Monday, December 21, 2015

قصصنا الرمزية 2

بسم الله الرحمن الرحيم

 الاجتماع 


 تم الاجتماع الطارئ والمهم للجنة العليا المكونة من النسر الأصلع والتنين الأصفر والدب الأبيض والصغرى التي تضم الكثيرين من التابعين والحلفاء للكبار لضمان عدم التعدي والعيش في سلام وأمن وأمان برئاسة الأسد العجوز للإستشارة في مزرعة التفاح بالغابة الغربية ، بناءا على طلب الكثيرين من الحيوانات المستأنسة الأليفة والشرسة الكاسرة للشورى وإتخاذ القرارات النافذة في أمور عديدة تهم الجميع وتتجلى الصور لكثير من المواضيع العالقة والتي مع الوقت بدأت تتراكم على بعضها في أروقة ودهاليز ومخازن المزرعة بدون عناية ولا متابعة و لا فحص ، مما مع مرور الزمن تغطت بالغبار ووجدت الفئران فرصتها في قرضها وخرابها... حيث لم يتم ايجاد حلول لها ، و تسببت هذه الأمور في خلق هوة كبيرة بين البعض و البعض... حيث البعض يقولون أن الغابة ملكنا جميعا وليست لفئة مميزة واحدة ونحن من ضمنها وضرورة حسابنا وأخذ رأينا بجدية بدل المماطلة لكسب الوقت والإغراء حتى نصمت ونسكت لفترة من الوقت حتى تبحثون عن العيوب في المخططات وتتلافونها ، حيث نحن الجماهير لا تنظرون لنا بجدية ولا صوت لنا مثل البعض في اللجان ، بل مهمشين بآخر الطابور بدون سؤال عن المشاكل التي نعاني منها ولا قرار حتى نتلافاها مما قرب الإنفجار للبركان ، على رؤوس الجميع حيث اللجنة العليا  دب في مفاصلها الفساد نتيجة الهيمنة طوال الوقت وأكلت الأخضر واليابس ولم تترك لنا غير الفتات لنقتات !!!

              في الصورة العامة الظاهرة للجهلاء الغافلين لمجريات الأمور في الغابة الفسيحة بالخير والشر ، المغفلين الأتباع أننا أحرارا ونستطيع العمل لكثيرا من الأشياء بحرية في سبيل العيش والتسمين وعدم الإعتداء علينا كما فعلوا في بابل وغيرها وخلفوا الخراب والدمار إلى الآن... حيث شعوب الغابة في إضطراب نظير فتح القيود لوحوش الإرهاب من الإنطلاق والتغلغل في الأوساط طلبا للإنتقام والثأر، والواقع المرير يوهموننا  بأمور كثيرة ذات بريق زائف تسترعى الإنتباه والبصر فى المشاهدة ضمن الدعايات في الإعلام المبرمج الكثير يوميا و يتلاحق بالجديد الذي لم يترك لنا الوقت  للتفكير والتمييز والمعرفة الحقيقية والأسرار الخفية من الكثرة حتى لم نجد الوقت للقراءة والدراسة والتدقيق ونقدر على المتابعة بجدية ونتلافى الأخطاء في الخداع والمؤامرات التي تحاك في الصمت والسر ودس السم الزعاف في العسل الشهي لنأكله بشهوة ولذة غير عارفين النتيجة والمخطط الذي يحاك وينسجونه لنا... وهو الموت ببطء للبعض من رموز المطالبات والتحديات لتغيير الوضع إلى الأحسن والخروج من الساحة بالتصفية الجسدية مع مرور الوقت بدون شواهد ولا وأدلة ساطعة تثبت الامور على الجناة الحقيقيين، حتى لا نسأل ولا نتساءل عن الغش والخداع ، الذى يحدث يوميا لنا ونرضى بالقليل للعيش في أمان مفتعل، وهم الأسياد في القمة والرئاسة ، والجميع عبارة عن خدم للعمل لديهم بدون تساؤلات ولا من أي رأي مخالف يأخذ بعين الإعتبار .....

             لقد  نسى السادة الكرام الكثير من الأمور الجوهرية أولها أننا إخوة وأولاد عم ولسنا عبيدا أو خدما...  وأننا الأساس  الصلب ومن غيرنا لا يتحصلون على ضحايا وقرابين ولا يستطيعون النهش ولا النهب ولا البقاء في العز والراحة ، لأنهم لا يقرؤن الكتب عن ما فعل التاريخ والزمن بجميع الأمم السابقة من الحيوانات الناطقة، من قوة وجبروت إلى ضعف ونهاية مهما طال الوقت ولحومنا ليست للنهش والأكل وقت يشاؤون... فهم ونحن من نفس الفصيلة والجنس ، نعرف بعضنا البعض ولسنا غافلين ولا مغفلين حتى نؤكل مع الوقت بشراهة ونحن نائمين في سلام ونحلم بالأمن والأمان .

              صرخة قوية من ضمن الصرخات العديدة التي في بعض الأحيان تطلق بقوة من الحناجر ولها صدى قوي يرن في الغابة من أقصاها إلى أقصاها، ولا من يهتم ؟؟ حيث الجميع من الكبار والصغار يسعوا لملء البطون طالما الفرص متاحة للنهش والإلتهام للضعفاء ... وقد جرت العادة بالسابق في مزرعة التفاح بالغرب، أن  الصرخات عبارة عن جعجعة ووخز دبابيس لبعض العمالقة بعض الوقت لا تنفع ولا تضر ولا تقتل ولا تؤذي ، تتوقف وتموت في مهدها نظير عدم الإستمرارية والمطالبة بالحقوق ، رغم أنه لا يضيع أي حق كان ومهما كان عبر التاريخ والزمن طالما يوجد مطالبا يزن وبطن في المجتمعات طالبا العدالة وإسترجاع الحقوق ولو كان واحدا فقط مع الأيام يصبحون الآلاف و الملايين وتجعل العمالقة لا يرتاحون في النوم الهانئ بدون أرق وألام ويعيشون الخوف من المستقبل الآتي القريب، حيث عن قناعة يعرفون أنهم خاطئين ولا يريدون الإعتراف بالحق نظير الكبر والغرور والإستهزاء الكامن بالنفوس !!!

              أثناء التحضير للإجتماع الكبير قال النسر لما الإستعجال ؟؟  أحتاج إلى بعض الوقت للقرار الصائب حيث لدي في العش مصائب كبيرة،  الفيل والحمار مقيمين في صراع ، ولا أستطيع عمل اي شئ بدونهم حتى يوافقون حيث هم الجناحين اللذين بهما أطير وأرتفع في الجو، مما إستغرب الجميع من الأمر الغريب لأن معظم الآخرين لا يستشيرون غيرهم ، كما يفعل النسر، حيث بدون شورى لا ينجح أي أمر كان ؟؟

                  وقال الشريك التنيين الأصفر في اللجنة رافعا يده بالإذن لأخذ الكلمة و سماع الصوت وسط الحلبة والجلبة ، علينا بالصبر والتأني ... إعطوا النسر بعض الوقت حتى يستقر على أمر ممكن تكون فيه فائدة للجميع ، حيث يعانى من  الكثير من الامور الصعبة والسائدة داخل العش من كثرة اللجان المتناحرة والتي في كثير من الأحيان يعتقد الجاهل أنها تحارب  بعضها البعض ناسين ومتناسين أن الخيوط جميعها تجتمع في العش الأبيض ومنه تصدر القرارات، بحيث ضاع السمين مع الغث في مباريات المؤامرات والدس والغش والخداع حيث الخير والشر لديه يتصارعان كل طرف يريد البقاء عاليا وأنه السيد المطاع ، ناسين متناسين أنه عندما تكبر الأشياء والمواضيع عن الحد تنقلب إلى الضد ووممكن الريش يتطاير وينتف بسهولة نظير الغباء والقوة الصارخة التي تأكل وتلتهم نفسها بنفسها وبعض الأخطاء الجوهرية التى لا يمكن إصلاحها في فترة بسيطة حيث حيوانات الغابة جميعها تغيرت نفوسها عن الماضي، وتعلمت في عصر العولمة أن النسر هو الاساس في الإبداع والإختراع ، ولكنه لا يستطيع  الطيران بقوة وسرعة كما كان يفعل من قبل مزهوا كالطاووس .

              و رد الدب الأبيض أنا موافق على الطرح والرد مع أنني في خصام منذ وقت طويل مع النسر في التوجهات، الذي يحاول دائماًمضايقتي   والحط من شأني ومحاربتي بكل القوة ضمن الإعلام الموجه للجماهير في الغابة في القنوات المرئية والشبكات العنكبوتية ،  والعمل القوي في السر والخفاء بالغابة لوضع الأفخاخ القاتلة حتى أسقط وأنتهي ... والتي مهما فعل لا يستطيع الإنتصار ، بل مجرد التأثير البسيط على عقول الجهلة، حيث شعوبنا مرت بأهوال وضاعت الأرواح بالملايين ضد الهيمنة من القياصرة وحيوانات الغرب ، وما زلنا صامدين حتى الآن في الوقت الحاضر وبالمستقبل القريب والبعيد إلى نهاية المشوار حيث لدينا سمو وحضارة عبر التاريخ والزمن ، نعرف أسرار اللعبة كيف تنسج خيوطها الشريرة وتدار سواءا في العلن أم في السر والخفاء .

                  اللجنة الصغرى بعد أخذ الرأي والاستشارات بين جميع مندوبي الأعضاء من الشرق والغرب والشمال والجنوب في الغابة بدون أسماء وكنايات من الكثرة، يقدمون التوصيات بالأغلبية أن تتاح الفرص للبعض من الآخرين في إلتهام بعض الضحايا القرابين حتى يشبعوا ويستكينون عن التمادي والثورة، وفتح ثقب في سخان المياه على النار الذي يغلي بقوة حتى ينتهي الضغط ولاينفجر البركان والرشاش يعم اللجان قبل الآخرين بالحرق والتشويه وعندها الفناء والموت، مما اللجنة العليا بعد دراسات وتمحيص وتدقيق في الأمر،  وافقت على التوصيات وإصدرت المراسيم للجميع بالإتباع للقرارات .

             الجميع في هرج ومرج قبل التوصيات وبعدها حيث الأمر ليس بسهلا ، بل خطيرا على جميع المستويات ، فالكذب والتزوير والخداع لن يستمر طويلا ...في يوم ما  سوف تظهر الحقائق ويتم التطهير لكل أذناب الفساد العملاء المنافقين مهما طال الزمن والوقت ، الحساب والعقاب النهش والإلتهام آتيا عن قريب للكثيرين ... إن لم نتحد ونتوحد وندافع على انفسنا حتى الرمق والنفس الأخير ، عسى أن ننجو من المصير الأسود وهو النهش والإلتهام ونحن أحياءا نرزق بدون دفاع... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment