Friday, February 17, 2012

ذكرى النصر

                                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                                     ذكرى النصر

     إنني مهما كتبت وسطرت وعبرت عن الحمد والشكر لله عز وجل لن أستطيع أن أوفي الخالق تعالى تأييده من أول يوم للثورة المجيدة حتى النصر يوم 20/10/2011م ،،، عندما تمكن الثوار الأسود بعد حرب ضروس دامية وكر وفر طوال 8 أشهر وعدة أيام ،، سقط فيها الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين على مذبح حرية الوطن ،، رووا تراب الوطن بالدم القانى وهم يحاربون بإيمان وعزيمة قوية من أجل خلاص ليبيا من الطاغوت الجاثم على الأكتاف   طوال 4 عقود ونيف  ،،، يدفعهم التحدي والصمود والصبر للخلاص من عهده الفاسد وطغمته الشريرة ،، وشر كتائبه المدربة أحسن تدريب  على القتال ،، والمزودة بأحسن السلاح  ،، ينفذون في أوامر السفاح ،، بعدم الرحمة والشفقة للمتمردين في نظره ،، والقصاص والعقاب الرهيب لأبناء الشعب المدنيين العزل من غير سلاح الذين ناصروا الثورة ،، وأيدوا الثوار حسب إمكانياتهم المتاحة ،، حتى النصر .
هؤلاء الثوار الأسود تمكنوا من حصار الصنم القذافي  ،،، وهو يحاول الهرب كالجرذ خائفا يرتعد ،،، بعدما كان يصول ويجول كالطاووس في خيلاء ( الشيطان ) يهدد ويتوعد شعبه بالويل والثبور من غير خجل ،،، وكأن ليبيا الوطن ملك شخصي لعائلته ورثها من والده بالتبني أبومنيار العجوز الفقير الذي كان بالكاد يعيش ،، تم الأسر في أحد مخارج مدينة سرت الساحلية ،، التي فرضها بأن تكون مدينة حديثة قبلة للأفارقة بجميع أطيافهم وشرائحهم من رؤساء وسلاطين ،، وشراء الذمم والصرف بالمليارات على مهاترات وتراهات والإجتماعات الواحد وراء الآخر بدون نتائج ،، ولا مصالح تعود بالخير للشعب الليبي غير الأمراض والخراب والفلس ،، وصرف على سرت أرقاما خيالية  بالهبل من غير تخطيط  للمستقبل ،،،
أسره الثوار الأسود وهو يتساءل في سذاجة وخبث ماذا عمل ؟؟ يستجدي الرحمة حتى لا يقتل ،، يقول لآسريه لا تتعدوا وتضربوني فأنا مثل والدكم  ؟؟ كانت هذه الكلمات الأخيرة للطاغية التي لفظها قبل أن تطلق عليه رصاصات الرحمة  ،،، وقتله أشنع قتلة ،، وأصبح جيفة نتنة كريه الرائحة بعدها بساعت .                 
إن الثورة المجيدة ثورة إلاهية رعاها القدر منذ اليوم الأول ،،، كانت هزة زلزال وبركان للنظام نظام التدجيل والتمثيل الذي كان يغطى  ضعفه وخوفه بالإفراط في القوة والضرب بيد من حديد على أي مواطن يعارض من أجل الحقوق الضائعة والمساواة ،، لم يحترم إنسانية البشر ،، ولا الدين الإسلامي الحنيف ،، ولا الشعائر المحمدية ،، ولا مشاعر المواطن البريء ،، بل طوال الوقت التطبيل والتزمير من حثالات وإمعات أشباه رجال ،، لتزيين وتلميع الإنقلاب الأسود ،، وصرف الثروة والدخل الخيالي طوال سنين طويلة على الفساد والإفساد والإرهاب وشراء الذمم ،،، والشعب الأصيل محروم من الخيرات ،،، حتى يضمن التأييد وتغطية أعماله الإجرامية بهالة وقدسية لدى ضعاف النفوس ،، معتقدا أنهم يوما سوف يقفون معه ساعة الضيق ،، والواقع عندما وقعت الواقعة تخلى الجميع عنه لأنه بدون أساسات وأعمدة ثابته راسخة ،، بل معتمد على نمور من ورق وواجهات هشة ،، عندما طقطق السلاح ،، ولعلع الرصاص ،، وتنادى الثوار بصيحة الله أكبر ،، الله أكبر ،، تلاشوا مثل الجرذان في السراديب .
إنني سعيد وفرح بأنني عشت ،، وهبني الله عز وجل طول العمر وشاهدت نهايته التي كانت قبل الثورة المجيدة  بشهور ،، كانت أشبه بالحلم ،، تعتبر مستحيلة لدى ضعاف النفوس الذين تطرق اليأس لقلوبهم ،، ولكن عندما حانت الساعة للطاغية تلاشى في شهور وكأنه لم يكن يوماً المجنون يتبختر في أزيائه الأفريقية ،،، ظانا أنه ملك ملوك أفريقيا ،، والواقع صعلوك ونفاية مزبلة من مزابل الوطن .
إنني مهما كتبت ومهما سطرت لن أستطيع إيفاء الحمد والشكر للخالق الأحد ،، الذي وهبنا القوة والعزيمة والإصرار والصمود وقوة الإيمان حتى تم سحق وإسقاط الصنم من عليائه متحطما وكأنه لم يكن يوماً قائما ،، أليست برحمة من الله عز وجل ؟؟
الآن ليبيا وطننا في مخاض قوي ،، ولدينا مشاكل ومعاناة كثيرة وكبيرة حتى نستطيع مع الوقت إصلاح رواسب ظلم وقهر وأخطاء 4 عقود ونيف ،، تركة قذرة مثقلة بالمآسي والآلام ،، لكن بتقوى الله تعالى ،، إنتصرنا على الطاغية ،، وسوف ننتصر في المرحلة القادمة مهما كلف الأمر من تضحيات ،، فالشعب الليبي الحر وشبابه الثوار المغاوير قادرون بإذن الله تعالى على الصمود والتصدي والعمل بكل القوة والهمة للإصلاح والتعمير .
أخيرا أود أن أهنئ الشعب الليبي بزوال الطاغية ،، والفرحة بالذكرى الأولى للثورة ،، طالبا من الجميع التلاحم والوحدة حتى نستطيع مواجهة التحديات من جميع القوى الخفية من داخلية وخارجية تحاول النيل والنهش لخيراتنا ،، وتضع العراقيل أمامنا ،،، ولكننا صامدون وبالقدرة الإلاهية فائزون ،، وسوف ننهض بالوطن حتى نتقدم ضمن الأخلاق والقيم ،، ضمن الدين الإسلامي الحنيف ،، دين التوحيد ،،، والعدل والمساواة للجميع ضمن القانون ،، ويعيش الشعب الليبي في سلام وأمن وأمان ،، والله الموفق .
                                                               رجب المبروك زعطوط
                                                                 17 فبراير 2012م

No comments:

Post a Comment