Saturday, December 14, 2013

الأزلام الخضر قادمون 45


بسم الله الرحمن الرحيم

              تكملة للموضوع السابق الغدر والخداع  وجدت النفس حائرة تبحث عن أجوبة تشفي الغليل، تتساءل هل سوف ندخل في متاهات أخرى وثورة بيضاء أم حمراء حتى نعدل المسار السياسي ونرتاح من المتسلطين أشباه الرجال السياسيين المخضرمين الذين وراء الستار، في نظر الكثيرين ليس لهم ولاء ولا وطنية غير الوصول إلى الهدف والسلطة حيث الكثيرون في الواقع الأليم  رجال أعمال ذوي دهاء غير محتاجين للإثراء والثروة فقد إستغلون الفرص من قبل وجمعوا ثروات كبيرة بالحرام من أموال ليبيا المنهوبة لكل من هب ودب أيام الغفلة والفرص في العهد السابق للمقبور .
هذه الأموال ليست بعرق الجبين عن حق وتعب وجهد،  بل تحصلوا عليها  نظير النفاق وطأطأة الرأس ولعق الفضلات السخية من موائد المقبور القذافي وإبنه سيف،  عندما كانوا يعملون لديهم  كمستشارين يروجون لهم من قبل الأكاذيب  ورسم خارطة الطريق (ليبيا الغد) .
حتى يرضى العقيد وتتم البيعة إلى إبنه سيف وكأنها مملكة الأب يورثها للإبن  بآراء وخطط  مبرمجة جديدة تتراءى  من أول وهلة للبسطاء هي الحلول  لوقف الإحتقان الشعبي الذي بدأت بوادره تظهر للعيان في الأفق البعيد .
يرغبون في تغطية الفساد والإفساد، بترسيخهما بصور أخرى غير الذي تم وحصل من حكم الجماهير وعلى رأسهم الطاغية  وكل من يمت له بصلة، آملين تمرير المواضيع باصدار قرارات وتعاليم حتى تصبح ليبيا في نظر الكثيرين من السذج الجاهلين  في المقدمة كمن يدس السم القاتل في العسل، حسب المثل الشعبي الذي يقول (نتحاشى الغولة لنرتاح فنسقط في أنياب غولة أخرى أشر منها) ونسوا وتناسوا أن ليبيا للجميع وأننا شركاء في المصير  وليست لعائلة واحدة فقط تهيمن وتتسلط بدون موافقة الجميع .
لم يهتموا بالشعب الذي هو القاعدة والأساس معتمدين على مكابرة العقيد وجبروته والتحكم في السلطة المطلقة عن طريق أعوانه وحواشيه وحوارييه بالقوة والإرهاب،  الذين معظمهم لقطاء أجانب الاصل والمولد لا يمتون لهذا الوطن بأي صورة  وليس لهم الولاء ولا الفداء  والتضحية من أجله عندما يتطلب الامر….
يعتمد إعتمادا كبيرا على السحر والسحرة في التخطيط الشرير والتطبيق على أبناء الشعب المضطهدين الذين يعيشون تحت التخدير مطأطئي الرؤوس غير قادرين على الرفع والتحدي والتصدي، حتى آن الأوان وهب الجميع في ثورة عارمة أطاحت بعهد الشيطان وأصبح في مزبلة التاريخ . 
يعتقدون أن الوطن ليبيا مزرعة وعقار ملكهم فقط وأن أبناء الشعب فلاحون عمال أجراء ذليلون ليس لهم الحق بالحياة، إذا لم يرضوا عنه… غير قادرين على الإحتجاج ولا المطالبة بالحقوق المشروعة، الحرية التي منحها ووهبها  الله عز وجل لهم 
أيام الاستقلال وظهور المملكة الليبية من العدم على الوجود  كانت 3 ولايات متحدة مع بعض ضمن أطر مدروسة حيث مساحة الأراضي واسعة شاسعة ودستور يعد وقتها من أحسن وأنقى الدساتير بالعالم حيث السلطات موزعة ولا مركزية مهيمنة والعرش  منصب شرفي والملك إدريس الأول، يملك ولا يحكم .
وكان بقايا  الشعب الليبي الأصيل والذي يوم الإستقلال يوم 24 ديسمبر 1951 م  تعداده حسب إحصائية الأمم المتحدة عدد المواطنين لا يتجاوز 750 ألف نسمة منهكا من الإحتلال الإيطالي الذي دام ثلاثة عقود ونيف، وآلام ومرارة  الحرب العالمية الثانية من الكر والفر للجيوش الأجنبية المتناحرة لم تشفى الجراح بعد، يعيش الفقر الشديد وراض بالموجود سعيد، يعيش في قناعة لم يتلوث بعد
 حتى بلانا الله تعالى بإكتشاف النفط  في منتصف الخمسينات، لم يكن نعمة بقدر ماكان نقمة،  وتم الضخ والتصدير بقوة  في بدايات  الستينات وحلت علينا النقمة والحقد والحسد من العيون الطامعة في ثروتنا المكتشفة من جميع صعاليك صيادي الثروات والمغامرين العالميين الذين  قدموا الى ليبيا للبحث عن فرص الإثراء والإحتكار . 
أصبحت ليبيا بين ليلة وضحاها فاحشة الغناء مقابل عدد السكان البسيط الذي وقتها  تضاعف الى 2 مليون   نسمة  فى خلال عقد من الزمن نتيجة رجوع المهاجرين السكان الأصليين من الغربة  والإستقلال والأمن والأمان وراحة البال، والعدل الذي هو الاساس للحكم أيام العهد الملكي الزاهر .
وبدأ الصراع العالمي بين الغرب والشرق على من يهيمن من الدول وزادت الضغوط من شركات النفط الغربية  بتوحيد الدولة بدلا من ولايات بحجج توحيد المعاملات الإدارية اليومية حتى الامور تمضي بسهولة وسلاسة بدلا من الاصطدام مع الامور القانونية لكل ولاية على حدة لها قانونها الخاص في العمل ضمن حدودها  .
مما الحكومات السابقة فى العهد الملكي بلعت الطعم نظير الدس والخبث من بعض المسؤولين الليبيين العملاء وإضطرت مكرهة نظير الحاجة  إلى دراسة صيغ معينة لتعديل الدستور حتى تخرج من الأزمة القانونية وترضي شركات النفط .
وقدمت مقترحات الشركات، وجلسات عديدة  للمستشارين والمسؤولين في البحث  عن المخرج السليم مع حفظ ماء الوجه، وضغوط من  القوى الخفية عن طريق العملاء الليبيين نظير العمولات والرشاوي الضخمة من شركات النفط في ذاك الوقت .
ووافق مجلس النواب والشيوخ  على التعديل، وتم تقديم المشروع إلى القصر للإعتماد، وصدق الملك ادريس الطلب ومهر المرسوم الملكي وتم إلغاء الولايات من وقتها   وأصبحت ليبيا مملكة متحدة  بقوة القانون .
بحيث كل الامور مركزية في يد العاصمة طرابلس مما كانت غلطة كبيرة من وجهة نظر الكثيرين من أبناء الشعب الفاهمين للسياسة في ذاك الوقت وسهلت الامور لقيام الانقلاب الاسود ونجاحه بسهولة ويسر في غفلة من القصر ورجال أمن الحكومة المستهترين . 
لو كانت المملكة ولايات وقتها  كما كانت وقت الاستقلال لأصبح من الصعب قيام الانقلاب الاسود عام 1969م، من عدة ضباط صغار بالسن مغرورين مصدقين تراهات خطب الرئيس المصري جمال عبد الناصر النارية القومية،  حيث كل ولاية لها حكومتها ورجال شرطتها وأمنها  وإدارتها الخاصة لجميع المتطلبات المحلية .
والحكومة الفيدرالية قابضة تحكم وترأس عدة وزارات سيادية، الداخلية والدفاع، الخارجية والمالية، التخطيط والقضاء العادل لحماية حريات أي مواطن من العبث بها الذى هو الاساس لتقدم ونهضة أية مجتمع ودولة  .
لو كانت الدولة ولايات ثلاث ضمن الإطار الكبير ليبيا الواحدة، بعد ثورة 17 فبراير وكل ولاية لها ميزانياتها بالحق والضمير  بعدد السكان، لذاب وتلاشى  الاحتقان السياسي بسرعة، ولم تظهر النزعة القبلية الجهوية ولم تخرج على السطح المناداة بالفيدرالية والتقسيم للوطن بإنشاء جيش برقة كما يريد ويرغب البعض من المتهورين الذين لا يعرفون أبعاد اللعبة التي تجعلهم ضعفاء سهل إبتلاعهم من قوى أخرى جيران يتحرشون بالمنطقة الشرقية  لعدم الوحدة .
لو كانت ليبيا 3 ولايات لنجحت الأفكار والمبادرات التى تهدف للصلاح والإصلاح  وإستتب الأمن والأمان  ولأصبح مجال التنافس موجودا بينهم كل ولاية تريد أن تتفوق على الأخريات بالعمل والإبداع لمصلحة الجماهير، حيث الخير والدخل كبير يعم على الجميع، وليس القتل والغدر والخطف من أدعياء ثوار كما يحدث الآن على الساحة في الواقع .
والدليل البسيط الآن على التنافس وظهور نقطة مشعة في البحر الهائج التي تشع بالأمل قناة فزان المرئية التى ظهرت وأبدعت فى تقديم الجديد من البرامج والمنوعات بعقليات ومفاهيم أخرى تحتاج للدعم  والتركيز على العطاء ووضع برامج ترفع من مستوى هذا الشعب البسيط وبالاخص الموجودين بالصحراء، والتي للآن فى عمرها القصير في نظر الكثيرين من المشاهدين هزمت جميع القنوات الحالية وأصبحت الأولى في ليبيا فهنيئا لهم على التقديم والنجاح الكبير .
وتساؤلاتي هل يأتي الجديد من الصحراء من فزان تحديدا ؟؟ حيث الكثيرون من الليبيين لا يعرفون عن الصحراء وولاية فزان الا الرتوش، بدل الصراع الشديد على مراكز السلطة بالقوة عن طريق الفرض والإكراه من مراكز قوى خفية محلية مدعومة من قوى خارجية لديهم الاتصالات الوثيقة مع  زعماء مليشيات أدعياء الثوار متسلطين على المؤتمر العام والحكومة الضعيفة  حتى تم الإبتزاز لهما لما يريدون ويرغبون سادتهم المسيطرون من القوى الخفية المحلية والخارجية مما إحتار الشعب فى المسيرة… من يصدق ومن يدعم ؟؟
 النتيجة عمت الفوضى والتسيب وهذا المخطط الذى يسعون له زعماء الأزلام (الخضر) حتى يمرروا مآربهم في القفز على السلطة بإنقلاب العسكر،  من خلال القيادات العاملة في الجيش  الضباط كبار الرتب بحجج حماية الدولة والشعب من التردي والهلاك وإنقاذ ليبيا بمسميات أخرى ضمن الأقنعة المستعارة  للشخصيات الحاكمة السابقة .
 وتبيض نظام الحكم الجماهيري السابق بألوان أخرى نحتاج فيها إلى وقت حتى نعرف أبعاد اللعبة والهيمنة وعندها للأسف لانستطيع عمل اي شئ ولا ثورة، فقد إستفاد الحكام الجدد من ثورة 17 فبراير، تعلموا الدروس  حتى لا تتكرر مرة أخرى… 
هذه بعض الأفكار القاتمة التى تتراوح بالذهن أردت وعنيت كتابتها عسى الكثيرون من القراء يفهمون أبعادها السيئة فى حالة حدوثها حتى لا يتم الغدر والخداع، ونصبح رعايا للأمم المتحدة أو أحد دول الجوار الجاهزة للإنقضاض والتي تؤيد وتناصر أحد الازلام  الخضر الرئيسيين آملة فرضه حتى ينجح ويصبح الزعيم الأوحد ويتولى السلطة  بمساعدات سرية من القوى الخفية العالمية وبعض الدول  التي تحارب جاهدة الإرهاب ولديه المال الوفير الذي تمت سرقته ونهبه من خزينة المجتمع .
أرجو من الله تعالى أن  أكون مخطئا ولا تتحقق النبوءة السيئة التي تؤرقنا طوال الوقت  حتى لا ندخل مرة أخرى فى حرب أهلية ونغطس في حمامات الدم، حيث جميع البوادر الآن تشير وتنذر بهبوب العاصفة القادمة الهوجاء  وتكملة جولة أخرى نهائية في  الحرب الأهلية بيننا وبين الأزلام  الخضر .
الذين يجهزون  المرتزقة من دول عديدة  الى الآن فى بعض دول الجوار  لا يريدون الإعتراف بالهزيمة،  يحلمون بالرجوع للسلطة بالقوة، ونسوا وتناسوا الشباب من الجنسين أسود ليبيا الأحرار  الذين قضوا عليهم وشردوهم بالغربة خلال ثورة دموية دامية والآن يريدون ترجيع الكرة مرة أخرى عن إستغلال المؤسسة العسكرية والقفز على السلطة بحجج الإصلاح، وفرض الأمن والأمان للمواطن .
في نظرنا هؤلاء زعماء الخضر  مثل الديك المذبوح الذي من حرارة الروح يرقص على الحبال طالبا الهواء راغبا في الحياة، يعتقدون أننا نيام حتى نفاجئ على حين غفلة، ناسين أن الصورة تغيرت الآن، لدينا الإيمان والعقيدة وحب الفداء والتضحية، لدينا السلاح ومستعدون للدفاع إلى آخر نقطة دم، ولن نرضى أن يحكمنا لقيط آخر غريب!
إن لم يكن ليبي أصيل أبا وأما وجدود ووزجته ليبية على نفس المنوال يرضى عنه معظم الشعب الأصيل بالإنتخابات النزيهة  وليس الأجانب الذين يدعون الليبية وهم جميع مستنداتهم مزورة والذين الآن تجاوزون المليون نسمة وحكومة السيد علي زيدان  تغط في النوم . 
حفظ الله تعالى ليبيا من الشر والشرور، وآلف بين القلوب المتناحرة  حيث  جميعنا إخوة في الدين والعقيدة مسلمين وجيران شركاء في الوطن في السراء والضراء، وإخوة  في طاعة الله تعالى والولاء للوطن، متيقنا وعارفا أن الخير عندما يعم، يعم على الجميع، كل حسب مجهوده وعطائه لليبيا الحبيبة….  والله الموفق . 

       رجب المبروك زعطوط   

No comments:

Post a Comment