Tuesday, December 10, 2013

الخبرة التجارب 42



                                       بسم الله الرحمن الرحيم 

         لدينا مثل شعبي ليبي  قديم يقول (إعط العيش الى الخباز ولو أكل النصف) هذا المثل تردد في أوساطنا الليبية منذ عشرات السنيين نظير الخبرة والتجارب ولم يقال ويتردد من فراغ ،،  ولم نهتم به ونعيره أى إهتمام فى مسيرتنا بعد الفوز والنصر فى ثورتنا المجيدة ثورة  17 فبراير 2011 م .
 حيث نحن شعب مسالم سهل قياده منذ اليوم الاول ،، يوم انتهاء الطاغية وعهده المشئوم ،، الذى  مضى الى غير رجعة للأبد ،، توقعنا المعجزات بأن تنهض دولة فتية على أسس سليمة  بعد أن ذقنا الويل والثبور طوال حكم طاغ  إمتد اربعة عقود ونيف  ،، الارهاب والسجن والتعذيب والقتل نظير الإشتباه .
ولكن للأسف الأحلام تلاشت وتخلى الوطنيون الاحرار عن المقدمة طواعية لأنهم أدوا المهمة الصعبة وتم النصر وقفز أشباه الرجال المدعومين من دول الخارج ومراكز القوى الخفية  على المقدمة بعد أن خدعوا أبناء الشعب بالنفاق والخطابات المثيرة والمهيجة للشعور الوطنى بالإصلاح ،، والواقع المرير أثبتت الايام أن  جميعها كذب وزور .
بعد نجاح الثورة والنصر العارم على الظلم والمظالم بدأ عهد التسيب والإنفلات الأمنى والطمع فى المال الحرام  المجنب فى كثير من الحسابات التى لا يعلمها الا عدد محدود من المسئولين مؤيدى النظام السابق مما سرقت فى وضح النهار تلاشت وتبخرت بسرعة  من غير علم لأى أحد من الصادقين ،، سرقت أمام نظر الأدعياء الحكام الجدد  الذين وثقنا فيهم وأسلمناهم رقابنا ،، هل لديهم العلم ومتورطون ،، أم  جهلاء بما يجرى من أمور فى الخفاء ،،، أليست بمأساة ؟؟
لكن عندما زادت المهاترات عن الحدود ،، لاحت الأزمات نظير سوء الإدارة والتخبط والفشل  ،، تفتحت العيون وطمعت النفوس فى المال السائب نظير الجهل والإهمال الذى  بدون حراس ولا ضمير  وأصبح العناد والتحدى لدى البعض ضعاف النفوس الطامعين من أبرز الأشياء للحصول على مراكز ومزايا بدون وجه حق حتى أصبح من الصعب ترجيع عقارب الساعة الى الوراء بدون حمامات وسفك دماء الظالم مع المظلوم عسى ان نصل الى حلول فقد إختلطت الأوراق فى بعضها البعض وضاع السمين وسط الغث ؟؟؟ 
أخذتنا العزة بالنفس وآثمنا فى حق انفسنا والآخرين ،، وأخرتنا العواطف والجهوية والحماس نتيجة الفرح بالنصر والنجاح  عندما اخترنا أولاة الامور الفاشلين بدون خبرات ولا تجارب لقيادة الدولة إبتداءا  من المجلس الإنتقالى والحكومة الاولى والثانية ،، ثم المؤتمر الوطنى والحكومة الثالثة حكومة السيد على زيدان الفاشلة .
ونسينا المثل الشعبى البسيط ولم نطبقه بأن نختار الرجال والسيدات  القياديين الوطنيين حتى بدون شهادات  ذوى الخبرات والحنكة والمهارة منذ اليوم الأول مما وفر علينا الكثير من الملابسات والأخطاء والسرقات والنهب والإستيلاء بدون وجه حق للثورة  والثروة من مغامرين أشباه رجال أدعياء ؟؟؟
للأسف تلاعبت أصابع الشر وسمح لقيام الأحزاب العشوائية  بدون الاشياء الأساسية وأهمها إستمرارية الدستور السابق وتنصيب ملك من العائلة السنوسية كرمز يتم إختياره بدقة وليس المطروح الآن ،، ونعتبر صفحات  سنوات الانقلاب الاسود مطوية فى مزبلة التاريخ ونبدأ الطريق من يوم 31/8/1969 م وفرض الأمن والأمان  للشعب الذى هو الأساس للإبداع  والنهضة والتقدم خطوة خطوة ولو ببطء حيث مع الوقت سوف نصل الى الهدف .
  بدل الإغتيال العشوائى المستمر الذى  كل يوم الضحايا تسقط فجأة برصاص الغدر والمجرمون. القتلة يهربون فى وضح النهار والمشاهدون للأحداث صامتون خائفون من أخذ الثأر والقتل لهم  أو التفجير لسياراتهم او سكنهم بالليل فى الظلام  من هذه العصابات الدموية التى تتخذ من الدين والعقيدة ستار ،، التى تعمل فى الخفاء والظلام  كالخفافيش بحجج أنهم ثوار للصلاح والإصلاح   مدعومين  ماديا من بعض أصحاب القرار ،، ينفذون عن معرفة أو بجهل  فى تعاليم  مخططات القوى الخفية من محلية ودولية  تحت غطاء الدين والعقيدة .
نحتاج ان يتحد الشعب ويلتحم يدا واحدة مع بعض  ويقوم بعصيان مدنى ومظاهرات مستمرة بدون توقف ،،، واذا أطلق الرصاص عليهم من بعض الخوارج المارقين ،،، عليهم الرد بالقوة فلا يفل الحديد الا الحديد حتى يعرف زعماء  هؤلاء الأشرار أدعياء الدين المغرورين والمغررين أنه لا مقام لهم فى ليبيا الوطن نظير الإرهاب وسفك الدماء بدون وجه حق ،، دماء الأبرياء الذين أغتيلوا غدرا بدم بارد .
إنها حرب عشواء بين الخير والشر ومهما طال الوقت الخير منتصر  سوف ينتهون ويتلاشون من خارطة الوطن لأن الشعب الليبى مسلم ولسنا بكفار  خارجين على الملة ،، نريد العيش فى السلام والأمن والأمان ،، وإحترام الضيوف من جميع الأديان وليس الغدر والقتل ،،  الله عز وجل لا يؤيد ولا يساعد الظالمين على الظلم ،، فالعنف يولد العنف والدم  ،، والأعمال البشعة الإجرامية لا يرضى بها أى أحد عاقل يريد الاستقرار والأمن والأمان .
يوما سوف يستيقظ الشعب من النوم والسبات العميق وبقايا تخلف السنوات العجاف من حكم المقبور السابق  ويعرف ان هؤلاء مارقين خارجين على القانون  ،،، وعلينا الصمود والتصدى والثأر لضحايا الإغتيالات الذين تم قتلهم بدون عدل ولا محاكم ولا قانون ،،  مهما كلف الأمر والثمن من تضحيات .
لا يحس بالنار الا الذى واطيها ،، فقد كنا بالسابق بعيدين كل البعد عن المآسى والاغتيالات والتفجيرات وأى نوع من أنواع الخوف والرعب من أعداء الخفاء ،، كنا نسمع ونشاهد ماذا يحدث من جرائم ومهاترات فى العالم وبالأخص فى الوطن العربى ونتعاطف مع الضحايا من بعيد من غير ان نهتم الاهتمام الكبير وكأن الامر لا يعنينا ؟؟؟
 والآن نحن فى وسط حمامات الدم والإغتيالات القتل والغدر من أعداء مجهولين بدون ان نعرف التهم والمبررات للقتل لهؤلاء الضحايا !!! وإنما لإشاعة الرعب ولفت الأنظار  وخدمات لقضايا أخرى حتى لا نرتاح ونعمل ونبدع ،،
بدأت  ذروة الحراك السياسى الغاضب للردع من أبناء الشعب الرافضين للمظالم الإرهاب والقتل فى المدة الأخيرة فى المدن طرابلس وبنغازى ودرنة حيث زاد البلاء عن الحد وظهرت الجماهير الغاضبة تندد بالأمر السئ تطالب بوقف الامور الإجرامية التى تستهدف الضحايا الذين معظمهم أبرياء  بدون وجه حق ولا عدل .
كشف بعض الخوارج  المارقين المتشددين عن نفوسهم المريضة وتعاليمهم  الجاهلة وغرورهم وقاموا بفتح النار على العزل الابرياء الذين يطالبون لإحقاق الحق ورفع الظلم والرجوع لشريعة الله عز وجل بالسلم والسلام .
سقط البعض من جماهير المظاهرات السلمية  قتلى وجرحى ضحايا غدرا وغيلة وهم مسالمون لا يحملون اى نوع من انواع السلاح ،، جريمتهم أنهم يطالبون بالإصلاح ،،، حيث المجرمون القتلة خائفين  لأنهم ليسوا على حق فى التوجهات ولا فى الطرح ؟؟؟
أخيرا بودى القول ان العنف يولد العنف ولا يستطيع اى انسان او مجموعة مهما كانت ان تقاوم جموع الشعب فى حالة الغليان والغضب العارم ،،  ومهما طال الوقت دائماً الشعب هو المنتصر  هو الفائز والناجح ،، فلماذا لا يأخذ هؤلاء  المجرمون عبر قبل الندم يوما ؟؟؟  والله الموفق .

      رجب المبروك زعطوط   

No comments:

Post a Comment