Saturday, December 21, 2013

الغيبوبة (3) 49

 بسم الله الرحمن الرحيم 

            تساؤلات معظم أبناء الشعب التي تتداول على الساحة الليبية السياسية عن المؤتمر الوطني العام والحكومة، حكومة زيدان ماذا قدموا من أعمال جيدة خلال فترة  الحكم غير الاهتمام بأنفسهم فقط ، حيث  في اوائل الجلسات في الإفتتاح  والشعب متلهف لمعرفة ماذا يحدث… وللأسف الشديد كان على رأس الأولويات والمواضيع للنقاش  عن الرواتب والمزايا  التي سوف يتقاضونها لقاء خدماتهم بدل الإهتمام الأول بكيفية النهوض وإنقاذ الوطن ورسم خارطة جديدة ضمن معايير حديثة تتلاءم مع الوضع الليبي والعقيدة .

عندما يسمع البسطاء الأرقام الكبيرة يحتارون هل اولا من حقهم هذه الأرقام  أم فرصة وإنتهاز وإستغلال؟؟ وثانيا هل الخدمة الوطنية تقاس بالأرقام مكسب وخسارة؟؟ هل سوف يسعون للصالح العام وهم بهذه العقليات المتأخرة  الجاهلة والكثيرون منهم يدعون انهم يحملون شهادات علمية كبيرة وثوار؟؟ 
شاهدت عدة مرات في القنوات المرئية كيف كانت تعقد الجلسات الهزلية بدون ضبط وربط وتحمل المسؤوليات الجسام، حياة شعب…  تأسفت ولمت النفس على تضييع الوقت في المشاهدة… لا إنضباط في الوقت للكلمات
والخطب جميعها تصب في قالب مباريات  هزيمة ونصر بين بعض الأعضاء.     يرددون في نفس المواضيع حتى يضيع اللب للمواضيع الحساسة التي تحتاج إلى هدوء ودراسات متأنية بدلا من الفوضى وتضييع الوقت في الترديد الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، والبعض من الأعضاء  يتطلعون  إلى الحاسوب غير مهتمين بما يقول الآخرون، والبعض شبه نائمين يغالبون النعاس نظير السهر  بصعوبة من غير ان يدروا ان كاميرات  التصوير تلتقط لهم الصور وتذاع على الهواء مباشرة
والأشرار الدهاة  المخططون في الخفاء ومن وراء الستار يجعلون أزلامهم يطرحون المواضيع الحساسة بذكاء وخبث وتمر مر الكرام على الغافلين من الأعضاء وهم لا يعرفون المآسي والأضرار  التي سوف  تخلفها  مع الوقت.
والشعب في نشوة في واد آخر يحلم بالإصلاح والصلاح والعيش في سعادة وهو لا يعلم أن الوطن ضاع  تم بيعه  بدون وعي وقبض العملاء السماسرة  المدسوسين الثمن من  القوى الخفية ورموزهم الليبية الذين يتشدقون بالوطنية وبراءة الذمة المالية ونسوا وتناسوا ان الله تعالى موجود في الوجود وكل شئ مسجل ومحسوب ويوما سوف تفتح الملفات ويظهر الخونة على الشاشات ويحاسبون عن أعمالهم الدنيئة ،، وإذا كانوا أحياءا كان الله تعالى في عونهم من غضب جماهير الشعب التي سوف تدوسهم بالأقدام بدون رحمة ولا شفقة على الضرر والغدر . 
إنها مأساة ومسرحية مستمرة طالما النفط والثراء موجود،   خلعنا طاغية بالقوة لنرتاح وتستقر الدولة وننهض ونتقدم… وأتينا بعشرات الطغاة الملاعين أشباه الرجال السماسرة السارقين ووليناهم الحكم
لدينا مثل شعبي يقول (الرزق السائب يعلم اللص التائب) وليبيا للأسف ثرواتها بدون حرس ولا حراس ولا ضمير لدى الأوباش لأنه غاب لدى الكثيرين وأصبحون يحللون ويطلقون  الفتاوى الدينية  بدون علم غزير،  ان رزق الدولة مباح ؟؟ ونسوا وتناسون انه رزق المجتمع للجميع ولا فتوى تحلل صادقة تجعل الحرام حلال  تبيح لأي صعلوك بالإستيلاء عليه بدون وجه حق!!!!
إنني اشعر بالأسى على النفس وأنا أسطر هذه الخواطر الثائرة والتي مهما عددت وكتبت لن أستطيع تعدادها من كثرتها… وأتساءل مع النفس هل هذه الفوضى والتسيب والسرقات  مرحلة بسيطة تمر بها أى ثورة من ثورات العالم  العديدة وبعدها يأتى الصلاح والإصلاح، أم ليبيا مميزة فى الجهل والتخلف بحيث وصلنا لهذا الحال المتردي؟؟؟

أم بسبب الإبداع الجهنمي حتى ان الشيطان الرجيم عجز الإتيان عن أمور شيطانية كثيرة،  وأقام في ليبيا ليتعلم ويأخذ دورات؟؟  حسب المثل الذي قيل منذ آلاف السنين ومازال مستمرا إلى اليوم والغد الى ماشاء الله تعالى (من ليبيا يأتى الجديد ) .
إننا للأسف نعيش في غيبوبة وسبات وتخدير مبرمج  بدون ان ندري بما يجري من كثير المهاترات والتراهات في الأوساط وفي ردهات ودهاليز المؤتمر العام والحكومة وعديد من المسؤولين  من صراع على الكسب الغير شريف ولا المبرر والضحايا أبناء الشعب الوطنيين الأحرار يقدمون ويدفعون  الثمن الغالي وهم بآخر الطابور مهمشين
الإغتيالات والقتل الغير مبرر للضحايا الأبرياء، الرصاص يلعلع في الأجواء من كل من هب ودب من أدعياء الثوار، طوابير السيارات من الصباح إلى المساء على محطات الوقود، وتيار الكهرباء في إنقطاع مستمر، ومرتبات الكثيرين من الموظفين  لا تدفع في المواعيد مما خلقت مآسي للكثيرين يعيشون الهم والغم، والفوضى والتسيب في جميع ادارات الحكومة بلا حدود ولا عدد، والخاسر أبناء الشعب البسطاء! 
هذه الدولة الليبية التي العالم يتشدق بها وجميع رجال الأعمال الأجانب والشركات والعمالة الفنية  يريدون القدوم للعمل بها يعتقدون أنها الجنة من الإبداع والإعلام المزيف والواقع المرير، أهلها  يعانون الزيف والبهتان وبصعوبة قادرون على العيش الشريف
أليست بمأساة أن تصل ليبيا الحبيبة إلى هذا المستوى المتردي  نظير جهل هؤلاء ولاة الأمر المسؤولين الذين المفروض في نظر الكثيرين  القبض عليهم والتحقيق العسير على كل خطوة وموضوع شرير قامون بالتصديق عليه وأجرموا في حق ليبيا وشعبها؟؟!!!
أليست هذه الامور المتراكمة نظير الجهل من أصحاب القرار الذين يحكمون الدولة وكأنها ملك لهم مثل الطاغية السابق المقبور، بدون مخططات ولا دراسات ولا الإستعانة بالمستشارين،  يتشدقون بالكذب والتزوير وعدم الصراحة في الخطابات للشعب إلا من القلائل ذوي الكرامة الغير قادرين على صد الفيضان الهادر نتيجة الضعف .
كان الله تعالى فى عون ليبيا وشعبها، ومهما حصل في هذه الغيبوبة لدي الأمل أنه لا يصح الا الصحيح، ويوما آتيا عن قريب  بإذن الله تعالى سوف تزول الغيبوبة  والغمة وتنتهي وتنجلي بسواعد الأحرار الوطنيين  ويعم الضياء ويتم الإصلاح لكل شئ تهدم من المقبور والمؤتمر العام والحكومات الثلاث… والله الموفق .

          رجب المبروك زعطوط 

No comments:

Post a Comment