Thursday, February 9, 2012

تساؤلات





                                                 بسم الله الرحمن الرحيم


                                                        تساؤلات 


                بدون أن أدري قمت من النوم بسرعة  ،، على غير العادة فقد كنت بالسابق أستيقظ وأبقى في الفراش فترة من الوقت حتى أستجمع قوايا وأفكاري المتشعبة ثم أنهض  ،، لكن اليوم الخميس 9 فبراير قمت  وأنا أعتقد أنها السابعة وأن صلاة الفجر فاتتني ،، وبدون أن أتطلع للساعة لأتأكد من الوقت ،،  قمت في الظلام ،،  وتوضأت وصليت الفجر في نور باهت قادم من الصالة بالكاد يشع في الغرفة   ،، وفوجئت عندما دخلت للمكتب لأكتب مثل العادة وتطلعت للساعة ووجدتها الرابعة ،، وقلت للنفس متسائلاً ،،  سبحان الله عز وجل مالك الملك ،، مشيئتك تجعلني أستيقظ وأتوضأ وأصلي ،، قبل الميعاد بساعات مثل الآلة مسير ولست بمخير بإرادتي ،،
إنه بذكري لهذه الملاحظة البسيطة بودي القول لماذا التعب والجري والكفاح والعيش على الأمل وأننا نريد ونحب أن نعمل بطرق صادقة صحيحة والبعض ملتوية ولكن في نظرنا مستقيمة للوصول إلى أشياء وأحلام وأهداف نريد تحقيقها  في خواطرنا وداخل أنفسنا ،، ونحن مسيرون بإرادة الله عز وجل إلى أهداف وطرق نحن لا نعلمها ،، وتساؤلاتي: لماذا الحقد والحسد وحب الذات والنفس ،، والتعالي والإنتقام ،، ونحن ذرة من الذرات في ملك الله عز وجل ؟؟  لماذا لا نستيقظ من الأحلام الوردية  ونتعظ من مآسي غيرنا ،، فنحن نشاهد في الكثير مما يدور يومياً في الساحة العالمية من أحداث وشرور وخير وسلام وأمن وأمان  ،، وبالأخص ماذا حدث في وطننا من أحداث سابقة ظلم وتعالي وإرهاب ،،، وحاضرة  وغير عالمين ولا متعظين ،، بل نريد الغنائم والإمتلاك نتشدق بأننا الذين  عملنا وحققنا ووصلنا إلى النصر ،، نتباهى على غيرنا ،، ونحن عبارة عن مسيرين ضمن منظومة ربانية وقدر ،، مهما عملنا ؟ ومهما تعلمنا ؟؟  لن نستطيع الوصول إلى الأسرار الرهيبة التي علمنا بها قليلاً ... وإلا جميع الأمور سوف تتغير ،، للأسوْء ،، فالإنسان بشر  بطبيعته ضعيف أجوف ،،تحت الإغراءات القوية ممكن يسقط في الحضيض بسهولة ،، وعندها سوف تحل المصائب بلا حدود ،، وننتهي من الوجود .
من خلال نظرة فاحصة  إلى القضية الليبية،، من قبل قيام الثورة المباركة وأثنائها وإلى نهايتها والنصر والفرحة ،، وإلى أين وصلنا ؟؟ أجد الأمور ربانية ،، وقدر مكتوب من الأزل في اللوح المحفوظ ،، ومانحن إلا أدوات لننفذ المطلوب منا ؟ . 
الخالق الرب يعلم مدى قدرات أبناء الشعب الليبي ،، قوتهم وضعفهم ،، فهو الذي خلقنا من العدم ،،، وغضب علينا لأسباب لا نعرفها ،، ومهما حاولنا المعرفة ،، سنظل لا نعرف ؟؟ ووضع في طريقنا ،، إبليس الشيطان في صورة بشر ،، الصنم ،، وحكمنا 42 عاماً معظمها قهر و إرهاب وتسلط وقتل ودماء ،، وفساد وإفساد ،، ومهما عدد الإنسان من مآسي وفواجع لا يستطيع الإنسان الوصول لنهاية الأرقام ،، حتى نتعظ ونتعلم من خلال التجارب والمحن القاسية  ،، ونرجع إلى الطريق السوي عن قناعة ويقين  بدون جبر ولا إكراه ،، ونثور على الظلم والظالم من أجل العدالة والمساواة والحق الذي هو أساس الحياة .
رعانا المولى من أول وهلة ،، وهيأ لنا الأمور للنجاح  ،، وقامت الثورة الشعبية في تونس الجارة ،، وإضطر رئيسها زين العابدين بن علي الهرب إلى السعودية ،، خوفاً من المحاكمات والإذلال أو القتل ،، وشاء القدر ،، وقامت الإنتفاضة على فرعون مصر العجوز المتصابي ،، حسني مبارك ،، وسقطت ضحايا عديدة وأهدرت الدماء والنهاية تنحيه عن الحكم غصباً عنه ،، والإذلال وحضوره للمحكمة أكثر من مرة محمول في فراش طبي  ،، وهو يدعي المرض ،، بعد أن كان في قمة السلطة ،،
وجاء الدور على الشيطان الصنم ،، وبدلاً من أن يستسلم ويهادن ويطلب السماح ،، تحدى المغفل الشعب  بكل العنجهية  ،، معتمداً على كتائبه وجيشه المدرب أحسن تدريب وسلاحه ومرتزقته ،، وحوارييه وحلفائه وأمواله التي بدون عد ولا عدد ولم يستطيع أن يصدق  أن الشعب لا يريده ،، فقد كان يعيش في الأحلام ،، بأنه الأوحد ،،القائد والمعلم ،، ملك ملوك أفريقيا ،، ومئات التسميات والألقاب من الطحالب وأشباه الرجال الحواريون ،،  ونسى أنه صعلوك من صعاليك الزمن تولى السلطة بالخداع في غفلة من الشعب .
يوم 17 فبراير 2011م كانت البداية القوية والثورة العارمة لهز عرش الطاغية الصنم ،، قامت الثورة بعد أن زاد الضغط عن الحد طوال سنيين الجدب والرعب والإرهاب ،، تولدت الإنفجارات في كل مدينة بالشرق ،، ثم الغرب فهم الأساس والثقل ،، بدأت الشرارة من مدينة بنغازي المناضلة المهمشة وإستمرت تطحن رموز النظام ،، وأصبح عقيدنا المعقد الصنم ،، حيران يجعجع ويتوعد في الشعب البريء بالويل والثبور ،، والعقاب الصارم بالقتل في كل مكان والمتابعة في كل حي سكن وشارع شارع ،، زنقة ،، زنقة ،، ونسى أن الشعب الأبي قوي صامد لن يتراجع حتى ينهي حكمه للأبد .
ضحى الشعب بكل عزيز وغالي ،، حارب الشباب بصدور عارية وقلة سلاح ،، يدفعهم الإصرار وقوة الإيمان على النصر مهما كلف الأمر من تضحيات بالروح والدم ،، وتوحد الشعب في ساعات الخطر والمواجهة في مدة بسيطة ،، أصبحوا كتلة واحدة ،، شعب واحد وعاصمة واحدة طرابلس الغرب ،، وعلى الصنم إذا أراد العيش الرحيل ،، وراهن الصنم على الفرقة وبث سموم التجزئة للوطن ،، ولم يرضخ الأهبل ؟؟ فقد أعماه الله عز وجل عن رؤية الصواب والحق ،، وأصبح وحيد فقد قصت أطرافه أجنحته ،، من الغرب والشرق بسقوط الطغاة ،، وأصبح مثل البطة يتخبط بالبحيرة غير قادر على الطيران ،، والصيادون يقتربون من كل جانب يدفعهم الإيمان والحقد على نهايته وقتله بأي ثمن ،،
إنها معجزة من معجزات القرن 21 كيف تتوحد ليبيا المترامية الأطراف ،، ذات مختلف الشرائح  والقبائل ،، والخصومات والكراهيات الجهوية السابقة بين بعض الأطراف ،، والولاء القبلي المتعفن ،، وعدم الوعي السياسي لدى معظم الشعب ،، موبوءة باللجان الثورية والشعبية ،، وتعاليم الكتاب الأخضر التافه ،، موبوءة بحديثي النعمة ،، عديمي الأصل والفصل ،،، وتصبح يدا واحدة تناضل وتتحدى ضد الظلم والطغيان ،، أليس هذا الأمر بإرادة الله عز وجل ورحمة ،، فقد صدر الأمر الإلاهي للصنم أن يسقط ويتحطم .
إنني مهما عددت وحاولت الشرح لا أستطيع التعميم عن ما شاهدت من بطولات البعض فقد كنت شاهد عيان على كثير مما حدث في المنطقة الشرقية والغربية ،، وناصرت ودعمت الثورة بكل الجهد المتاح ،، ولا أزايد ولا أريد الشهرة ولا الشكر والتقدير على أعمالي الخيرة والتضحية ،، وعملي  لوجه الله عز وجل ،،، ولم أبخل مثل الكثيرون ذوي رؤوس الأموال ،، الذين يلعبون على الحبال ،، بدون تقديم أي جهد مهما كان للقضية السامية ،، قضية الوطن ،، ونسوا أن الوطن غالي يرعاه الله عز وجل ،،ورجاله و شيوخه و شبابه و جنوده و أمهاته و سيداته و صباياه و بناته و أطفاله توحدوا للجهاد ،،  ،، ظهر أبطاله وقت الحاجة كأنهم ملائكة شداد ،، بدون تدريب ولا سلاح ،، حاربوا رجس الشياطين من أنس وجان ،، حتى إنتصروا ،، يوم 20/10/2011م ،، وقتلوا الصنم الطاغية شر قتلة ،، وعم الفرح الجميع ،، بعد أن وصل بعض أبناء الشعب الجاهلون عديمي الإيمان ،،،  إلى مراحل اليأس من الدس والخداع ،، والقتل والإرهاب ،،يعتقدون أن هذا الصنم ،، لا يريد الرحيل ولا يريد أن يتحطم ،، يريد البقاء إلى ماشاء الله عز وجل ،، على كرسي الحكم .
إنني الذي أريد قوله لإخوتي أبناء الشعب الليبي ،، أن يتحلوا بالصبر وضبط النفس ،، ومساندة أولي الأمر الحكومة مهما كانت من أخطاء بسيطة أو فادحة في نظرهم ،، بدل التشكيك والتشويش في كل صغيرة ،،، دعوهم يعملون في صمت ،، ساندوهم بقية الأشهر القادمة على بقائهم ،، والإسراع في عمل الدستور الذي هو الأساس للحكم العادل والمساواة ،، وتنفيذ القانون الرادع بما يأمر الله عز وجل ،، حتى تصبح لدولتنا الهيبة ويضمن الجميع السلام والأمن والأمان حتى نستطيع أن نعمل المستحيل ،، فالشعب الليبي لديه جميع القدرات والخبرات والثروات ،، وبإمكانه عمل المستحيل لو وفر له المناخ الصالح  ،، وإستقطب جميع الخبرات الليبية أبناؤه من الغربة والمهجر ،، فلا يحك جلدك إلا ظفرك ،، وهؤلاء الرجال الشباب والسيدات ،، وأجيالهم الصاعدة هم عماد المستقبل لنشر العلم ،، والمزج مع أخوتهم وأهاليهم في الداخل ،، حتى تظهر طبقة جديدة متعلمة ذات ثقافة عصرية ،، تؤمن بالديمقراطية الحقيقية الصادقة والشورى ضمن أطر وتعاليم الإسلام ،، بدون تطرف ولا عصبيات وتعنت ،، وإتخاذ الدين ستاراً للوصول فنحن جميعاً مسلمون معتدلون ،،نؤمن بوحدانية الرب الواحد ،، وإن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ،، الرسول للعالمين لنشر الدين العظيم ،،  لا نحتاج إلى فتح جديد ،، فالمهاجرون  قد أتيحت لهم الفرص وعاشوا في الخارج في بيئات نظيفة ،،، ولم يتلوثوا بالفساد والإفساد وتعاليم المقبور الصنم الجاهل ،، والآن دورهم للنهوض بالوطن ،، والله الموفق .

                                                                                رجب المبروك زعطوط
                                                                                    ٢٠١٢/٢/٩م

No comments:

Post a Comment