Wednesday, February 15, 2012

الحظ والنصيب

 
                                                بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                     الحظ والنصيب


                الحياة نصيب وقدر ،، حظ للبعض والكثيرون يجرون يبحثون عن دور بارز طوال أعمارهم في المجتمع ولا يصلون مهما عملوا من خطوات مع إن جميع المؤهلات لديهم  ،،، ولكن لظرف ما  إلاهي ،، في آخر اللحظات تجد صدا ونفور ،، سدوداً و موانعاً مما تجعل الإنسان الضعيف يغضب ويحزن على ضياع المجهودات والعمل وأنه سيء الحظ ،، يعاتب الله عز وجل  الخالق بطرق جاهلة  وعدم تفكير ،، ولم يسأل نفسه من هو ؟؟ حتى يعارض ويتمرد ويتساءل بغضب ؟؟ وهذا في نظري مريض قليل العقل لا إيمان كاف  لديه ،، بحاجة إلى رعاية وعناية وشرح كبير حتى يتعلم ويفهم  ،،، فالإنسان مسير بقدرة إلاهية نحن لا نعلم منها إلا القليل ،، ولو عرفنا الكثير عندها جميع الموازين سوف تتغير للأسوء ،،
إنني أعرف الكثيرون  من البشر الذي تربطني بهم علاقات أخوة وقرابة  ،، والبعض أصدقاء ومعارف ،، الصابرون على عطاء الرب الوهاب  ،، الخير والنعم الكثيرة ،،  حامدون شاكرون طوال الوقت على جميع النعم  التي وهبت لهم ،،، وأهم النعم في نظري  الصحة والعافية ،، التي هي كنز رهيب وتاج على رؤوس الأصحاء ذوي العافية ،، لا يشاهده إلا المرضى المحتاجون للشفاء ورجوع الصحة والعافية كما كانوا من قبل ،، والكثيرون  منهم يعيشون في الغي غير مبالين بالتحفظ في أشياء كثيرة في الصغر وأيام الشباب والرجولة  ،، منها الإرهاق الزائد عن اللزوم في العمل ،، والسهر الكثير ،، والإفراط في المحرمات من جنس وزنا ،، شرب خمر وإدمان التعاطي للمخدرات  ،،، أو التدخين  للسجاير التي هي مرض سرطان وأدران قاتلة مع طول الوقت ،،
 هؤلاء البشر نسبة كبيرة في المجتمع  مرضى عقول و إرادة غير قادرين على الصمود والتغلب على هذه العادات السيئة المحرمة والمكروهه في جميع الأعراف والشرائع والأديان ،، ومع هذا التحريم ،، والأمرالإلاهي  الصارم لبني البشر ،،، مازالوا لاهين غير متوقفون عن الإستعمال ،، لا يعرفون التوقف والرجوع للحق ،، إلا عندما تقع المصائب وتتوالى الأمراض ويتداعى الجسد عندها يصدمون بالحقيقة المرة ،، يحاولون العلاج بأي طريقة ،، يصرفون مدخراتهم في الأدوية ،، يقضون أوقاتا بائسة في وحدة يعانون المرارة غير قادرين على النهوض من الأسرة والتمتع بمباهج الحياة ،، كما كانوا من قبل ،،
في نظري الأمراض  عديدة تنقسم إلى عدة درجات  وفئات ،، وأخطرها مرض العقول والعمى بالقلوب  ،،، وليس العيون كما الكثيرون يعتقدون ... عدم الرؤية الصحيحة لما يجري من أمور ومظالم وأحداث تحدث على الساحة الوطنية ،،، وهؤلاء المرضى أصحاء لاهون لا يهتمون طالما هم مستفيدون وعائشون طحالب ،، ونسوا وتناسوا أنهم شياطين خرساء حسب الأحاديث الشريفة  ،، فكل إنسان يشاهد المظالم ويخنع ويرضخ ويسكت عن قول الحق ،، ولا يطالب بالعدل والمساواة ويتصدى للخطأ ،،، شيطان أخرس ،، كل إنسان يساعد الظالم بأي مساعدة ومساهمة ولو بالسكوت  ،، ليست له حجج ولا أعذار ولا أية محاولة للتملص من الأمر ،، بإعطاء مبررات كثيرة ،،  يعتبر ظالماً ويحاسب مثل الظالم ،، ونحن في وطننا الكثيرون من هؤلاء البشر البسطاء الجاهلون بأمور عديدة لقاء العيش أو الحفاظ على أنفسهم من الإتهام والملاحقة من قبل النظام الأهوج السابق ،، سكتوا وصمتوا وصبروا حتى آن الأوان للتمرد والثورة ،، عندها قاموا وقفة رجل واحد ،، بدون تخطيط مسبق ضد الصنم ،، حتى تحطم ...
الآن بعد الثورة المجيدة والنصر ،،، نحتاج إلى وقت طويل حتى نستطيع ضمن برامج تعليمية مدروسة جيداً من أساطين وأساتذة وحكماء من نخب الشعب الخيرين الوطنيون ،، يحبون الله عز وجل والوطن بضمير وضع الأسس لبناء دولة حديثة على الديمقراطية الحقيقية والحوار وإحترام الرأي الآخر بدون غضب ولا تشنج ،، وتذويب الولاء القبلي والجهوي الجاهل ،، إلى علم ونور حسب العصر مع الوقت ،،  إلى ممارسات سياسية حقيقية ضمن التعدد الحزبي والولاء للوطن والعمل الجاد الجماعي والإصلاح وإنقاذ مايمكن إنقاذه ضمن الأصول وتعاليم الدين الإسلامي بدون تطرف ،،، ولا تعصب .
التركيز على المعاملة بالأخلاق الحميدة وبشرف وأصول ،،، التي هي أساسيات الحياة للعيش بقيم وكرامة ،، والأيام كفيلة بتصحيح الأوضاع للأحسن ‘‘ فلدينا مميزات عديدة غير منظورة وظاهرة للعيان  في شعبنا الليبي ،،، إنه ذكي ويفهم بسرعة  ،، وقادر على الإستيعاب ولديه قوة العزيمة والإرادة عندما يريد أن يتعلم ... والدلائل واضحة ،،، شبابنا المتعلم ذوي مناصب قيادية ووظائف كبيرة ضمن المجتمعات في عديد من الدول بالعالم ،، إبتداءا من أمريكا ،، وأوروبا ،،، إلى الخليج العربي ،، أليست بفخر وميزة لنا نحن الليبيون نحب أن نستمر فيها وننميها مع المستقبل ،، فالتواصل مع الشعوب الأخرى ،، وتبادل الزيارات ووجهات النظر ،، والتعارف  ،، أحد الأساسات للعلم والفهم والثقافة للسمو والحضارة ،، وإعطاء الصورة الحسنة بأننا نحب الخير للجميع من البشر ولسنا عنصريين متطرفين برابرة كما يدعى الكثيرون الشامتون ذوي الحقد والحسد ،، كما صورنا الإعلام بالغرب ...
الشعب الليبي كما قلت أكثر من مرة بالسابق جوهرة وألماسة غطاها غبار عهد سابق مظلم طاغ ،، ذو إرهاب وتعذيب وقتل ،، والآن الحمد لله عز وجل ،، الرب توجنا بالنصر ،، نحتاج إلى بعض الوقت حتى ننظف ونزيل الغبار للأبد ،، وسوف تلمع وتشع من جديد بقدرة المولى على الجميع من أبناء الشعب بالسعادة والسرور والفرح وعلى الآخرين من الجيران والشعوب بالخير العميم ،، فنحن دعاة سلام وأمن وأمان ،، نحترم الأديان السماوية ،، و شعائر وشعور الآخرين من البشر ،،، لا نتدخل في شؤون الآخرين إلا  بالحق والصواب ،،دعاة عدل ومصالحة  ،، نريد وطننا أن يصبح منارة خير وتقدم للجميع ،، وليست منارة إرهاب كما كنا من قبل أيام الصنم الأهوج ،، والله الموفق .
 
                                               رجب المبروك زعطوط
 
                                                     2012/2/15م 

No comments:

Post a Comment