Monday, December 9, 2013

اللعنة 41


                                       بسم الله الرحمن الرحيم 

          عودة وإكمالا لكل ما قلته بالسابق في المواضيع المنشورة في الخواطر، عن المأساة والأزمة السياسية التي تمر بها ليبيا الآن من صراعات بين العديد من القوى نظير حب النفس والجهوية وامتلاك المال  الحرام الذي ضيع النفوس.
وبعد ان كان الشعب الليبي يضرب به المثل في الطيبة وسمو النفس والكرامة، نظير أخطاء أو تفاهات  البعض من الأوباش الذين وصلوا لكراسي الحكم بالنفاق والعمالة لجهات أخرى وقوى خفية محلية ودولية، تذبذبت وضاعت القيم لديهم واصبح يعاني المصائب والمصاعب نظير الجهل السياسي وعدم وضع الرجال المناسبين في سدة الحكم والقرار… أصبح  يتراجع كل يوم خطوات للوراء بدل التقدم والنهضة، ناسين  ان الصلاح والتقدم والنهضة بالتآخي والمصالحة الوطنية والإتحاد والوحدة  والولاء للمولى الله عز وجل والوطن حتى ينجح.
لو يتابع الانسان ماذا يجرى من أمور خبيثة وسيئة من فئات مارقين يتزعمون المسيرة  يدعون الصلاح والإصلاح  على السطح وبالسلطة والساحة،  يحتار ويصاب بالذهول، هذه الرؤوس قد أينعت وحان قطافها بالعدل والحق قبل ان تستفحل الامور إلى مهالك ومصائب صعب العلاج للمرض والورم السرطاني الذي إنتشر ويستشرى ببطء في مفاصل وجسد الدولة قبل ان ننتهي ونموت
وجب وضع جميع الإمكانيات بقوة وسرعة على العلاج  والشفاء من الفساد والتسيب والإهمال  في أقرب وقت من هذه الامراض المعدية الخبيثة  التي نحتاج فيها إلى عشرات السنيين حتى نستطيع رأب الصدع ولملمة الجراح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه إذا وفقنا الله عز وجل.
الخير كثير بلا حدود والوطن واسع في المساحة وقليل العدد في السكان وأولاة الامر وأصحاب القرار يتخبطون كمن مسهم الجان بالوثنية والوسوسة والهذيان نظير كبر النفس والغرور بأنهم فقط القادرون على قيادة المسيرة، ولم يسألون أنفسهم سؤالا بسيطا من هم ؟؟ وهل الشعب  يحبهم ؟؟؟ وماذا قدموا من اعمال وطنية وقد كانوا بالسابق يلعقون أقدام الحاكم  المقبور القذافي  وإبنه سيف؟؟ للحصول على مزايا وفتات
لو يسمعون النصيحة عليهم بالتباعد والتقاعد وترك الساحة الوطنية لآخرين من الشباب حتى لا يطالهم يوما قريبا آتيا التطهير القتل والسحل أو البقاء في السجون او في أقفاص الحديد أثناء المحاكمات عن جميع الشر والشرور الذين أشاعوه… كما حدث لكثيرين بالماضي القريب والبعيد وعلى رأسهم المتصابي الرئيس المصري  حسني مبارك رأس وزعيم الفساد والإثراء بدون وجه حق  وتم التلاعب وبرأه القضاء، والآن حر طليق !!!! 
إن ارض ليبيا طاهرة  بلد المليون الحافظ والقارئ للقرآن الكريم، لطالما شاهدت من عهود وأباطرة عادلين ودعاة  وطغاة، وجيوش متناحرة، وسرقات بالبلايين من الدينارات من كثيرين الفاسدين، ومازالت بكرا شابة قادرة على العطاء ومستمرة  إلى ماشاء الله تعالى لأبنائها البررة ذوي الحب والولاء
انها المفتاح لدول عديدة بأفريقيا السوداء،  نقطة إلتقاء بين الشعوب والبوابة للعبور سواءا من اوروبا الى الجنوب، أو من الجنوب إلى الشمال حيث  حبانا الله تعالى بجميع الثروات الطبيعية وسعة المساحة وقلة الشعب .
لو فكرنا بالعقل وعرفنا كيف ننظم انفسنا ونعمل بجد ضمن مخططات سليمة وتركنا المهاترات وتوحدنا ضد الخوارج والمجرمين المرضى الذين إتخذوا من الدين مطية وستار وحاربنا الفساد والارهاب بقوة، جميع المواطنيين الليبيين سيصبحون سادة مع الوقت موفورى الكرامة يعيشون في العز يرفلون في الحرير. 
إن دولا كثيرة وشعوبا عديدة يحسدوننا على الخير الذي نحن فيه والثروات الخيالية الطبيعية  التي لا نعرف مزاياها لأننا تهنا في صراعات ملذات الحياة الدنيونية، تبعنا طريق الشيطان الرجيم فأنسانا الطريق القويم وضعنا دنيا وآخرة لأننا تركنا الدستور الإلاهي القرآن الكريم وتبعنا دساتير انجليزية وفرنسية صادرة  من عقول البشر لا تتلاءم مع عقيدتنا وديننا في الحكم، فهل نتوقع النجاح ؟؟؟
إن القلب يدمى على الحالة الصعبة والأزمات المفتعلة منا نحن البشر شعب ليبيا  لأننا وثقنا في أناس وحملناهم مسؤوليات كبيرة وثقيلة وهم ضعاف الشخصية غير قادرين على السير بالمسيرة إلى الامام والنهوض بالدولة لأن الضعيف وفاقد الشئ لا يستطيع ان يقدم ويدفع بأي شئ وهذا حالنا والأزمة او الأزمات التى ترتبت عليها نظير سوء الإختيار في الترشيح لهؤلاء في المراكز العالية، أليست بمأساة ؟؟
لا نلوم إلا أنفسنا فنحن المخطئون وعلينا تحمل المسؤولية عن قناعة وطيب خاطر… ماذا نتوقع غير الضياع… وهذه سنة الحياة نعيش في نشوة، لأننا شعب مسالم ساذج نتوقع من المسؤول عمل الكثير ونحن أسلمناه قيادنا وكأن لديه المعجزات وهو إنسان بشر بدون مساندة من جميع أبناء الشعب ولا وجود لخارطة طريق ولا مخططات حتى يستطيع التنفيذ حسب المطلوب لا يستطيع ان يبدع 
إنها مأساة وطرق مسدودة  والأزمات مستمرة الواحدة وراء الأخرى ، نظير الجهل والتخبط العشوائي بدون رأي سليم  ومستشارين وطنيين لديهم الضمير والخبرات والتجارب حيث  حكم شعب وإدارة دولة ليست بسهلة، لا يستطيع أي أفاق ومدعي مهما كانت لديه شهادات علمية، لوحده السير بالوطن إلى الامام
كما يحدث الآن في الواقع المرير من كثير من المسؤولين أصحاب القرار  وكأن الوطن لهم فقط ملكهم الشخصي يعملون كما يشاؤون بدون حساب ولا رقيب ولا مراجعة… حتى عندما ثار الشعب وطالب رئيس الحكومة بالتنحية والإستقالة  من المنصب رفض الامر وتحجج بأمور قانونية حتى يقيله المؤتمر العام…  أليست بمأساة ؟؟؟
إن ليبيا لن تنجح ولن تنهض وتتقدم…  طالما نسير على هذا المنوال… والمطلوب هزة كبيرة وثورة جديدة  والضرب بيد من حديد على كل رأس فساد وبسرعة بدل تضييع الوقت في مهاترات والتشدق بالديموقراطية ونحن بعيدين عنها مازلنا جهلاء بأبسط الصور في معانيها ندور في حلقات مفرغة  ومتاهات كبيرة لا نعرف باب  الخروج بسرعة حتى نلتقط الأنفاس قبل السقوط صرعى! 
نحتاج إلى وقت طويل حتى نتذوق حلاوتها ونؤمن بها !!!! فنحن في بدايات الطريق الصعب وعلينا الكفاح والصبر والعمل الجاد وتصفية القلوب بالمصالحة الوطنية عسى الرب الخالق أن يوفقنا يوما وننجح… والله الموفق .

     رجب المبروك زعطوط  
   

No comments:

Post a Comment