Saturday, December 21, 2013

الغيبوبة (2) 48


بسم الله الرحمن الرحيم

           مرت إلى الآن حوالي السنتان والنصف على هلاك المقبور ونجاح الثورة المجيدة ثورة 17 فبراير ضد الظلم والظلمات وهيمنة الشياطين من الإنس والجان، وأشرق النور بعد غياب طال اربعة عقود ونيف ضمن ظلام حالك دمر الوطن والأجيال الشابة وجعلنا نتأخر سنوات عديدة عن الركب وملاحقة بعض  دول العالم الثالث التي عملت بجد وجاهدت وانتصرت في فترة قصيرة  ونجحت في النهضة والتقدم على مستويات عديدة  وأصبحت في المقدمة.
والسبب الرئيسي الجهل والضلال لدى حاكمنا الصقر الوحيد الذي دان له الجميع بالسمع والطاعة  الكثيرون عن حب وقناعة رغبة فى الإنتقام لأنه لديهم النقص الشديد فى أنفسهم وعقد شخصية بالتهميش فى السابق  لأنهم ليسوا ليبيون أصليون جذورهم من هذا الوطن بل لقطاء مثله من اماكن عديدة قدموا واستغلوا الفرص بالنفاق والتمجيد وطأطأة الرأس .
و لو كانوا أصليين لن يرضوا بالمهاترات والأعمال الشنيعة الدنيئة فى الفساد وإفساد ابناء العائلات الأصيلة لقاء الضغوط ، هم الذين عذبوا الاحرار بالسجون، هم الذين شنقوهم بدون رحمة ولا شفقة، هم الذين قاموا بجميع الأعمال المشينة ضد الشعب حيث لا ضمير يؤنب ولا جذور عائلات كريمة حتى تلجم .
هؤلاء الطغمة الفاسدة والزرع الشيطاني  لقاء المراكز والمال الوفير أيدوه ونصروه في جميع خطواته الشريرة حتى طغى وبغى وإختال مزهوا بنفسه في ملابسه المزركشة وكأنه بهلوان لا يمت فيها للهوية الليبية الوطنية بأي صلة...
المفروض هذا الفاسق قتل وإنتهى ونقفل ملفه الاسود ولا نذكره لا بالخير ولا بالشر  حتى ينتسى ذكره  مع الوقت، ولكن أحببت ذكره وماذا قدم من شر وشرور كعبرة وعنوان كبير حتى نتعلم الدرس القاسي أن لا يحكمنا أي انسان مهما كان مستقبلا ويتقلد وظائف قيادية بالدولة الجديدة، ان لم يكن أصيل جذوره نابعة أبا وجدود من تراب هذا الوطن حتى يحس بالألم ومعاناة الشعب وقت الصعاب ويضحى من أجله بالروح والدم  وقت الأزمات والحرب . 
ولا يهرب وقت الجد إلى الخارج حاملا معه أمواله التي جناها بالسرقات والزور كما حدث أيام وشهور الثورة حيث توارى وتلاشى  هؤلاء الصعاليك من الساحة، لاذو بالفرار والقلائل سيئ الحظ هم من تقاسعوا على أمل فشل الثورة المجيدة حتى يظهرون كأبطال، وتم قتل البعض  ساعة الفوضى والنصر والكثيرون تم القبض عليهم والآن معتقلون بالسجون حتى يأتي اليوم القريب للمثول أمام القضاء في  المحاكمات العادلة وإعطاء جميع الفرص لهم  للدفاع عن النفس وإذا تم الإتهام بالحق، عندها  القصاص للمذنبين المجرمين  في حق الشعب .
في خلال هذه السنوات البسيطة التي مرت انتقلنا من متاهة إلى أخرى أكبر منها  وكأن لعنة اصابت الثورة المجيدة فقد خرجت النفوس الشريرة على السطح وبدل الاصلاح والصلاح تدخلت قوى خفية شريرة في الحكم وظهرت رؤوس شيطانية بأقنعة مزيفة بدعوى الاصلاح والواقع المرير كانت سيئة جداً في حقنا وحق دماء الشهداء البررة الذين سقطوا قتلى وجرحى في سبيل ليبيا ان تكون حرة من غير الطاغية.
خرجت هذه الرؤوس بالأقنعة المزيفة والخطب الرنانة المعسولة ومخططات الشر الخفية وقامت بإنشاء الأحزاب حتى تكون لها الشرعية المزيفة، وضحكت على الجميع  ومررتها بسهولة وبدون معارضة وبالأخص من  المسؤولين الذين إختارهم الشعب للقيادة والريادة وإستغلت الإعلام أسوء الإستغلال لمصالحها ومآربها الشخصية، وصدق الشعب عليها في ساعات الزهو والنصر وأختير الكثيرون أعضاءا ونوابا في المؤتمر العام نظير الجهوية والقبلية ودعم أصابع الشر من القوى الخفية المحلية والعالمية حتى يتحكموا بهم لتمرير أغراضهم واستعمارهم للوطن بطرق خفية،  والكثيرون من النواب الجدد الذين نجحوا لا يفقهون أي شئ وليست لهم الحنكة السياسية ولا الخبرات والتجارب وبالأخص لقيادة دولة فتية ثرية بعد سقوط الطاغية من الواقع المتخلف والجهل .
وأثبتت الايام أخطاء الشعب المغرر به والذي في نظري يتحمل الذنب فهو الذي  اختار هؤلاء النواب وصوت لهم حتى وصلوا لسدة القرار والحكم، أليست بمأساة وظلم ان يتلاعبوا بنا بهذا الشكل والصورة؟؟؟
مرت الايام والفضائح تتوالى الواحدة وراء الأخرى وإستغل أشباه الرجال أدعياء الثوار الكثير من الصفقات المريبة والسرقات للأموال المجنبة والقبض للعمولات الضخمة وأصبحت ليبيا بدلا من دولة الى  إقطاعيات كل إقطاعية لها حكامها يفرضون الرأي على الحكومة الضعيفة التي توافق على أي موضوع مهما كان خطيرا بدون دراسات ومخططات بعيدة الأمد  لقاء السكوت عنهم حتى يستمروا في المناصب إلى ماشاء الله تعالى
والأدهى والأمر أن المؤتمر الوطني  يجدد  المدد للبقاء والحكم كما يحلوا لهم وإعطاء المبررات القانونية لذر الرماد في عيون أبناء الشعب البسطاء الجهلاء  حتى لا يثوروا، كمن يكذب على نفسه  ويصدق كذبه، وتساؤلاتي البسيطة هل بهذه الصورة القاتمة نحلم بأن تقوم دولة وتنهض وتتقدم؟؟!! والله الموفق….

           رجب المبروك زعطوط 

البقية في الحلقات القادمة
 

No comments:

Post a Comment