Friday, March 23, 2012

عيد الأم و الطفل

                                                    بسم الله الرحمن الرحيم

                                                          عيد الأم والطفل

            يوم أمس 2012/3/21م  كان ذكرى  مناسبة جيدة  وهي عيد الأم والطفل ،، إحتفلت به دولتنا الجديدة ليبيا  بعد الثورة والنصر المبارك الذي توجنا به ،، كان يوما عظيما وذكرى خالدة ،، فالأم هي الأساس للحياة ،، وتصادفت الذكرى السعيدة مع مرور 47 عاماً من الزواج السعيد  ،، فقد كانت المناسبة والفرح فرحين ،،  كنت بالأمس فرحا سعيد متذكرا أيام الصغر والشباب وما مر من أحداث وكوارث ومحن صعبة نظير النظام الجاهل الذي تسلط على مدى 42 عاما أخذ فيها زهرة شبابنا وأعمارنا ونحن نعاني الغربة والمطاردات والسجن وإخلاء السبيل والملاحقات العديدة والشماتة من الأصدقاء والمعارف قبل الأعداء وعوامل كثيرة مرت بالخاطر عن ماحدث  طوال السنيين الماضية علينا وعلى الوطن ،، وحاولت الإتصال بالزوجة رفيقة العمر  في أمريكا ،، حيث أنا الآن بعيد و متواجد في أرض الوطن لمتابعة بعض الأمور الخاصة ،، وكان الإتصال الهاتفي متقطعا  و بصعوبة كبيرة كان السماع  والفهم ولكن الغرض مفهوم وتمنيت لها الصحة وطول العمر ونفس القصة متبادلة والشعور واحد لدينا نحن الإثنين مهما مرت علينا من سنوات عديدة أفراح وسعادة وأتراح وحزن ،، ولكن بجميع الصعوبات وفقنا الله عز وجل وزواجنا وإرتباطنا الروحي كلل بالنجاح ضمن الإحترام والثقة التي زادت والرفقة والعشرة نجحت طوال الوقت ورزقنا بالأولاد والبنات وهذه نعمة كبيرة من نعم الله تعالى شملنا بها طوال الوقت ،، والآن لدينا 3 أحفاد ،،
إن الحاجة وقفت معي في أحرج الأوقات وكانت الأم والأب بالغربة ،، أيام كنت سجينا بالوطن 7 سنوات ممنوعا من السفر ،، لم تشتكي وترفع الصوت مثل الكثيرات ،، ولم تطالب بالكثير وهي عارفة بضيق اليد و كنت غير قادر على التحويل حيث العيون تراقب أي خطأ لأتهم وأدخل السجن من جديد ،، وعملت بالجهد والعرق وقاومت مآسي الحياة فترات طويلة ،، والحمد لله عز وجل ،، فتحها الله تعالى في الوجه وطار جميع التعب ،، وتم التسديد لجميع الإلتزامات بالكامل ،، ونعيش الآن في مزرعة كبيرة وبيت مريح وأحوالنا جيدة ،، والحمد لله عز وجل على جميع العطايا التي وهبها لنا ،،، ونطلب من المولى تعالى حسن الختام ...
 وأكبر فرحة لم تكن متوقعة وكانت مفاجأة سارة ،، قيام الثورة المجيدة ،، حيث قدم الرجال الشباب الأرواح والدم ،، وشاركت بجميع الجهد المتاح من وراء الستار وفي الظلال ،، وقدمت الكثير من الدعم للجبهات والإتصالات الدولية مما يعجز عنه الكثيرون من الأدعياء الطحالب ،، وجميع هذه الأمور في ستر الله تعالى ،، لا أريد شكرا ولا إحسانا من أي أحد ولا أريد أن يذكر الإسم بل أفضل أن أكون مجهولا لدى الكثيرين حتى لا يضييع الأجر،،
مهما تحدث المرء عن المرأة في الوطن العربي لا يستطيع الإيفاء ،، فهي محرومة طوال الوقت من كثير من الأشياء ،، مهمشة مع إنها الأساس للحياة ،، هي الأم والزوجة والحبيبة والأخت والإبنة ،، عناوين كثيرة مهما شكرت لن أستطيع الإيفاء ،، بالماضي والآن في وقتنا الحاضر لدى ضيقي العقول والفهم الجهلاء مازالت مهمشة ليست لها المكانة والتقدير والإحترام ،، ينظرون إليها بنظرة المتعة و الحمل و العمل ،، وليست إنسانة من حقها أن تبجل وتحترم ،،
بالماضي قبل الإسلام كانوا أيام الجاهلية يكرهون ولادة البنات ،، يعتبرونها نوع من أنواع العار ،، يؤدونها وهي رضيعة ،، يدسونها في التراب وهى حية ترزق ،، قلوبهم قاسية نظير الكفر والإلحاد ،، يقتلونها بقصد وعن سابق ترصد ،، إلى أن أتى الإسلام دين الحق ،، ومنع جميع أعمال الجاهلية القاتلة تجاه المرأة ،، أعطاها الحق بالحياة والمشاركة الفعلية مع الرجل في تسيير دفة الحياة ،، حفظها من القتل الغير مبرر ،، أعطاها الثقة الغالية بالنفس وإنها قادرة على عمل الكثير جنبا بجنب مع الرجل ،، وأحيانا تقوم بأعمال يعجز عنها الرجال ،،
وأيام الجاهلية وقبل النبوة ،، كانت المرأة تعمل بالتجارة وأحد الأدلة الدامغة القاطعة تمويل قافلة تجارة إلى الشام بأموال  السيدة خديجة التي أصبحت زوجة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام ،، عندما عمل معها في التجارة وذهب للشام نيابة عنها يشتري لها البضائع المطلوبة لبيعها في مكة المكرمة ،، ووصلت المرأة إلى قمة الهرم والحكم ،، وشجرة الدر عنوان كبير عندما كانت تحكم مصر فترة من الوقت والجميع دان لها بالسمع والطاعة ،، وعبر التاريخ  وفي عصرنا الحاضر نساء كثيرات ملكات وفي قمة السلطة والحكم ...
ولكن نحن العرب تقهقرنا للخلف بدل من أن نتقدم ،، لم نراع  شعائر الله عز وجل ،، ونهتم بالمرأة ونعطيها جميع الحقوق حسب الشرع قانون السماء  ،، بل دائما مهمشة وبالأخص في الميراث ،، فإلى الآن المرأة لا ترث عند البدو إلا القليل من البعض دراهم معدودة زهيدة حيث الأرض في المشاع ،، لاتعطى أية حقوق إلا البعض والقليل الذي لا يغني ولا يشبع ...
بالمدن لدى الحضر نفس القصة تتكرر ولكن بطرق مختلفة ،، تضطر المرأة وبالأخص الأخت إلى التنازل لإخوتها الذكورعن حصصها في بعض الأملاك ،، نتيجة الضغوط و الخجل ،، لا تستطيع أن تعلن عن عدم رغبتها مما يحدث من أمور شائنة ،، لا يقرها الدين ولا الشرع ؟؟ حتى لا تتهم بأنها نشاز عن الأسرة ،،،
قصص كثيرة وأشياء خاطئة ومهما عدد الإنسان لا يستطيع أن يعد الحكايات والقصص عن التهميش والظلم القاسي في كثير من الحالات للمرأة من الآباء أو الأزواج أو من بعض الأبناء العاقين الذين يرمون الأمهات بالشارع ودور الرعاية خوفا أو حفاظا على الزوجات الغيورات والمتعبات اللآتي لا يحببن الحماوات ويعاملنهن بالقسوة ،، ونسين وتناسين كما تدين تدان ،، يوما سوف يدفعن الثمن الغالي بالدنيا أم بالآخرة ،،
بعضنا قلوبهم غلاظ ذوي عنف وقسوة وجهل ،،  يولي علينا الله عز وجل الحكام غليظي القلوب ،، لا رأفة ولا رحمة وشفقة بالقلوب ،،،  لأننا مازلنا ظالمون للمرأة ونحن كعرب نتشدق كثيرا ونتكلم عن المرأة وحقوقها ولكن في بعض الدول العربية مازلن للأسف يعاملن كالرقيق والجواري أيام العصور السابقة أيام قصص بغداد الخيالية ( ألف ليلة وليلة ) المرأة في نظرنا للمتعة والشهوة الدفينة بأنفسنا والعمل بدون كلل في البيت أو العمل ،، والحمل والإنجاب ورعاية الأطفال ،، وليست لها الحقوق بالمشاركة الفعلية للرجل في أمور الحياة التي تهمها حتى تضمن عيشها وسعادتها وسعادة أولادها المسؤولة عنهم ،، في حالة غياب الرجل لأي سبب من الأسباب ،،
طالما نحن بهذه العقليات وهذا الجهل ،، كيف لنا أن نتقدم وننهض للأمام ،، ونصف المجتمع غائب عن الصورة أومغيب بقصد نظير عدم الفهم الصادق للمرأة ،، لأن الأساس هو الثقة ونحن العرب ليست لنا القوة في النفس حتى نتنازل عن الكبرياء المصطنعة الكاذبة ،، ونتعامل بالثقة ونعطي المرأة حقوقها المشروعة ضمن الدين والأخلاق الحميدة وسنن الحياة  وننظر لها أنها إنسانة من حقها العيش بكرامة ضمن القيم والأخلاق ،، وليست جارية !
إن ذكرى المرأة ومعاناتها والضغوط الكثيرة الملقاة على عاتقها في أوطاننا العربية الإسلامية ،، إلا من القلائل ،، جعلتني أشمئز من التخيل للصور القاتمة عن النظرة الحقيرة التي مازالت كامنة بالنفوس وأنها بالمرتبة الثانية في جميع تصوراتنا ،، للأسف ،،
إن الفرحة بعيد الأم والطفل ،، ذكرتني بالكثير من الهموم والغموم عن مآل المرأة في وطننا العربي الإسلامي وحقوقها المهضومة ،، والتي عسى يوما أن تتحرر ،، ونخرج من دائرة الشكوك وعدم الفهم ،، ونتعامل معها بنظرة حضارية كإنسانة بشر لها الحق بالعيش بكرامة وقيم ،،وليست كما قلت جارية أو محظية ،، أرجو من القلب والضمير أن يكون اليوم عن قريب ،، أشاهده قبل الرحيل والموت ،، والله الموفق .

                                               رجب المبروك زعطوط

                                                الخميس 2012/3/22م  

No comments:

Post a Comment