Sunday, December 6, 2015

قصصنا الحاضرة 10

 بسم الله الرحمن الرحيم

 اللسان

                 يقولون منذ القدم (خير الكلام ما قل ودل)، وللأسف نحن العرب لدينا جميع الأشياء والمقومات والمعطيات للفوز والنجاح دنيا وآخرة ونصبح روادا في المقدمة بين الأمم، هبات وعطايا من الخالق الأحد بلا عدد...  خلقنا أمة وسط ومنحنا الهداية،  دين الإسلام العظيم ، الذي ليس له مثيل خاتم الأديان ونبينا آخر الرسل وخاتم الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام للتوجيه والتبليغ بآيات الله تعالى بلغة الضاد ،القرآن العظيم المجيد، التعليم الإلاهى دنيا وآخرة، حتى نتبع طريق الخير ونبعد عن الحرام ونفوز بجنة الرضوان وللأسف لا نعمل به كما يجب... نعمل فى جميع محاكمنا بقوانين غربية إنجليزية وفرنسية لا تتماشى معنا كأمة إسلامية في الكثير من المواضيع الحساسة الشائكة الحرام، لأننا تبعنا طرق شياطين الإنس والجان وحب الدنيا من مال وبنين وشهوات الجسد تغلبت على النفوس الضعيفة التي المفروض أن تكون طاهرة وقلوبها مؤمنة بعظمة الله تعالى، متحدين عن قناعة وقوة إيمان وعقيدة وسوسة الشيطان الرجيم ومشاغل الحياة وصعابها من حلو ومر، مما أصبحنا مع مرور الوقت والمدنية الزائفة نتراجع إلى الخلف خطوة خطوة حتى وصلنا لهذا الوضع المزري من الحال .

                د ائماً نتحدث ونتشدق بأمجاد الماضي وماذا عمل الرواد الأوائل الأجداد من إنتصارات نشر دين الاسلام والعلوم والنور للآخرين من غير أن نعمل بجد ومجهود وعرق ضمن الأصول وشرائع الرب الخالق ونتبع المقولة الخالدة كما ذكرتها باول سطر فى المدونة ،،حيث اللسان هبرة من اللحم ولكن لو تم الاستعمال له بالخطأ يكسر العظم ويؤدى الى طرق الشر والآثام ويخلق العداء بين الامم والجيران حتى الإخوة الأشقاء لا ينجون من الصراع !!!! كل شئ وموضوع كبر أو صغر له مقدار ومعايير معينة واذا تجاوز فات أونقص عن الحد تنقلب للضد وتصبح ضارة بدل النفع، والمفروض تحكيم العقل وبالهدوء بدون إندفاع والدراسة الجيدة والشورى التي هي أحد أساسات الدين الإسلامي للعمل والحكم حتى لانخطأ ولا نفشل ، الشوري مع أهل الرأي والربط والعقد المعروفين بالحكمة والأخلاق الحميدة في الدولة، وليس مع حثالات المجتمع المنافقين مما بالشورى الصادقة يصل الانسان إلى نتائج باهرة تجعله سعيدا دنيا وأخرة .

               ولكن الإنسان في وقتنا الحاضر اذا تطلع إلى خريطة العالم الدولية يصاب بالدهشة ويكاد لايصدق الأمور الشنيعة عندما يجد أن الدول العربية الإسلامية معظمها أصيبت بلعنة شيطانية ، الحرب الأهلية والخصام والتناحر على السلطة في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من الدول التى زادت النار إشتعالا فيها عن الحد بدون أن يتوقف أمراء الحرب المستفدين مراكز ومال بالقوة والإكراه وضد جميع القوانين بحجج أنهم ثوار والواقع الصريح أن الكثير أدعياء إستغلوا الفرص والفراغ في البدايات ويجلسون مع بعض في هدوء ومصالحة وطنية بالعقل حتى يصلون إلى حل و تنهي جميع المشاكل والمحن العالقة التي تحتاج إلى بتر وتوقف سريع لشلال الدم الزكي من ضياع الضحايا في غير طاعة الله تعالى، حيث بالتفاهم والسلام يصلون إلى أعلى المراكز بالمحبة والوئام والضرب بيد من حديد على كل يد دخيلة تحاول الهدم . أتطلع مشدوها غير مصدق الأمر إلى الخريطة ومواقع الدول وأشاهد النار إشتعلت في أكثر من مكان بالأمة المترامية الأطراف قائلا للنفس سبحانك رب العالمين هل هذه الشرور المتلاحقة دروس عظات وعبر حتى نفيق من السبات والنوم ونرجع لطريق الحق عسى أن ننال المغفرة ، ولا أستطيع الجواب بنعم أم لا !!! حيث العلم عند علام الغيوب الخالق الذي خلق سبحانه وتعالى ولديه حكم نحن كبشر مهما أوتينا من علم ومعرفة لا نستطيع التنبوء بالمستقبل وماذا سوف يحدث من خير أو شر، من وجهة نظر البعض وأنا أحدهم. أعتقد أن هذه المحن وضياع مئات الألاف قتلى ومثلهم أضعافا جرحى ومعاقين، عبارة عن قرابين تطهيرا من رجس الشياطين على مذبح الحرية حتى نأخذ عبر ونتعلم من الدروس الغالية أن الحياة كر وفر ليس لها أمان تحتاج إلى قوة الايمان بما سخره الخالق منذ الأزل للإنسان منيرا له الطرق للإيمان والعبادة عن قناعة بضمير للفوز والنجاح ، تحتاج إلى صمود وصبر وعمل جاد والقناعة بما وهبه وأعطاه الرب القادر القدير حتى يتم النجاح .

              وللأسف بجميع مجريات هذه الامور المؤلمة والحوادث المفجعة، التى تحتاج إلى وقفة مساءلة وسلام مع النفوس المريضة، والسؤال بتجرد وصدق، لماذا نحن وصلنا إلى هذا الحال المؤسف...  هل النفوس شريرة إلى هذا الحد؟ أم لعنة وضربة على الرأس حتى نفيق من الأحلام ونتبع شرع الله تعالى في كل خطوة حتى ننجح؟ أم حسابات مرة وعقاب وإرادة القدر منذ اليوم الأول للخلق وإمتحانات لهذه الأمة حتى تعى الدروس المؤلمة وتتوحد في وحدة قوية وتصبح مع بعض يدا واحدة في اتحاد قوي مما يسهل عليها الصمود وبسرعة تجتاز جميع العقبات وترهب الأعداء من شياطين الإنس والجان ويفرح فيها الأصدقاء بالنهضة والتقدم ؟

               أرجع وأقول خير الكلام ما قل ودل، مقولة من ذهب يلمع ويبهر الأبصار بالشعاع الذهبي حتى تزيغ وترمش لمن يبحث ويتقصى عن الأمور الحقيقية بدون زيف من الإعلام الكاذب والمبالغات والتضخيم ومحاولة طمس الحق من قوى الشر الخفية، وكيف تجري غرس الدسائس والفتن، الصمت في كثير من الأحيان ليس له ثمن إذا عرف الإنسان كيف يستثمر المقولة لصالحه ، يعرف حجمه وقدراته ولا يتحدى غيره بدون فائدة وجدوى حتى لا يصاب من الأقوى بضربة تقصم الظهر ويتأخر عن الركب، ويصون لسانه ولا يتعدى على أي أحد بالثرثرة الزائدة والتحديات الكاذبة مهما كان الظرف والحدث حتى ينال الرحمة والتوفيق من الله تعالى دنيا وآخرة. والله الموفق...

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment