Saturday, February 18, 2012

معنى المعاني

 
                                           بسم الله  الرحمن  الرحيم
 
 
                                                 معنى المعاني



            إننا نعيش في الوقت الحاضر في وطننا ليبيا في مخاض رهيب  بعد أن من علينا الله عزوجل  بالنصر ،، وإسترحنا من حكم الطاغية الصنم ،، فحتى الآن يصعب التصديق من البعض كيف بدأت الثورة  بمطالبات لحقوق بسيطة يطالبون بها  ،، في مدينة الشرارة بنغازي المهمشة  ،، ورجال النظام الجهلة الذين كانت بأيديهم الأمور ،، حسبوها مثل عشرات المرات السابقة من إنتفاضات وتمرد ،، زوبعة في فنجان وسوف تذوب بسرعة كما تعودوا من قبل ... في جميع الإنتفاضات السابقة التي كانت تحسم بسرعة بالإفراط في القوة ،،، بالدم والقبض على الرؤوس القياديين بسرعة ،، إعتبروها عبارة عن هيجان لشباب متهور ،، وتحدوا الثوار بصفاقة وصلف ،،، يريدون الحظوة ورضاء الصنم بإنهم قادرون على سحق المتمردين بسهولة ،، متناسين أن هؤلاء المتمردون المواطنون إخوتهم وأبناؤهم يطالبون بحقوق عادلة ومساواة تشملهم جميعاً ،، وأعطوا الأوامر بالضرب بالرصاص والقتل ،، وبدأت المصادمات العنيفة ،، وسرت بسرعة مثل النار في الهشيم ،، فقد كان المناخ مهيئأ نتيجة الضغط والممارسات الخاطئة في حق المواطنون الشرفاء ،،، وتوحد وهب الشعب من جميع المدن للدفاع عن إخوتهم بالشرق  ،، وإنتهت بثورة دموية شرسة قوضت صرح الظالم وعهده وحوارييه للأبد من على كاهل الوطن في شهور عديدة وكأنها حلم ،،
لقد عشنا سنيناً كثيرة في الخوف المفتعل المصطنع  ،، إرهاب ورعب من زوار الليل والنهار بحجة الأمن ،، والواقع لجم  وكتم أو إخراس الألسن  وقفل الأفواه عن الصراخ المطالبة بأبسط الحقوق للمواطن الليبي بأن يعيش كريماً ،،، فقد كان  النظام يتخبط بدون معايير ولا أسس بقيادة مجنون أهبل قلب الموازيين رأسا على عقب وأصبح أشباه الرجال الصعاليك الأوباش حديثي النعمة والسلطة بين ليلة وضحاها  ،،، هم أصحاب الجاه والسلطة ،، عاثوا الفساد بجميع أشكاله وصوره من شراء الذمم والصرف على البغاء والعاهرات ،، واللواط المشين ،، وجميع أنواع العهر والحرام كانت تمارس بدون حياء ولا خوف من الله عز وجل أو الناس ،، وكأن هذه الأشياء والممارسات طبيعية في نظرهم لأنهم بدو رحل  ،،، عاشوا بالصحراء في وحدة  ،، حرمان وعدم إيمان ،، بدون تعليم وثقافة ومخالطة مع الآخرين من البشر في وطن طاهرمتدين ،،  لا يتعدى سكانه سبعة ملايين نسمة  ،،، به مليون قارئ و حافظ للقرآن الكريم ،، أليست بمأساة ؟؟؟
إن الله عز وجل القادر يمهل ولا يهمل ،، ترك هؤلاء الفجرة يتمادون عسى أن يرجعوا للحق يوما ويطلبوا الغفران ،، ولكن زادوا عن الحد في الفساد والإرهاب والقتل للأبرياء بدون أسباب قوية جوهرية في إبادة جماعية ،، لضمان البقاء في الحكم والسلطة والحصول على الجاه والعز وعب البلايين من الدينارات من خزينة المجتمع بدون حساب ولا رقيب ،،، على رأس المظالم تم قتل وإزهاق أرواح أكثر من 1400 ضحية سنة 1996م  خلال ساعات في مجزرة سجن أبوسليم في طرابلس ،، لأن السجناء تمردوا يطالبون بالعلاج والدواء من الأمراض المتفشية نظير الجوع وبطاطين لإتقاء شدة البرد في فصل الشتاء ،، تم القتل والإعدام ببرود أعصاب  بدون حساب وكأن المساجين حشرات يجب القضاء عليها وليسوا بشراً ،، وليست لهم عائلات وجذور ،، يوماً سوف تطالب  ... ( ياقاتل الروح ،، وين تروح ) ؟؟
مما حق عليهم العقاب ،، وسلط عليهم شباباً صغار في السن كبار في العقول والتحدي ،، مثل الورد أقوياء القلوب والعزيمة ،، هبوا للثورة فداءا عن الكرامة والقيم  ،،لم يحملوا السلاح من قبل ،، ولا يعرفون كيفية الإستعمال... ولكن بالعزيمة والتحدي قاموا وهبوا وتحدوا الظالم الصنم وكتائبه المسلحة بالأسلحة  الحديثة  ،،، المزودة بخبرات أساطين الشر والشرور من أماكن عديدة بالعالم والمرتزقة ذوى الخبرات في قمع الثورات والشعوب التي تطالب بالحرية ،،
وحاول الطغاة الصمود وعملوا المستحيل بجميع أنواع الإرهاب والترهيب والترغيب ،، وعرض الأموال الطائلة على بعض القبائل والشرائح بأن تكف عن القتال والمصالحة ،، لدس الفتنة وعمل شروخات في الثورة حتى تهدأ وتطفأ  ،،،
لكن هيهات فقد صدح النفير بالصوت العالي منادياً للجهاد والفداء من أجل حرية الوطن والمواطن من حكم جائر ،، وأطلق الرصاص ،،،  ولن ترجع وتتوقف مهما حاول ضعاف النفوس من تثبيط الهمم ،، حاولوا إيعاز الوساطة وحضر الكثيرون من الرؤساء الأفارقة ،، وبعض الزعماء والرموز من العالم ،،، بناء على رجاء ملح من الطاغية الصنم عارضا السلام لوقف المجازر والكف عن القتل والدمار والتخريب لينقذ نفسه من حلقة الموت التي كل يوم تتزايد وتقرب رويداً رويداً من العنق ،، ولكن بدون جدوى ؟؟ فقد توحد الشعب وأجمع على كلمة  واحدة ،،، الرحيل للطاغية بأي ثمن كان ،،
وتجبر الطاغية وعرف أن النهاية  قريبة عبارة عن وقت وأعطى الأوامر بالقتل الجماعي للجميع للإرهاب بدون أي تدقيق سواءا كان على حق أم على خطأ  ،،، وكل من يخالف الأوامر من الجنود المساكين ذوى سوء الحظ ويعصى قتل أخوته من أبناء الشعب ،، يقتل في الحال حتى يخاف الآخرون ،، مما تسبب في تخويف جميع  السكان العزل المساكين ،، وبدأ النزوح والهجرة إلى الداخل والهروب في المنطقة الغربية إلى الدول المجاورة مثل تونس وغيرها ،،،مما تسبب الغيظ والغضب في النفوس الحاقدة وزادوا الضغوط والبلاء والشر ،، على العزل الأبرياء زيادة في التنكيل ،، عسى أن يستسلم الثوار في هدنة لبدء المباحثات لتحقيق السلام ،، ولكن لا مصداقية ولا كلمة لمختال عقل وفكر ،، مجنون أهبل كل لحظة يغير في الأقوال ،،مما رفض الثوار أي محادثات سلام مهما كانت حتى رحيل الطاغية ،، أو الموت فداءا لليبيا الوطن ،،
 إنتهت القصة والملحمة يوم 2011/10/20 م عندما تم أسر الطاغية وهو يحاول الفرار مع شرذمة من أصحابه المقربين ،، وتم قتله في أشنع صورة وهو يترجى في آسريه وهم يكيلون له في الصفعات واللكمات ،، محاولاً إستدرار العطف والشفقة  ويقول أنه كبير في السن ومثل والدهم ،، ونسى الحقير كم من آهات ودموع سقطت من عيون الثكالى والأرامل والأطفال على أعزائهم المفقودين طوال 4 عقود ونيف من القتل والإغتيال والتعذيب ...
عمت الفرحة في ربوع الوطن ،، والكثيرون لم يصدقوا الأمر بسرعة ،، بأن الطاغية الصنم يسقط وينتهي بهذه السهولة ،، ونسوا أو تناسوا قدرة القدر الله عز وجل ،، أعمى بصيرته عن رؤية الحق والصواب وأصبح يتخبط في الأخطاء الواحد وراء الآخر ،، وكانت النتيجة هلاكه على أيدى الثوار الأسود الذين ولدوا أثناء حكمه الأرعن ...
إنني لست متشفياً ،، والضرب والتمثيل في الميت حرام حسب الدين وعقيدتنا الإسلامية السمحاء ،، والموت لها رهبتها وإحترامها وجميعنا سوف نتجرع نفس الكأس ونموت يوماً من الأيام ،،، لكن مع هذا الشيطان الرجيم إبليس اللعين عليه اللعنة إلى يوم الدين ،، مهما نعمل قليل ؟؟ فقد إنتظرنا هذه اللحظات طوال سنيين طويلة عديدة 4 عقود ونيف  ،،، ونحن نعيش الحلم بأن نرى نهايته على أيدي الثوار وليس موتا طبيعيا في فراشه ،،، حتى لا نكلل بالعار أن الصنم الأهبل حكمنا طوال الوقت إلى آخر لحظة ،، ولم نقطع رأسه ؟؟؟ نطلب من الله عز وجل المغفرة والعفو حتى لا نصاب بنفس اللعنة ونصبح مثله ذوي أحقاد وحسد ،،،
الفصل الأخير لمسرحية عهد الصنم تمت ،، والآن المرحلة أخطر وأخطر بكثير ،، فالتركة ثقيلة خراب ودمار على جميع المستويات من العقول إلى البنية التحتية ،، لكن بهمة الرجال الصادقين المؤمنين بالقضية الوطنية ،،،سوف نتغلب على جميع الأشياء مهما لاقتنا من صعاب ومشاكل عديدة ،، فالميزة في ليبيا أننا شعب مؤمن مسلم عند الخطر نتوحد وننسى جميع المشاكل ،، ولدينا جميع المؤهلات والخبرات ،، والثروات الخيالية التي بإمكانها أن تجعل ليبيا منارة سلام وأمن وأمان يشع نورها على الجميع ،، ضمن الأخلاق والإحترام للشعوب والأديان السماوية ،، والتعايش مع الجميع بدون أي نوع من أنواع التطرف مهما كان ... ومهما قيل عنا من الغرب والشرق ،، إننا إرهابيون ،، عبارة عن تغطية لأمور خبيثة وهيمنة مستقبلية ،، والذى لا يصدق ،، ؟؟ أهلاً وسهلاً إلى ليبيا سواءا ضيف أم مقيم ،، ليتعايش معنا ويعرف صدق القول أن الشعب الليبي طيب يريد العيش رافع الرأس بكرامة وقيم ،، في سلام وأمن وأمان ،، من غير هيمنة من أي أحد  ،،، أو قوى خفية تريد جعلنا حجرشطرنج على رقعة الساحة الدولية تتحكم فينا متى تشاء حسب رغباتها ومصالحها ،،
وفق الله عز وجل أولاة أمرنا إلى مافيه الخير والصلاح للجميع ،، وأقول للعالم الخارجي  ،،،  الكلمة المشهورة التي قيلت منذ آلاف السنيين ( من ليبيا يأتي الجديد )،، سوف تفاجئون بالتغيير والتقدم الرهيب والنهضة على جميع المستويات ضمن الأسرة الدولية ،،، الذي سوف يحدث في ليبيا خلال وقت قريب والله الموفق .
 
                                                           رجب المبروك زعطوط

                                                                 2012/2/18
 

No comments:

Post a Comment