Friday, December 4, 2015

قصصنا الحاضرة 9

 بسم الله الرحمن الرحيم

 النبوءة

                 سبحانك رب العالمين دورة الحياة تدور من الأزل إلى ماشئت من وقت وزمن قصر أم طال ، وترجع مرة أخرى إلى سابق عهدها من جديد وتستمر مرة أخرى ومرات ومرات عبر الزمن والتاريخ لإعطاء العبر لمن يقرأ ويطالع ويتعظ....  ومهما تمتع الإنسان بالصحة والعافية فإنه حتما مع تقدم السن والكبر يصاب بالأمراض العديدة والضعف ويعجز عن القيام بالكثير من الأمور التي يرغب في تحقيقها في الحياة  ولا يستطيع إذا جاءه  الموت والفناء ....  ومهما وصل من علو الشأن والمركز والغنى أو الفقر والضيق ، مع إستمرار الوقت والتحمل والمعاناة بالصبر والكفاح يتغير الحال إلى الأفضل والأحسن حيث لاشئ يدوم وله خلود إلى الأبد له دورة ونهاية، وأي خير يعمله الإنسان برضى نفس وعن طيب خاطر وقناعة بضمير يرجع عليه بالخير يوما من الأيام حسب المثل الشعبي الذي يقول (إعمل الخير وأرميه في عرض البحر يوما تجده أمامك وقت الضيق راجعا بالخير) وفاعل الشر مهما طال الوقت به يوما نفس الدورة ترجع الكرة عليه بالسوء والعقاب ويقدم ويدفع الثمن الغالي ويصاب بالضرر مثل ما تسبب في الضرر للآخرين من شرور وآلام...

                    كل يوم عندما أتطلع في القنوات المرئية متابعا الأخبار المسائية  المحلية في أمريكا، أشاهد الكثير من الحوادث الغريبة الفردية وإعتداءات وجرائم وإغتصاب وسرقات وفساد وإفساد بدون عدد وحوادث شنيعة لا تخطر على البال .... وتحدث وأقول سبحانك رب العالمين هل وصل الأمر إلى هذا الحد المؤلم من الجرائم،  قتل الأبرياء الذين كان سوء حظهم وجودهم فى التوقيت والمكان الغير المناسب، مما راح منهم الكثيرون ضحايا للحدث بدون ذنب إقترفوه حتى يعاقبون بالقتل بدم بارد بدون ضمير من القتلة غير حب الانتقام في ساعة غضب وجنون ....

أراجع النفس مستغربا في حيرة وأتساءل قائلا أمريكا بلد الديمقراطية وحرية الرأي والنشر والتعبير ، وبها كل الخير والعمل متوفرا لمن يريد أن يعمل ويعرق بالجهد حيث لا إنسان مهما كان فقيرا ومعدم يجوع ويحتاج إلى طعام إلا بعض المخبولين والمدمنين على تعاطي الكحول والمخدرات الذين يهيمون في الشوارع بدون مأوى حتى ينسوا الوضع الشائن الذين هم فيه وأنهم محرومين، ويصبحون مجرمين يضعون همهم وآلامهم على الأبرياء الآخرين نظير الضغوط حسب إعتقادهم أنهم من غير عدالة بالمجتمع تجاههم وهم على قمة الخطأ مجانين.... كان الله تعالى في عونهم و حمى الجميع من الشر والشرور.

                          بالأمس كان اليوم الثاني من شهر ديسمبر 2015م شاهدت في القنوات المرئية العديدة مشاهدا وصورا حقيقية عن مجزرة وقعت في مدينة (سان بارناردينو) من ولاية كاليفورينا وكانت حصيلتها 14 قتلى و17 جرحى ضحايا في مجمع كبير يغص بالجماهير به عدة ادارات منها بيت للمسنين وكانوا  يحيون حفلال بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد القريب للرسول سيدنا عيسى عليه السلام وتم إغضاب احد الضيوف المدعوين مما ذهب إلى سيارته وأحضر سلاحه فى ساعة غضب للإنتقام وقام بإطلاق الرصاص والقتل العشوائى بدون تحديد وسط جمع المدعوين حسب الروايات الاولى التى من قبل الناطق الرسمي للشرطة المحلية  ساعة الحدث والمطاردة وغير معروفة الأسباب حتى الآن ولكن عن قريب نظير البحث والتدقيق من جميع أجهزة الأمن سوف يصلون الى السر.... لماذا قام المجرم بإقتراف المجزرة (وهو الذي قتل أثناء المطاردة مع زوجته) وماهي  الأسباب التي أدت إلى هذا الفعل الشنيع المريع الذي ضد جميع الشرائع السماوية والقوانين والقيم الإنسانية قتل الأبرياء بدون وجه حق ولا عدالة.

               الآن العالم يمر بهرج ومرج حيث لا تخلو أي دولة من غير أحداث يومية فردية حيث إستشرى الإرهاب بسرعة وقوة في المجتمعات وكل يوم يزداد ضراوة وشراسة، نظير التقدم والصراع والصدام بين الأديان والحضارات والإحتياج والإنتقام....  ومهما حاولوا الصد وحربه بجميع الوسائل لبتره والقضاء عليه لم يستطيعوا حتى الآن نظير الدعم من دول معروفة للجميع، والغرب مقفل العيون متغاظيا كأنه لا يعلم!

                   في  يوم ما سوف تفضح للعلن بالأدلة وتدفع وتقدم الثمن الغالي ومن وجهة نظري كما تدين تدان وللأسف الغرب يدفع الثمن الغالي ويقدم الضحايا يوميا بدون داعى ، نظير دموع الأمهات الثكالى والزوجات الأرامل ودموع الأطفال على فقد الأحبة الأعزاء ومعاناة المهاجرين وبالأخص العراقيين والسوريين وغيرهم من أقوام وملل من جميع الأصناف خوفا على الحياة من الظلم والقتل بدون مأوى... يسيرون في طوابير بالآلاف على الأقدام عبر الدول التي لا ترحب بهم وتهينهم بالإعتداء نظير المرور في أراضيها ونحن في فصل الشتاء وبالأخص في أوروبا الباردة بحثا عن المأوى والوصول إلى ألمانيا التي فتحت أبوابها على مصراعيها للإيواء .

                    كما تنبأت بالسابق أن الحرب الكونية الثالثة العالمية قادمة عن قريب والشرارة التي تشعل الفتيل والشعلة من الجزيرة العربية وبالأخص من اليمن حيث الأصابع السوداء للقوى الخفية التي لعبت الدور الخطير وغرست بذور الفتنة في كل مكان بالوطن العربي والاسلامي، قضية فلسطين منذ حرب 1948 م وخلقت العداء بيننا مع اليهود ونحن أبناء عم نحتاج إلى تحكيم العقل وسنين حتى نصل إلى سلام حقيقي... ويعيش الجميع مع بعض في وئام وأمن وأمان في فلسطين وجميع الوطن العربي الإسلامي بدون عقد ولا منع، كما كنا بالسابق.... الدين لله الواحد الأحد والوطن للجميع....

             مشكلة كشمير بين الهند وباكستان وهم من حوالي سبعة عقود مضت كانوا وطنا واحدا حتى تم التقسيم... والعداء المستحكم في شمال أفريقيا بين المغرب والجزائر بخصوص تدعيم الفصل وإستقلال الصحراء عن المغرب مما تم قفل الحدود إلى الآن بين الأخوة الجيران، وتقسيم السودان بحجج نصارى ومسلمين، والدس في مصر لخلق الفتن بين المسلمين والمسيحيين ولكن لم يستطيعوا النجاح لأن الشعب المصري من الطائفتين يحبون مصر وولائهم لها بدون حدود مما فشل المخططون فى الزرع والنجاح!

                 والآن ساعين بقوة لتحطيم أغنى قطبين فى الأمة العربية الإسلامية المملكة السعودية وإيران نظير مآرب جمة وفتحت نظير إلدس والفتن جبهة حدود اليمن الساخنة بين (السنة والشيعة ) حتى وإن هدأ الحال فترة من الوقت تظل بركانا حارقة جاهزا للإنفجار في أي لحظة والحرق لكل من يتعدى ؟؟ التى لم يستطيع أي أحد أجنبي دخيل على مر السنين السابقة من قبل والآن أن يسيطر عليها وتركع له، حيث كل طرف من الدولتين يعمل جهده للفوز والنصر مثل المقولة التي تقول (دع الفخار يضرب بعضه البعض حتى يتحطم ويصبح تراب).

              والتساؤلات فى النفس التى لم أجد لها الجواب الشافي حتى يقتنع الجميع ويجدون الأعذار، هل أصحاب القرار في إيران الذين أثبتوا الوجود بأنهم أحسن المفاوضين صلابة العود نظير حقوقهم من أن تهان ويصبحون مطية للغرب كما كانوا مع الامبراطور الشاه بالسابق، وإيران تحملت جميع الضغوط حتى وصلت إلى ماتريد وترغب، والسعودية غير فاهمين اللعبة الدولية التي تدار حتى يصبحون أحجارا في لعبة الشطرنج الدولية بهذا الشكل والوضع ويتصادمون وهم جيران يوحدون بالله العظيم بدين واحد الإسلام !!!! وطال الزمن أم قصر لا يرتاحون حتى يتوقفون عن دس الفتن بينهم ويصبحون أخوة فى المصالحة و تقوى الله تعالى بضمير . والتي أعتقد حسب المعطيات الآن لا تحدث الأمور بسرعة عن قريب تحتاج إلى وقت طويل حتى يتم النسيان للماضي الذى ذهب إلى غير رجعة، ويتغير الحكام الحاكمين مع الوقت إلى آخرين فاهمين اللعبة ومنع العداء من أن يستحكم ويستمر بدون داعى حتى يضيعون فى المحرقة التى الكاسب والمنتصر، مهما كان، خاسرا ، بدل الإهتمام بشعوبهم التي تعاني في الكثير حتى تنجح وتتقدم وتنهض وترجع الأمجاد من جديد !!!!

               طالبا من الله تعالى أن يهدأ الامور ونرتاح من تدخل الأصابع السوداء في وطننا العربي الاسلامي الكبير، ونهتم بأنفسنا حتى ننهض ونتقدم ويصبح لنا الشأن والعلو والمركز ، ونحن لدينا جميع المقومات والمعطيات للنجاح والنهوض والبقاء فى المقدمة مع الآخرين من الأمم، والسؤال هل ياترى تتحقق هذه الأماني وتعود عجلة الزمن والتاريخ بسرعة ونحن أحياء نرزق حتى نشاهد العز ونرتاح من الهم والغم والارهاب ونعيش بقية أيامنا سعداء فرحين... والله الموفق.  

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment