Friday, February 10, 2012

العين الساهرة

                                                    بسم الله الرحمن الرحيم
                                         
                                                       العين الساهرة



                  ترددت قبل أن أكتب عن هذا الموضوع ،، حتى لا يفسر بتفسيرات خاطئة ويتخذ إتجاهات أخرى ،، وأنعت بالعنصرية ،، خصوصاً و إنني عشت ثلث العمر في أمريكا ،، أو التشدد والمغالاة ،، أو زرع بذور الشقاق والفتنة  في بعض الأمور والتي تبدوالآن  سهلة ولا يهتم بها أحد ولكن على المدى البعيد أضرارها خطيرة على الوطن ليبيا أمنا الحبيبة ،، وكثيرون للأسف من الكتاب والإعلاميين الليبيين لم يضعوا نصب أعينهم البحث والتدقيق والكتابة العقلانية لعدة أمور غير طبيعية  في وطننا العربي بحاجة ماسة  إلى الدراسة والتحليل ووضع الدراسات الجيدة كيف يتم التعايش والإستيعاب لهذه المجموعات التي في نظرنا شاذة  خرجت عن المألوف والأديان السماوية وشرائع الله عز وجل دنيا وآخرة ،،، والشرح لها والحوار معها بالمنطق والأخذ والعطاء ومقارعة الحجة بالحجة ،، عسى أن يهتدوا إلى أحد ديانات السماء المعترف بها من يهودية ومسيحية وإسلام  ،، وليس بالعنف كما حدث لهم عبر عصور طويلة عديدة من إستعمال العنف وحد السيف ،، من الحكام العديدين ،، لأن العنف يولد العنف ،، ولكن الحوار هو الأساس للوصول إلى حلول سليمة ،، فالعالم الآن تغير ونعيش في عصر التقدم والتكنولوجيا الحديثة ،، نعيش في عصر العولمة ،، عصر العقل والفكر والفهم  ،، وأخص بهذا الأمر ملة اليزيدية  ( عبدة الشيطان ) التي تتفرع إلى عشرات الوحدات والشرائح والقبائل والمسميات العديدة ،، ولها دينها الخاص وتعاليمها وطقوسها ومزاراتها التي يمارس فيها أفرادها مؤمنوها عبادتهم بكل الإحترام والتقديس لأولياؤهم وشيوخهم ،، ينظرون إلى الأجناس الأخرى البشرية  ،، بأنهم  أدنى مستوى على جميع المستويات ،، وهذه مصيبة كبرى من المصائب ومرض عضال وبكتيريا خطيرة لا نريدها تحت أي ظرف أن تستشري في وطننا ليبيا نظير العاطفة والجهل ،، نظير الكرم والمناصرة لإخوتنا السوريين الضيوف القادمون لنا في ليبيا الحبيبة ،، الذين الآن يعانون الظلم والقسوة والإرهاب والقتل الجماعي من نظام متسلط ،، وحاكم طاغ مثل بشار الأسد وطغمته الأشرار ،، لا يريد أن يتعلم من الدروس التي مرت منذ فترة بسيطة ،، لايريد أخذ عبر من ربيع الثورات العربية  ،، عندما الشعوب في تونس ومصر وليبيا ،، ثارت وأسقطت طغاتها غصبا عنهم ،، في وقت قليل .
في سنة 1998م كنت في زيارة إلى سوريا وبرفقتي المرحوم أحميدة المقصبي لبعض الأعمال ،، وتعرفنا بأخ كريم ،، الآن نسيت أسمه ولا أتذكره من كثرة المحن والمصاعب التي تعرضت لها خلال السنوات الماضية ،، وبطاقته مدون بها إسمه موجودة بالمكتبة في درنة ليبيا وسط تلال الورق يحتاج إلى بحث طويل  ،، وكان سابقا من ضباط الجيش السوري والذي أحيل على التقاعد المبكر نظير تطلعاته وتوجهاته ضد نظام الأسد حسب ماصرح لنا خلال الرحلة الطويلة والتي إستغرقت عدة أيام ،، وكنا معزومين لجولة في الريف في رحلة بسيارته من دمشق إلى حلب حيث بالنسبة لي أول مرة أزور حلب فمعظم زياراتي السابقة كانت إلى دمشق والمناطق القريبة منها ،، أو الطريق إلى بيروت لبنان ،،
وأتذكر حادثة بسيطة ولكن بالنسبة لي لها معايير كثيرة وكبيرة ،، وحمدت الله عز وجل أن وطننا ليبيا مازالت طاهرة بريئة من الملل الشاذة وبالأخص عبدة الشيطان الرجيم حسب ديننا وقرآننا العظيم ،، ووحي الله عز وجل بأن الشيطان هو عدو الإنسان إلى يوم الدين ،، وأمرنا في كتابه العزيز بأن نتقي شره ولا نسمع إلى وسوسة إبليس الوسواس  الخناس الذي يحاول قدر جهده أن يبعدنا عن عبادته ،، وخلال الرحلة مررنا على قرية وقال أن لديه عميل تاجر صاحب له يود مشاهدته وطلب الإذن ولم نمانع فلدينا وقت طويل ،، وبالصدفة كانت عند صاحبه وليمة غداء لمناسبة ختان لأحد أحفاده ،،، حضرها العديدون من القرية والقرى المجاورة  ،،، وكنا نحن بالصدفة ضيوفاً ،، وفرح المضيف بوصولنا فرح لا يوصف فقد أتينا في الوقت المناسب وبدون دعوة ،، وأجلسنا في الصدارة ،، والعادات القهوة مستمرة والغلايين ( النرجيلة ) تكركر قبل تقديم الطعام ،، ثم وضع الطعام ،، وأكلنا فيه النصيب ،، والغسل على الأيادي وكل شىء سليم ومعقول إلى أن بدرت مني في الحديث كلمة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بعفوية وبدون قصد ،، ورد علي أحد الموجودين من الضيوف بعنف وغضب لماذا تسب في ملائكتنا وحامينا وكلام كثير لاداعي لكتابته وسبنا بأننا جاهلون كفرة خارجون عن الملة ،، وصدمت من حديثه العدواني المفاجىء الغير متوقع ،، ولم أجبن وأضعف بل كررت الحديث وسبيت الشيطان مرة أخرى  عن قصد ،، مما زاد غضبه ووقف متحدياً  يريد العراك ولولا المضيف صاحب البيت ،، الذي نهره وأوقف الأمر لكنت الأن ميتاً ،، أو تحصلت على ضرب مبرح على موضوع ذكرته في سياق الحديث ببساطة من غير أن أعرف العواقب ،، ولم ينتهي الجدال ،، ومحاولة المضيف المحرج بتهدئته الموضوع ،، حتى لا يفسد الحفل والمناسبة بموضوع عارض ،، حيث كنا ضيوف حتى قمنا وركبنا سيارتنا وسافرنا ،، وعلق صديقنا وهو يقود أنه آسف ،، كيف يكون هذا المعتوه من ضمن المعازيم ؟ 
منذ ذلك اليوم وتلك الحادثة البسيطة ،  تعلمت الكياسة وعدم الحديث في الدين أو السياسة طالما ليست عندي خلفية بالحضور ولا سب الشيطان الرجيم علانية ،، بل في السر وبالأخص عندما أتواجد في مناطق جبلية وليس المدن في العراق وسوريا ،، فلديهم عشرات الملل وكان الله عز وجل في عونهم .
ما أريد قوله بصراحة لإخوتي أولاة الأمر وأبناء الشعب في ليبيا أن يهتموا بمثل هذه الأمور الخافية التي صعب معرفتها فهؤلاء الملل والشرائح عبدة الشيطان وغيرهم  ،، صعب إكتشافهم ... إلا من خلال الصدف والشعب الليبي بسيط وساذج في هذه الأمور ونقي ليس له خبث ولا دراية ،، ولا نريد تحت أي ظرف أن يتغلغل فينا أمثال هذه الملل ،، فالشعب الليبي مؤمن يوحد بالله عز وجل ،، لا يعرف هذه الأمور ،، وفي نظري من أكبر الأخطاء الزواج من الأخوات اللآجئات السوريات بدون معرفة ولا خلفيات عن ماضي الأسر بدقة ،، فالمصاهرة صعبة وإختلاط الدم ،، وهل هم ضمن إحدى هؤلاء الملل ،، فيوماً الأبن يتبع الأم في معتقداتها وعندها المصائب ،،، إنني لا أعرف ولا أريد التجني ولا أن أخطأ في حق البعض ،، ولكن مسئولية كبيرة على عواتقنا ،، وعلينا بذكرها والنصح لأخوتنا ،، فلا نريد بزرة شريرة تنطلق من أوساطنا ،، نريد نقاء الدم من الغث والفاسد ،، لا نريد أشخاصاً آخرين عديمي الأصل والفصل مثل ماحدث لنا مع الصنم القذافي المقبور دنيا وآخرة ،، يوماً سوف يحكمنا بطريقة أو أخرى وعندها سوف نرى الويل لأننا ننظر للأمر ببساطة الآن ،، وهم مزروعون في وطننا من قبل قوى خفية ،، لأغراض بالمستقبل على المدى البعيد  للدمار والخراب والهدم ،،، اللهم إنني بلغت ،، اللهم إنني بلغت ...
إنني مازلت أكرر ولا أريد الخطأ في حق أي إنسان مؤمن بأحد الأديان الثلاثة ،، فالذي يعرف الله عز وجل ضمن الأديان السماوية ،،، دائماً قلبه عامر بالإيمان ،، والفصل من على الحق ،، عند الرب يوم القيامة ،، هو الخالق والقادر والعارف ،، وأنا الآن أسطر في هذا الموضوع  وقت ضحى يوم الجمعة بتمعن ومازال على الذهاب لصلاة الجمعة في المسجد عدة ساعات ،، طالبا داعيا ،، أن أكون قد نصحت من القلب والضمير ،، وإنني لم أخطأ في حق أي أحد ،، وإنما للتوضيح ،، عسى بني وطني وأولاة الأمر أن يأخذوا عبراً وأي شرائح لاجئين يريدون الحماية في الوطن ،، أهلاً وسهلاً ولكن بعد التأكد من العقائد  وعمل الفحوصات الطبية ،، ووضعهم في مخيمات منعزلة ،، والقيام بالعون وواجبات الضيافة على أكمل وجه  ،،، حتى تتم المراجعة الدقيقة قبل السكن في المدن والإختلاط مع الشعب البرىء الذي لا يعرف الأمور على حقائقها ،، فالشعب السوري بأديانه الثلاثة السماوية ،، أخوتنا وضيوفنا ،، وأهلاً وسهلاً بهم في أي وقت ،،، لكن لا نريد ملل و عبدة شياطين  وعقائد غريبة عن مجتمعنا  تحت أي ظرف ،، متخذين من الأديان السماوية ستاراً لهم ،، اللهم إنني نصحت وبلغت ،، والله الموفق .
                                                                    رجب المبروك زعطوط
                                                                         2012/2/10م

No comments:

Post a Comment