Tuesday, December 1, 2015

قصصنا الحاضرة 7

 بسم الله الرحمن الرحيم

 النبوءة (2)

            القوى  الخفية المتحكمة في مصير العالم كما يقولون ويدعون لبلبلة الأفكار والوعيد والترهيب والتخويف حسب الإعتقاد للكثيرين، أخطبوط شرس يسعى إلى إحتكار جميع المواد الأولية الغنية أهمها النفط والغاز بالمعمورة ... لديها ثروات خيالية وسيولة في جميع المصارف والخزائن بالعالم تحت التصرف...  تدس الفتن وسط الشعوب بلا عدد نظير العملاء وهتك الأسرار الخاصة والفضح والتهديد لأولاة الأمر في الدول الضعيفة حتى لا يرتاحوا وتنتهي المسرحية وتتوقف لعبة الشطرنج الدولية للأبد ...  يخلقون وحوشا كاسرة في الخفاء على مر التاريخ والزمن لتمرير المصالح الخاصة من أن لا تتوقف لا ينسون الإهانة مهما طال الوقت حيث النفوس غلفها الحقد الأسود والقلوب حب الإنتقام وكل مرة يحل الدور على أحد الدول حتى تدخل الحرب والصدام ضد الإرهاب، العدو الغير مرئي للكثيرين، والذي خلقوه وأنتجوه بدون فائدة حتى تضعف وتطأطأ الرأس لهم ضمن المخطط المرسوم بمهارة وإتقان من أساطين وأساتذة الشر... مثل ماحدث لدول عديدة شاء سوء الحظ والقدر وأصبحت من ضمن أحجار الشطرنج يلعب بها للوصول والفوز في اللعبة والمباراة الحامية الوطيس .

             دولة روسيا في الفترة الحاضرة تمر بإمتحانات صعبة وتحديات في الخفاء ناسين متناسين أنه لها تاريخ طويل مليئ بالأحداث،  حضارة وسمو من أيام القياصرة ، وقدمت شعوبها الثمن الغالي عشرات السنوات من القهر والإضطهاد من الثورة البلشفية وتم خلق الشيوعية المدمرة نظير الدس فى العمق من العملاء الزعماء الذين يظهرون على السطح والساحة بأنهم وطنيين والواقع يختلف كل الإختلاف عن الصحيح !!!!!

                 روسيا أصبحت ضحية لأطماع ألمانيا الهتلرية وتم الهجوم عليها بقوات كبيرة مدربة ومجهزة بأحسن وأقوى سلاح وقتها ودافعت عن نفسها دفاع المستميت عدة سنوات حتى النصر وداست أقدام جنودها ارض الرايخستاغ بالقوة بعد تضحيات كبيرة وضياع أكثر من 25 مليون قتيل وجريح  ومعوق من أبناء شعوبها .

             إكتشف الرئيس ستالين نوايا عدوانية ضده في الأوان قبل أن يضيع وينتهي وتصبح روسيا الغنية بالموارد الطبيعية مطية للرأسمالية وطرد جميع الأجانب خارج الحدود ووضع الستار الحديدي القوي خوفا من إمتداد فيروس الغرب الذهبي، وبدأت الحرب الباردة بلا هوادة لسنوات عديدة للقضاء عليه ولكنه تمكن فيها بالاختراعات الجمة وقوة التسليح بالذرة مما أصبحت أكبر ترسانة حربية بالعالم ترهب بها أعدائها وأصدقائها ، وكانت روسيا أول من غزى الأجواء في الفضاء بالصواريخ مما أصبحت ندا ضد الجميع يحسبون لها آلاف الحسابات قبل التفكير في أي إعتداء عليها ولها صوت قوي في مجلس الامم المتحدة (وفيتو) تستطيع إبطال أي قرار سياسي لا يتماشى مع سياساتها .

             الآن إستيقظ المارد الجبار، الدب الأبيض الشرس،   من غفوة الخداع والنوم والتآمر وبدأ يشق طريقه ضمن تحكيم وإستعمال العقل والذي على المدى القريب سوف يرجع إلى وضعه الصحيح ويصبح ندا للجميع حتى تستمر المنافسة والتوازن في العالم ويصبح في وئام وتفاهم مع جميع الشعوب الحرة أو التي تطالب بالحرية والإنعتاق في أماكن كثيرة بالعالم من هيمنة أخطبوط الغرب الذي يدس السم الزعاف في العسل للبقاء مادا أياديه بالسلام والصداقة الزائفة مما يصدقها الغافلين الضحايا ويتناولونه بفرح وسرور وهم غافلين عن سير الأمور والخداع وبأنهم وقعوا في الفخ و المصيدة بدون فكاك ونجاة ...

                  بدأت روسيا المسيرة الطويلة بأول خطوة جبارة قوية بالرفض و إلغاء عقيدة الشيوعية من الحياة والواقع اليومي والهيمنة على الآخرين وتركت للكثيرين من الشعوب المجاورة التي كانت من قبل تحت السيطرة الشيوعية السوفياتية لعقود، حرية الإختيار للبقاء في تحالف قوي أو الخروج ضمن حدود تضمن سلامتها الأمنية من قرب المنافسين الغربيين لحدودها، وحرية الأديان والعقيدة للجميع... تركت لهم حرية الرأي والعمل الحر لشعوبها حتى تبدع، وقامت بمساندة أنظمة عديدة صديقة على البقاء مثل سوريا (الرئيس بشار الأسد) بكل قوة من السقوط وإنتهاء النظام العلوي والذي مهما حاول الغرب أن يتدخل بحجج كثيرة ظاهرها إنسانية لوقف القهر والمجازر اليومية والهجرة لعشرات الآلاف من المضطهدين كعنوان بريئ كبير للتغطية، والواقع المرير النهاية الخراب وإلدمار وتفتيت سوريا ضمن حرب أهلية لا تتوقف بين ( سنة وشيعة ) وضمان حدود آمنة للجيران إسرائيل من الانتهاكات والتعدي ... لم يستطيعوا النجاح والوصول للهدف المنشود عندما تصدى الدب الروسي الأمر مثل ماحدث في دول كثيرة بالعالم وآخرها الآن في وطني ليبيا الأسيرة، التي وقعت في أحضان الشر والشرور غير قادرة على سحق قوى المتعصبين المتزمتين الخوارج المرتدين... تحاول جاهدة الخلاص والقضاء عليهم بأي وسيلة كانت، ولكن لا تستطيع الخروج من الهيمنة الغربية والصراع المميت طالما عشرات العملاء المنافقين يعيشون في أوساطنا... يدعون البراءة والوطنية، والواقع أنهم منافقون يقومون بجميع الحيل للبقاء في السلطة... ونتيجة الصراع الدموي تدمر إقتصاد ليبيا بعلم وبدون علم مما طمعت فينا عدة دول من الجيران لإغتصاب أراضيها والحصول على الغنائم المالية الضخمة من خزينة الشعب بحجج التعويض عن الدمار الذي خلفه النظام الجماهيري السابق، حيث الآن تمر في كارثة ومحرقة!  حيث معظم المسؤولين الآن بدون ضمير حتى يحافظوا على الباقي الذي بدأ مع الوقت يمضي وينضب.

                   في الأسابيع الماضية تم تفجير طائرة ركاب مدنية على صحراء سيناء في مصر لوضع الشكوك ودس إسفين الشر في العلاقات ولا يحدث التقارب الكبير الذي بدأ كل يوم يزيد متانة وقوة ، خوفا أن تصبح مصر في المستقبل عدوة مثل دولة إيران الإسلامية صعب قيادها والتحكم فيها كما كانت من قبل ... والبحث المضني مازال قائما عن القتلة والايدي السوداء التي خططت ومولت الارهاب وقامت بالعملية بدون وازع ضمير ، وزاد الطين بلل إسقاط الطائرة المقاتلة الروسية التي سقطت على الأراضي السورية من أحد الطائرات التركية ولم تعتذر تركيا عن العمل المفجع بأنه خطأ ويقفل الملف وتستمر العلاقات التجارية وحسن الجوار بينهم إلى ماشاء الله تعالى...  بل تمادت في غرورها  وصرحت في العلن للجميع عن قيامها بالضربة تحت أسباب كثيرة أنه من حقها الدفاع عن نفسها و منع إختراق مجالها الجوي .

                    نست تركيا أنها تلعب لعبة خطيرة جداً بالمساس والتحدي للجار الذي يعد أحد الأقطاب الرئيسية في لعبة الأمم التي تجري على الساحة الدولية ،، وأنه صمام أمان للكثير من التعديات على الشعوب المقهورة وتناست أنه عبر الزمن والتاريخ كل من تحدى روسيا فى العلن خسر وتحطم وضاع ، بداية من الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت الذي كان يعتبر في ذاك الوقت أعظم قوة لا تهزم، ونهاية بالطاغية الألماني،  الفوهرر هتلر، الذي ضاع نظير الحمق وعدم الحسابات الدقيقة حيث لا لعب ولا مواجهة مع الدب الأبيض الشرس وبالأخص في فصل الشتاء .  

                القوى الخفية تصنع وتخلق الشرور والآفات عبر التاريخ والزمن وتمول  التعصب والإرهاب في السر بطرق خفية لا يعرفها أي أحد إلا القلائل حتى لا ترتاح الدول والفئات وتتجه الأنظار الى مواضيع أخرى وتنسى أغراضا كثيرة غير مرئية حساسة تحققها لضمان مصالحها... وعندما ينمو الوحش ويكبر ويخرج عن السيطرة في بعض الاحيان يتباكون بدموع التماسيح ، ويدعون أنه إرهاب وعلى الجميع المساندة والحرب للقضاء عليه وتنطلي الحيل على الكثيرين وتستمر اللعبة ناسين أن الحق نور ولن يخفت ويتلاشى مهما عمل الأشرار المخططون متناسين أن السحر مع الوقت ينقلب على الساحر مهما حاولوا المنع والسيطرة حيث لا يصح الا الصحيح .

                وللأسف يدفع الجميع الثمن الغالي  حتى من أبناء شعوبهم بذنوب قلة من أولات أمرهم الطموحين، الذين يحلمون بالهيمنة والسيطرة على العالم نظير القوة والإفراط في الاستعمال ، وضرر شعوب كثيرة بلا عدد... مما خلقوا أعداءا صعب مع الوقت المصالحة والرجوع والتفاهم على مائدة المفاوضات والسلام معهم بأي ثمن كان كما حدث مع دولة إيران الإسلامية، الأمر الذي يتطلب  وقتا طويلا عسى أن يصلوا إلى تفاهم وسلام حتى تدور دورة الحياة والزمن وترجع من جديد.

                  العالم الآن على شفى حفرة نار فوهة بركان  حارقة، وخوفي من قيام الحرب العالمية الثالثة عن قريب حيث جميع الأبواب بدأت في الإغلاق للتفاهم والسلام،   نظير المصالح والتحديات وعدم إحترام الجوار، من الكبار، حيث الحربان  العالميتان، الأولى والثانية، قامت و إشتعلت نيرانها من دولة ألمانيا الهتلرية نظير الهيمنة والغرور ، وآن الوقت لحلول الحرب الكونية الثالثة من إيران وروسيا وحلفائهم الكثيرين الذين ذاقوا ويلات القوى الخفية سنينا عسى بعد الدمار والخراب النووي بالذرة يرتاح بقية العالم فترة راحة وسلام وإعمار من جديد وتستمر دورة الحياة إلى ماشاء الجليل الله عز وجل لألف عام آخر جديد كما تنبأ به من مئات السنيين الماضية المنجم المشهور (نوستراداموس) للأحداث التي سوف تحدث والتي معظمها حدث... ونقول دائما "كذب المنجمون ولو صدقوا" حيث الغيب لا يعلم به إلا الله تعالى... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

 البقية تتبع...

No comments:

Post a Comment