Sunday, December 20, 2015

قصصنا الرمزية 1

بسم الله الرحمن الرحيم

 غابة الحياة 


 سبحان الله الذي خلق  كوكبنا الأرض الغابة الكبيرة المترامية الأطراف من جبال  وسهول ووديان، البحار والأنهار  والأ حراش والمستنقعات بها الزواحف والأسماك من كل شكل ولون وأشجارها الباسقة الخضراء أعدادها بالبلايين ، وصحارى رمالها حارقة بلا عدد وعيون جارية وأنهار وآبار نفط وكنوز بلا حساب... الغابة التي نعيش فيها الآن جنة من جنان الرحمن لمن إهتدى وآمن بالواحد الأحد، وفي نفس الوقت نار حامية جحيم و جهنم لمن تبع خطوات الشيطان الرجيم، وقودها الحيوانات الناطقة البشر والحجارة مليئة بجميع الأشكال والنوعيات من الحيوانات الأليفة المستأنسة والمتوحشة الكاسرة التي لايعرف عددها غير الله تعالى .... والجميع من المخلوقات يعيشون مع بعض جيران في الأرض والمصير بدون راحة ولا فرح طوال الوقت في حالة يقظة وترقب وإستنفار خوفا من النهش بالمخالب الضارية في أي وقت كان من أي حيوان شرس أو أليف في الغفلة والضياع في لحظة ....

                      وعلى ضوء الحالات الصعبة والرعب والخوف المستشري تم الطلب والرجاء من اللجنة العليا أن تقيم لقاء تحضره وفود جميع حيوانات الغابة للإجتماع والتشاور في مزرعة التفاح في الغابة الجديدة المكتشفة بالغرب، للنقاش والحوار عن المصير ووضع خطوط السير بالمستقبل حتى لا يعتدي الواحد على الآخر مهما كان الأمر حتى يعيشون في أمن وأمان مع بعض خوفا من النهش والإلتهام في أي لحظة... وتقرر الأمر بعد أخذ ورد وحوارات أخذت الوقت الطويل على عقد اجتماع كبير للجميع بما فيهم الضعفاء و المهمشين بالغابة كترضية والأخذ بالخاطر للبعض المهمين والعاجزين عن النهش أو الدفاع عن النفس...

                 والواقع كل شئ تم التخطيط له والموافقة عليه مسبقا وبالخفاء من الوحوش الكاسرة للحوار والنقاش في جميع الامور والبنود كتغطية وتمرير مايريدون بسهولة من غير تعطيل حتى يصلوا إلى حلول، أو أنصاف حلول ترضي معظم وفود الحاضرين من جميع الحيوانات بما فيها الإنسان الحيوان المتطرف الناطق بعشرات الألسن واللغات، الذي صديق البعض والعدو اللدود لبعض الآخرين مما إضطرتهم الامور إلى إستدعاءه حيث عضوا مهم ليحضر كمراقب للجلسات بدون صوت ولا قرار له ، حتى يكون على بينة من سير الامور كيف تمضي ، ويعرف ويتعلم الدروس وكيف يتصرف في الامور الجديدة حتى لا يخطئ في أي أمر بالمستقبل....

                    حيث الغابة هي  ملك للجميع وعليه معرفة الأمور والقوانين للعهد الجديد الذي سوف يتقرر خط السير فيه للجميع إلى مراحل أخرى مهمة وعهد جديد في المستقبل في عهد العولمة الذي غير من الموازين العديدة والمعايير والقوانين السابقة الكثير حتى لا يتجاوز ويخرج عن خطوطها المرسومة وقراراتها المتفق عليها بعد الاجتماع الكبير الموسع والذي له سنوات عديدة مرت على القديم الذي بدأ يتآكل وينتهي ويحاولون التجديد بالجديد حتى تستمر دورة الحياة إلى الأفضل والأحسن كما يريد ويرغب الأقوياء....

                اللجنة الرئيسية العليا فرضت وجودها في الغابة والرئاسة متحدية الجميع، بدون انتخابات وإقتراع ولا أصوات حرة في الصناديق نظير الأنياب الحادة والمخالب القوية  والحلفاء العديدين في ظل الحماية ، والتي مقراراتها ثابتة على الجميع، لا تغيير ونافذة وممنوع الإعتراض والطعن مهما كان الامر والأسباب من أي حيوان ووحش آخر مهما كان ، حتى يثبت الوجود على الساحة أنه قادرا على الهجوم والمبارزات والنهش والإلتهام، والفوز فيها ويهدد وجوده بعض الآخرين في اللجنة العليا مما لإتقاء  الشر،  يسمحون له بالإنضمام معهم حتى يستأنس ويرضى بالأمر .

          اللجنة العليا، أعضاؤها الوحوش الكاسرة من النسر الأصلع والتنين الأصفر والدب الابيض كأعضاء كبار، تتبعها لجنة صغرى اخرى لأخذ الحكمة والدروس المهمة من التجارب السابقة التي مروا بها من قبل كمستشارين برئاسة الأسد الكبير الطاعن في السن والذي تساقطت أنيابه الحادة وأصبح من غير أسنان لينهش ويأكل الفرائس الضحايا كما كان يفعل من قبل ... وفي وقتنا الحاضر منكمشا في العرين، غير قادر على الوثوب والقفز كالسابق لا يستطيع... ومهما زأر بصوت قوي كالرعد للتخويف، الجميع غير مهتمين به ولا يأبهون له مهما صدر من أصوات لإلقاء الرعب، وأصبح الزئير للجميع عبارة عن دعوة ورجاء وإستجداء وقول، لاتنسوني لأنني عجوز كبرت وهرمت في السن حيث ممكن الإستفادة مني في أمور الدس والخداع حيث جربت الكثير بالسابق وآذيت الكثيرين...

                      فسبحانك رب العالمين مغير الأحوال من حال إلى حال وبدلا من أن يكون ملك الغابة القوي كما كان بالسابق ، أصبح لا يهش ولا ينش غير الدس في الصمت وكأنه حمل وديع ، يتراءى للآخرين أنه لطيف و مسالم والواقع يطعن وينهش فجأة بمهارة في الظهر اذا مر أي حيوان ضعيف  بالصدفة أمام العرين  و كان غافلا مما ينتهي في لحظات ويصبح لقمة سائغة في البطون الجائعة .

               والآن بدلا من سيد آمرا كما كان بالسابق ، أصبح تابعا للنسر في أي قرار يتخذ، ولولا مساعداته الكثيرة والدعم، لكان الأسد متقوقعا في العرين جائعا عائشا على الفتات يتحسر على أيام العز السابقة حيث العرين والجوار ليس ملكه الخاص بل إحتلال، سوف يتجزأ إلى عدة أجزاء وتخرج عن السيطرة حسب قانون الحياة... وهو يشاهد ويتجرع في كؤوس الهزيمة ويتألم، ناسيا متناسيا ما فعله  بالسابق خلال القرون الماضية من الاستيلاء والنهب والتفريق بين الحيوانات الغبية والجاهلة بأمور وفتن كبيرة مما إلى الآن الكثيرون يعانون في المصائب والمآسى ....

                   تم الطلب والدعوة للحضور من السموراي البدين الضخم وكان رده بسيطا مغلفا بالعسل، أتركوني في حالي أعيش فى النعم من غير مشاكل، لقد جربت بالسابق ونهشت الكثير من الفرائس الضحايا، وتعاونتم جميعكم ضدي يا حيوانات الغرب ، وحاربتوموني بسلاح فتاك ماضي كنت لا أعرفه من قبل جاهلا به ، ومن الهول والضحايا التي سقطت بسرعة خلال وقت قصير جداً ، وأنا المتعود على القتل والدم للفرائس، مما ركعت رغم عني وإستسلمت، وتعلمت الدروس القاسية المؤلمة ولا أريد التدخل من جديد في أي أمر كان.... رغبتي وطلبي في الوقت الحاضر التقاعد والسلام متفرجا على المسرحيات كيف تدار ، وعلى العموم في جميع الأحوال  أنا معكم في أي قرار صائبا يتخذ لصالح الجميع ، مما الأقوياء ارتاحوا من منافس كان خطيرا في شرق الغابة ممكن أن ينهض من جديد في أي وقت ويكون بطل الساموراى المصارع ويفوز من جديد في اية مباراة مهما كانت حيث يستعمل العقل والحكمة في تسيير الامور الصعبة بهدوء بدون عواطف....

                   تم الطلب من الرايخ الحضور وهو  الذي لا يستطيعون تجاهله تحت أي ظرف وأمور، وقال بلوم حزين أنا كنت دائماً أفوز وأخسر والآن بعدما أصابتني وحوش الغابة النسر والأسد بالجراح والكسور للعظم والنهش حتى سقطت صريعا أكاد أفارق الحياة في النفس الأخير، و مازلت أعاني  أخطاء الماضي وعندما يتم العلاج الذي استمر أكثر من نصف قرن ويتم الشفاء بالكامل، يوما سوف أنهض ولا أنسى ماذا حدث ، وأثبت الوجود في الغابة أنني حيا موجودا حتى لا أصبح مهمش و في آخر الطابور فلي ماضي عظيم في الصراع والنهش والإبادة للكثيرين ... أما الآن في الوقت الحاضر فأنا مسالم مثل الآخرين حيث لكل وقت وإجتماع حديث وفعل إن كان خيرا أو خداع ... مما الوحوش التي نهشته بالسابق سمعت الإنذار والوعيد المغلف ، لم ترتاح نفسيا وبدأت تقوم بالحسابات الدقيقة حيث وراءها وحشا مفترسا خطيرا عندما تتاح له الفرص سوف يسود وينتقم ! 

           وأرسلت دعوة عاجلة إلى البرج بأن يكون من ضمن الحضور وكان الرد أنا مسالما الآن في الوقت الحاضر وأستطيع الدفاع عن النفس بالمتاح متى تطلبت الحاجة من أي إعتداء من وحوش الإرهاب، أو المساندة للأصدقاء وقت الحاجة والطلب، مما اللجنة العليا إرتاحت حيث مهما كان الأمر والتنافس مع بعض اللجان وبقية الأعضاء ممكن الوصول معه إلى حلول وترضية وتعطى له بعض الفرائس الضحايا كقرابين حتى يسكت ويصمت ولا يتكلم ويطالب بالكثير من المزايا والحقوق مقابل الغناء والرقص والفجور في الغابة .

              وجاء الدور على الشيخ الوقور ذو العمامة الكبيرة السوداء واللحية الكثيفة البيضاء بالدعوة للحضور مع أنه بالواقع الأليم في الصمت والخفاء نظير النغز من النسر والوخز في السر والعلن من النجمة الزرقاء ، لا يريدون حضوره خوفا وحماية من أن يقطع القيود الحديدية ويفلت يوما من القفص وينهش الجيران حيث على الواقع أثبت وجوده في الغابة أنه أحد الأساسات للرفض والتحدي وتغيير المعادلة والموازين ، وحتى لا يقلق الجيران من التعدي يوما بوحشية وبالأخص على النجمة الزرقاء و ينهشها وينهيها من الصورة...  ضرورة إحتواءه والهيمنة عليه مهما كلف الأمر من تضحيات حيث منطقته بالغابة بها جميع الخيرات الغنية بالمراعي الخضراء والتى ممكن بالصلح معه وترضيته يشاركونه في الرعي والنهب بحجج التعاون والصداقة والسلام الزائف والذي هو صعب المراس التعامل معه يعرف جميع الأبعاد والحيل ، وفي حالة الضغوط عليه بقوة لا يعطي غير الفتات...  فاهما للأحداث والخداع ومتربصا حتى لا يطعن من الخلف بالأنياب والمخالب القوية في غفلة من الزمن من الحاقدين الحاسدين الأعداء .

                 وجاء الدور على ذوي العقالات، ذوي السيف في العلم ، وذوي أبراج المراقبة العالية التي تناطح في السماء الذين عرفوا كيف يستغلون الفرص ويزدادون غناء وثراءا فاحشا في السر والعلن أكثر من نصف قرن من الزمن وهم يكنزون الذهب...  وبالخفاء يدسون الفتن والشكوك والصراع مع البعض وهم متفرجين حتى لا ترتاح الغابة ويتم السلام لدى الجيران وإلا سوف يرجعون عليهم بالنهش والضياع، حيث طالما الغابة مضطربة غير مستقرة ولا مرتاحة وهم فى راحة لديهم ينابيع وآبار عديدة من النفط لتعمير الصحراء القاحلة والجميع بالغابة بحاجة لهم ، وهم حلفاء في السر مع النسر على طول الخط .

             البقية من الحيوانات الأليفة والتي في كثير من الأحيان مشاكسة ليست لها أنياب ولا مخالب حتى تضر الآخرين ضررا خطيرا بالغا ويصبح لها الشأن العظيم يوما مثل الهلال الذهبي والنجمة في الصدارة بالآعلام بجميع الأشكال والألوان وغيرهم من العديد من بقية القطعان، الجميع بالغابة يعانون يدورون في الشكوك والهم والغم بحثا عن الطعام والصراع بينهم للحياة والبقاء خوفا من النهش، والآن مهمشين في الساحة حيث متى يجوع أي واحد من اللجنة العليا أو الصغرى يمد يده فى غفلة ويستولي على أي فريسة ضحية ، ولا من يعارض ويتكلم ويدافع عن الضحية بقوة الأنياب والمخالب غير الجعجعة في المحافل واللقاءات العديدة في مزرعة التفاح لفترة...  وبعدها السكوت التام والنسيان وتستمر الدورة من جديد عشرات السنين حتى يطرح الأمر من المتضررين للحوار والتصويت مما أثناء التأجيل الطويل الملفات الساخنة تصبح باردة مجمدة غلفها الغبار وهي قابعة فى الدهاليز والمخازن وتناست في الأذهان وضاعت وإنتهت للأبد، وتستمر الحياة بالغابة إلى ماشاء الله تعالى مابين غالب ومغلوب منتصر ومهزوم حتى يأذن الله تعالى بالفرج !!!!

                 من كثرة الحركة وسير الأمور فى الغابة والهرج والمرج تم نسيان الرجل المريض ذوي النجمة والهلال في العلم الأحمر الذي يدل على قوة الشكيمة والدم والذي الآن قارب على الشفاء بعد أن سقط على الركب منذ قرن من الزمان والآن الشباب تجدد وجرى الدم الساخن في العروق في فترة بسيطة من الزمن محاولا التقارب مع الجيران بحسن الجوار والإنضمام حتى يضمن السلام ولا يعتدى عليه من أي أحد، ولكن الصليب رفض الطلب مهما حاول بحجة انه لايمكن الجمع معا تحت لواء واحد في أي ظرف كان .

              وفى المدة الأخيرة بدأ يشم العافية والصحة  ويسترجع الأنفاس مزهوا بإستعراض العضلات للمصارعة، ويضايق الدب الابيض كقرص البعوض مما ممكن المبارزة والعراك الشرس الدموي من أجل البقاء والسيطرة وشيكة الحدوث يوما ما بينهم .

                 وآخر مدعو في القائمة الطويلة هو النجم الأزرق السداسي في العلم الأبيض لذر الرماد في العيون حتى ينجح اللقاء والإجتماع الهام من غير أي إعتراض ولا شكوك من بعض الآخرين نظير الإستيلاء على العرين القابع فيه بدون وجه حق كان... والواقع الأليم هم السادة للجميع نظير الدهاء وقوة التغلغل في الأوساط والمخزون القوي والتحكم في الكثيرين في الخفاء    و هم المخططين الأساسيين للإجتماع بالحضور والحوار للتغطية وتمرير الأمور العديدة على الغافلين، تحتاج لمن يفهم ويعرف كيف يتعامل معهم حتى ينجى من المؤامرات والمكائد الخفية، ويتقي شرهم، حتى  ينجح...

                   الغابة في الوقت الحاضر تعيش في فترة حرجة الفوضى الهرج والمرج وعدم الإستقرار مما أصبحت بعض الوحوش ذات الإرهاب طليقة تفعل ماتشاء وتريد وترغب في أي وقت كان بدون حدود ولا قيود ولا خوف من الوحوش الأخرى في الغابة، لأنه لديها الضوء الأخضر والسماح من عدة وحوش قوية باللجان تساندها على أن تنهش وتلتهم كما تريد وترغب تغطية وتنفيذا لمصالحها الخفية، مما جميع الحيوانات الآن بالغابة في خوف ورعب ترتعد من النهش في غفلة بالظلام غير قادرين على الهجوم والصد القوي غير الدفاع الضعيف، حتى لا يحل الدور عليها وتؤكل...

             أليس الامر بمؤسف وحزين ، أن نصبح نحن السادة بالسابق والآن مهمشين ومنهوشين طالبين العفو والعافية من الله تعالى حتى لا نؤكل بالكامل في غفلة فقد تم نهشنا بالسابق العديد من المرات ونخدع  أنفسنا والآخرين أننا إنتصرنا والواقع المرير خداع في خداع ومازلنا حتى الآن  نعاني آلام الجراح العميقة ونعالج ، إلى يتم الشفاء والفرج عن قريب، والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment