Friday, December 27, 2013

الوداع لسنة 2013 م

بسم الله الرحمن الرحيم 

             لم تبق إلا أيام معدودة،  اذا أطال الله تعالى لنا العمر، ونودع فيها السنة الحزينة التي فقدت فيها الأعزاء الأحباء، العزيزتين شقيقاتي الإثنتان والتي من غرائب الصدف أم القدر توفت شقيقتي  الأولى  في بنغازي  يوم الثلاثاء الموافق 2013/2/26م، وتوفت الثانية في درنة  بعدها بشهر واحد فقط  يوم الثلاثاء الموافق 2013/3/26م وهى حزينة على أختها التي فارقتها منذ شهر مضى . سبحان الله وإنا لله وانا اليه راجعون
 فقدت ايضا إبن خالي وصديق الطفولة والعمر محمد بورقيعة، رحمه الله،  والذي توفي  في تونس بعد صراع مرير  مع المرض الذي انتابه في آخر العمر، وتم دفنه في طرابلس حيث يقيم يوم 2012/12/31م  وحضرت مراسم الجنازة وأنا مريض بالحمى أرتعش غير قادر على الوقوف.
سنة 2013 التي قاربت على الإنتهاء سنة حزينة كما قلت فقد تم الغدر والإغتيال لعديد من الأصدقاء الأبرياء  في مدينة درنة مسقط الرأس… من متشددين أدعياء لم يقع التعرف على هويتهم بعد…  حتى يتم القبض والإستجواب ونعرف الأسباب للإغتيال والقتل…  بل تكهنات وشائعات تدور في أوساط المدينة وبعض العارفين أو الذين شاهدوا الحدث،  صامتون خوفا من الغدر والقتل ساعة الغفلة، أليس الامر بمؤسف ومأساة تعاني منها مدينة درنة المنكوبة المهمشة في آخر الطابور منذ عهد الإستقلال والإنقلاب الأسود وحتى الآن
الجميع في أنحاء العالم  ينتظرون  نهاية السنة بفارغ الصبر… الكثيرون للإحتفالات وتقضية الإجازات مع الأهل في الأفراح والحفلات وأعياد ميلاد المسيح ورأس السنة الميلادية… ونحن في ليبيا معظمنا في إكتآب وحزن على ما يحدث وحدث من سقوط ضحايا وموتى نظير الصراع على كراسي الحكم…   فكل يوم نسمع العديد من الفواجع، عن الدمار والخراب نتيجة التفجير للسيارات وسقوط الأبرياء ضحايا، بحيث أصاب الرعب والخوف الجميع،  وأصبحوا حذرين قبل ركوب السيارة والقيادة حتى لا تكون السيارة ملغومة  بألغام للقتل! 
 سنة 2013 م سنة حزينة لعائلات عديدة حيث فقدوا الأحبة نتيجة القتل والإغتيال والغدر، ترملت الزوجات وثكلت الأمهات وفجع الأباء وسقطت دموع الأطفال لفقد الأباء نتيجة الصراع على مراكز القوة والسلطة وضاع الكثيرون أبرياءا بدون نتيجة
هؤلاء القتلة المجرمون أدعياء الدين  الذين إتخذوا من الدين ستارا ينفذون الأحكام الجائرة والقصاص في حق بعض المواطنين الابرياء بدون محاكم شرعية ولا إعطاء المتهم الضحية أي فرصة للدفاع عن النفس…هم في نظري مسؤولون على القتل الحرام الذي تحرمه جميع الديانات السماوية والقوانين والأعراف بدون وجه حق ولا عدل… هدفهم الفوضى وإشاعة الرعب وخراب ودمار الوطن وتأخيره سنوات للوراء…  مهما تواروا اليوم عن الأعين هاربين… فإلى أين المفر من العين الساهرة، عين الله عز وجل، سواءا بالدنيا أم بالآخرة (لهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب عظيم)…
الوداع ياسنة 2013 م التي سوف تمضين إلى غير رجعة… عن قريب سوف تصبحين رقما منسيا في أذهان الأجيال الحاضرة  الذين عاشوا خلالك وإكتووا بنارك، عندما تذكرين سوف يقولون كان يوما من الايام في سنة كذا… تصبحين رقما وتاريخا مضى في سجل  التاريخ إلى ماشاء الله تعالى . 
الوداع ياسنة 2013 م بأتراحك  ومتاعبك الكثيرة وأفراحك القليلة التي لم نحس بالطمأنينة ولا الفرح ولا السعادة  ولا الأمن ولا الأمان من أدعياء الثوار الغير فاهمين أدعياء العقيدة والدين المتشددين بدون فهم ولا علم غزير
سوف تمضين إلى غير رجعة بإذن الله تعالى غير مأسوف عليك… فقد أخذت عاما من أعمارنا بدل أن نفرح ونزهى عشنا في تعب ونكد وقتل وإغتيال، فقدنا الأحبة… فقدنا الأعزاء الغوالي… فقدنا الكثير من رجال وشباب ليبيا في عمليات قتل وإرهاب بدون جدوى ولا أسباب جوهرية وبدون  حق ولا عدل… في نظر أبناء الشعب الوطنيين أبرياء والخافي أعظم! 
لكن مهما حدث  من هذه المآسي المتلاحقة  الواحدة وراء الأخرى من هؤلاء الأزلام أو الذين يبثون في سموم الشر فى وسط النسيج الإجتماعي الليبي حتى يتم الشرخ وتقسم البلاد  وتصبح ليبيا دويلات قزمية مع الوقت
ولكن هيهات  نحن مؤمنون بالقضاء والقدر، عارفون انها دورة وسنة الحياة من الخالق الذي خلق، وأنه مهما طال العمر ضروري من الموت والنهاية، ونحن البشر لدينا الأمل أن الأمور سوف تتغير إلى الأحسن فلا يدوم الحال السئ والتعب والضيق  إلى الأبد… فسبحان مغير الاحوال…  الله الواحد الأحد الباقي للأبد… على قول الشاعر (ولا تبيتن إلا خالي البال، مابين غمضة عين وإنتباهتها يغير الله من حال إلى حال).
ونحن الآن نودع هذه السنة بقلوب مطمئنة بقضاء الله تعالى، آملين في قدوم السنة القادمة الجديدة 2014 م بالخير واليمن والبركات فليبيا طاهرة  مرت بها حضارات عديدة منذ آلاف السنين،  سادت ثم بادت ومازالت شامخة… مر بها عشرات الأباطرة والحكام  الولاة الطغاة القساة  ومهما حدثت من مشاكل وصراعات مع الوقت سوف تنتهي وتصبح حكايات عفى عليها الزمن… والله الموفق.

رجب المبروك زعطوط  

No comments:

Post a Comment