بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة الا بالله العلي الكريم طالبين رضاه والعفو عنا وإرشادنا إلى الطريق السوي القويم، طالبين صفاء النفوس الثائرة بأن تهدأ، حتى نستطيع لملمة الجراح ونحب بعضنا بعضا ونتحد ضد الشر والشرور ونصد إخوان الشيطان الرجيم من الإنس والجان الذين يحاولون طوال الوقت جر الابرياء السذج إلى المتاهات العديدة وحمامات الدم والصراعات الدموية بين الإخوة التي لا تسمن ولا تشبع من الجوع، على السلطة ومراكز الحكم…
إنه يؤسفني أشد الأسف ان اشاهد بني وطني يتناحرون تاركين البعض من أشباه الرجال الأوباش أولاة الامر والقرار يلعبون بمصائرنا ويسرقون أموالنا بالمليارات بطرق خفية تحت أغطية شريرة وعناوين كبيرة ظاهرها الصلاح والإصلاح والواقع وفي الخفاء ابتزاز رهيب واهدار للثروات الخيالية بدون حساب…
ونحن صامتين من غير أن ندري والارصدة في بنك ليبيا تذوب بسرعة نظير السرقات المنظمة بأرقام فلكية خيالية ونضطر إلى سحب البعض من الأرصدة في المصارف الدولية كإحتياط والحفاظ على قيمة عملتنا الليبية من الإنهيار لتغطية العجز لدى الحكومة الضعيفة بدون ان يعلم الشعب ولولا تقرير البنك الدولي لكان الامر مخفيا لا يعلمه الا البعض من المرتشين.
أليست بمأساة حلت بأبناء الشعب الليبي الحر؟؟ نحتاج فيها إلى وقفة سريعة وتأني وتخطيط وأن نخلع بالقوة جميع هؤلاء الأوباش الماليين أصحاب القرار الذين وراء الستار يدبرون ويديرون اللعبة لمصالح آخرين من القوى الخفية حتى نفلس ولا تنهض ليبيا من الكبوة.
إن الامر خطير جداً والعصابة موجودة تحت أغطية كثيرة وعناوين وطنية يختفون وراءها ونسوا وتناسوا أن في ليبيا رجال ونساء وطنيون ووطنيات لا يرضون بالفساد ولن يتركوا الامور تمر بسهولة كما كان من قبل ايام المقبور عندما كانوا يعيشون في سلبية وخوف ورعب من الحاكم .
الآن تغيرت الامور بعد الثورة المجيدة: الوطنيون ذاقوا حلاوة النصر ولن يستطيع اي حاكم مستقبلا ان يجرهم إلى متاهات وحتى وان إستطاع الخداع ومرر بعض الامور، لا يستطيع الخداع لفترة طويلة فقد أفاق الشعب من الغيبوبة عندما تحدى الطاغية وحارب وإنتصر .
اليوم الجميع في ليبيا بيده السلاح ولا يخلو بيت على طول ليبيا وعرضها من قطعة سلاح واحدة يستطيع المالك ان يدافع عن نفسه وعائلته بقوة السلاح في حالة الشعور بالخوف وعدم الأمن والاستقرار…
المسؤولين أصحاب القرار يعيشون في قلق فقد دب الضعف بالأوصال نظير عدم الخبرة وغياب الكفاءة في إدارة شؤون الدولة، رشح الشعب مواطنين إلى كراسي الحكم بغباء لأن المعايير ليست مستوفاة كما يجب ليتحمل المسؤولية… لم يتم سؤال أي مرشح في أي مناظرة على مدى القدرة في الادارة ولا ماهو المطلوب بالضبط لوضع الأسس السليمة للنهضة بليبيا…
قام الشعب بأخطاء قاتلة نظير الاختيار للقيادات بالعواطف والجهويات، إبتداءا من اول يوم من المجلس الانتقالي وإلى اليوم الحاضر، المؤتمر الوطني العام والحكومة بقيادة زيدان، الفساد مازال معشعشا في أوصال الدولة، غاب فقط عن الصورة المقبور وبعض الزبانية، اما بقية المسؤولين والمدراء لتسيير الدولة بالعقليات السابقة والإدارة الفاشلة فمازال الكثيرون منهم على كراسي حكم الإدارات وهم الذين يسيرون امور الدولة في العمل اليومي بنفس النظرة السابقة في الاستغلال وفرض الإتاوات على المحتاجين لكثير من الامور حتى يمررون المستندات والورق للإتجاه الصحيح ويتمون الدفع والصرف لمستحقاتهم المتراكمة مما كثر الفساد والإفساد وتداعت الادارة إلى الحضيض في غياب الخبرات والشرفاء ذوي الضمير، وكثر النهب والسلب وأصبح مبرر وحق مكتسب لكل من هب ودب من هؤلاء المفسدين المستغلين .
طالما نحن بهذا الشكل والصورة في التخبط والفرض على الضعفاء والاستغلال البشع، لن نتقدم ولن ننهض بل نتشدق وندعي والواقع المرير نحن نغرق انفسنا بأنفسنا والمطلوب قائد مسؤول مثل الحجاج بن يوسف عندما أختير حاكما في العراق حيث قال الكلمة المشهورة عندما وصل، الكلمة في الخطبة بالجامع التي سوف تظل خالدة على مدى الدهور: يا أهل العراق، يا أهل الكفر والنفاق، لقد رأيت رؤوسا أينعت وحان قطافها، وإنني لقاطفها…
نحتاج إلى قائد قوي لديه قوة الشخصية لا يخاف… ولا يستطيعون إبتزازه والفرض عليه من قبل قوى محلية او عالمية، عادلا وطنيا مؤمنا بليبيا، ليبيا أصيل الوالدين والجدود عروقه من هذا الوطن منذ مئات السنين، وليس بهجين حتى يستطيع ان يلجم المفسدين ويضعهم على الطريق الصحيح، وكل من يخالف المسيرة والاتجاه السليم ويحاول الإفساد يقبض عليه ويستجوب ويحاكم بالعدل والتطهير بقوة وفي العلن امام الجميع حتى يكون عبرة للآخرين .
الآن ليبيا تعاني من المصائب العديدة اليومية نظير الإهمال والتسيب والسرقات والنهب والسلب حتى عندما من ووهب الله عز وجل علينا بالخير وسقطت الأمطار في العاصمة طرابلس لبعض ساعات قليلة أصبحت الشوارع بركا وبحيرات كبيرة لأنه في مناطق سكنية وأحياء كاملة لا توجد بها البنية التحتية ومواسير الصرف القائمة مليئة بالأتربة مما سببت مشاكل للمواطن البرئ العادي وسقط الكثيرون ضحايا صرعى نظير أخطاء بعض المسؤولين الكسالى الغير مهتمين الا بالحصول على الراتب والمزايا !!!
وجود الطوابير الطويلة على محطات الوقود والإنتظار المرهق للحصول على الوقود للسيارات وضياع الوقت وتحطيم الأعصاب في الانتظار الطويل… ونحن بلد غني لدينا النفط ونصدره للآخرين، والسبب في التأخير والتعطيل الإدارة الفاشلة والتسيب واضح…
غياب التيار الكهربائي معظم الوقت على العاصمة وبقية المدن الاخرى، مما ساعد على الضياع والمرض لكثيرين والبعض توفوا نظير العيش وسط البرد بالشتاء من غير تدفئة وبالأخص الساكنين في الشقق والعمارات العالية…
اللاجئين من بعض المدن والقرى أمثال المنكوبين من تاورغاء إلى الآن مرت سنتان والثالثة في الطريق ولم تجد أية حكومة من الحكومات السابقة واللاحقة اي حلول لرجوعهم إلى بيوتهم التي الان أصبحت أطلال ينعق فيها البوم … نتيجة العناد والمكابرة من إخوتنا أهل مصراته، والمفروض القصاص من الجناة بالعدل وترك الآخرين الأبرياء بدون تعميم .
وقف ضخ النفط من قبل بعض قيادات أدعياء الثوار نظير أسباب كثيرة وعديدة تساعد على الانهيار للدولة نظير أخطاء البعض من المسؤولين الذين ليست لهم خبرات ولا دراية بالحكم وانما الكثيرون مؤهلاتهم انهم يوما كانوا بالمعارضة بالخارج او خريجي السجون، وأعلى شهادة للحصول على تعاطف الشعب والحصول على المركز خريج سجن ابو سليم الذي تم قتل فيه حوالي 1400 شهيد في أبشع مجزرة في القرن العشرين في ليبيا…
كل ثائر حارب ضد المقبور السابق، ليس من حقه فرض النفس بالقوة والحصول على المزايا لوحده فليبيا للجميع وليست للثوار فقط يعملون كما يريدون… العمل لله تعالى والوطن نظير الولاء والرغبة في النهوض والتقدم .
لو يراجع المواطن المهازل التي ارتكبت في الخارج لاحتاج إلى مجلدات للكتابة… فقد تقلد الكثيرون مناصب في السلك الدبلوماسي واجهة ليبيا ويمثلون الوطن وهم لا يعرفون شيئا من الدبلوماسية ولا الكياسة ولا السياسة، جهلاء وبالاخص لكثيرين من المدنيين والعسكريين لإبعادهم عن الساحة… وإلهائههم بمباهج الحياة بالخارج لفترة حتى تنتهي صلاحياتهم ولا يسببون الصداع للبعض من المسؤولين مما جعل جميع الدول تستهزئ بنا وضاعت الخبرات نظير الإبعاد الجائر حتى يحل الكثيرون من ذوي الحظوة والوساطة مكانهم…
الفضائح العديدة عن الامور الصحية والعلاج للمرضى بالخارج، حدث ولا حرج عن التسيب وسرقات الملايين الملايين وفرض الإتاوات الضخمة على المستشفيات والمصحات للدفع الغير مبرر ولا معقول من قبل أوباش نسوا الله تعالى فأنساهم أنفسهم يتاجرون بمرض وآلام الآخرين .
لا أستطيع تعديد كل المواضيع في صفحات قليلة وهذا قليل من كثير، وآليت على النفس ان أسطر مايجول بالخاطر من مآسي ترتكب والكثيرون ساكتون صامتون ونسوا وتناسوا قول الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (الساكت عن قول الحق شيطان أخرس) ياربنا الكريم إلطف بنا حتى نجتاز الأزمة سالمين… والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment