Tuesday, February 14, 2012

أمن المواطن

                                              بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                   أمن المواطن
 

                  كم فرحت وسررت وشعرت بالفخر إنني مواطن ليبي جذوري نابعة من تراب الوطن عندما شاهدت في الفيس بوك أول دفعة من الشرطة قد تخرجت في مدينة بنغازي الشرارة  وهي تسير في عرض جميل ،، لقد أعجبني الإسم من العنوان ( أمن المواطن  ) ،، للحفاظ على أمنه وكيانه وإستقراره ،، وعرفت أن أولاة أمرنا ،،، أخيراً ،،، وضعوا اللبنة الأساسية  والحجر السليم في بناء الدولة  والإستقرار لجماهير الشعب من أي إعتداء ،،،فالأمن والأمان في ربوع الوطن ،،هو الأساس للإستقرار والبناء والتشييد  ،،، هذا الإسم الفريد الذين كنا من قبل ، أثناء العهد السابق ، عطشى لسماعه ،،، فقد كنا نعيش الخوف والإرهاب ،، ومجرد كلمة أمن كنا نحسب لها ألف حساب ،، فقد كانت تعني أمن النظام الحاكم ،، أمن العقيد المقبور طوال الوقت ،، أمن القبض والتحقيق والعذاب للمواطن حتى لو كان بريئاً ،، عندما يتم القبض عليه ،، فقد كان العكس صحيحاً  في الجماهيرية الخضراء التي معظم الوقت تعيش في جدب من قلة الأمطار ،،، لأن الرب القدير غير راض عن مايحدث من أمور شنيعة وأعمال سحر وشعوذة  وتجاوزات وجنون وتعديات على حرمة الدين بلا حد ولا حدود ،، وجميع الأحرار الشرفاء يحترقون بداخل نفوسهم غير قادرين على التعبير بصراحة ،، لأن كلاب الأمن والمخبرين جاهزة للنهش  ،،، عند أول بادرة تظهر وتشاهد من العيون اليقظة التي تتابع في أي تصرف يحدث ولو كان عفوياً .
جميع المواطنون متهمون ومجرمون ،، ماعدى الأسرة الحاكمة  فلها التقديس والتبجيل ،،، الحواريون والطحالب من اللجان الثورية والشعبية ،،، الراهبات الثوريات ورفاق القائد وكثير من التسميات والتي بلغت  العشرات والمئات ،، فأنهم مبرؤون أبرياء ،، لأنهم يحملون الفكر الثوري للصنم ،، تعلموا في المدرج الأخضر التفاهات الصادرة من عقل مجنون ،،، ونالوا عليها الشهادات وأغدقت عليهم الأموال ،، ونالوا الجاه والمراكز الكبيرة في الدولة نظير التسلق والخداع ،، وكل من رفض وأبى وقال لا ... تم العقاب بقسوة وعنف ، لأنه في نظرهم جاهل  خالف المسيرة وفكر القائد ،، وبالتالي حق عليه العقاب القاسي والبعض الشرفاء أثناء التحقيق والعنف والتعذيب أدى إلى الموت ،، وماتوا شهداء ،،، أليست بمأساة ؟؟؟
لم يمر الموضوع علي مرور الكرام ،، حيث كل يوم تمر أشياء كثيرة ونحن لا نحس بها نظير مشاغل الحياة ،، فالواقع ومابين السطور يعطي معاني كثيرة ،، تصورتها في قالب ذو محتوى كبير وأسميته معنى المعاني ،، فليس كل أنسان قادر على أن يعرف ماذا يحوي هذا العرض البسيط من رجال وشباب بالشرطة ،، تطوعوا بصفاء للعمل في المحافظة على المواطن من الإعتداء من بعض المجانين لقاء سرقات أو طلب ثأر نظير قتل أو هتك عرض وحقد وحسد ،، في نظري يعني الكثير والكثير ،، فأهم شيء في قيام دولة حق ،، دولة عدل ومساواة ،، هو أمن المواطن من أي إعتداء ،، ونحن الحمد لله عز وجل وضعنا أول خطوة في الطريق الصحيح وقمنا بتخريج أول دفعة ،، وسوف تتوالى الدفعات حتى نستكمل العدد المطلوب من الجنسين ،، راجياً من المسئولين والمدربين لهؤلاء الشباب الخريجين أن يكونوا أدوا المهمة على خير وسلام ،، وقاموا بتعليمهم حقوق المواطن الأساسية ،، المعترف بها دولياً عند المطاردة والقبض يجب معاملته بكل اللطف والإحترام كبشر وإنسان كما يحدث في أوطان الغير ، المتحضرة ،، ضمن القانون والحفاظ على الكرامة والشعور من غير ضرب ولا إهانات ،، ويقدم للقضاء وتعطى له جميع الفرص للدفاع عن النفس ،، وحتى وإن كان مذنباً وفي السجن يعامل بشرف حتى آخر لحظة في مدة العقاب ،، إذاً أردنا قيام دولة عدل ومساواة بين الجميع متحضرة مع العصر ضمن الأخلاق الحميدة والدين الإسلامي وبما أمر الله عز وجل .
إنه بالإمكان خلق دولة جديدة على أنقاض السابقة المهترئة من النظام الفاسد ،،، يتمتع مواطنوها في أمن وأمان وسلام ،، ومساواة بجميع الصلاحيات من حقوق وواجبات ،، لأنه لدينا الأساسيات المطلوبة ،، كبر مساحة الأرض ومواجهتها لجنوب أوروبا ،، ونافذة لأفريقيا السوداء ،،، قلة العدد للشعب والموقع الممتاز والثراء الزائد عن الحد ،، من الثروات الطبيعية ،، وأهمها لدينا العقول والحكماء والمتعلمون ذوى الشهادات العالية والخبرات واالرجال والشباب ذوي الجرأة والعزم وقوة القلوب على التحدي والصمود للظلم والهوان ،، والدليل واضح شاهد عيان من أول يوم لقيام الثورة وعدم التخلي والجبن وهم يواجهون الموت بدون تدريب وقلة سلاح  ،،، حتى الفوز والنصر .
هؤلاء الشباب الثوار قادرون بسهولة على  قلب الصفحة وإلقاء السلاح والعمل بنزاهة وشرف والتحدي في عديد من المجالات لرفعة الوطن في مدة قصيرة ،، فإمكانياتهم خيالية قادرون على الإبداع ، يحتاجون إلى دستور عدل ومساواة وقانون يضرب بيد من حديد كل من يخالف المسيرة يريد ويرغب في الفساد والإفساد ،، يريدون الدعم المناسب من مال وتشجيع وإعطاء الحوافز الكبيرة والجوائز القيمة ،، وعندها في مدة قصيرة سوف تقفز ليبيا إلى مستويات عالية بين الشعوب والأمم ،،
إن العرض لطابور أمن المواطن له معايير كبيرة مهما حاولت الشرح لن أستطيع ... ولكن بإختصار لقد وضعنا أرجلنا على الطريق الصحيح لبناء دولة حديثة جديدة ،، إن هذا العرض عبارة عن جزء واحد بسيط وعن قريب سوف يفاجأ الشعب بالمزيد من التقدم في مجالات كثيرة في وقت قريب ،، وما الأحاديث والشائعات عن كثير من الممارسات الخاطئة والسرقات التي حدثت وتحدث وتتداول في السوق ،،، في نظري شيء طبيعي فكيف نطلب الكمال من المسؤولين في وقت قصير ونحن مازلنا نحبو في أول الطريق ،، ولم ننتصر ونسقط الصنم إلا من حوالي 4 أشهر ،، أليست هذه الأمور والحسنات كبدايات غير كافية لتغطي جزءاً بسيطا من مآسي 4 عقود من السرقات ؟؟
إنني شخصياً أطالب الجميع بالصبر ودعم المجلس والحكومة بكل القوة ،، وأن نتغاضى عن بعض الأخطاء والتي البعض منها  في نظرنا قاتل ولكن لم تكن مقصودة ، فقد صبرنا على الصنم عقوداً طويلة ،، ولا نستطيع الصبر لمدة قصيرة  ؟؟؟ حتى تترتب الأمور وننطلق بقوة للنهوض ،، طالباً كمواطن من الجميع  العمل الحثيث واليقظة والسهر على مكاسب الثورة من  أن تسرق في غفلة منا لأننا نعيش النشوة وشهور العسل من الفرحة بالنصر ،،والخونة والطابور الخامس مغتاظون يعملون في صمت وفي الخفاء يتحينون الفرص للقفز علينا وجث رؤوسنا وقتلنا ،، وإعادة نظام الظلم من جديد في ليبيا وطننا الحبيب ،،، والله الموفق .
 
                                                       رجب المبروك زعطوط
 
                                                           2012/2/14م 
 

No comments:

Post a Comment