بسم الله الرحمن الرحيم
معظم المهتمين بالقضية الليبية يتابعون ويتشدقون على الأزمات السياسية التي تحدث في ليبيا الآن، التي شعبها يعيش في هرج ومرج، يبحث عن حلول ومخرج للأزمات المستمرة بعد الثورة المجيدة، والدم يسيل كل يوم في المدن والقرى ضمن صراعات لا تنتهي وكل طرف أخذته العزة بالإثم يعتبر نفسه الأقوى في الساحة، يريد فرض الرأي على انه الأصلح وعلى الآخرين الصمت والطاعة ونسوا وتناسوا ان الظلم ظلمات وكل من طغى له يوم يسقط من الأعلى ويصبح بالحضيض لا حس له ولا صوت…
الأحداث اليومية الدامية مستمرة في جميع أنحاء ليبيا بدون توقف وبالأخص في المدن الرئيسية طرابلس وبنغازي ودرنة المنكوبة التي تريد وترغب الجماعات الاسلامية بأن تصبح القاعدة والمنارة للإنطلاق والعاصمة للدعوة وبالأخص لمجموعة القاعدة وذراعها أنصار الشريعة، الداعين لتحكيم شرع الله تعالى التي هي العقيدة الاسلامية والتي جميعنا مسلمين نؤمن بها ونوافق عليها طالما على الأسس السليمة حسب الشرع في عصرنا اليوم القرن الواحد والعشرين، حيث دستورنا الالاهي القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان .
ان اي مواطن ليبي لا يكره تطبيق شرع الله تعالى حسب الأصول ونبذ الإرهاب والقتل للإنسان وإرهابه بدون وجه حق ولا عدل وقضاء، لأن الدين الإسلامي دين سلام وحوار بالمنطق والعقل وليس بالفرض والقوة، دين ترغيب وليس ترهيب، والشعب الليبي بجميع طوائفه شعب مسلم… والذي يكره التطبيق للشرع الصحيح الصادر من شيوخ علماء في الدين الا الكافر أو العاصي لدين التوحيد .
ولكن أصبنا بلعنة شيطانية من المقبور السابق القذافي الذي أفسد الشعب الليبي خلال حكمه الشيطاني والذي دام اربعة عقود ونيف وترك الأصابع الخفية تدعم وتخطط للصراع حتى لا يتوقف لأن مصالح الكثيرين من الأدعياء مرهونه بالاستمرارية وعدم الوصول إلى تسويات والا تفقد مزاياها وتتلاشي مع الوقت…
بالشهر الماضي الاحداث بالعاصمة طرابلس مع بعض كتائب ثوار مصراته والتي استشهد في مظاهرة مدنية سلمية أكثر من 50 شهيدا وجرح 500 متظاهر برصاص الغدر حتى يتوقفوا على المطالبة بخروج الكتائب المسلحة من العاصمة، أليست بمأساة ان يقتل الليبي أخاه الليبي نظير الجبروت والعناد والتحدي؟؟
بدلا من الجلوس على طاولة المباحثات والحوار بالعقل والمنطق للوصول إلى اتفاقات سليمة ترضى جميع الأطراف بدل اطلاق النار في وضح النهار على العزل الابرياء من شيوخ كبار في السن وأطفال، مما أججت الغضب وشعلت نيران الفتنة لسنين عديدة وسببت الضرر لمصالح الكثيرين وبالأخص لتجار مصراته ورجال الاعمال المقيمين في طرابلس بحيث أصبحوا الآن شبه منبوذين يحتاجون إلى سنين عديدة حتى تندمل الجراح…
الاحداث الدامية وسقوط العشرات من الجرحى والقتلى يوميا في مدينة درنة نظير الاغتيالات السابقة للكثيرين بدون عدل ولا وجه حق الا نظير الإنتقام الشخصي عن مواقف سابقة أيام عهد المقبور أو الاشتباه، والمظاهرات الصاخبة السلمية في الايام الاخيرة من بدايات شهر ديسمبر والتي بعض المارقين من الجماعات. الاسلامية والأزلام أخذتهم العصبية والجبروت وأطلقوا النيران على المتظاهرين العزل مما أشعلت نيران الغضب لدى الجماهير الدرناوية وزحفت على مقراتهم ليلة الثلاثاء يوم 2013/12/3م في بومسافر وحي السيدة خديجة ودخلوها عنوة، وتم القبض على بعض الشباب المغررين من قبل الجموع الغاضبة والآخرون هربوا إلى جهات غير معروفة…
هذه الاحداث الدامية جعلت دورة الحياة غير مستقرة في المدينة، مدينة صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وضاعت مصالح كثيرة على الكثيرين نظير الإنفلات الأمني والخوف والرعب من القتل والغدر.
إستغل المستغلون المأساة والامور المخزية في ليبيا وتسربت عشرات المليارات من الحسابات المجنبة في المصارف وبالأخص بنك ليبيا المركزي الذي يتحكم في خزانة ليبيا وأموالها، نحتاج فيها إلى فتح باب التحقيقات عن كل تسرب وإختلاسات حدثت أثناء الفوضى ومحاسبة المسؤولين علانية من المؤتمر الوطني والحكومة ومحاولة استرجاع الاموال المسروقة ووقف النزيف…
يؤسفني ان تستمر الاحداث من الاغتيالات والقتل والصراعات المدبرة على المراكز وقبض الاموال بدون وجه حق وذلك لذر الرماد في العيون لدى الجماهير حتى لا يهتم الشعب بالأساسيات والنزيف المستشري من السرقات والاستيراد للمواد الغذائية والسلع الاساسية للاستعمال البشري وهي بدون مواصفات صحية ولا قياسات عالمية وانما قوانين ولوائح على الورق لا تطبق على البعض من تجار الحروب والثورات المستغلين نظير الرشاوي والعمولات الرهيبة…
والأخطر استيراد الأدوية التي معظمها فاسدة حيث بقايا (الستوكات) في المخازن بالعالم تغلف من جديد وتباع بأسعار بسيطة للدول المتخلفة التي ليست بها قوانين صارمة مثل ليبيا مما تضعف الصحة والنسل مستقبلا .
نحتاج فيها إلى وقفة جادة وترك الصراعات الزائفة والقبض على المسؤولين اصحاب القرار المتهمين ورجال الجمارك بإعطاء الاذونات والتصريح بالدخول ومحاكمتهم بالعدل واذا ثبتت التهم علينا تطبيق القصاص في العلن فى الميادين حتى يصبحوا عبرة لأي مرتشي مستقبلا يتاجر بقوت او دواء الشعب …
انه لدي الكثير من التساؤلات على الكثير من الأشياء المهمة التي نحتاج فيها إلى وقفة جادة من رجال ليبيا الوطنيين الاحرار حتى نحافظ على بقايا صحتنا من الاستيراد للأدوية الفاسدة التي تسبب الامراض بدل العلاج والشفاء، وانقاذ مايمكن انقاذه من رصيد الدولة قبل ان يستنفذ من الاشرار…
ولدى قول لهؤلاء المفسدين على جميع المستويات في ليبيا الحبيبة، أقوله بقوة: لا يصح الا الصحيح مهما طال الوقت، سوف يأتي اليوم للمحاسبة عاجلا أم آجلا لدفع الثمن الغالي إما بهذه الحياة الفانية او بالآخرة، فإلى أين المفر من عقاب الله عز وجل؟؟؟انها لم تدم للمقبور القذافي الذي عندما آن الأوان قتل شر قتلة وأصبح في مزبلة التاريخ لا يذكر الا باللعنات من المظلومين، والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment