أحد أسباب البلاء والمعاناة والمرارة وعدم التقدم الذي نعاني منه نحن الليبيون الآن في السنوات العجاف الثلاثة منذ قيام الثورة 17 فبراير ونجاحها التي مرت من أعمارنا هباءا منثورا من غير أية فوائد للوطن أو المواطن، نظير المجاملات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي في نظري نوع من أنواع النفاق حيث الكثيرون منا وبالأخص خارج المدن والتجمعات السكنية في جميع مناطق الوطن نتيجة الجهل والتخلف والجهوية ولاؤهم الأول للقبيلة والعشيرة قبل الوطن ليبيا .
لدينا مشاكل عديدة متراكمة نتيجة التهميش وعدم العدل بين جميع المناطق نظير المركزية التي أفرزت الديكتاتورية الفاشلة لنظام الجماهير لدى شعب قليل العدد لا يتجاوز 6 ملايين نسمة في وطن متسع الأطراف يعادل مساحة كبيرة لعدة دول اوروبية مجتمعة معا .
لو طبقت العدالة الإجتماعية والمساواة بالحق والضمير على جميع المواطنيين في جميع أنحاء ليبيا بدل التهميش بحيث كل فرد يصبح فرحا سعيدا ولاؤه، أولا للوطن قبل الآخرين، لإنتصرنا على الجهل والفساد حيث الدخل للوطن رهيب والخيرات والثروات بدون حدود بمئات المليارات من الدينارات والعملات الصعبة التى تجعل الجميع من أفراد الشعب أغنياءا سعداء إلى أقصى الحدود والمعايير أمام دول الجيران، ولكن في ليبيا العكس صحيح !!!
نعاني الكثير من المشاكل نظير التسيب والإهمال والفشل في الحكم من أناس يحملون شهادات عالية فى بعض العلوم ولكن على الواقع والتطبيق أثبتوا أنهم ليسوا بقادة للشعب حيث تنقصهم التجارب والخبرات وقوة الشخصية في إدارة دولة بعد ثورة دامية .
إدارة الدولة تحتاج الى شخصيات معينة قوية حازمة فى بعض الامور مع العدل والحق وعدم الميل الى العواطف مهما كانت بأى صورة من الصور في بعض المواضيع الوطنية الحساسة حتى ينالون الاحترام والثقة من أبناء الشعب ولا يستهزئون عليهم… التي لا هوان ولا ضعف في إتخاذ القرارات الصعبة ولو كانت على أقرب الأقارب أو النفس، وليس مثل الآن الشخصيات الحكومية الضعيفة المهادنة والتي تسعى جاهدة مع شعب متمرد جائع للصحة والتعليم وراحة البال والأمن والأمان صعب إرضاؤه حيث معظم جميع أبناء الشعب الفاهمين والغير فاهمين لمجريات الامور يعتقدون انهم مقصرين فى الحكم والأموال تذوب في غير طاعة الله تعالى.
يتشدقون عليهم بالسخرية والنكات والنكايات وهم صامتون يتعرضون لكثير من الأشياء التى يخجل الانسان من ذكرها وهم ليس لهم النخوة على الرد عليها سواءا باللين وقوة الحجة والحوار، أم الرد بعنف على قائليها او الشرح لأبناء الشعب الصورة الحقيقية بتجرد وصدق حتى البعض او الكثيرون يفهمون المواضيع العامة التى تهم الجميع ويتعاطفون معهم ويؤيدونهم ويناصرونهم حتى يجتازون الأزمات بصور مشرفة أو يقدمون إستقالاتهم بأنفة حتى يحافظون على ماء الوجه والكرامة .
بدلا من التشبث على كراسي الحكم والسلطة بدون عمل جاد ولا أجوبة شافية مما أكدون الشائعات والنكايات التى أطلقت عليهم من الشعب، ومهما عملوه من إصلاح لا يظهر على الشاشة فقد عمت الأخبار الشريرة بسرعة البرق ويحتاجون إلى وقت كثير حتى تتغير الصورة وهم ليس لهم الوقت للبقاء مددا أخرى…
وأسفاه على وطننا ليبيا أنه بعد هذه الثورة المجيدة على الظالم والظلم بالروح والدم وسقوط عشرات الآلاف الشهداء ضحايا موتى وجرحى ومعاقين من الطرفين الإخوة الليبيين الكاسب والخاسر من أجل الوطن، ونحن شعب قليل العدد…. ونصل الى هذا المستوى المتردي المؤسف حيث كل يوم نتأخر ونتراجع إلى الوراء بدل التقدم والنهوض .
نعيش الواقع المرير على أمل الصلاح والإصلاح الكاذب الذى لا يأتي في وقت قريب مهما عملنا حيث نخادع ونردد ونكذب على أنفسنا حتى صدقناه وإعتقدنا أنه حق وصدق، نتشدق بالخطب والكلام الساخن ضد بعضنا البعض، بدل العمل الحقيقى والوقوف والمساندة لهؤلا المسؤولين الذين إختارهم الشعب ساعة الزهو والنصر وأثبت الواقع أنهم غير مؤهلين لتحمل المسئوليات الجسام وادارة دولة فى هذا الوقت الصعب .
عسى رجال وسيدات المؤتمر الوطني العام والحكومة التنفيذية أن يتعلموا من الواقع المرير وينفضون عن أنفسهم الخوف والتردد، الجبن وموالاة القوى الخفية وتنفيذ أجندات محلية والعالمية، حبا في كراسي الحكم الفانية، والمجاملات الفارغة التي لا تؤدي إلا إلى الدمار والهلاك للوطن على المدى القريب أو البعيد، عليهم بالإستعانة بخبراء ومستشارين يفهمون الواقع المرير، حتى لو إضطروا الى الإستعانة بدول اخرى، وأخذ الرأي الصحيح والمشورة من لجان حكماء وطنيون يهمهم اولا مصلحة الوطن ومواطنيه .
من وجهة نظري الخاصة نحن نحتاج الى بعض الوقت حتى تهدأ الامور، وهذا شئ طبيعي في جميع الثورات التي حدثت بالعالم حيث تأكل أبناؤها مع الوقت، فالصادق الحر الشريف ذو الدم الحار دائماً بآخر الطابور حيث لا مجاملات ولا نفاق في الحق المبين .
No comments:
Post a Comment