Saturday, December 12, 2015

قصصنا الحاضرة 11

 بسم الله الرحمن الرحيم

 المأساة

               سبحانك رب العالمين كل يوم في وطننا ليبيا في العهد الجديد بعد الخلاص من الطاغية، نفاجأ بالكثير من البدع التي بالماضي البعيد والقريب لا تخطر على البال لأي مواطن ان نصل إلى هذا الحد من الجرائم البشعة والأحداث المؤلمة والتي لا يرضى عليها الرب الكريم ولا أية شرائع وقوانين إنسانية ، عندما الامر المشين يصل إلى خطف الاطفال صغار السن وهم ذاهبين أو راجعين من المدرسة ويطالبون أهاليهم بفديات ضخمة لا يصدقها العقل بعدة ملايين ...  ناسين متناسين الصراع المميت على السلطة والنهب من خزينة المجتمع بطرق يعجز عن إتيانها الشيطان الرجيم من قبل وحوش، أمراء حرب ومنافقين لديهم مليشيات مسلحة تحت الطلب تنفذ أي أمر من قيادييهم بلا مساءلة!

               الأوضاع المالية للجميع في تدهور للحضيض  وإفلاس محتوم للكثيرين الذين لم يعرفوا قيمة الإدخار بالماضي للمال لليوم الأسود وتغطية الإحتياج حتى لا يذل ولا يهان ويمد يده لكثيرين والبعض منهم لئام عديمي الرحمة يتلذذون بالطلب ويرفضون المساعدة وعمل الخير...  ويستطيع الانسان شراء احسن البيوت والفيلات والأراضي والمزارع في أحسن المواقع التي بالسابق كانت بالملايين والآن تغير الحال إلى الأسوء وأصبحت برخص التراب وبالأخص من ذوي الأملاك خارج الوطن هاربين محتاجين للعيش الكريم بالغربة التي لا ترحم ! وزاد الطين بلل إرتفاع قيمة العملات الأجنبية من دولار ويورو في السوق السوداء إلى حد الجنون وكل يوم السعر في إزدياد مما أرهق الكثيرين من المحتاجين للسفر او المهاجرين للإقامة خارج الوطن.

                المشكلة لدى الكثيرين من العامة يعتقدون عن قناعة أن كل انسان ميسور الحال غني لديه الملايين مخبئة في مخابئ في البيت أو في المزرعة أو في أي مكان، وليست الأرصدة الكبيرة في المصارف حيث لا أمان حتى يتغير الوضع وترجع دورة الحياة من جديد وقتها تظهر على السطح،  والظاهر والواقع المرير في كثير من الاحيان المتضرر في أي موضوع وبالأخص في فلذات كبده محتاجا لأبسط الأشياء، لا توجد لديه السيولة الكثيرة في هذا الوضع الغريب الذي لم نحسب له حساب  وأن ليبيا وطننا يوما سوف تصل لهذا الحال ويعمها الفساد والإفساد.

                لقد نسى هؤلاء البشر الخاطفين دموع الأم والصغار المخطوفين في الأسر والحجز وهم أبرياءا بدون ذنب غير سوء الحظ وإسم العائلة الذي يحملونه ويدعون به، آهات وهلع لجميع العائلة والأقارب من ذوي الدم والأصدقاء الحافظين للأخوة والود... وكل مواطن إنسان يسمع الخبر على العملية والفعل الشنيع والخوف لجميع ميسوري الحال على مآل فلذات أكبادهم يوما بالمستقبل بالخطف إذا إستمر الوضع العام الشائن على هذا الحال مستمرا بدون وجود دستور وقوانين وسلطة قوية للمتابعة والقبض على الفاعلين وصدور أقصى الأحكام ضدهم بالحق والعدل والعقاب القوي حتى يرتدع كل من يفكر في الخطف والإستغلال لمال وعرق ومجهود الغير بالقوة والإكراه على الدفع بالتهديد والإبتزاز ويحدث لهم نفس المصير كما حدث هذا الموضوع الأليم للضحايا، متناسين هؤلاء الخاطفين عديمي الرحمة والشفقة غلاظ القلوب أن الله تعالى في الوجود، حي لا يموت، يمهل ولا يهمل ولهم يوما عن قريب سيدفعون فيه الثمن الغالي نظير الأعمال البربرية التي قاموا بها ضد الآمنين المسالمين .

                 موضوع الخطف لأولاد أحد الأصدقاء الذي تربطني مع عميد العائلة وآخوته صلات أخوة وماء وملح منذ حوالي أربعين عاما  وهو الذي  قدم الكثير من الجهد والمال من أجل القضية الوطنية حتى تم القضاء والخلاص من الطاغية ...  تفاجئت بالخبر المزعج عندما أبلغني أحد الأخوة بالموضوع المشين وكنت مريضا طريح الفراش مما زادني هما وغما ألم وقلق ومرض على المرض الذي أعاني منه... ولكن هذه إرادة المولى عز وجل وقضاء وقدر ان يحدث لهذه العائلة هذا الامر الكبير والمأساة والحزن...  طالبا من الله تعالى أن يصلوا إلى حل وحلول مع عصابة الخاطفين، ويرجع المخطوفين الصغار إلى أحضان ودفء والديهم حتى يرتاحون من الهم والغم والفقد، وأن ترتاح ليبيا من الإرهاب والخوف وترجع إلى سابق عهدها من الود والاحترام الذي كان سائدا بين جميع مواطنيها ، قبل أن يتحكم فينا اللعين المقبور اربعة عقود ونيف  ذقنا فيها الويل من مجنون مخبول، آمين يارحمن يارحيم أن تلطف وتغفر وتغير الأمور للأحسن ...  حتى يرتاح الجميع وترجع البسمة إلى شفاه الخائفين والمتضررين في الوطن العزيز ...  والله الموفق !!! 

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment