Sunday, December 13, 2015

قصصنا الحاضرة 12

 بسم الله الرحمن الرحيم

الأضحوكة

                 أجمل ما في أمريكا وقمة محاسنها وعظمتها والتي هيمنت على العالم والجميع يرغب في زيارتها أو الإقامة والعيش فيها. بلد تتوفر فيه حرية الرأي والتعبير والنشر ويستطيع المواطن الأمريكي العاقل قول كل ما يجول في نفسه ويقدمه للآخرين ببلاغة وفن حتى لايحرق أوراقه من أول الشوط، ضمن حدود معروفة حتى لا يجدها الخصوم مادة للحديث والرد والهجوم عليه... وبالأخص إن كان مواطنا مرشحا نفسه لكرسي الرئاسة والوصول للمكتب البيضاوي في البيت الأبيض في واشنطن دي سي أمثال رجل الأعمال (ترامب) وغيره من المرشحين عن الحزب الجمهوري والذي لا يعرف من السياسة والمعاملة أي شئ حسن ومقبول بالمنطق والأصول... حيث في حملته الإنتخابية بدأ بالرفض لوجود جميع (الهسبانو) من الشعوب اللاتينية رافضا وجودهم وبالأخص من الجارة المكسيك، ويحلم بطرد المهاجرين الغير شرعيين منهم من امريكا عن بكرة أبيهم والقيام  ببناء سور يمنع ويحد من وجودهم والتسلل والعبور إلى أراضيها في خلسة بأي وسيلة كانت... متخذا مثلا كما عملت اسرائيل في فلسطين الفصل بين الطرفين منعا للإرهاب والتعدي، ناسيا أن العصر تغير والشعوب تقاربت والأجيال الحاضرة تختلف في العقلية حسب عصر العولمة، متناسيا مصير الستار الحديدي و سور برلين الذي أصبح ذكريات مرميا في صندوق قمامة التاريخ.

                    وزاد الطين بلل عندما ذم وسب المسلمين عن عمد وقصد، دامغا إياهم بالإرهاب، متباهيا أمام مشجعيه للتهييج وكسب الأصوات حتى ينتخب، قائلا في جميع وسائل الإعلام مهددا، لو نجحت في الإنتخابات السنة القادمة عام 2016 م وأصبحت رئيس الولايات المتحدة من أحد برامجي الاساسية منع دخول جميع المسلمين الزائرين إلى أمريكا نظير الأعمال الإرهابية والجرائم التي تحدث في كثير من دول العالم وفي امريكا على ايديهم... والتي تنهى عنها تعاليم الدين الإسلامي الحنيف  حيث من المفروض أن المسلمين الحقيقيين بعيدين كل البعد عن هذا الأمر، عملا بقول رسول الإسلام، محمد صلى الله عليه وسلم، حين سئل "من هو المسلم يا رسول الله؟" فأجاب "هو من سلم الناس من يديه ولسانه"... وكل هذه الأعمال المشينة تعتبر مصيبة من مصائب الزمن التي حطت على الرؤوس بقصد وعمد من قوى الشر الخفية التي مولتهم وساندتهم للقضاء على الأديان والقيم لآغراض خبيثة...  مستغلين الدين الإسلامي كإطار ضخم وعناوين رنانة لنشر الكراهية بين الشعوب المتطلعة للسلام وتغطية الخوارج المرتدين عنه وعدم التقيد بما أمر الله تعالى، أو أصلا غير مسلمين مندسين حتى يمتد الشر وتعم الكراهية بين الشعوب ويقدم ويدفع الأبرياء من جميع الغرباء في أي وطن الثمن الغالي في الغربة من فئات شاذة عوام جهلة تصدق وتتبنى هذه الأمور الخاطئة .

              الغبي الجاهل في الامور السياسة الدولية بدل تقريب وجهات النظر والحضارات، بدل التصادم والدعوة إلى السلام والوئام وإتخاذ طريق الخير والسلام حتى يجد التعاطف من الناخبين والفوز والنجاح مثل ما عمل معظم الرؤساء السابقين حيث أمريكا أصلا بدأت وقامت وأصبحت دولة عظمى على أكتاف وجهود الأقليات والمهاجرين القادمين من كل مكان بالعالم بحثا عن السلام والأمن والأمان، وعن الثراء نتيجة الفرص المتاحة للجميع، تركوا أوطانهم رغما عنهم بدون طواعية نظير الظلم والقهر من الحكام، أو المغامرة وأصبحوا أمريكيين حسب القانون والدستور الجيد الذي يحافظ على الجميع... ولكن هذا الأجوف السيد ترامب بحديثه وخطبه الهوجاء التي ليس لها معاني غير التهييج ودس الفتن والعداوة في العلن في جميع وسائل الإعلام،  ناسيا ومتناسيا ان "الدين لله والوطن للجميع "حسب المقولة الخالدة لسيدنا علي ابن طالب كرم الله وجهه منذ حوالي ألف وأربعمائة عام قبل إكتشاف أمريكا بقرون عديدة....

                 لقد نسى هذا المغرور الأمور الجوهرية المهمة نظير الغباء والجهل حيث في إعتقاده يزداد شعبية وتزيد الأصوات لديه من المواطنين المتحمسين  الغافلين الجاهلين والكثيرون منهم مغفلين مثله في مثل هذه الأمور بدون فهم للأبعاد الكثيرة وتبعاتها من مصائب مما جرح شعور جميع الشعوب اللاتينية والأمة العربية الإسلامية وكل مثقف بالعالم بالتجني عليهم بغباء.

                   هذا الأمر خطير جداً وليس بسهل ولا يترك بدون رد حتى يمر مر الكرام مثل الكثير من الأمور وينتشر ولا ينتسى مع مرور الوقت مهما طال الزمن عبر التاريخ حيث هذه بذرة من بذور الشر غرست في الوقت المناسب ومع الوقت سوف تنمو الشجرة ويصبح ساقها قويا يتحمل الصدمات ورياح الخريف العاصفة وصعب جثها وقطعها بالمرة... والأمر الثاني والمهم هو لو حدثت هذه الأمور على الطبيعة الآن أو وصل لكرسي الرئاسة مع الوقت بالتحريض نتائجها الخراب والدمار أكثر من التعمير والعمران حيث، أمريكا دولة قامت على أساس سليم تضمن الحريات للجميع مهما كان الدين العقيدة واللون يختلف .

                  هذا المغفل من كثرة الطغيان والجبروت وقوة المال الذي يملكه معتقدا أنه قادرا على شراء ذمم الجميع بالمال، ناسيا متناسيا أنه مهما كان لديه من أموال لا تكفي ولا تغطي ولا أكثر أموالا بالماضي البعيد من أموال (قارون) كما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم بإسهاب في عهد فرعون الطاغية، والنتيجة الخسف به وبداره في الأرض فجأة ... ولا أكثر غناءا فاحشا من كثيرين من ملوك ورؤساء وبعض رجال الأعمال  العرب وأثرياء العالم اليوم حتى يأخذ عبرا ويتعلم أن الحياة أخذ وعطاء وليس الغرور والقهر للضعفاء .

                      سبحانك رب العالمين كل إنسان من المغرورين له موقف معين وله وقت الفضح وبداية النهاية نظير التهور الذي يعتقده صغيرا والواقع هو كبيرا... جرح شعور ومعاداة الآخرين من البشر ويوما آتيا عن قريب الهلاك والنهاية، ونبوءتي بإذن الله تعالى لن تتخيب خلال العشر سنوات القادمة سوف يفلس ماديا ويسقط من العلياء وينتهي أمره ماديا في بيت للعجزة نظير إفلاس الفكر، والإصابة بالعمى عن الرؤية الحقيقية لجميع الأبعاد والسماع للحق وهو يدعي الذكاء مما تجاوز الحدود في الطرح لمواضيع حساسة قوية تدل على الغباء والجهل بدلا من الفوز والنجاح وكسب قلوب المواطنين بالطرح الجيد المفيد بشرف...  حيث يعادي بدون أسباب جوهرية غير العنصرية الواضحة، ناسيا أن امريكا للجميع والغرباء القادمين والمقيمين فيها بصورة شرعية، وليست له وحده يتحدث كما يشاء وأن هذه القيم مضمونة بحكم الدستور، لايستطيع أي رئيس مثل هذا الدعي المخبول لو وصل أن يغير الأوضاع كما يستطيع الرؤساء الطغاة في دول العالم الثالث ... نظير التشدق والتحريض للعنصرية والفتن بين الشرائح العديدة من جميع أنحاء العالم، تحصل على الإستهزاء به مما أصبح أضحوكة أمام الجميع وتحصل على كثير من اللعنات من حوالي المليار والربع من السكان اللاتينين ومثلهم حوالي المليار والربع من سكان العالم المسلمين والآخرين من جميع الأقليات والطوائف مما أصبح ملعونا مثل الشيطان الرجيم وسوف ترجع اللعنة على صاحبها مهما طال الزمن بالشر والفشل ويقدم ويدفع الثمن الغالي ويصبح أضحوكة لدى الجميع يتسامرون عليه عندما يذكر إسمه في أوقات الحديث والسمر...

                      ناسيا متناسيا نظير الجهل بالدستور وقيمه الأساسية المحافظة على حريات الإنسان المواطن الغريب المقيم بصورة شرعية وأن القانون ضمن للجميع سلامتهم من الإعتداء، لا فرق بين أي مواطن وآخر إلا بالحق، وراجع أصوله العائلية من أين أتت...حيث الجميع غرباءا مهاجرين ... والتي  لو رجعنا بالتاريخ إلى الوراء قرونا ماضية، أمريكا أصحابها الأصليون هم الهنود الحمر يوم إكتشافها، والفرق بيننا وبينه هو مجرد وصول أجداده قبلنا بعشرات السنين .

              حيث لو شاء القدر لأي ظرف كان تحقق ووصل للمنصب تكون بداية النهاية والإنهيار في سلم الهبوط والسقوط لأمريكا، حيث طعن نفسه وعائلته وأمته نظير الجنون والتهور طعنات قوية بخنجر حاد في الدستور بغبائه وتهوره تمت نهايته السياسية اليوم في المجتمع كخطوة أولى والثانية  في طريق الإفلاس المالي حيث فتح عيونا كثيرة عليه وبالأخص من مؤسسات الدولة العديدة... العيون الساهرة على منع الفتن، ولا يمكن لأي إنسان عاقل من رجال الأعمال الكبار في جميع أنحاء العالم أن يتعامل معه في أي معاملات تجارية ومشاريع كبيرة وبالأخص من العرب المسلمين لأن النية السوداء والعنصرية البغيضة خرجت من النفس الشريرة محاولا الخداع للوصول ناسيا مهما فعل، محاولا التغطية على الفضيحة،  لن يستطيع، وعن قريب سوف يسقط ويصبح في الحضيض معدما بدون مال ولا شأن يعيش على الضمان الإجتماعي ويقولون عليه مستهزئين كان ( ترامب ) يخطب ويحرض وكان في يوم ما رجل اعمال مجنونا، رشح نفسه للرئاسة محاولا تغيير قيم امريكا، ناسيا الدستور الجيد هو الحاكم للجميع ضمن أسس ومعايير من الصعب تغييرها بسهولة، وأن والأمور ليست كما يعتقد تمضي و تتم ببساطة كإدارة الأعمال والمشاريع الضخمة معظمها فساد تهرب من دفع الضرائب والإفساد والرشوة لأصحاب النفوس الضعيفة من أصحاب القرار .

              كان الله تعالى فى عونه وعون جميع أسرته في التقدم والنجاح في العلاقات والأعمال حيث بالهزة الشنيعة والكلام والتحديات الفارغة للجميع حتى المرشحين الآخرين مثله من زملائه لم ينجوا من السباب والذم مما ضيع على العائلة الكثير من الفرص والأعمال والمشاريع مستقبلا، ناسيا متناسيا ان سمعة رجل الأعمال القوية في السوق هي الثقة ثم الثقة ثم الثقة، التي  هي المفتاح لفتح الأبواب والأساس للنجاح...   وتساؤلاتي العديدة التي أكاد لا أصدق الموضوع والأمر من جاهل يريد أن يكون الرئيس وأين هم  ساسة وعقلاء ومثقفي أمريكا؟ لقد قرر الحزب الجمهوري لكي لا يخسر الجولة مرة أخرى، إزاحة ترامب من قائمة المترشحين بإسمه... فقام ترامب بالإدعاء بأنه هو من قرر الإنسحاب من الحزب وخوض الإنتخابات الرئاسية كمرشح مستقل... في حالة فوز هذا المجنون بالرئاسة سيكون الضرر الكبير على أمريكا حيث سوف تتجرد من قيمها وأخلاقها وتخسر مناصرة ومساندة حلفائها بالعالم ويعم الخراب والدمار بها ويقرب حلول الحرب العالمية الثالثة نتيجة التهور والجهل والغباء من مثل هؤلاء المغرورين الذين نسوا وجود الله تعالى في الوجود وأنه حيا موجود يمهل ولا يهمل ... كان الله تعالى في عون الجميع حتى  تتوقف الفتنه  ولا تستشري كالنار في الهشيم في يوم صيف قائض مما تأكل اليابس والأخضر وتسبب الدمار والخراب والنهاية للجميع وللأسف الظالم مع المظلوم ... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment