Wednesday, February 8, 2012

نصائح

                                                           بسم الله الرحمن الرحيم


                                                                   نصائح


            كل يوم أطالع شيئاً جديداً يدور على الساحة الليبية ،، وأشاهد كيف الأمور تجري وتدور ،، وأموراً كثيرة في الخفاء تدار لمصالح جهات معينة البعض منها مدعمة من قبل قوى خفية داخلية محلية والبعض من خارجية بحيث الليبي الوطني الأصيل الحر ضاع وسط الخضم لا يعرف ،، ماذا يصدق ؟؟ وماذا يعمل ؟؟ وفي نفس الوقت لا يريد أن يصمد ويكافح ،، يريد الأمور أن تهدأ وكل شيء يرجع لأصله حتى يدلي بدلوه ،، وعندها يبدأ ،، وبودي القول له بصدق ونصيحة نابعة من القلب والضمير ،، لا تحلم ،، لا تحلم ... إن لم تدخل في اللعبة من البداية وتصبح  لاعباً في الساحة ستظل مهمشاً على طول الخط ،،، لا يهتم بك أي أحد ،، والقطار يسير إلى وجهته الآن لاهثاً ،، ولكن مع الوقت سوف يزداد سرعة ،، عندما يبدأ ضخ المليارات في السوق ،، وتتكون مجموعات وشرائح  من طحالب تريد الحفاظ على المصالح ودخل الحرام الكبير بأي ثمن ،،عندها يصعب اللحاق والصعود على متنه .
فالحياة السياسية  ماضية  للأمام  وبها أخطاء كثيرة والبعض فادحة خطيرة ،، وجميع الرموز العواجيز السابقة مثلنا الذين لهم أدوار كبيرة جيدة في الكفاح والجهاد الشريف ومبادىء لم تتغير مهما طال الزمن ،، لصالح القضية ،،، والبعض غث مصطنع طحالب على المعارضة الليبية ؟؟  هؤلاء يبحثون على أدوار حتى يظهرون أبطالاً  مميزين في الضوء على الأنوار في الساحة الوطنية ،، ونسوا كلمة التونسي الذي قال ( لقد هرمنا  ،، هرمنا ) ،، نسوا أو تناسوا أنهم تقدموا في العمر وجفت دماء الحياة في العروق والشرايين  ،، موتى ولكن بلا قبور وشواهد ،،، وعليهم إحترام الشيخوخة و تقدمهم في السن  ،، عليهم بتعلم كلمة العجوز الليبي الذي قال كلمة مشهورة تحتاج إلى شرح في عدة مجلدات  ( لقد تعلمنا ،، لقد تعلمنا ) من خلال المحن والتجارب والجهاد والكفاح طوال السنين ضد الصنم ،،وعملنا الآن تقديم النصح والإستشارات لشبابنا حتى يقوموا بالدور المطلوب لنهضة الوطن وتقدمه ،،، الذي فاتنا نحن ،، نظير حكم الصنم ،، طوال مدة طويلة من الزمن .
 فالآن عصر العولمة المتقدم ،، يحتاج إلى شباب ذوي حيوية وفهم وطنيون إلى آخر نقطة دم ،، يهمهم صلاح الوطن ،، لم يلوثوا بعد بأوساخ الفساد والإفساد ،، عاشوا سنين القهر والظلم والطغيان صغار السن  ،، خارج  لعبة اللجان حتى نضع علامات الإستفهام ،، كما يحدث الآن من مهاترات في جميع الصحف ،، وعلى صفحات الفيس بوك ،، من أقاويل كثيرة ،، السمين والغث  لكل إنسان متقدم ،، يرغب في الزعامة ،، تحت مسميات كثيرة ،، معظمها باطلة ليست من القلب والضمير ،، وإنما عبارة عن تمرير ودس السم الزعاف في العسل  ،،حتى يحظون بتأييد الجماهير ويصلون لكراسي الحكم .
وأنا أقول لهم بصراحة ،، مع إن صراحتي القوية هذه ،، يوماً سوف تجعلني أقدم وأدفع الثمن ،، نظير الكراهية من البعض ،، نظير عدم إحترام وجهات النظر ،، والرأي الآخر ،، وأقول لهم  ،، تذكروا مخافة الله عز وجل في كل خطوة ،، تذكروا دماء الشهداء ،، تذكروا آهات الجرحى والمعاقين ،، تذكروا آهات الأمهات والأرامل عن فقد  الأعزاء ،، تذكروا دموع الأطفال الأبرياء عن فقد الآباء  ،، تذكروا أن الوطن ليبيا لها عشم ،، لا يربح ولا يتقدم خطوة للأمام كل من أراد لها السوء ،، بقصد .
في نظري وحسب علمي  وتجاربي السابقة ،،لا يمكن الوصول للصلاح  ،، إن لم نمر بالأخطاء العديدة ،، فلا يوجد كمال على الآخر من البشر مهما حاولوا العمل ،، فقضيتنا  قضية تبدو سهلة للمتفائلين ،، ولكن صعبة وفي قمة القسوة والعنف وبالأخص لدينا الكثيرون من أبناء الشعب ،، لم يتسيسوا بعد ،، عندهم جهل سياسي كبير بما يدور وراء الستار ،، في الخفاء  ،، ليس لهم وعي سياسى كبير ،،، لا يعرفون غير الرتوش ،، لايعرفون معنى الحرية والإنضباط ،، لايعرفون الديمقراطية ولا إحترام الرأي الآخر  ،،، ولاؤهم للقبيلة  والعمومة قبل الوطن ،، يريدون الحكومة أن تلبي جميع طلباتهم من غير فهم ،، من غير دراسة  ولا تخطيط  ،، ولا عمل وبذل العرق ؟؟ أليست بمصيبة من مصائب الزمن ؟؟
إن وطننا الآن بعد النصر ونجاح الثورة المجيدة ،، ومرور شهور العسل ،، ما زال يتخبط  مثل السكران ،، يعيش في قمة النشوة يريد النهوض ولكن في نظري على فراغ  بدون وضع الدراسات الجيدة ،، ويبدأ بأول خطوة للإصلاح ،، والضبط والربط ومحاكمة جميع المجرمين السابقين ،،والجدد  ،، بالعدل والقانون ،، والقصاص والعقاب في العلن وعلى شاشات المرئيات ،، حتى يخاف ذوي النفوس الضعيفة من الطابور الخامس ،، ويصبح للدولة هيبة وحساب ،، بل يتخبط من كبيره إلى صغيره ،، ومن صغيره إلى كبيره في دوامات ،، الشرفاء يحاولون الصلاح والإصلاح بجميع الجهود حسب القدرات ،، ولكن يجابهون بتصديات ،، بتحديات وأطماع سياسية ومؤمرات وطحالب همهم الوصول ،، وأكل الكتف السمين والإثراء بأي ثمن ولو على أجساد الآخرين  أخوانهم الضحايا ...
بجميع هذه الأمور المتوالية والمشاكل المتعاقبة ،، والتصريحات والبيانات المتضاربة ،، وغضب البعض من الثوار بأنهم ظلموا وضاعت حقوقهم من الساسة  ،، مازلنا أفضل ألف مرة من حكم وجبروت الصنم ،، فليبيا الآن في قمة الحرية ،، تستطيع أن تتحدث وتتكلم بالحق وتصرخ بأعلى صوت وفي أي مكان بالمجتمع ،، ولا من يحاسب ولا من يعاقب ،، لا مخابرات ،، ولا أمن خارجي أو داخلي ،، لا لجان ثورية ،، لا زوار نهار ولا ليل ،، لا خوف من أي كان من الدولة ،، أليست هذه الأمور قمة الديمقراطية ونعمة كبيرة من نعم الله عز وجل لهذا الوطن ،، بعد حرمان طويل ،، راجين داعين أن تستمر .
إنني شخصياً سعيد أراقب من بعيد مجريات الأمور ،، فرح مسرور بماذا يدور من حراك سياسي كبير في الوطن ،، من قيام الثورة المجيدة ،، وصدور المئات من الصحف والمجلات والمناشير والبيانات  والجمعيات وعشرات الأحزاب  ،، وعارف أنه في كثير من الأمور خطأ وغلط  ،،، وأنه توجد تنازلات وسرقات بالملايين ومحاباة بقصد وبدون قصد للبعض ،، وأن أشخاصا تولوا مناصب قيمة  ،، مسئولياتها كبيرة  ،، وليست لهم قوة الشخصية ولا الدراية والعلم بأمورها ،، لأنها لم تطرح على ذوي الرأي والخبرة من نخب الشعب ،، ولكن يوجد فرق كبير بين الذي يجابه ويصنع  الحدث ،، وبين المتفرج الذي يشاهد ،، ولا يعلم بكثير من الأمور ،، وحسب المثل الشعبي الذي يقول ( المتفرج عامر العقل ،، يشاهد الأخطاء بدقة  ) طالباً من إخوتي الليبيون الشرفاء ،، الصبر ،،  حتى تنجلي بعض الأمور وأن يركزوا على الأهم قبل المهم ،، وأن يدعموا الحكومة بقية الوقت حتى تستطيع أن تقدم مابجهدها ،، لتصحيح بعض المسارات الخطأ ،، ولا تتوقعوا الكمال بين ليلة وضحاها ،، فأمامنا ميراث وتركة ثقيلة قذرة ،، عشعشت في أذهان الطحالب والبسطاء ،،، تحتاج لسنيين حتى تزول وتنظف من عقول المواطنيين. والله الموفق .

                                                              رجب المبروك زعطوط

                                                                  ٢٠١٢/٢/٨م 

No comments:

Post a Comment