Tuesday, December 15, 2015

قصصنا الحاضرة 13

بسم الله الرحمن الرحيم

 الخداع

        إلى متى سيظل الخداع مثمرا ومستمرا للجماهير الغافلة في جميع أنحاء العالم الذين في سبات وغفوة وجهل يصدقون كل مايذاع في الإعلام عبر القنوات المرئية والشبكات العنكبوتية... وما يكتب في الكتب والصحف والمجلات أو سماع الحديث والمواضيع من أناس ثقات مشهورين بالصدق وعدم الكذب، والواقع تم تمرير المعلومات الكاذبة لخدمة أغراض خاصة، عبرهم ، نظير التصديق والسذاجة وعدم الذكاء في تمييز الأمور التي في كثير من الأحيان خاطئة ومدسوسة بفن، حيث البعض من قوى الشر يدسون الخبيث وسط الصدق والغث  وسط السمين، مما يمر مر الكرام على الكثيرين بسهولة الذين لا يتعبون أنفسهم في البحث والتقصي ومحاولة معرفة الحقيقة الصادقة حتى لا يخطئون ويضيعون ومع الوقت عندما يعرفون الحقيقة الصادقة يفاجؤون و يندمون... لا تراجع بعدما ضرب الفأس الرأس !!!

                      معارك كثيرة بلا عدد وحروب مصيرية عبر التاريخ والزمن تم النصر فيها نظير دس المعلومات الخاطئة من أسرار، التي تم دسها بطرق فنية لا تخطر على بال الشيطان الرجيم ، مما تجعل قيادات الخصم مهما كان لها من تصورات ومتابعة وذكاء تصدق الأمور و بأنها حقائق ومن مصادر موثوق بها وتقع وتسقط في الشراك وتخسر المعركة أو الحرب ويضيع فيها عشرات ومئات وآلاف من الضحايا نظير الخداع المبرمج من أساطين وأساتذة الشر للوصول الى الأهداف في أسرع وقت... والقصص عديدة عبر التاريخ والزمن لمن يبحث ويراجع .

                        رجعت بي الذكريات للوراء إلى عدة عقود وعشرات السنين التي مضت من أعمارنا ولا نحن ندري ولا نتوقع أننا تائهين في أمور مصيرية بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية في أواخر القرن العشرين الماضي وبعدها من أحداث حلوة ومرة عن كثير من الأمور للأمة العربية التي حدثت من قبل زعماء وقيادات وطنية وقتها أثبت مع مرور الزمن والتاريخ كم كنا جميعنا، هم ونحن،  غافلين و مغفلين وجهلة عن التمييز والبحث والوصول إلى الحقيقة المرة وسط التهييج والتدجيل بالشعور الوطني الخاطئ وكأننا ندس بقوة أصابعنا في أعيننا حتى فقدنا البصر والرؤية الساطعة الصادقة لكثير من المواضيع المهمة والتي ندفع ونقدم  ثمن أخطائها المريرة حتى اليوم والتي بتصورات الوقت الحاضر في عصر العولمة من سرعة المواصلات والاتصالات، أن أولات الأمر تهوروا وعملوا الكثير من الأخطاء .

                 وكم إستغربت وضحكت وحزنت وغضبت عن كم كنا مخدوعين وكأننا قطيع من الغنم مساقين إلى المسلخة للذبح ونحن نضحك ومسرورين، ولولا أنني كنت من ضمن الجماهير المخدوعين من ملوك ورؤساء، وكنت في ريعان الشباب وشاهد عيان من بعيد في ذاك الوقت على الكثير، كنت لا أصدق الأمور المصيرية والخسائر التي حدثت.

                      الخداع له عدة أسلحة وشفرات ماضية مثل الخناجر المسنونة الحادة... في الحروب الخداع للعدو يعتبر مباحا حسب المثل الشعبي الذي يقول (الذي تغلب وتنتصر وتفوز فيه، ألعب به) الذي يوصل للنصر وهزيمته، ولكن الإنسان للإنسان اذا عرف الآخر بطريقة وأخرى الموضوع وكم تم تمريره عليه بسهولة نتيجة الغفلة وعدم الدراية مما ينقلب إلى الضد بعنف وقوة ويحاول بأي وسيلة الإنتقام والثأر ورد الإعتبار مهما كلف الأمر من تضحيات وثمن .

               نحن الأمة العربية الإسلامية نعيش في محرقة كبيرة من مؤامرات ضد دين الإسلام وكياننا كعرب مسلمين وأتون نيرانها أكلت اليابس والأخضر ونحن نتشدق لاهين في الفساد والإفساد وملذات الحياة، وشهوات الجسد، وإن لا نعرف عن يقين  الخداع الذي يحدث لنا مما تأخرنا عن الركب ونحن لدينا جميع المقومات للنجاح وإثبات الوجود في هذا العالم المضطرب والذي يعوم في الهرج والمرج وكيف نتفاداه  ونبعد عنه ولا نقع ونسقط في الحفر والمكائد ولا نستطيع النهوض ولا التقدم في هذا المجتمع في عصر المادة والقوي ينهش ويأكل الضعيف بوسائل شيطانية وإدعاءات عديدة كتغطيات رنانة تبهر الناظرين البسطاء الضعفاء الغافلين بإسم الحرية والديمقراطية وتحرير الشعوب من الظلم والإرهاب وقصص كثيرة ومقولات سامة مبطنة بالعسل الشهي حتى تمر بسرعة ولا من يتساءل ولا من يعترض... من العارفين للحقائق المرة، أن الموضوع لعبة وخداع ؟

                      نحتاج إلى تحكيم العقل وترك العواطف التي نحن العرب مشهورين بها بأي ثمن كان... المطلوب هو المتابعة و الفهم وفحص ومعرفة الأحداث والتنبوء بالحدث قبل أن يحدث ومد اليد اليمين بالسلام لمن يحترم نفسه من دول وشعوب وفئات وأفراد تسعى للسلام وإحترام حقوق الإنسان والخير للبشرية، واليد اليسرى تكون على أتم الإستعداد وجاهزة في أي لحظة بالضرب للمعتدي الذي يحاول الخداع وبالأخص في الأمور المصيرية بيد من حديد، حتى يفهم الجميع أننا لسنا بمخدوعين وعارفين الأمور وكيف تدار اللعبة القذرة  ومع من نتعامل ... فقد ولى عهد الخداع بإذن الله تعالى إلى الأبد، كما قال العجوز التونسي في ثورات الربيع العربي عام 2011 م  في تونس (لقد هرمنا هرمنا) من الوعود الكاذبة المزيفة ونحن ننتظر الخلاص وأنا العجوز الليبي أقول (لقد تعلمنا من الأخطاء تعلمنا تعلمنا) ولا يمكن مستقبلا أن نكون قطيعا من الحيوانات نتبع الراعي بدون تساؤلات إلى أين نحن سائرون؟ كما كنا بالسابق أيام الطاغية . والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment