Thursday, February 23, 2012

صرخة حق

                                            بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                 صرخة حق

 
               تراودني في كثير من الأحيان أفكار نيرة  ،، تهم صلاح الوطن ،، تحتاج للظهور على الواقع للتطبيق حتى يظهر خيرها للجميع من البشر المواطنين ،، لأنها طالما  حبيسة داخل النفس لا يعلم بها أى أحد ،، لا فائدة منها ،، فالفرق كبير بين التمنيات والأحلام ،، وبين التطبيق ووضعها ضمن مخطط ودراسات ،، وفي حالة الصلاحية  بعد البحث والتدقيق ،، والمشاورة وأخذ الرأي بالأغلبية وإتمام الموافقة ،، تعلن وتطبق حتى تفيد الآخرين من أبناء الشعب ،، فنحن بحاجة شديدة ماسة  إلى التحرر من الخوف ،، والحمد لله عز وجل وصلنا للهدف والثورة المجيدة إنتصرت ،، وأزلنا نظام القهر والإرهاب  ،، نظام الجهل وحكم الفرد الواحد الصنم ،، من على أكتاف الوطن ،،وبالتالي لا حجج عندنا الآن ،،
أولاً نحن كأفراد نمارس الحرية في أرقى معانيها وصورها في الوطن ليبيا ،،، أحسن بكثير من الدول العربية  ،،، نستطيع التعبير السياسي والتظاهر السلمي ومطالبة الحقوق وقول أي شيء بالحق مهما كان بدون أية قيود من حكام فجرة ،، ولا مصدات من رجال الأمن منعا للتظاهر ولا ضرب بالرصاص ،،  وإنتهاءا بحرية الوطن من فلول وتراهات اللجان الثورية ،، المخابرات وأجهزة الأمن ،، التي كانت بالماضي طوال 4 عقود ونيف ،، كاتمة للأنفاس ،، زاهقة للأرواح  عند خروج همسة ،، وليست تعبير والسير في مظاهرة من أحد المواطنين ،، يطالب بالحق والعدل والمساواة ؟؟
في نظري الحرية لها حدود وضوابط  للجميع ،، وليست المسألة نظير النصر والعيش في شهور العسل إنفلاتاً  ،، وأن كل شيء مباح وعندهاتعم الفوضى ويصعب الإصلاح ... فنجاح المجتمع يتطلب دستوراً يتم في أسرع وقت من نخب الشعب حتى يصبح نبراساً وطريقاً هادياً ومنارة تشع بالضوء والنور ،، وقانون صارم يقول للجميع (على هذه البنود تعارفنا ) وأي إنسان يشذ ويخالف سوف يحاسب بالعدل ضمن القضاء ،، بدون أي ظلم ولا محاباة لأفراد دون آخرين ،، كما كان يحدث بالعهد السابق ،، أيام الصنم ،، فقد كان الكثيرون من العائلة وأولاد العم ،، والحواشي منزهون عن القانون ،، لا يحاسبون مهما عملوا من أخطاء وجرائم ،، في حق أبناء الشعب المظاليم ،،
قصص كثيرة وأحداث مريرة ومؤلمة  ،، حدثت بالماضي في عهد الطاغية ،، لو بدأت بالسرد والكتابة سوف أحتاج إلى كتابة مجلدات ،، عن المتاهات والمشاكل والمحن على جميع المستويات ،، من أمور كبيرة صعبة ومهمة إلى جرائم صغيرة عن العهر والفساد والإفساد في أوسخ المعاني وأقذرها وأحط صورها ،، فكل شىء قابل للإصلاح ،، وممكن التعويض بالإعتراف وطلب السماح أو بالتعويض المادي المجزي حتى يرضى الطرف المتضرر ،، ومع الأيام ينتسى من أذهان البشر ،، ولكن القتل والإغتيالات بدون داع ،،، السجن والتعذيب القاسي للمواطن بدون سبب ،،، الفساد والإفساد وضياع المال والدخل في مهاترات وسرقات ،،، ضياع أخلاق البشر وهتك الأعراض ،، والإستخفاف بالدين ومشاعر البشر ،، جرائم لا تغتفر ... فهذه الأمور أساسيات ،، ضروري من المحاسبة القاسية  ،، لكل متهم والعقاب الصارم لصلاح أي أمة وشعب يريد التقدم والنهوض ويخرج من الظلام إلى النور ،،
أهم شيء الإيمان والمبدأ ،،، ونحن لدينا الأسس السليمة الإلاهية ،، القرآن الكريم ،، دستور سليم جامع شامل لجميع أمور الحياة ،، دنيا وآخرة ،، عمل وتطبيق بالدنيا ،، وفوز ونجاح بالآخرة  ،، وحي من السماء ،، وليست كتابات من عقول البشر ،، ومع إننا نؤمن به عن عقيدة وإيمان قوي وقناعة ،، لكننا للأسف لا نتمشى بتعاليمه إلا بعض القليل من بنوده ،، أليست بمأساة من مآسي الزمن ؟؟ نتشدق بالتراهات ونتمسك بالغث ،، وننسى السمين الأصل ،، الذي حبانا به الله عز وجل ،،  وفضلنا على كثير من الأمم ،،ووهبه لنا حتى نفوز وننجح ،، ونحن جهلة ندور في حلقات الشياطين من الإنس والجان ،، لا نبصر النور ولا الضوء الساطع  ورؤية الحق ،، ونحن لدينا العيون ونبصر ولا نحس ولا نشعر ،، بالكنز الجوهرة الذي لدينا ،، أليس بشيء مؤسف ومحزن ؟؟
صدق الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،، عندما قال في أحد الأحاديث الشريفة ،، من علامات آخر الساعة وقيام القيامة ،، تتكالب الأمم علينا ،، وقد صدق  فالأمم لا تريدنا أن ننهض ونتقدم ،، والدليل الحروب والثورات ،، القتل والدم ،، الضحايا والخراب والدمار في كل مكان بالوطن العربي  الإسلامي ولا أريد أن أعدد الدول ...  لأنهم يعرفون قوة المارد العربي المسلم ،، يحاولون طوال الوقت الدس والخبث ،، زرع الفتن والفساد في أوساطنا وصفوفنا حتى لا ننهض ،، وتقوم القيامة ونتخلص من الصعاليك ونفايات المجتمع الذين الآن في قمة الهرم والسلطة ،، الذين عملاء بصور عديدة يطبقون في أوامر وتعاليم السادة الكبار ،، القوى الخفية من الغرب والشرق ،، بقصد أو بدون قصد ،، أليست بمآسي وكوارث رهيبة حلت بنا كمسلمين ؟؟؟ ونحن في القرن 21 عصر العولمة والمصالح ؟؟
ليبيا الوطن الآن ،، تمر بمرحلة صعبة من المحن والعقد العديدة والمشاكل اليومية التي تحتاج إلى حلول سريعة ،، والطريق طويل مليء بالأشواك والحفر ،، يحتاج إلى رجال صادقين ،، لديهم الجرأة والعقل والحكمة حتى يجتازون بالوطن المحن ،، ويصلون به لبر الأمان ،، فالآن العالم  تغير ،، عصر العولمة ،، عصر السرعة ،، الإتصالات والمواصلات ،، لا وجود للأخلاق ولا لكلمة الشرف ،، بل مصالح ...  الجانب الروحي والأخلاق شبه إنتهت ،، فالآن عصر المادة والمصالح المتبادلة والإستفادة ،،، وإن لم يعرف صناع القرار الأسرار وكيف يتعاملون حسب المطلوب سوف نصاب بمصائب عديدة نظير السذاجة ،، وعدم الفهم والمعرفة بماذا يحاك في اللعبة الدولية من مؤامرات ودسائس خبيثة وحيل ؟؟ المباراة بدون قيم ،، تجعل الحلال حرام ،، والحرام حلال حسب المصالح ،، والسادة الكبار اللاعبون نسوا وتناسوا أن كل بنيان  له أساس سليم ومن غيره سوف يسقط ويتهدم مهما حاولوا من دعم وتدعيم ،،
ونحن الآن في ليبيا الوطن ،، أمامنا كثير من التحديات ،، نحتاج إلى العمل في صمت وهدوء ضمن تخطيط سليم ودراسات ،، ونتعامل مع الأمور بالعقول الراجحة والحكمة قبل إصدار القرار،، وليس العمل بالعواطف والقلوب وردود الأفعال بسرعة حتى لا نخطىء ... وعندها لا نلوم إلا أنفسنا ،، لأنه بتسرعنا أضعنا الفائدة الصالحة ،، فأي رد فعل سريع بدون دراسة وحكمة ،، نهايته خراب ودمار ،، فهو مثل الرصاصة القاتلة ،، عندما تطلق وتخرج من الفوهة ،، لا ترجع حتى تصيب الضحية ،،
نحن الثوار من جميع أطياف وشرائح الوطن الأحرار ،، حاربنا الصنم ،، حتى وفقنا الله عز وجل ،، وإنتصرنا ،، لا نريد أن نخطأ في أي عمل مهم حتى لا يضيع الوقت علينا ،، ونصبح ندور في حلقات فارغة ونتأخر عن مسيرة التقدم والنهضة ،، التي هي أحد أساسيات قيام الثورة ،، العدل والمساواة ،، والخلاص من الصنم .
كثيرون لا يعرفون ماذا أعني من كتابتي هذه ... فهى معاناة ومرارة ،، وأنا أرى الشعب يهوج ويموج يريد الكمال والوصول بسرعة خلال فترة بسيطة من نجاح الثورة ،، لا يريد البعض الإعتراف بأن كل شيء مثل الزرع له وقت حتى يحين القطاف ...
الآن حرثنا وهيأنا الأرض للزراعة حتى تنتج بغزارة وقوة أحسن المحاصيل ،، وعلينا قبل البذر التأكد من البذور ،، أنها صالحة وليست فاسدة ... أي بمعنى لا وجود لأي إنسان مهما كان ...  شاغلاً لمنصب قيادي ،  بالسابق كان من أعوان النظام ،،
أنا أعرف وأعلم عن يقين أن كثيرون أبرياء ،، فرضت عليهم المناصب ولم يستطيعوا الرفض نظير عوامل وظروف معينة ،، أملهم الإصلاح ،، ولكن منعا للشك وفتح الثغرات لمن يحاول الدس والخبث والطعن في مسيرة ونقاء الثورة من الطحالب ،،
أي إنسان تقلد وظائف قيادية في العهد السابق بعد قيام الدستور وإعتماده وقيام حكومة دائمة شرعية بالإنتخابات الحرة النزيهة ،، عليه بطلب التقاعد بشرف ونزاهة ،، حتى لا يصطدم ويستغنى عن خدماته ،،، إذا أحتاج الوطن  للخدمات من البعض الشرفاء نظير الخبرات العالية  ،، يتم الإتفاق والتعيين بالرغبة كمستشارين وقت الحاجة ،، وتعطى لهم الرواتب والمستحقات الضخمة والمكافآت المجزية نظير الخدمات بإخلاص ،، ولهم كامل التقدير والإحترام ،،
أي مجتمع بعد أي ثورة صالحة ،، لابد له من البتر للبعض وعدم المجاملة للطحالب تحت أي ظرف كان ،، فأي ثورة لا تنجو من الدس والطحالب التي تحاول ضمن شعارات براقة الوصول لسدة الحكم ،، تبدو للبسطاء أنها حقائق ،، والواقع زيف وبهتان ،،
لا نريد أن يضيع الوقت علينا ،، ونحن ندور في متاهات  فارغة لا نستطيع إيجاد الأبواب للخروج ،، نحتاج إلى رجال صادقين همهم المصلحة العامة ،، وليست المصالح الشخصية وتسمين الحسابات بالمال أو مساندة الأقارب والأدعياء ووضعهم بالمناصب وهم غير مناسبين للمواقع حتى لا نتأخر مع الوقت ...
طلبي هذا ليس رجاءا لأي مسؤول ،، ولا طالباً إحساناً شخصياً  أو خدمات خاصة ،، ولكن نحن أبناء الشعب نحتاج إلى فهم وعقول لصناع القرار ،، ماذا نرغب ونريد تحقيقه ضمن العدل والأصول  ... حتى نجتاز المرحلة الصعبة معا ،،، ضمن التخطيط السليم والدراسات من غير خلفيات جهوية أو عنصرية ،، ومحاباة ،،
إن كثيراً من هذه البنود والمطالب صعبة على الكثيرين الذين لا يعرفون تحليل الأمور ولا القراءة ما بين السطور ،، فالمسيرة والحياة ليست طعام ومآدب وإحتفالات بالنصر ولقاءات وإجتماعات الواحد وراء الآخر ،، والظهور الشخصي في قنوات المرئيات العديدة التي جميعها تلمع في الصور والأسماء ،،، الوطن يحتاج إلى عيون ساهرة تراقب ... ورجال يضحون بالنفيس من الجهد والوقت ،، حتى ننال البركة ويوفقنا الله عز وجل ،،
كثيرون الآن يطوفون بالمناطق والقرى والمدن ،، يقيمون الندوات ،، يحاولون قدر الإمكان الشرح لكثير من الأمور السياسية السمين والغث ،، أهمها العرض على البسطاء على المسرح السياسي ،، يقولون ها نحن موجودون ... إنتخبونا وسوف نضع جميع إمكانياتنا وخبراتنا  في خدمتكم ...
وأنا أقول لماذا التعب والعرض على المسرح ؟؟ أتركوا الأمر للشباب الجيل الصاعد ،،، ذوي القوة والحيوية ،، فنحن الآن في عصر العولمة السريع ،، كبار في السن ،، فاتنا القطار والمسيرة ،، إذا أردتم خدمة ليبيا الوطن ،، تقاعدوا ،، إحترموا السن ... علينا التوجيه والشورى للأجيال الشابة الصاعدة  حتى تفهم وتتعلم نظير الخبرات التي نملكها ،، من جهاد وكفاح سنين بالغربة والمعارضة ،، طالما لدينا بقية قوة وعزم ...
أنا متأكد أن كلامي لن يعجب البعض من الزعامات التي تتطلع للوصول ،، ولكن آليت على النفس قول الصراحة حسب رؤيتي الشخصية ،، ولا أريد إحراج أي أنسان حر شريف ،، فكتابتي هذه ليست للنيل من أي إنسان كان بالسابق في المعارضة ،، والله يوفق الجميع لما فيه الخير للمصلحة العامة ،، ولكن تعبير عن مايجول بالنفس وصرخة حق ،، وعارف عن يقين أنني يوماً ما سوف أدفع الثمن إنتقاما وحسدا وحقدا من البعض  على هذه الكلمات ،،
نحن الآن نعيش ضمن العالم ،، لسنا وحدنا حتى نقرر ونفرض على الآخرين ... علينا بالفهم والعمل بالعقل ،، وأن نتعايش بإحترام مع الجميع ضمن المنظومة العالمية وحقوق الإنسان حتى نفوز وننجح ،، حيث لا يمكن الفوز لوحدنا من غير التفاهم والمساندة مع العالم الحر ضمن حقوق وواجبات إنسانية تشرف الأطراف ،، لا يمكن الفوز بالتطرف لوحدنا فالعنف يولد العنف ... حتى لا يتكالب العالم علينا ونوصم بالإرهاب ... وتضيع مصالحنا ونتأخر عن الركب والتقدم ،، علينا بمد الأيادي بالسلام والإحترام للجميع ،، وتبادل الثقة والحوار حتى ترضى جميع الأطراف ضمن معايير ثابتة ،، فقد جرب العالم العربي المسلم بما فيه الكفاية ،، والنتيجة الضياع على جميع المستويات ...
علينا بقلب الصفحات المظلمة والرؤيا بعيون مفتوحة للمستقبل والتعاون والتضامن مع الجميع بالعالم الحر ضمن السلام والأمن والأمان ،، كتجار ورجال أعمال نفيد ونستفيد ،، ولا نتغاضى ونسمح ولا نسمع للمتطرفين والمغالين أن يوقفونا عن المسيرة تحت أي ظرف كان ...
ونطلب من أي فئة وشريحة بالساحة الوطنية لها رؤيات خاصة للمستقبل ،، أن تظهر للنور ،، فقد ولى وقت المواراة والخفاء والخوف ،، فنحن في قمة الحرية ،، أن تضع رؤياها  ضمن أجندات ويتم طرحها خلال  أحزاب سياسية سلمية وتثبت بالحجة والإقناع وجهات النظر ،، وإذا حققت الأغلبية وفازت عن طريق صناديق الإقتراع ،، عندها ،، هنيئا لها فقد وصلنا لقمة الديمقراطية ...  نريد تداولاً على السلطة من حاكم ورئيس لآخر ،، مثل بقية الشعوب المتحضرة ،، لا نريد عسكراً وفرضاً بالقوة كما حدث بالسابق ...
هذه بعض الأفكار النيرة الحبيسة بالنفس التي سطرتها على الورق ،، عسى أن ترى النور ،، ويهتم بها البعض ،، وتوضع قيد الدراسة ،، والله الموفق .
 
                                                         رجب المبروك زعطوط
 
                                                         الخميس   2012/2/23م 

No comments:

Post a Comment