Monday, February 6, 2012

مشكلة تاورغاء ٢

                                               بسم الله الرحمن الرحيم
                                                                 
                                                  مشكلة تاورغاء  ( 2 )

                 لقد كتبت عن موضوع مشكلة تاورغاء ،،، وأبديت بوجه نظري الشخصية ،، بدون تعنت  وغضب ولا محاباة وعنصرية ،، حسب رؤيتي وما أملاه علي الضمير ،، بالعدل والحق ،، لإحتواء المشكلة حتى لا تزيد مع الوقت ،، وأطرافا دولية وقوى خفية محلية وخارجية تجدها فرصة لتلطيخ  وتشويه إسم وطننا الحبيب ليبيا ونعته بالعنصرية ،، وإعطاؤها الفرص والأمل ،، وتتخذها غطاء لتتدخل في شؤوننا غصبا عنا ،، نظير الطمع في خيرات الوطن فلا يمكن تحت أي ظرف طرد ونفي مجموعة كبيرة من السكان وتهجيرهم إلى أماكن أخرى ،، وإخلاء منطقة من سكانها وأهاليها الذين عاشوا وولدوا بها من مئات السنيين ،، نظير أخطاء وجرائم البعض ،، في هذا الزمن ،، فقد ولى عهد عبادة الصنم  ،، الفرد الواحد إلى الأبد ،، ونحن الآن أحرارا في وطننا ،،، ولكن الحرية نفسها لها حدود وخطوط حمراء تقف عندها ولا تتقدم ،، حتى لا توصم بالعنت والإرهاب  والعنصرية ،، وتضيع معانيها السامية ،، والعالم الحر وصل إلى وضع قوانين دولية إنسانية تحفظ حق الضعيف وتلجم القوى عن العبث في مصائر البشر . وتمنعه بأي طريقة كانت ؟؟ ونحن كدولة ليبيا الجديدة نريد ونرغب أن نكون قدوة في السلام والأمن والأمان لجميع المواطنين ،، ومنارة علم وحكمة وتعقل ،، ونتطهر من رواسب الجهل والتخلف التي تراكمت طوال 42 عاماً من حكم وتسلط صنم طاغ ،، حتى ننهض ونسمو ونتحضر ويوفقنا الله عز وجل في جميع الأمور .
    وصلني تعليق سريع من أحد القراء الكرام  ولا أريد ذكر الإسم في الوقت الحاضر منعا للإحراج "يلى واجعينا تاورغاء ، إيسكنهم عندا ، وهذا آخر كلام عندنا " وسعدت من الرد ولم أزعل  وأغضب فهذه وجهة نظره الشخصية ،، وأنا شخصياً من خلال تجارب الحياة ،، وبالأخص دوري كرئيس حزب ليبيا الجديدة ،، الذي ينادي بالديمقراطية والوسطية وعدم التطرف ،،، والتعنت والمغالاة  ،،، تعلمت إحترام الرأي الآخر ،، وأقنعت النفس بأنه ممكن جوانب أخرى خافية عني ولم ألاحظها أثناء كتابتي ،، وإحترمت المرارة والغيظ والغضب عنده داخل النفس ،، وحسب مثلنا الشعبي الذي يقول ،، ( لا يحس بالنار إلا الذي واطيها  ) ،، ولكن علينا بالحق والعدل فهو أساس الحياة ،، وليس الجهل والتخلف ومنطق الغاب والقوة هو المعيار الذي تكال به الأمور الصعبة ،، وكل مشكلة مهما كانت عويصة يوماً لها حل ،، إذا وجدت التجاوب والعقلاء ،، وكل شىء يعوض ،، وصاحب الحق لايموت حقه إن لم يسامح ويعفو من القلب والضمير ويفتح صفحة أخرى بيضاء نقية للتعايش مع الآخرين في سلام ،، لأن  حقه الضائع لا تقفل ملفاته ،،، يظل قائما دنيا وآخرة إلى ماشاء الله ،، حتى يبت الخالق عز وجل  فى الأمر ساعة يشاء .
إننى لا أعتذر عن الموضوع الذي كتبته ،،، فقد قلت الحق حسب المعرفة والعلم ،، والحق وجاع في زمننا الآن ،،، وإنني أعلم المرارة القاسية والغضب العارم لدى نفوس البعض ،، وحب الإنتقام ،،،  ولكن هذه حرب ضروس تحدث بها هذه الجرائم المخزية من قتل وتمثيل وهتك أعراض وعشرات الأشياء المشينة التي ضد جميع الشرائع السماوية والأرضية ،، ولكن حدثت... أردنا أم لا نريد ،،، فكيف إذاً الحل وإستمرار الحياة إذا لم يكن فيها تصالح ورضا بين الأطراف بما أمر الله عز وجل .
إن التعنت في نظري خطأ قاتل يرجع على صاحبه مهما طال الوقت بالشر ،، لأننا نسينا وتناسينا شرع الله تعالى الذي قال في كتابه الكريم وأمر بالبت في الأمر " بسم الله الرحمن الرحيم ،، يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان  إنه لكم عدو مبين" سورة البقرة 207  صدق الله العظيم ،، فالسلم والتسامح ووضع شروط  رادعة يتم عليها الإتفاق بين الأطراف المتنازعة بالحق والعدل ،، ومحاسبة جميع المجرمين من جميع الأطراف الثابتة عليهم  التهم عن طريق العدل وتقديمهم للمحاكم حتى تبت في الأمر ،، مهما كان العدد ... لو كان معظم أهالي تورغاء متهمون عليهم تقبل الأمر والإعتراف بالخطأ ،،، وتحمل العقاب والقصاص القاسي ،،، حتى يتم العدل والمساواة وترضى جميع الأطراف ،، فنحن الآن في عصر العولمة به قوانين إنسانية لحماية ضعفاء البشر من الإنتقام والتطهير العرقي ،، صادرة من الأمم المتحدة ،،، علينا إحترامها حتى نفوز وننجح ،، ولا نتعالى ونتكبر وتصبح عوائق في سبيل نهضتنا ووحدتنا ،، فالوطن للجميع وليس لفئة دون أخرى حتى تتعنت وتتجبر ،، وتريد الإنتقام بشريعة الغاب ،، وبالتالي يعم البلاء على رؤوس الجميع ،، ونحن نتفرج على المأساة التي حدثت وكل يوم تتفاعل أكثر ،، بدون أن نتدخل بالخير بين الأطراف المتناحرة المتخاصمة .
إننى مازلت أقول للقارىء الكريم شكرا على صراحتك ،، وأطلب منك التحلي  بالصبر والنظر للأمر بتعقل وحكمة والوقت كفيل بدمل وشفاء الجروح العميقة ،، فالحياة صعبة وليست سهلة تحتاج إلى عزيمة وصمود وشجاعة أدبية وكبت النفس والذات عن روح الحقد والتشفي والإنتقام  ،، وهناك مثل غربي يقول لا تحرق جميع الجسور نظير التعنت والإنتقام ،، فيوما ممكن تحتاج للعبور ،، ولا تستطيع المرور ،،، ومازلت أكرر وأقول أن الدنيا بخير ومصراته مدينة أبية  ،، كافحت من أجل البقاء بالدم وقدمت آلاف الشهداء ورفعت رؤوسنا عالية في الثورة المجيدة ،، ونحن نحس بجراحها وألمها  ،، فهي جزء منا لا يتجزأ ،، ونحن معها بالروح والدم طالما كانت على الحق ،، وإن أخطأت ،،، لا نجامل بل ننصح ونقول الحق ،، فأحسن شىء من الأخ والصاحب العزيز والحليف فى السراء والضراء أن تسمع منه الكلام الصعب بدلاً من الكلام المعسول  والنفاق والمزايدة للوصول  وإرضاء البعض ومساعدتهم ودعمهم على الخطأ ،،
طالبا من عقلاء مصراته وأولاة أمرها الصادقين الفاهمين للعبة الدولية ودسائس القوى الخفية ،،، النظر في الموضوع  من عدة زوايا خيرة حتى يقفل الأمر على الخير والود والسلام ،،، ولا تبقى كراهية لأجيال المستقبل تستمر إلى ماشاء الله عز وجل نظير عدم البت في الأمر،، ورأيي الشخصي ووجهة نظري مهما كانت الأسباب والأخطاء والجرائم ،،،أنه من الضروري من سيادة القانون ،،،  ويحاسب المتهمون في العلن عن طريق العدل والقضاء وعلى شاشات المرئيات ،، وكل من يثبت عليه الجرم ،، يقتص منه بعقاب صارم كما أمر الله عزوجل ،، حتى يصبح عبرة للغير في المستقبل ،، ولا تتكرر الأعمال المشينة من قبل جهلة أعماهم الحسد والحقد  وحب الإنتقام ،،، وأخيرا تحياتي العاطرة للقارىء الكريم عن مرارة تعبيره ،، والتعليق ،، وأرجو أن يتفهم الأمر ،،، راجيا  أن أكون قد أوضحت وجهة نظري الشخصية ،، عسى أن تلاقي القبول ،،، . والله الموفق .
                                                                    رجب المبروك زعطوط
                                                                       ٢٠١٢/٢/٦م   

No comments:

Post a Comment