بسم الله الرحمن الرحيم
لقد سبق وأن كتبت هذه الخواطر سنة 1987م ،، ولم تكن الظروف ملائمة في ذلك الوقت لنشرها ،، والآن بعد أن تنشقنا نسيم الحرية العليل ،، حان الوقت المناسب لإطلاع جمهور القراء عليها ،، ووجدت من المفيد سردها حتى تكون عبرة لشبابنا ،، وتذكيراً لشيوخنا ،، راجياً من المولى عز وجل ،، أن تتحقق الإستفادة للجميع ،،
الشهادة
المولى عز وجل خلق آدم من طين ونفخ فيه الروح ،، ووهبه العقل ،، الجوهرة الفريدة التي لها الفضل في الرقي والسمو والتحضر إذا الإنسان القويم الراجح عرف كيف يستعملها في الإيمان وعبادة الخالق الأحد ،، في تعلم العلم السليم ،، في الإبداع والخير والسلام والعيش ضمن البشر ،، عندها الفوز والنجاح دنيا وآخرة ،، ولكن الكثيرون لم يعرفوا هذه النعمة الجليلة ،، بل وجهوها للشر والشرور ،، تلبسهم الشيطان الرجيم وزاغوا عن طريق الحق والصواب ،، وأصبحوا يجرون وراء ملذات الدنيا الوقتية الزائفة التي مهما طالت زائلة ،،، لم يشعر الكثيرون من الحكام الطغاة الذين قفزوا للسلطة عن طريق العسكر والقوة ،، حديثي النعم بآلام الفقراء والمحتاجين ،، لم يطبقوا شعائر المولى الكريم التي تأمر بالشفقة والرحمة ،، تأمر بإقامة العدل والمساواة ،، وإحترام إخوتهم البشر ... بل أضلهم الهوى والجاه والسلطة ،، يجرون وراء الدنيا ،، وكأنهم خالدون للأبد بدون موت وفناء ... أليست بمأساة ؟؟
كثيراً من المآسي حدثت وتحدث كل يوم بالوطن الطاهر ،، والشعب يموج ويهوج سكارى وماهم بسكارى ،، وأراذل وعوام وصعاليك القوم يتحكمون بالرقاب ،، شردوا العائلات سلبوا الأرزاق بمقولات وهمية صادرة من عقل مريض ،، تمادوا في الفساد والإفساد ، في الشر والشرور ،، لم يعرفوا طريق الحق والصراط المبين ،، بأنه مهما طال الوقت لهم يوم سوف يواجهون الحقائق المرة بدهشة ومرارة ... سواءا بالدنيا أم بالآخرة ،،، الحساب العسير وراؤهم ،، والعقاب الصارم القاسي القوي ،، آتيهم نظير أفعال الشرور التي قاموا بها أيام الزهو والطغيان ،،
في كثير من الأحيان عندما تحين الفرص وأكون لوحدي ،، محاسبا النفس والذات عن ماعملت من خطوات ،، وأراجعها هل إن عملي خالص لوجه الله عز وجل؟ أم النفس تغلبت بالهوى ووساوس الشيطان الرجيم وعملت الأمرعن نفاق حتى أتوقف ولا أستمر في طريق الخطأ ؟؟؟ فقد وصلت إلى قناعات أهمها رضاة الله عز وجل والوالدين ،، والحفاظ على الصحة والعافية التي ليست لها أثمان ومعايير ،، أيام الصغر والشباب يفرط فيها الإنسان بهدر وعدم حسابات للكبر ،، وأيام الكبر نعيش بقية الأيام في أمراض وعلل ... نتجرع الأخطاء التي مضت ،، غير قادرين على المضي وإسترجاعها مثل ما كانت من قبل ،،،
الكثيرون يعيشون في أوهام عديدة ،، يحلمون بأحلام وردية ،، وأنهم قادرون على عمل المستحيل ... وفي نظري هذه أشياء جميلة وممكن تحقيقها مهما أخذت من وقت ... ولكن تحتاج إلى عزيمة وحزم وبت قرار شجاع بالبدأ وشق الخطوات الأولى على الطريق الصحيح السوي حتى لا تفتر الهمة وتنتسى مع الوقت ،،، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة !
الرب الخالق حث في جميع كتبه السماوية ووحيه على الجهاد ضد الظلم والتسلط ،، أن يعيش الإنسان حراً ضمن منظومة الحياة يعمل مع غيره من البشر لعمارة الأرض وتنميتها بدون تحيز ولا تطرف ... حتى تعمر وتعطى الأفضل ويعيش الجميع في سعادة ،، بدل القتل والدم وإزهاق الأرواح نظير عدم الفهم والجاه والتسلط ...
الكثيرون بالوطن العربي الإسلامي يدعون أن عقيدتهم الإسلام ،، وهم ولدوا وخرجوا للدنيا ،، وآباؤهم مسلمون ،،، فساروا على النهج بدون قوة إيمان وعقيدة ،،، على الهامش لا يقيمون الشعائر كما يجب ،، غير مهتمين بالصلاة التي هي عماد الدين ،، يعملون في الموبقات عن جهالة وضعف إيمان ،، يقومون بعمل أشياءا كثيرة مخزية مخجلة لا تتماشى مع روح الإسلام والإيمان ،،، البعض يتلوون ويقرؤون القرآن العظيم الكريم بسرعة ،، فى غفلة وعدم تبصر وتدبر ،،، يمرون على الآيات العظيمة مرور الكرام ،، لا يأخذون العبر والدروس القيمة والجواهر المكنونة ضمن صفحاته التي تقطر بالشهد والعسل ،،، تجعل الإنسان التقي المؤمن عن قناعة سعيد دنيا وآخرة ،،
الكثيرون ضيعوا الفرص الكبيرة ونسوا وتناسوا أن الشباب له يوما يذهب ولا يرجع ،،، الشيخوخة والعجز تحل ،، والضعف كل يوم يستمر الى الأدنى والأقل حتى آخر نفس والنهاية والموت ،،،، يجرون وراء الدنيا الزائلة لقاء أوهام ... طغوا في الأرض ،، عاثوا الفساد سقطوا في الإمتحان الرهيب ،، عندما يصطدمون بالواقع المرير ،، تكون الفرص ضاعت ولا مجال لترجيع عقارب الساعة للوراء ،،
الله عز وجل أمر بالجهاد والحرب والدفاع بالروح والنفس في جميع كتبه السماوية ،،، لقاء الدين والعرض ،، الكرامة القيم والوطن ،،الأموال والأرزاق إلى عشرات الأشياء العزيزة على النفس ،، شرف الشهداء الموتى الضحايا من أجل رفع كلمة الحق والصواب ،، بالمكافأة السخية والجوائز بدخول جنة الفردوس أحياءا يرزقون ،، وأجد الكثيرون يتشدقون ويزايدون على الشرفاء المناضلون بالقيل والقال وترديد الشائعات ،، يتشبثون بأهداب الحياة ،، لا يريدون الدفاع عن العرض والوطن الذي إستبيح من الأراذل ،، خوفا من الوفاة والموت برصاص الغدر من أزلام الطاغية ،،، والموت وراؤوهم قادم يسعى ،، لن يتوقف ،، عبارة عن وقت ،، أرادوا أم لا يريدون ... فهذه سنة الحياة وقدر مقدر على البشر منذ الأزل ،، فلا بقاء لأي شيء حي ،، إلا الخالق الأحد الذي خلق ؟؟
يارب أدعوك متضرعا بأن ترفع غضبك عنا ،، وأن تشد في أزرنا ،، وتلهمنا طريق الحق والصواب ،، حتى تصفى القلوب من رجس شياطيين الأنس والجان ،، ونتفق ونتحد مع بعض نحن أبناء الشعب الأحرار بالداخل وخارج الوطن ،، بحيث نصبح يدا واحدة ،، ونطهر ليبيا الوطن من القذافي الطاغية ونظام القهر والإرهاب ،، وأن تمنحنا وتهبنا الشهادة والموت فداءا حتى ندخل جنة الرضوان ،، والله الموفق.
رجب المبروك زعطوط
الأربعاء 1987/11/9 م
No comments:
Post a Comment