Wednesday, December 25, 2013

المؤامرة الكبيرة 52

 بسم الله الرحمن الرحيم

 حسبي الله ونعم الوكيل على الحالة المؤسفة التي تمر بها ليبيا الآن من التدهور والتسيب، الفشل وعدم الاهتمام من الكثيرين المسؤولين وأصحاب القرار وكأن لعنة ومصيبة حلت على أكتاف الوطن… حيث لم أكن أعتقد أنني سوف أشاهد بأم العين يوما الفوضى في محطات الوقود في وسط العاصمة طرابلس حيث السيارات الواقفة في طوابير وحلقات حول المحطات وفي الشوارع الجانبية الفرعية بالمئات وأصحابها ينتظرون بالساعات الطويلة صابرين حتى يأتي الدور لأحدهم ويستطيع ان يتحصل على ملء الخزان بالبنزين . مما سببت ارتباكا كبيرا في السير والإهمال والتسيب في الإدارات حيث الكثيرون من الموظفين لم يستطيعوا الحضور لمكاتبهم لأداء العمل مما أصبحت الإدارات الخدمية للدولة شبه فاضية وكأنهم في إضراب عام رافضين العمل…
 هذا الشلل المفتعل المقصود من قبل قوى خفية حتى يزداد الضغط ويتم الانفجار من الشعب على الحكومة الفاشلة و العاجزة عن  إدارة الدولة والتقدم إلى الأحسن… لقد كان هذا الحال السبب في  مآسي للكثيرين حيث معظم الاعمال تعطلت والكثيرون إستغلوا الفرصة ولم يداوموا في العمل الوظيفي كما يجب، ولا أحد يستطيع أن يلزمهم ويلومهم أو يخصم عليهم من المرتب حيث لديهم الحجج القوية، لا يستطيعون الوصول حيث لا مواصلات تقلهم… كان الله تعالى في عون الجميع إبتداءا من ذوي الأعمال أالحرة من تجار ومزارعين وذوي الحرف الذين بدون دخل مستديم يضمنون به العيش الكريم، حيث بدأت علامات الغلو في الأسعار التي تقفز بسرعة مستغلين الموقف والشلل وإرتفاع لتر الوقود العديد من المرات من السماسرة و(البلطجية ) الذين يستغلون الفرص…
 إنها مأساة حقيقية في ليبيا بلد النفط والغاز ولو لم أشاهدها بأم العين شخصيا أثناء وجودى فى طرابلس مدة أسبوعين لبعض الاعمال والمطالبة بالحقوق التى عفى عليها الزمن منذ 36 عاما مضت، بخصوص الزحف والتأمين والتي إلى الآن لم أتحصل على مليم!!!!  لن أصدق ؟؟ كل يوم أذهب إلى مكان الصرف وأصل إلى هناك بصعوبة حيث المكان بعيد عن مكان الإقامة وأضطر إلى دفع المزيد من المال في سيارة  الأجرة، أو يقلني  أحد الأصدقاء إلى هناك، من باب المعروف،  يضحي بالقليل من الوقود الذي تحصل عليه إما بالبقاء ساعات في الانتظار بالطابور والذي في كثير من الحالات لا يقل عن 10 ساعات إنتظار حتى يصل له الدور اذا كان سعيد الحظ… أقضى عدة ساعات في الإنتظار أتنقل بين مكاتب المسؤولين والذين من خلال القدوم كل يوم تعرفت على البعض الذين يوعدون ويعطون في العهود بالتأجيل والقدوم غداً أو بعد الغد وهم كاذبون مسبقا، حيث فاقد الشئ غير قادر على العطاء لا يستطيع الايفاء بالعهد والوعد .
 شعرت من خلال التأجيل أنه في شئ كبير يدور ويطبخ تحت السطح… حاولت التحليل وتساءلت النفس هل الأموال غير جاهزة لم تصرف بعد من الخزانة العامة حتى يستطيعون الصرف؟؟ أم عملية ضغط على المواطن المحتاج صاحب الحق حتى يطأطأ الرأس ويضطر إلى دفع الأتاوات الضخمة بدون وجه حق والتي تصل في بعض الحالات إلى الخمس من المبلغ المطلوب صرفه للمواطن المتضرر، اذا أراد القبض بسرعة!  لقد ذهلت ولم أصدق عندما سمعت همسا ماذا يدور في الخفاء في أروقة إدارة الصرف التابعة لوزارة العدل عن الأتاوات المجحفة من قبل بعض الملاك المتضررين الجالسين في البهو ينتظرون فرج الله تعالى بالصرف لهم والقبض لحقوقهم المشروعة نتيجة الزحف والتأميم . وقلت سبحانك رب العالمين…
 هل هذا هو العدل الذي  حاربنا وضحينا من أجله بالروح والدم حتى النصر ورفع الظلم والتطلع لبناء الدولة من الصفر والعدم على أسس سليمة بما يرضي الله تعالى (ليبيا الجديدة) ومازالت هذه الامور البشعة الخسيسة حية لم تموت بعد وتنتهي للأبد بزوال نظام المقبور…أليست بمأساة ؟؟  
هذا الذي يدور في ليبيا الآن من أمور خبيثة وفساد إداري ليس له حدود وإفساد لذمم الآخرين، والشرفاء القليلون يعيشون الهم والغم غير قادرين على الإصلاح ولا وقف الأدعياء المرتشين، الذين حللوا الحرام إلى حلال … وتذكرت حادثة طريفة حدثت في بنغازي أواخر العهد الملكي في منتصف الستينات من أحد الشعراء المشهورين السيد رفيق المهدوي رحمه الله تعالى، أنه يوما كان في سوق الحوت ليشتري البعض للبيت وأمسك بسمكة وبدأ يتطلع بإمعان إلى الذيل متفحصا مدققا مما إستغرب البائع وقال له ناصحا، إذا تريد ان تعرف هل هو طازج ولم يفسد بعد عليك بأن تتطلع إلى الرأس والخياشيم… ورد عليه بسرعة بديهة وقال أنا أعرف أن الرأس فاسد (يعني رأس الدولة) وأتطلع هل الفساد وصل إلى الذيل أم لا…. ونحن الآن فلت الزمام لدى الدولة الآن والخراب والدمار من الرأس حتى الذيل إلا من البعض الشرفاء الغير قادرين على صد التيار…
 الجميع في حيرة وفوضى يدورون في حلقات ومتاهات الوهم بدون أبواب للخروج مما إختلط الحابل بالنابل وضاع السمين وسط الغث . أصحاب الحقوق الشريفة المشروعة أصحاب العقارات والشركات البؤساء التي بالغصب والقوة تم تأميمها والزحف عليها بالظلم والقهر لم تدفع بعد…. ويدفعون بالملايين فواتير علاج مزورة وإستيراد لمعدات وبضائع للدولة عمولاتها تقارب ثمنها الأصلي بدون حساب ولا تدقيق ولا رقيب…. يدفعون بالمليارات كمساعدات لدول أخرى من الجوار ونحن مهمشون في آخر الطابور ننتظر في رحمة الله تعالى حتى يتم الفرج والدفع لنا، أليست بإدارات فاسدة من حكوماتنا المتعاقبة الثلاث وعلى رأسها حكومة السيد علي زيدان الفاشلة !!!!
 رجعة إلى طوابير السيارات أمام محطات الوقود والعراك المستمر على من يسبق من الغاضبين….  نظير الأعصاب التالفة وسقوط العديد من الضحايا موتى وجرحى ضربا بالرصاص والسكاكين، ولا حكومة تنهي ولا شرطة تقبض على المتهمين وتمر الامور مر الكرام ولا من مهتم من الكثيرين بالذي يحدث أمام أعينهم . لأنهم سلبيون جفت بعروقهم دماء الحياة والنخوة موتى بلا قبور ولا شواهد تاركين المآسى تستمر نكاية فى الحكومة الفاشلة التي لم تستطيع احتواء الأزمة، غير عارفين أنهم ينفذون من غير ان يدرون مخططات الشر التي تحاك من قبل الأزلام الخضر وأعداء الدولة ولا يقاومون المخطط بالعقل والمنطق بذكاء، ويقومون بالمظاهرات والعصيان المدني حتى يتم الاصلاح، بل جل الاهتمام الحصول على لترات زهيدة من الوقود حتى يتحركوا ويتواصلوا، أليس الأمر بمؤسف ؟؟ أشاهد من خلال النافذة من أحد العمارات في زاوية الدهماني أحد أحياء طرابلس حيث أقيم كيف يعانون متوسطى الحال القسوة والمعاناة والضيق، وأسمع الأصوات الغاضبة من البؤساء وضرب الرصاص على المعاناة القاسية فى الإنتظار الطويل الممل . أما أصحاب النفوذ والمرتشين ذوي الأموال الحرام لا يضيعون الوقت في الإنتظار ولا يهمهم إرتفاع السعر مهما وصل بل يدفعون أغلى الأسعار إلى (البلطجية) ويتحصلون على الوقود بسرعة، أمام أنظار الآخرين محدودي الدخل من أبناء الشعب المساكين… أليست بمأساة ؟؟ إنها مؤامرة كبيرة قذرة شارك فيها الجميع من الحاقدين على الثورة! حتى البسطاء والجهلة المساكين بدون علم ولا معرفة بما يجري من أمور خبيثة وصراعات على السلطة بين الفرقاء المتشاكسين بيننا وبين الأزلام الخضر وأشباه الرجال حتى يزيد الإحتقان والغليان لدى أبناء الشعب…  نطلب من الله تعالى أن يهدأ النفوس إلى الخير والمصلحة العامة مصلحة الجميع فالكاسب مهما وصل في نظري خاسر حيث نحن شعب قليل العدد وإخوة في العقيدة والدين،  شركاء في هذا الوطن علينا بالمصالحة الوطنية مهما كلف الثمن من تضحيات ونهتم بالوطن ليبيا معا حتى لا يضيع الوقت والجهد والمال في الخصام…. ونتعلم الدرس القاسي مما حدث بالسابق، حتى لا تنجح المؤامرات لخراب ودمار الوطن …. والله الموفق !!!

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment