Friday, March 9, 2012

قصصنا المنسية - يوميات معارض ليبي مهاجر خلال سنة 1987-1988 -15

                                              بسم الله الرحمن الرحيم

لقد سبق وأن كتبت هذه الخواطر سنة 1987م ،، ولم تكن الظروف ملائمة في ذلك الوقت لنشرها ،، والآن بعد أن تنشقنا نسيم الحرية العليل ،، حان الوقت المناسب لإطلاع جمهور القراء عليها ،، ووجدت من المفيد سردها حتى تكون عبرة لشبابنا ،، وتذكيراً لشيوخنا ،، راجياً من المولى عز وجل ،، أن تتحقق الإستفادة للجميع ... 

                                                    ليبيا الوطن


                 مهما كتبت عن الوطن لن أوفيه حقه ،، فقد ولدت به وترعرعت ،، وعشت أيام الصغر والدراسة والشباب ونجحت ،، وتركت الدراسة وإشتغلت بالتجارة والأعمال وأنا في سن مبكرة لم أتجاوز 18 عاماً لمساعدة الوالد في تجارته ،، وبعد سنة إستقليت بعمل خاص بي ،،، وفي فترة وجيزة لا تتعدى عدة سنيين  وفقني الله عز وجل وأصبحت من كبار التجار والمقاولين  في مدينتنا درنة الصغيرة الجميلة على شاطىء البحر الأبيض المتوسط ،، كنت كثير السفر والترحال إلى مدن وعواصم العالم لأجل الأعمال والتجارة مما تعلمت الكثير والكثير نظير الإختلاط مع البشر ورجال الأعمال والمهندسين بالشركات الذين يشرحون طوال الوقت خصائص موادهم وصناعاتهم مما إستفدت خبرات لا تقدر بثمن ،، لا توجد في بطون الكتب مهما عملت ودرست ،، وتخصصت في الإستيراد لبعض الأنواع من مواد البناء حتى غطت الشهرة كل مكان  بالمنطقة ،، بحسن المعاملة وجودة البضائع حسب المواصفات المطلوبة ورخص الأسعار ،، وكنت  دائماً مهما غبت أسابيعاً أو شهوراً في رحلات أعمال  أرجع لأحضان مدينتي درنة التي أعشقها بكل الوجدان من القلب والضمير ،،
تزوجت في سن مبكرة جداً حسب رغبة الوالد ( الله يرحمه ويغفر له ) فقد كان يرغب في  السفر لأداء فريضة الحج للمرة الثانية عام 1965م (فقد كانت الحجة الأولى عام 1953م بعد إستقلال الوطن بسنة) وجرب المعاناة الصعبة في التنقل والزيارات للأماكن المقدسة ،، ولكن يهون التعب والمرارة والمعاناة حباً في الزيارة لبيت الله عز وجل الحرام في مكة المكرمة وزيارة ومشاهدة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام بالمدينة المنورة ،، وكانت تأدية الفرائض والزيارات هى قمة الأمنية لأي حاج أن يحققها قبل الوفاة والرحيل للآخرة ،،
معظم الحجيج  في الستينات من القرن الماضي كانوا كباراً في السن ،، لديهم الهاجس والشعور بأنهم سوف يتوفون هناك ،، وكانت أمنية للكثيرين سعداء الحظ الموت والدفن في الأراضي المقدسة وبالأخص في مقبرة البقيع  بالمدينة المنورة ،، التي تضم رفات الشهداء الأوائل من المسلمين وكان وقتها السفر والتنقل للحجيج صعب ،، والأمراض بالسعودية منتشرة نتيجة حرارة الجو والإختلاط في موسم الحج من جميع الأجناس والشعوب الإسلامية ،، ولا توجد الرعاية والعناية الصحية مثل الآن ،، والكثيرون من الحجاج كانوا يمرضون من الحمى ،، وسعداء الحظ يموتون ويدفنون في الأراضي المقدسة ،، والوالد أصر أن أتزوج قبل السفر حتى يرتاح ويفرح ،، فقد كنت أصغر الأولاد لديه أذا توفاه الله عزوجل ولم يرجع ،، وأذا رجع سالما وعاش بعض الوقت يريد أن يشاهد أولادي قبل وفاته حسب قوله وإصراره ،، وفعلاً تحقق حلمه ورزقت بعدة أولاد وبنات ،، شاهد ولعب البعض منهم في حضنه ورعايته وهو فرح مسرور يشدون في لحيته البيضاء من غير أن يمانع وينهر ...

جميع البشر سواسية عندي ،، لا فرق بين إنسان وآخر ،، مطبقا العدل والمساواة بين الجميع ،، لا أحمل أحقادا ولا حسداً حتى مع الذي يغضبني ويعاديني من غير أسباب نظير الحقد والحسد ... فقد كنت دائماً أعامل الجميع بكل آيات التقدير والإحترام ،، مما تحصلت على الشهرة الواسعة  ،، ولازمني الحظ وفتحت الأبواب على مصراعيها في دخل الحلال بقدرة القادر الله عز وجل ،، وعم الخير العميم بدون أن أدري من مصادر كثيرة في بعض الأحيان ،،
عشت في بحبوحة وسعادة وكل يوم من نجاح إلى آخر في التجارة والأعمال ،، عشت في عرس وفرح ضمن نشوة عارمة حتى أفقت يوماً أسوداً يوم التأميم والزحف مر من العمر لن أنساه ،،،  بالأصيل مرضت الوالدة فجأة من الصدمة عندما سمعت الأخبار المزعجة ،، بأن صباح الغد سوف يتم الزحف والتأميم على إبنها الأصغر الحبيب القريب لقلبها ،،، تداعت بجلطة إستمرت عدة ساعات وماتت قبل العاشرة مساءاً إلى رحمة الله تعالى ،، وقبل الدفن للمرحومة اليوم الثاني قبل الظهر 1978/9/22م  تم التأميم والزحف وسرقة الأموال وعرق الجبين خلال السنيين العديدة من الكفاح والسعي وعرق الجبين والمعاناة في الأسفار العديدة التي معظمها بعيد عن دفء وحنان العائلة ،، وفقدت كل شيء في رمشة عين ،، فقدت إثنين من  أعز الأشياء لي بالحياة ،، الأم الحنون  والمال الوفير في أقل من 24 ساعة ،، أليست بمأساة وقدر مقدر ؟؟ وصبرت على المصائب كالمطارق التي توالت على الرأس تضرب بعنف وقوة ،، وقلت معزياً النفس حسبي الله ونعم الوكيل ! الحمد لله عزوجل على عطاه...
تم الزحف والتأميم من أراذل وعوام ونفايات المجتمع الحاقدين الحاسدين لذوي النعمة مثلي أنا ... وجريمتي أنني صاحب أموال وعقارات بالحلال ،، ليس بالقوة والنصب والسرقات وفرض الفتوة ولي أذرع البعض والضغط على الشركات لدفع العمولات الضخمة كما حدث بعدنا من مهاترات وسرقات التي في كثير من الأحيان تتجاوز القدرات والمعقول ،،وقفلت صفحة ناصعة بيضاء من سجل حياتي ،، وفتحت صفحة أخرى بتساخير القدر ،، كلها صراع ونضال من أجل البقاء حياً ضمن الكرامة والقيم ،، رافعاً الرأس حراً ،، من غير أن أنضم لحلقات الشر والشرور ،، وأرتمي في أحضان الفساد ،، وأصبح بوقا وتابعا للعقيد المعقد ،، مجرما ضد أبناء الوطن لقاء جاه ومركز ،، زائل مع الأيام مهما طالت ،، لها يوم تنتهي وأصبح متهما مطلوبا للحساب والعقاب كما يحدث مع جميع رجال ورفاق الطغاة بالعالم ،،
عقيدنا المجنون تقمصه الشيطان الرجيم ،، أصبح ينظر للمواطن الثري الغتي والأصيل ذو المنبت الكريم والعائلة بنظرات قاسية حقيرة تنم عن الحقد والحسد ،، نظير عوامل كثيرة ورواسب من  أيام صغره وشبابه حيث كان نكرة على جميع المستويات ،، يريد الجميع  أتباعا له ،، يتلذذ بإحراج الرجال ذوي الأصل والفصل ،، أمام الغير في المناسبات العديدة ،، لتغطية النقص والعقد النفسية لديه ،، يشعر بالفخر والزهو أنه حقق حلمه وفرض أمره والآخرون عبارة عن خدم أتباع ،، أليست بمصيبة من المصائب ؟؟
 قلب جميع الموازيين وداس على المعايير ،، وتحلق حوله المتسلقون وأشباه الرجال نظير قوة المال ودخل النفط الذي يتدفق وتزيد الأسعاروتصعد كل مرة ،، تطلع جميع مغامرو العالم إلى الحصول على الربح من دعي الصحراء الذي لا يساوي حبة رمل من أرضنا الطاهرة النقية ،، زينوا له الأمور حتى ركبه الغرور وإعتقد في نفسه أنه الرسول الجديد لخلاص الإنسانية من الهبوط والإنحطاط ،، تعامل وتعاون مع الصعاليك السحرة وكل من يدعي الشعوذة وصرف الأموال الباهظة لقاء عمل التقيات والحجابات حتى تمنع الشر والشرور عنه ،، ونسى وتناسى أنه شخصياً أصل الشر ...  إنسان معقد مركب من شخصيتين الشر والخير ،، والشر تغلب وطغى وأصبح النسبة الكبرى ،، همه البقاء في السلطة على رأس الهرم بأي ثمن ،، مهما كلف الأمر من ضحايا ودماء ؟؟؟  بدون أي إهتمام ولا مبالاة لأرواح ومشاعر البشر ،،
والسؤال الكبير المطروح  دائما لدي ،،، كيف آن لجاهل أن يتعلم ويأخذ عبراً إن لم يجد من ينصح ويشير بالصواب؟؟ ولا أحد من حوارييه وأزلامه ومعاونيه و "شلته" يستطيع أن يجابهه ويقول له الحق والصدق ... عسى أن يفهم ويأخذ العبر!
حقق الشيطان أحلامه نظير الدخل الخيالي من أموال النفط  التي تتدفق عليه بدون حساب ،، يصرف كما يشاء ويريد ويرغب بالهبل ،، على الفساد والإفساد وشراء الذمم من غير أي نوع من أنواع المراقبة للحسابات حتى يرتدع ،، همه الخراب والدمار للشعب حتى لا يرفع الرأس ويتحدى ويثور ،،  طوال الوقت يعيش في هواجس الخوف ،، يضغط ويضغط بدون رحمة ولا شفقة ولا مبالاة ،، حتى نال كراهية الجميع ،، أليست بمأساة ؟؟؟
مأساتنا نحن الليبيون الأحرار ،، أننا إستهزأنا من أول يوم على هذا الإنسان ،، لم يشارك الأحرار الشرفاء منا في أي عمل سياسي أو تنفيذي حتى نكون سدودا تمنع بعض التصرفات والسرقات والمهاترات ونتمكن وننقذ ما يمكن إنقاذه ،، ونحد ونمنع كثيرا من أراذل وعوام بعض الشرائح بالوطن عن التسلق والتصفيق والوصول  لأعلى المراكز ،،  وبدلا من عمل الخير والرأفة بأبناء الوطن المحتاجين  تجاوزوا  الحد والحدود ،، أعماهم الشيطان الرجيم عن رؤية الحق ،، وإمتزج الحرام والسحت بالدم واللحم والعظم وظهرت طبقة فجار ملاعين لايعرفون الحق ولا طريق الله عز وجل ،، فأصبحوا لا ينظرون إلا عن طريق عيون العقيد المعقد ،، يطبقون التعاليم والتراهات حرفياً ،، وكأنها آيات مقدسة ،، غير قابلة للرفض أو التحريف ،، أليست بمأساة ؟؟
أتابع الأخبار كل يوم بالصباح والمساء من خلال مشاهدة  القنوات العديدة بالتلفزيون ،، والمخابرة والإتصالات الهاتفية عبر العالم  مع الكثيرين في عدة مناطق في ليبيا ،، والدفع لمبالغ كبيرة تسديدا للفواتيرالتي تأتي شهريا سمينة نظير الإفراط في الإستعمال ،،
لم أترك أية وسيلة سانحة أو فرصة وتقاعست  بالجهد أو المال عن خدمة القضية  التي في نظري هي الكرامة والشرف ،، وحز بالنفس مآل الوطن وأبناء الشعب الذي دمر من جميع الأساسيات ،، أهمها الأخلاق وعدم المصداقية في العهد والمواعيد ،، التي هي الأساس للتقدم والنهوض ،، وغرق الوطن في مستنقع الإرهاب ،،
فى أي إجتماعات للإخوة الليبيين بالخارج في أي مكان بالعالم ،، يدور معظم الحديث عن الوطن وآخر التطورات من الظلم والإرهاب ،، وشطحات وتراهات وزيف وكذب العقيد الطاووس الشيطان ،، وقال الراوي ،، مما ضاع الوقت ونحن نتحدث ونتقول ونطلق في اللعنات والقذف والسباب ،، بدون أن نتفاهم ونتحد ونضع خططاً ودراسات للسير والنضال الجدي حتى نصل يوما للهدف وننهيه ونظامه من على كاهل الوطن ،،
لقد آليت على النفس النقد الهادف للمعارضة والجالية الليبية بالخارج بكل شفافية ونزاهة وبالحق بدون القذف والدخول في المتاهات الشخصية ،، عسى البعض من الشرفاء أن يفتحو عيونهم برؤيا حقيقية صادقة ويعرفون كيف يضعون أقدامهم على الطريق الصالح الصحيح الذي يوصل يوما للثورة وللنصر ،،
حديثى هذا ليس مزايدة على البعض ،، فقد تعلمت من كثير من الأحداث التي مررت بها ،، ومازلت أتعلم ،، وآمنت أن اللعبة السياسية التي نحن في خضمها ،، أكبر بكثير عشرات المرات من قدراتنا وحجمنا وفهمنا ،، وبدون نقاء وطهارة وتمسك بالدين والوحدة مع بعض لن نستطيع التغلب عليها مهما عملنا !
الحوار الهادف بدون مزايدات ولا تشنج هو المطلوب حتى نفهم ونتعلم من أخطاء الغير ،، ونحاسب أنفسنا وذاتنا بتجرد ومصداقية ونواجهها ونتحمل الأخطاء بكل الشجاعة الأدبية وقت الحساب ،، ولا نتهرب ونختلق الحجج والأفعال واللعب بالمصطلحات والكلمات حتى تختلط مع بعض ونضيع في حلقات الوهم والغم .
قرأت في نشرة المختار التي تصدر من إتحاد الطلبة في أمريكا حديثا يقول ( المرحلة تحتاج إلى برامج نضالية بدون ذكر للتسيس ) حسب التعبير والرأي ،، وفي نظري يدل على القصور وعدم الفهم السياسي سواء عن قصد أو بدون قصد ،، كيف نستطيع إقناع جماهير الشعب بتطبيق البرامج النضالية والدعوة لحمل السلاح والموت فداءا من أجل الوطن ،، من غير الوعي ووجود البرامج السياسية المحددة الواضحة التي تعبر عن التطلعات والطموحات وإستغلال أخطاء النظام القاتلة ،، حتى تصبح العنوان والإطار السليم للتلاحم وقيام الثورة ،، فالوطن شب به الحريق ،، هل ننتظر حتى نستعد ببرامج النضال كما يريدون ،، أو نتسيس ونناقش الأمور حتى نصل إلى قرار ديمقراطي للصد والتصدي ؟؟ أم نهب جماعة بالمتاح ونطفىء اللهب الحارق ،، قبل أن يأكل الجميع ،، ونصبح رمادا لا نساوي ؟؟
إن الجهاد واجب شرعي للدفاع عن الوطن والعرض ،، الكرامة والقيم ،، علينا عبء كبير حتى نفضح النظام عن أعمال القمع والفساد وهتك الأعراض وسرقة الثروات لشعبنا بالداخل المغلوب على أمره ،، الذي يكد ويكدح للوصول والحصول على لقمة الخبز والعيش من غير الملاحقة والخوف من عيون الأمن المتسلطة على الأبرياء بدون وجه حق ،، تثير الرعب والخوف في الأوساط حتى تضمن الخنوع والإستسلام  ،، وتنعدم الثقة بين الجميع وبالأخص الغرباء ،، ويشك الأخ في أخيه ،، عندها يستكين الجميع ولا يقاومون خوفا من سياط العذاب ،، وبالتالي يرتاح الطاووس وينام مسروراً ،،
المطلوب القراءة الهادفة من سير الحكم وثورات الشعوب ،، وأن نتعلم من أخطاء الآخرين ،، ،، حتى لا يضيع الوقت علينا ونبدأ من أول خطوة ،، ونستمر في التنفيذ من حيث وصلوا ...
لدينا عشرات الأمثلة عن الحروب السرية والنضال والمقاومة تحت الأرض ،، وأي خائن للمسيرة يتم الخلاص والتصفية بسرعة حتى لا يستفحل الداء وتسقط الحمية وتنتهي بل دائما نحاول جعلها وإحياؤها مشتعلة في صمت حتى تخرج  على السطح والنور والضوء فجأة كالفيضان الهادر أو الزوبعة والعاصفة المدمرة ،، وعندها نستغل المفاجأة والصدمة الأولى ويصبح صعب إيقافها ،، وبالأخص إذا كانت منظمة عن تخطيط ودراسات ،،.
ضروري من لم الشمل ولو إضطررنا للقوة والعدل ،، ولا نترك البعض من أشباه الرجال الذين يزايدون بالقضية لقاء الحصول على جاه وعيش مريح بالغربة من التبرعات من أفراد ودول ويتحصلون على إقامات وجوازات سفر ،، والآخرون يعيشون في الفقر والضنك بحاجة ماسة لأبسط الأشياء الضرورية للعيش بكرامة وقيم .
إنني أؤمن بالشورى والحوار الديمقراطي حتى نصل للقرار ،،  والحزم عند التنفيذ فلا مجال للعب والقيل والقال ،، وإذا تطلب الأمر وكانت به فجوات وأخطاء ،، يصاغ من جديد ضمن قواعد وشروط حتى لا يضيع الغث مع السمين وبالتالي نتأخر ونحن نناقش ونتحاور ونعود وندور في نفس الحلقات والمتاهات بدون الوصول إلى نتائج مرضية للجميع ضمن الأصوات ،، والقرار للأغلبية في التصويت ،، هكذا تعلمنا في بلاد الحريات .
المعارضة الليبية الآن تمر في عنق زجاجة وإحتقان رهيب فقد تسلط البعض من أدعياء ورموز النضال ،، وإستعملت في إستدرار العطف والإبتزاز وقبض الهبات والأموال من كثيرين ،، ولكن هل تمت حسابات نزيهة ومراقبة فاضلة شرحت كل شيء بالحق حتى يطمئن الجميع وليست ضمن حلقات ضيقة ،، جميعهم مستفيدون ...
إن كلماتي جارحة ونقدي أليم للبعض من المتورطين ،، ويؤسفني الكتابة ولكن هذا هو الواقع الأليم الذي يدور على الساحة الآن ،، والسؤال كيف يتحسس الطبيب المرض ويأمر بالدواء الصالح للعلاج ،، إن لم يضع أصابعه على مكان الألم ،، حتى يشفى المريض من الداء ،، ونحن فصائل كثيرة بالمعارضة ولدينا قيادات ورموز وأدعياء مرضى ،، يحتاجون إلى علاج فوري قبل أن يستفحل الداء ويصبحعلاجه صعباً ،، والدليل الواضح على المرض المزمن كثرة التعددية النضالية  بالساحة ونحن شعب قليل العدد ،، أليست بمأساة تحتاج إلى حل وبتر؟؟
معظم الجميع المهاجرين يعرفون المرض والداء ولكن سلبيون يتشدقون في اللقاءات والإجتماعات والسهرات الجانبية يالهمس وبدون ذكر أسماء بالغمز ،، مجاملة للبعض ،، وليس لهم شجاعة أدبية حتى يجاهروا  ويتحدوا ويصمدوا على قول الحق ،، فالأمر مهم نحن جميعا يهمنا أردنا أم لا نريد ،، فالقضية جماعية وليست حكرا على أحد ...
هاجرنا من التسلط والظلم وتركنا الوطن غصبا عنا من غير إرادة نظير ظروف عديدة ،، ونجد آخرين بالخارج يدعون الزعامات ، أوراق هشة نمور من ورق ،، يحاولون السطو على عقولنا بأطروحات وتعاليم ،،، الظاهر وطنية تشرف وتخلب اللب والداخل التسلط والهيمنة والفجور والدفع البسيط الفتات من الهبات الكبيرة للمحتاجين من الطلبة حتى يتم تأييدهم ومناصرتهم وهم غير قادرين على المهمة الصعبة ،، أشباه رجال .. إنها مأساة هربنا من ظالم متسلط ،، ونجد بالخارج عشرات بنفس الوصف !
ليبيا ياوطني مهما كتبت لن أستطيع الإنصاف ،، لدينا الخير والشر داخل أنفسنا ،، نعيش في صراع رهيب ،، نحتاج بقوة إلى الهداية وطمأنة النفوس الداعية للشر والإنقسامات ... أطلب من المولى الله عز وجل التوفيق لمصلحة الجميع ... والله الموفق .

                                                             رجب المبروك زعطوط

                                                              21 رمضان 1407ه

No comments:

Post a Comment