Thursday, December 17, 2015

قصصنا الحاضرة 15

                                                        بسم الله الرحمن الرحيم 
                                                            التنين الأصفر 

                 بالأمس زارنا  قريبنا  صهري خال الأولاد وعائلته في البيت. تجشم  ضيوفنا عناء السفر  من  ولاية فرجينيا ليحمدوا لي على السلامة  والشفاء من المرض... ولقد قضوا لدينا فترة  يومين، عطلة نهاية الاسبوع، في حبور وسرور مع معظم  أفراد العائلة على طاولة واحدة في جلسات عديدة ... وقضينا وقتا جميلا في الحديث الذي جاب وتطرق إلى  معظم المواضيع الساخنة مما يجري في وطننا ليبيا وبالعالم من أحداث حلوة ومرة... وقريبي لديه التجربة حيث كثير السفريات لأعماله المتشعبة والذي لا يرتاح ليلا ولا نهار معظم الوقت حاملا حقائبه مسافرا إلى الشرق الأقصى وبالأخص الصين التي تغيرت تغيرا كبيرا وتقدمت بسرعة مذهلة  منذ ستينات القرن الماضي.

 الآن ونحن في بدايات القرن الواحد والعشرين تجعل الزائر لها يذهل عندما يشاهد  الفرق الكبير بعد الأرض عن السماء  في الصناعات بجميع أشكالها وألوانها ونوعياتها كما يقولون من الإبرة إلى الصاروخ ... مما غزت العالم تجاريا وأصبح التنين الأصفر  قطبا من الدول العظمى بعد الحرب العالمية الثانية  والجميع يدينون له بالتقدير والإحترام.  لأن زعماء الصين وقادتها عرفوا كيف يسوسون ويحكمون  بالقانون الصارم  المليار والربع  نسمة من البشر الذين يشكلون خمس سكان العالم  الحالي وكل يوم في إزدياد  ضمن مبادئ النظرية  الشيوعية ،  والتي إنحسرت وتوارت في بلدها الاصلي  روسيا  التي بدأت تتخلصت منها تدريجيا وتخرج منها إلى الديمقراطية والرأسمالية قانون الحياة...

             في يومنا الحاضر، طغت الصين الشعبية  على العالم في جميع الأمور والعلوم،  تصديقا لكلمات الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الذي قال في أحد الأحاديث الشريفة (إطلبوا العلم ولو في الصين) . منذ ذاك الوقت من حوالي الف وأربعمائة عام ، ومازالت الطريق أمامها طويلة حيث  في كثير من الامور مازالت متأخرة وفي قصور وفراغات عديدة بحاجة لملئها ... و مع الوقت والإستمرار في الصعود في سلم النجاح سوف تصل إلى ما تريد  من أهداف  مقارنة وسواسية  ببعض دول العالم الغربي الكبرى، وعن الغنى الفاحش  لدى البعض وعن الفقر الرهيب لمعظم الشعب والجميع يتعايش، السعيد والحزين، مع بعض في وئام وسلام...
  
             عندما يتطلع الباحث ويدرس كيفية النجاح المذهل والنهضة يستغرب من عشرات ومئات القصص العديدة التي حدثت  حتى وصلت إلى القمة بسرعة... والأمر بسيط جداً على الطفرة والنهضة الكبيرة ، حيث ركزت الصين على الصناعة والتجارة الحرة في البيع والتصدير ولم تدخل اي حرب كانت في العقود الأخيرة في أي مكان بالعالم حتى تستنزف قواها  وتضيع...   مما جميع طاقاتها تركزت داخلها على العمل وجني المال ونجحت نظير الطاقة  البشرية الهائلة من الأيدي العاملة الرخيصة وقوة القانون والأمن والأمان والسلام  لمواطنيها حتى أبدعت.

                 لم تستعرض عضلاتها وتظهر قوتها العسكرية  ولم تبلع جيرانها وتمد ذراعيها وأصابعها في سياسات الدول الأخرى وشئونها الخاصة  كما فعلت بعض الدول العظمى الغربية بالسابق والحاضر  والتي مهما وصلت من قوة ورقي وسمو الآن تدفع الثمن الغالي وتعاني من مشاكل وضربات إرهابية قاصمة معظم الأحيان نظير أعمالها وجرائمها السابقة من الإبادة وشلالات الدم في كثير من الدول والشعوب المقهورة العديدة  ، والآن القوة تحطم نفسها بنفسها من داخلها ببطء نظير الجبروت ولا يعلم الانسان نهايتها وكم تأخذ من وقت قصيرا أو طويل ؟؟ 

             إنها حكم إلاهية  حسب القانون الإلاهي منذ  الأزل، حيث من القوة إلى الضعف والآن بدأت تذبل وتمرض بأمراض العصر الشنيعة التي غير معروفة بالسابق مثل ( الأيدز، والإيبولا، و السرطانات العديدة ) التي يجدون صعوبة في القضاء عليها وعلاجها وغيرها الكثير الغير معروفة   والربا الحرام  الذي أثقل كاهل المواطن، والموافقة على  الزواج  (المثلي) بين الجنس الواحد الذكر مع الذكر والأنثى مع أختها والتي بدأ الوحش السوس  ينمو وينخر ومع الأيام وطول الوقت تنحسر وتسقط من العلياء  وتصبح في آخر الطابور كما حدث للكثيرين من الأمم والإمبراطوريات السابقة ، حضارات سادت ثم بادت...  المقولة التي  لم تأت من فراغ  حيث منذ الأزل لا خلود ولا بقاء عبر التاريخ والزمن الا للخالق الواحد الأحد !!!

تطرق الحديث عن اللغات العديدة الأجنبية ، وضرورة  تعلمها حسب الحديث الشريف للرسول عليه السلام  الذي يحث عليها والذي يقول ( من تعلم لغة قوم أمن شرهم )، وقلت ضرورة  التركيز على اللغات الحية حيث السائدة الآن بالعالم إنجليزية وفرنسية وأسبانية وألمانية وليست اللغات الميتة المحلية   لبقية دول العالم ، التي لا يقع  تتداولها ولا يعرفها أحد ولا ينطق بها الا في بلدانها الأصلية أو مواطنيها بالخارج ،  مما لماذا ضياع الوقت في الدرس والحفظ  حتى يتعلمها ويترك المهمات؟ وكان الرد من قريبي  بسيطا لقد تغير الحال حيث الآن الأجيال الحاضرة والقادمة ضروري أن تتعلم  لغة الضاد لغة القرآن المجيد لغتنا العربية والصينية والروسية والتى سوف  تصبح مع  المستقبل الأساس في المعاملات الرسمية والعلاقات التجارية   مما في وقت قريب  سوف  تغزو العالم .

العالم الآن بدأ يتغير ببطء ويتشكل مثل الصلصال حسب الطبيعة وسنن الحياة ...  ودول عظمى وقوية بالسابق بدأت في الإنهيار من داخلها نظير الوصول إلى القمم وإستعرضت قواها وعضلاتها  فترة من الزمن على الآخرين  وآن لها النزول والهبوط  ببطء حسب دورة الحياة منذ الأزل ، وكما قلت بالسابق لا بقاء ولا خلود  مستغربا  في الكثيرين من المخططين في هذه الدول الكبرى  الذين يدركون ويعرفون الأمور ومازالوا مستمرين في الغي والجبروت بدون توقف ،  ناسين العبر والعظات من التاريخ  والزمن الذي مر ولن يرجع بسهولة... والله الموفق .

                                                                      رجب المبروك زعطوط 

No comments:

Post a Comment