Wednesday, February 15, 2012

عتاب

                                               بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                         عتاب
 
 
 
             أردت الكتابة الصريحة الصادقة من أعماق النفس ،،،  لعوامل كثيرة بالضمير  فلا أريد كتابة الغث من الأمور وأترك السمين ،،، فكثيرون من القراء ملوا القراءة لمواضيع الإنشاء العامة  ،، فنحن الآن في عصر العولمة ، عصر السرعة في كل شيء ،،، بحيث الجميع يرغبون قراءة ما قل ودل وليس مثل الماضي يحتاجون لشرح طويل حتى يستوعبوا الأمر ،، إن  التاريخ الوطني كتب وسطرت حروفه بالدماء والجهد والعرق والتضحية بكل عزيز وغال ومال ،،، لكن تغيرت المفاهيم في هذا العصر  ،، فمجتمعنا اليوم للأسف مجتمع يعتمد على المادة والمنصب والجاه بعضه طحالب أشباه رجال ،،، نسوا الأصول السابقة ومعايير الشكر والتكريم لأبطال الوطن الشرفاء الذين لا يزاحمون نظير حب الشهرة ،، .لا يكرم من ليس له أحد يذكره طوال الوقت  ،، حتى يجد يوماً آذانا شريفة وطنية صادقة  ،،  فالعبرة ليست بالذكرى من البشر ،، فالأجر والثواب حاصل عند الله عز وجل الذي لا ينسى ،، جهود وتضحيات البعض الشرفاء الذين هبوا ساعة الضيق والعسرة ،، وقدموا مابوسعهم للوطن حتى نجاح الثورة ،،، هؤلاء الجنود المجهولون ،، البعض للآن لم يهتم بهم أي أحد من المسؤولين ولو بكلمة شكر ومدح أمام الملأ حتى تسجل أسماؤهم بمداد من الذهب في تاريخ نضال الوطن للمعرفة من قبل الأجيال القادمة ،،، وتعطى لهم شهادات ونياشين حتى ترفع من المعنويات وتجعلهم فخورين أن تعبهم ومالهم لم يضيع هباء ،،،
من خلال التجارب وجدت الكثير من الأمور تسير في إتجاهات خاطئة ،، نسينا الأصول والتكريم للرجال الصادقين ،، على السطح ، ظهرت طحالب كثيرة تريد الشهرة بعد أن تم النصر ،، وكانت بالماضي وأثناء الثورة المجيدة في الخفاء والظلال تترقب في سكون وصمت الجانب الراجح والرابح المنتصر حتى تشمر عن ذراعيها وتؤيد  ،، يمسكون بالعصا مع المنتصف ،،، على المدى القصير أو البعيد لا خير فيهم للوطن ولا المجتمع  ،،، هؤلاء الطحالب عبارة عن شواذ المجتمع الطاهر الذي لا يخلو أي مجتمع منه عبر التاريخ والمعارك والحروب ،، فالحياة قاسية مابين مؤيد وقادح ،، أفراح وأتراح ،، ولكن المجتمع عندما ينسى أبطاله الأحياء المهمشون في الظلال تبقى مصيبة من المصائب مطلوب لها علاج بسرعة حتى لا يستفحل الأمر ويتخذ منحنيات ومنعطفات أخرى ،، ويستولي الجبناء والقطط السمان الطحالب على الخيرات والمناصب والأعمال ، والشرفاء الأحرار بآخر الطابور ينتظرون ،، من يمد لهم يد العون ،، ويشكرهم ويهتم بأمورهم لأنهم صابرون ،، لا يحبون المزاحمة وحب الظهور ،، لديهم قناعات خاصة بأن عملهم خالص لوجه الله عز وجل ،، راضون بالنصيب ،، في نظري ،،، هؤلاء هم الأبطال ورجال ليبيا الحقيقيون .
نحن كشعب ليبى نواجه فى حالات خطيرة تتزايد مع الوقت سوف ندفع ونقدم الثمن الغالي  إن لم نفتح العيون من الآن ،، ونتعامل معها بالأصول والعقلانية عن طريق دراسات وتخطيط من غير إنفعال وغضب ،،، بكل قوة وصرامة وبما يرضى الله عز وجل  ،،، حتى لا نلام مع الوقت من كثيرين أننا خرجنا عن الطريق السوي ،، وأردت  توجيه النظر لمشكلة الأعداد الكبيرة المقيمة داخل الوطن من العرب والأفارقة المرتزقة الغير شرعيين الذين إستجلبهم الصنم لمساندته في الحرب ضد الشعب والثوار وأعطاهم موافقات وبطاقات بأنهم ليبيون حتى يحصلوا على الشرعية القانونية  وكلها تزوير وكذب ،،،
 الآن الهجرة الغير شرعية كل يوم تتزايد بالآلاف من الجنوب تعمل بطرق غير قانونية ،،، تزور  المستندات من بطاقات شخصية وأوراق رسمية لإثبات أنهم من عروق وأصول ليبية ،، حتى تتحصل على مميزات رواتب وسكن ،، والليبي الأصيل الشريف مهمش لأنه لا يزاحم قابع في بيوت من الزنك وعشش خيام  بالصحراء يقاسي  لهيب الشمس الحارقة طوال الوقت بالصيف ،، ورياح البرد القارص بالشتاء ،، أليست بمأساة ؟؟ ونحن لدينا الأموال والدخل الكبير ولم نستطيع للآن التدبير ،، أليس بأمر مؤسف ،، ونحن ندعى العلم ،،، وفي نفس الوقت جاهلون بمصائب الآخرين من بني الوطن ،، وكيف يعانون في صمت...
 إنني أطالب المسؤولين بتكثيف الزيارات للدواخل حتى ينظروا للواقع ،، وليس البقاء في العاصمة طرابلس وبنغازي وبعض المدن حيث كل شيء متوفر ... يتحدثون ويخططون على الورق في المكاتب الفاخرة منعمون ،، والهواء البارد بالصيف يتدفق من المكيفات ،، والآخرون يعانون شظف العيش والحياة ...
لقد زرت منذ مدة ، لأول مرة في حياتى ، بعض البلدات في الجبل الغربي ،، وكم ذهلت من التسيب والتهميش والدمار والخراب وكأننا نعيش في العصور الوسطى ،، وقرون الجهل ،، لا طرق جيدة ،، ولا مواصلات منتظمة ،، ولا بيوت مريحة ،، ولا خطوط مياه ولا كهرباء منتظمة وقلت للنفس متسائلاً ،، هل أنا في وطني ليبيا ؟؟ ولم أستطع الرد ،، وآثرت الصمت ،، وقلت كم هؤلاء البشر صابرون وصامدون ،، وأموال المجتمع الخيالية بالمليارات صرفت طوال 42 عاماً وذهبت هباءا منثورا في الفساد والإفساد ،، في الدعارة وشراء الذمم ،، في الإرهاب الأعمى والقتل والخراب والتدمير للبشر ،، في التعويض نظير الأخطاء والإرهاب من إسقاط الطائرات ،، ودس مرض الإيدز للأطفال الأبرياء حتى ينهي مدينة بنغازي مع الوقت  ،،، في تسمين الحسابات المصرفية بالخارج للقطط السمان ،، وأبناء الوطن الأصليون يعيشون في القهر وعلى الفتات ،، أليست بمصائب وكوارث بدون حساب وعدد ؟؟
الأصوات بعد النصر التي تطالب بالداخل عدم السماح  لإخوتهم الليبيين ذوي الجنسيات من تبوأ مراكز بالدولة ،، نظير التعصب والجهل  ،،، مما تجعلني أشعر بالغثيان ،، ونسوا أو تناسوا ،، لولا هؤلاء الرجال وجهودهم الجبارة في الإعلام الخارجي والإتصالات الدولية عن طريق المعارف والصداقات والأصدقاء الأجانب أصحاب القرار ،، حتى توصلنا على الإعتراف الدولي وإعتراف أمم العالم الحر بأننا كمعارضون على حق وضروري من تقديم يد العون للثوار الأسود ،، لولا هذه الجهود التي لا تقدر بثمن مهما عد الإنسان من أرقام ،،، لتوصل الصنم على البقاء في السلطة وقطع رؤوس الكثيرين نظير التمرد والعصيان ،، كما حدث من قبل في سجن أبوسليم ؟؟؟
الذي يحز بالنفس ،، أن مقولات الأولين المشهورة ،، ( أي ثورة يفكر فيها الحكماء ،، وينفذها الرواد المغامرون الأحرار ،، ويستولي على مراكزها وخيراتها الطحالب ألجبناء أشباه الرجال ) هذه المقولة تطبق في الواقع وعلى الحقيقة بعد النصر ،، ونحن نردد فيها ،، ولا نعمل لوقفها ،، ولو أدى الأمر لإستعمال القوة حتى تخرس الألسنة عن قول المهاترات والأكاذيب ،، ويعرف الطحالب حدودهم حتى لا يتمادون في الطلبات التي من حق الرجال الثوار وليست من حقهم ،،، ويتم خلق مجتمع حضاري بالعدل والمساواة  ،،، نظيف يؤمن بالعمل الجاد ويعطى ويكرم كل صاحب حق على المجهودات بالشرف ومن غير مزايدات ،،،
إن بالنفس أشياء كثيرة نظير المرارة ،، وعوامل تتصارع تريد الإنطلاق في الأجواء الفسيحة في الساحة الوطنية ،،، حتى يعرفها البعض ،، عسى أن أجد أناسا مظلومين ينضمون للمسيرة ويعاونوننا على الشرح لأبناء الشعب الذين لا يدرون اللعبة الدولية ،، ولأولاة الأمر حتى لا ينسوا التكريم ،، فنحن لا نطالب بمنحة وعون ،، بل لنا كامل الحق ،، ووقف المهازل من أن تستمر ،،
أخيراً أود القول أنني حتى هذه اللحظة وأنا أسطر في هذه الكلمات النابعة من القلب والضمير ،، أن عشمي خير في الوطن ،، وماهذه المرارة إلا تعبير صادق عن كثيرين مظلومين مهمشين ،، عسى أن يأخذ العدل والحق مجراه الطبيعي ويكرم كل إنسان بعمله ،، والأفضلية في أي شيء ،، أولاً إلى الليبي الأصيل ،، الذى وقت الضيق وقف بكل الجهد وقدم الشهداء والدم والجرحى والمعاقين من أجل حرية الوطن بدون حساب  ،، ولم يتقاعس ،، مثل الطحالب عندما إشتد القتال مع كتائب الصنم ,،، تواروا  وراء الستار ،،، والله الموفق .
 
                                                                  رجب المبروك زعطوط
 
                                                                        2012/2/15 م

No comments:

Post a Comment