بسم الله الرحمن الرحيم
نحن الآن نعيش في متاهات وتراهات وبالأخص لدى الأجيال الجديدة، أجيال الحاسوب والنت والفيس بوك ومشاهدة الافلام الإباحية الخليعة وتناول الحبوب الممنوعة من المخدرات والكحول، أو الإتجاه الى الدين الوسط والبعض إلى التطرف الأعمى والتشدد فى امور كثيرة بدون علم غزير…
هذه الأجيال لا تعرف من الأصول والتقدير والإحترام لعاداتنا وتقاليدنا السابقة التى عشناها وأهمها الاحترام لكبير السن وإطاعة الامر بدون نقاش وبالأخص من الوالدين التي بدأت تندثر قليلا قليلا ومع الوقت سوف يتم نسيانها وتصبح فى خبر كان وكأنها لم تكن قائمة في اي يوم من الايام .
هاته الأجيال الحاضرة الآن لا تعرف الا القشور والتي أطلق عليهم المقبور متباهيا بالفساد والإفساد (جيل الغضب) ورغم كرهي ومعارضتي له حتى هلك نظير أسباب عديدة شخصية وعامة لا مجال لسردها، فقد صدق في النعت .
حيث أجيال الانقلاب الاسود من سنة 1969 م والى قيام الثورة المجيدة فبراير 2011م جيلين معظمهم ولدوا وعاشوا الضيق والرعب والخوف من التجنيد الإجباري الذي فرض عليهم بالقوة، بدون الرغبة في التطوع … لم تتاح لهم الفرص بالعيش في الحرية وأجواء الخير والحب والسعادة والحنان بل معظم الوقت في إرهاب وضغط، تعب ونكد إشتباه وقبض وتحقيق عسير وسجن من حاكم مجنون بجميع المواصفات والمعايير.
عقيدنا المقبور حالة شاذة غريبة لديه انفصام في الشخصية التي هي صراع بين الخير والشر، والأكثرية الشر والشرور…تنتابه نوبات جنون معضم الوقت… هذه الحالات الغريبة لدى بعض الطغاة الذين يصلون إلى الحكم ويتحصلون على السلطات المطلقة بدون إي ممانعة من الأخرين، سواء الرفاق أو الشعب….
عقيدنا المعقد به لوثة جنون تظهر فجأة في بعض الأحيان… وبدلا من علاجه ووضعه في مستشفى الامراض العقلية، أصبح الحاكم والصقر الوحيد وعشرات الأوصاف والنعوت وآخرها مللك ملوك أفريقيا، ودان الجميع له بالسمع والطاعة نظير الخبث والدهاء، الدفع الجزيل و شراء النفوس الضعيفة بالمال وبالمراكز، أو الارهاب والوصول بالخداع، الترهيب أو الترغيب لمن يريد ويرغب .
تطبيقا لمقولة الفيلسوف اليوناني هيرودوت عندما زار مدينة شحات في المنطقة الشرقية (شيرين) (حاليا تقع بين مدينة البيضاء ومدينة درنة) في عز حضارتها أيام الإغريق، منذ ثلاثة آلاف سنة، وشاهد أشياءا غريبة عجيبة وقتها قال الكلمة المشهورة "من ليبيا يأتي الجديد" ووطننا ليبيا أفرز هذا المجنون الذي أفسد الوطن وضيع الأجيال الحاضرة مما تأخرنا سنوات عديدة إلى الوراء بتراهاته ومهاتراته ونظريته التافه في كتابه الاخضر الذي لا يساوي أي شيئ…
وبعد سقوطه وهلاكه بوقت قصير جداً تم نهائيا نسيان ذكره من أذهان الشعب وكأنه لم يكن حيا في اي يوم من الايام خلال 42 عاما عجاف، حاكما طاغيا معروفا لدى الجميع يظهر كالشيطان في القنوات المرئية الليبية يوميا نشاهده من الصباح عندما نستيقظ حتى آخر الليل عندما ننام وهو مثل البهلوان يصول ويجول بألبسته الافريقية المزركشة التي لا تمت للهوية الوطنية ولا لشعب ليبيا العربي المسلم بأي صورة من الصور.
مهما سعى وحاول غسل أدمغة الأجيال الشابة طوال عهده المشؤوم وضيع الوقت والمال، وإستعان بأساطين وخبرات الشر والشرور والسحرة من كل مكان، لم ينجح في مخططاته الجهنمية، عندما آن الأوان هب الجميع يدا واحدة ضده وهو مذهول حائر غير مصدق هذا العنفوان والقوة والصمود والإصرار على خلعه بأي ثمن كان…
من المؤكد ان المقبور تساءل عشرات المرات في نفسه، يريد ان يشفي الغليل حتى يعرف، هل هؤلاء الرجال الشباب ثوار ليبيون أم مرتزقة مستوردون من دول أخرى كما كان يظن…وكما فعل هو حيث أحضر الآلاف من دول عديدة من الأفارقة والخبراء من روسيا والبوسنة لكتم الإنتفاضة وللحفاظ على أمنه وكرسي حكمه اللعين المتداعي ولكن لم ينجح…
قام بالأخطاء الواحد وراء الآخر وعالج الأمر بغباء تحت الضغط وهو يدعي الذكاء… بدلا من الإذعان وطأطأة الرأس والرضوخ لمطالب الشعب وإنقاذ ماء الوجه والنجاة بالجلد من القتل، حتى تمر العاصفة وزاد الطين بلة والغضب الشعبي عليه وصل إلى العنفوان عندما تحدى الجميع وردد في جميع خطبه مهددا أبناء الشعب الثوار قائلا سوف أتابع والاحق الجميع زنقة زنقة وبيت بيت بدون شفقة ولا رحمة…
لكن الرب موجود في الوجود بدل الملاحقة من زبانيته القساة غلاظ القلوب الذين يأتمرون وينفذون أوامره بقناعة وجبروت وعنف وكأنه الرب القادر الذي لا يعصى له أمر… الثوار الوطنيون الاحرار ضيقوا عليه الخناق ولاحقوه بقوة وعنف مضحين بالآلاف من الشهداء والجرحى وبالغالي والنفيس، حبا في الانتقام .
هرب من مكان إلى مكان لأنه جبان طالبا النجاة والحياة، عائشا ساعات وأيام الخطر خوفا من الثوار وقنابل الدمار من الحلفاء (الناتو)، الغارات الجوية الواحدة وراء الآخرى، والقنابل التي تسقط متلاحقة من السماء على الاماكن الحساسة في طرابلس وبعض الأماكن الاخرى في ليبيا بحجج البحث عنه أو شل فعالياته ورجال أمنه، ومنعه من إيذاء الشعب .
والواقع هو تدمير قدرات ليبيا المستقبلية العسكرية التي تم صرف المليارات عليها خلال السنوات العجاف للشعب وغيرها من أسلحة الدمار الشامل الكامل كما يدعون ويتقولون، والذين كانوا لا يحلمون بالإطلاع عليها على أرض الواقع الا من خلال المراقبة والتصوير بالأقمار الصناعية حتى لا يستفحل شره الذي أصبح مثل الورم الخبيث السرطان مهما الطبيب الجراح يبتر يعتبر بؤرة المرض ينتشر في مكان آخر بسرعة…
حتى تم القبض عليه من قبل الثوار في أحد مخارج مدينة سرت وهو يحاول التسلل إلى الصحراء عندما تم ضرب الرتل من قبل قذائف أحد الطائرات وعذب العذاب الرهيب لساعات وسمع قتل إبنه المجرم ومستشاره الذي أودى به للهلاك (المعتصم) وتم الانتقام الرهيب لقاء السنوات العجاف والقتل للأبرياء ببرود أعصاب ودم بارد وكأنهم حشرات، وتم تسليم الجثة (الجيفة) لثوار مصراتة لنقلها إلى مدينتهم ووضعت الجثة في ثلاجة في سوق الخضار، وسمح لأبناء الشعب بالحضور والمشاهدة للمقبور للتشفي والانتقام والتأكد من مصرعة وقتله…
هلك ملك ملوك أفريقيا في ثورة دامية، دامت تسعة أشهر في كر وفر وإستعمل فيها المجنون جميع الطرق والحيل والمال والترغيب والترهيب والتهديد… وفشل… ومات قتلا وهو يترجى آسريه الشباب بالعفو عنه نظير كبر السن ، ولم يرحموه ولم يشفقون عليه حبا في الانتقام، نظير ما قام به من أعمال شريرة…
ملايين اللعنات تكال وتصب عليه من أفواه المظاليم منذ ذاك اليوم وحتى الآن بعد مرور سنتين ونيف على هلاكه، لأنه بجبروته وجنونه تسبب في إفلاس الشعب على جميع المستويات وسبب التأخير للوطن وقتل وإغتال منذ اليوم الاول لمجيئه للسلطة وحتى نهايته البشعة حوالي ربع مليون شهيد مابين قتلى في الحروب في اوغندا وتشاد ولبنان ولجان المعارضة بالداخل والخارج، والتدخل في شئون عديد من الدول وسجناء في السجون وضيوف الوطن مثل الإمام الصدر ورفاقه…. طوال حكم أربعة عقود ونيف… مضافا لهم شهداء الثورة المجيدة وتبعاتها حتى الآن!
نظير الجبروت والمكابرة والتحدي لأبناء الشعب أعطى الفرصة الذهبية والشرعية للعالم بأن تتدخل قوات الحلفاء (الناتو) بدخول الأرض الليبية وتدمير ما يريدون… بالقنابل الفوسفورية المحرمة دوليا والتي آثارها رهيبة والدليل كثرة الامراض وبالأخص الأورام السرطانية والإصابة بالأزمات القلبية وتوقف الدم عن الإنسياب في الشرايين والعروق (جلطة) حتى نتأخر سنوات عديدة في العلاج والشفاء…
التخبط والفوضى السياسية والهيمنة على الحكم… الدمار والخراب والأطلال في العاصمة طرابلس حتى الآن شواهد على القذائف والدمار، أليست بمأساة ؟؟
سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يقول في احد الأحاديث (أذكروا محاسن موتاكم) ولكن هذا اللعين ماذا قدم من خير ولو جزءا بسيطا حتى يتحصل على الشفاعة من البعض ويذكر بالخير، حيث مساوؤه وسياءاته أكثر من حسناته عشرات المرات مما جعل معظم الجميع يكرهونه يريدون الإنتقام والتشفي على ما قدمت يداه من شر وشرور .
إنه يؤسفني أشد الأسف أن أشاهد الأضرار التي حلت بنا كشعب ليبي بسيط قليل العدد وغنى وثروة بلا حدود ومازلنا ندور في حلقات الوهم يأكل بعضنا البعض لأن الشيطان الرجيم مسنا بلوثة جنون ونسينا وتناسينا أن الله تعالى في الوجود…طالبين العفو والمغفرة وأن يشملنا بالرحمة حتى نستطيع أن ننهض بليبيا من جديد…
والله الموفق .
رجب المبروك زعطوط
البقية فى الحلقة الثانية …