانت الأخطاء التي إرتكبت، والثعلب الناطق يحلم ويعتقد أن غابة المختار ملكا لهم كما داسوها بالأقدام مدة أربعة عقود ونيف بدون منطق وعدل ، أكلوا الأخضر والسمين و حتى الآن نعاني من  اليابس والغث الذي خلفوه ... يحتاج إلى رعاية وإهتمام كبير والمرور عبر الغرابيل للجيد حتى يينع من جديد وتدب به الحياة ...

                     المعادلة صعبة للحكم الصحيح و إلى أين تصل  المسيرة الصاخبة؟؟ حيوانات الغابة المسالمين في وادي ، والثوار في وادي ، والثعلب في وادي آخر ... والغرب يضحك على المأساة التي تحدث وكل يوم يغرس  الكثير من مواليه وعملائه بحجج محاربة الإرهاب والمحافظة على الأمن ضمن الإغراءات بالأعمال والإستثمارات حتى مع الوقت القليل يتم  خنق الجميع بسهولة نظير الأخطاء والغفلة والجنون، من الغافلين أدعياء الثورية والعلم والذكاء الذين يعتقدون أنهم  سادة الوطن وهم للأسف أتباع مسيرون مثل حكاية الضفدعة التي كانت تزغرد فرحة مسرورة بالسباحة  عندما كان تيار الفيضان القوي يجرفها  في الوادي  بقوة للهاوية...

             والتساؤلات للأسف نحن أبناء الشعب الوطنيين هل جفت بعروقنا وشرايينا من الدم حتى نستيقظ من الهم والغم وضياع غابة المختار أمام أعيننا ولا ندافع ولا نجاهد؟؟ هل أصبحنا ضفادع ناطقة ونزغرد لكل من هب ودب؟؟ وأي صوت معارض حر يتأبى ويتحدى اللعبة والمؤامرة ، يضرب بالقاضية لكمة قوية على الفك تخرجه من حلبة الملاكمة بعض الوقت... وله الخيار الصمت والعيش إلى ماشاء الله تعالى وله كل الخير من مال ومراكز وجاه ... وفي حالة الرفض بطاقة سفر ذهابا بالطائرة درجة أولى مجانا بدون الرجوع لرحلة آخيرة ، إلى القبر مباشرة....

            الغرب لا يرتاح حتى يستأثر على الوليمة الكبيرة بالكتف السمين ، اللحم الشهي يكون من نصيبه و يترك العظم لأصحاب غابة المختار الأصليين إلى ماشاء الله تعالى حتى يجوعوا ويفيقوا من الحلم الكبير... حيث بالجهل وعدم الفهم من أصحابها من الحيوانات الناطقة التي لا تعرف مصلحتها أين تكون غير التناحر والسب والقدح والتفاخر والتحديات مثل البالون عندما يتم وخزه بدبوس يفرقع بصوت قوي فجأة يرعب الحاضرين لحظة ويتلاشى إلى عدم من غير فائدة، أو الغربال عندما يبدأ الهز بقوة يتساقط معظم الجميع في الهاوية لأنهم على غير الأساس السليم حتى يستطيعوا الصمود والمقاومة....

              أليست بمأساة ؟؟ أن نصل إلى هذا الحال في هذا العصر المتقدم ، عصر العولمة... سهولة الإتصالات والمواصلات ، و السير و قيادة السيارات بدون سائقين عبارة عن برمجة  حاسوب لتنطلق  للمكان المطلوب ... ويخططون لغزو المريخ وعمل مشاريع والبيع لقطع أراضي لمن يرغب في السكن او الإستثمار وعمل الإستثمارات في الفضاء والتي لا تصدق الآن من الكثيرين ولكنها في وقت قريب سوف تصبح حقيقة واقعا مع العلم والتقدم في الأبحاث حيث وضعوا الهدف رمزا للوصول ... ونحن مازلنا نعيش الوهم لا نعرف بصراحة هل الخير قادما بدون العمل الجاد حتى يتحقق ، أم غائبا عبارة  عن أحلام والعيش في الخيال على أمجاد الجدود الأوائل ناسين ومتناسين أن العصور تغيرت رأسا على عقب في معظم الأمور ... تحتاج إلى عقول راجحة وعزيمة صادقة تعرف كيف تقود سفينة غابة المختار في البحر الهائج عالى الأمواج والتيارات القوية التي تجرف وتؤدي إلى الهلاك على صخور مدخل الميناء، تقودها إلى بر الأمان ، والنجاة بأقل الأضرار!!!

              أليست بمأساة عندما تشكل الحكومة الجديدة من عشرات الوزراء لشغر كثير من المناصب في غابة المختار التي تعدادها حوالي ستة مليون مواطن ناطق ، لإرضاء الجميع بالمراكز الوهمية ولتضخيم الميزانية السنوية ووسيلة للصرف الكبير و للنهب مع أنه بالإمكان الحكم السليم بأقل عدد لا يتجاوز أصابع اليدين ، أليست بمأساة أن نتشدق بها وهي كان الله تعالى في العون ، لاتستطيع فرض القانون وتنظيم الأمور بالعدل، وهي غير قادرة على حماية نفسها من الخوارج المرتدين ، والآخرين الغير راضين يريدون لها الشر والإنتقام! 

              أليست بمأساة عندما البعض من المسؤولين يتشدقون بصراحة بكلام وتحديات تافهة للغرب مما تدل على الجهل وعدم الخبرة والحنكة السياسية... مثل عادة الجميع العمل والجهر بالعواطف من غير تفكير وحسابات للعواقب وهم ناسين أو متناسين ان غابة المختار الآن تحت إحتلال التحالف، و لا يستطيعون التصرف في أي موضوع كبير خطير مهما كان الامر إلا بأوامر من السادة الكبار الذين هم أصحاب القرار الأخير...

             جميع هذه المتناقضات تصب في القدر ومصلحة الثعلب للوصول للحكم بطرق ملتوية حيث الطابور الخامس يعمل ليل نهارا بلا هوادة في هدم الإستقرار في غابة المختار متخذين من جهلة كثيرين رأس حربة بتخطيط رهيب من الغرب الذي الآن تعلم الدروس الصعبة من غزو (غابة الرافدين بابل) والتي لا فرق بينها وبين غابة المختار في كثير من الأمور المحلية والتي من السهل التغلغل فيها ، بإفساد الذمم للكثيرين وحكمنا في الخفاء من وراء الستار ، رضينا أم لا نرضى ، حيث الموضوع خطير  و لا يتحمل التأجيل و كل يوم جديد يأتي بالمصائب نظير الصراع بين الكبار سواءا محليين أو عملاء الغرب...

           إننى آسف على غابة المختار التي كانت بالسابق تحت حكم المجنون الطاغية ... يعيش فيها الحيوان الناطق في الأمن والأمان  بدون أي حساب وعقاب طالما بعيدا عن العمل السياسي ضد النظام الغوغائي وحكم الجماهير ، راضيا بتعاليم الكتاب الأخضر ، التي أصبحت الدستور والقانون ، ورغيف الخبز الذي كان بقروش ، الآن بالضعف عشرة مرات و غير متوفرا وموجودا في المخابز والأسواق في كثير من الحالات والآحيان لغياب اليد العاملة الأجنبية من الرعب والخوف والسرقة لعرق الجبين والقتل بدون ذنب ولا عدل...   بالإضافة إلى غياب تيار الكهرباء بالساعات كل يوم ، مما الفقير يتعب ويرهق في البحث عن رغيف الخبز معرضا النفس للخطر من قناص مقابل سد رمق عائلته الجياع...

              إنها محن وأزمات مفتعلة نمر بها ، حتى نركع ونستسلم للأمر الواقع و نعيش في وطننا مستعبدين  لكل من هب و دب ، ولنا الخيار في أحد الأمرين ، هل نركع ونطأطأ الرؤوس جبنا وخوفا من المجهول الغير معروف  ، وتمر الأزمات المفتعلة وكأنها لم تكن يوما تعيث في الفساد والإفساد وتسحق وتقطع  الرؤوس؟ أم نرفع التحدي في سبيل الكرامة وحرية غابة المختار من اي تسلط مهما كان، من الغرب ام الشرق عن طريق العملاء أمثال الثعلب مهما دفعنا من ثمن  غالي و أرواح ... والله الموفق ..
                                                                                           رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment