Tuesday, April 24, 2012

قصصنا الحاضرة 30 -الواقع المرير

                                             بسم الله الرحمن الرحيم

                                                   الواقع المرير



                  لدينا مثل ليبي يقول ( لا يحس بالنار إلا واطيها ) ونحن كشعب ليبي شريف حر ،، جربنا النار  أكثر من مرة  خلال قرن من الزمن ولى إلى غير رجعة ،، علينا أخذ عبر ودروس من الأحداث الجسام ولا تمر الأيام مرور الكرام ونحن في غفلة لاهين  حتى نعيش الواقع الحاضر المرير بفهم وعلم حتى لا نغتر بالنجاح والفوز في ثورة 17 فبراير المجيدة ،، ونبالغ ونهول الأمر بالنصر ،، مطلوب عدم المغالاة حتى لا نصبح ندور في حلقات الوهم ،،، بل نتطلع للمستقبل ضمن مخططات بناء وتشييد إبتداءا من بناء المواطن وإنتهاءا بالإعمار للوطن ،، القيام  بدراسات جيدة من خبراء ليبيين والإستعانة بعالميين كما تعمل الدول المتقدمة متفق عليها من نخب الشعب  بالشورى والديمقراطية وفي العلن ،،، بنظرة تفاءل ووئام وسلام مع الجميع من أبناء الشعب وبالأخص بعد النصر الكبير في الثورة المجيدة وهلاك الطاغية القذافي الذي كان وصمة عار وإرهاب في تاريخ الوطن ، إبتداءا من الغزو الإيطالي الغاشم على وطننا الغالي شهر أكتوبر 1911م  الذي قاسى الشعب فيه الويلات من القتل الجماعي والتشريد والتجويع في المعسكرات ( البريقة ومرادة والعقيلة )  شواهد لن تنتسى من ذاكرة بعض كبار السن المعمرين الذين عاشوا ويلاتها وهم أطفال مع ذويهم  يعانون الأسر والسجن في خيام بالصحراء الملتهبة القائظة  ،،، لن تشطب من تاريخ الجهاد الوطني مهما حاولت إيطاليا من مبررات واهيه والتلويح بالمساعدات التافهة التي عبارة عن وعود معسولة لم يتحقق منها أي شىء حتى الآن ...
في كل مرة  أسافر بالبر من الشرق إلى العاصمة طرابلس أو في طريق الرجوع إلى مدينتي درنة مارا على المنطقة الوسطى ،، وأشاهد الصحراء القاحلة الممتدة من البريقة حتى بنغازي ، أتذكر بسرعة الويلات التي حدثت من قبل ،، والتي سمعتها من الوالد ( الله يرحمه ) وهو يحكيها  لنا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وقت السهر للتذكير بحسرة وألم  عن ما مر من أحداث جسام بالوطن ،، وأنا صغير السن  ،، أكاد أسمع صراخ وأنات المعذبين السجناء الجوعى في وطنهم للحرية ،، ومستعمر جلاد فاشيستي ينهال عليهم بالسياط بدون رحمة ولا شفقة ولا ذرة ضمير بقلوبهم على أجسادهم المنهكة المهترئة من الجوع والحرمان ،، لأنهم رفضوا الظلم والإستعمار ،، هبوا للجهاد دفاعا وفداءا بالروح والدم حسب المتاح من أجل الدين ،، من أجل الكرامة والقيم ،، من أجل الوطن ...
قامت الحرب العالمية الثانية في أوروبا ومن حسن حظ ليبيا دخلت إيطاليا الحرب مع  ألمانيا ،، المحور ضد الحلفاء وخسروا الحرب ،، وإضطر المستعمر الإيطالي  إلى الجلاء عن تراب الوطن ،، حيث مخططاتهم الإستعمارية ،، كانت ضم  أرض ليبيا الكبيرة الواسعة في الحجم عدة مرات من  إيطاليا إلى وطنهم الأم الصغيرة في المساحة كثيرة السكان ،، وسميت بإسم الشاطىء الرابع ...
قاموا بالإبادة الجماعية بدون إنسانية  للليبيين حتى يخف عدد السكان المحليين ،،، و قاموا بطرد وتهجير  العرب إلى داخل الصحراء بالواحات بالقوة ،، والكثيرون من الليبيين في ذاك الوقت  هربوا و هاجروا إلى دول الجوار ،، وفرض على أي مواطن ليبي بالمدن أن يتجنس بالجنسية الإيطالية إذا أراد العيش والعمل والحصول على مرتب ليعيش ويسترزق حتى يذوبوا مع الوقت في الحياة الإيطالية ،، وإحلال غيرهم المهاجرون المزارعون من جنوب إيطاليا للإقامة في الوطن الجديد ،، ومع الوقت تضيع الهوية الإسلامية والوطن ،، وتصبح قضية مفروضة على الواقع مثل ما حدث في فلسطين ،، ونسوا وتناسوا عزة الوطن ،، وأن ليبيا دولة عربية مسلمة ،، ولن يرضى الرب تعالى ،، الظلم للبشر المواطنين وإندثار الهوية الإسلامية من الوطن ،، قائلا بملء الصوت صارخا طوال الوقت أن ليبيا ستظل مسلمة إلى ماشاء الله عز وجل ...
وإنتهت الحرب الضروس وبدأت مرحلة الإستقلال وعانى الأحرار الشرفاء  الويلات والهم والغم من بقايا رواسب الحكم الإيطالي حيث عائلات كثيرة مرموقة لا داعى للفضح كانت شراذم طابور خامس تحبذ بقاء الوصاية الإيطالية على تراب الوطن نظير مراكز وجاه زائل ،، ونلنا الحظ مرة أخرى ،، وتكالبت الأمم في صراع خفي مستتر ،، الشرق الشيوعي الشريك المنتصر في الحرب يريد قاعدة بحرية في المياه الدافئة ،،  البحر المتوسط ،، والغرب الرأسمالي ،، لأمور سياسية لا يحبذ ولا يرغب أن يدخل الروس أساطيلهم إلى البحر المتوسط ويصبح لهم وجود وكيان في شمال أفريقيا ضمن  وصاية دولية على ليبيا الوطن  ...
 والمحصلة النهائية للصراع قرر المنتصرون إحالة  القضية والمسألة السياسية إلى الأمم المتحدة لتقرر الحل الأمثل ،، ونجحنا وفزنا بالإستقلال نظير صوت واحد من مندوب هايتي الذي تربطه رفقة وصداقة مع المفاوضين الليبين في ذاك الوقت ،، صوت لصالح ليبيا ضد تعليمات حكومته ( السيد أميل سان لاو ) وطردته حكومته من المنصب ،،، القصة معروفة ،، ولم يتم تكريم  هذا الإنسان الشريف من الدولة الليبية سواءا في العهد الملكي أو الإنقلابي على الموقف النبيل الذي قام به والذي كلفه منصبه ودخله وتوفي مشردا فقيرا معدما حسب العلم في احد أحياء نيويورك وهو يتسول …
جاء العهد الملكي بالخير على الوطن ،، وبدأت الإصلاحات حسب المتاح بمنح من الأمم المتحدة ومساعدات بعض الدول ،،، وإضطر لتأجير قاعدة مطار العدم بالشرق في منطقة طبرق إلى بريطانيا ،، وقاعدة مطار هويليس في طرابلس العاصمة إلى أمريكا ،، حيث بحاجة للدعم والمال للميزانية حتى تقف الدولة الجديدة الفقيرة على أرجلها ،، بعد أن رفضت مصر الدعم وسلطت أبواق إعلامها وعلى رأسهم المذيع المشهور أحمد سعيد في إذاعة صوت العرب من القاهرة ،، بصوته القوي الجهوري المؤثر في الشعوب العربية الجاهلة سياسيا ،، بالسب واللعن لجميع ملوك وحكام العرب من المحيط إلى الخليج ،، بالبهتان والكذب ...
ودارت الدوائر وجاءت نكسة حرب 1967م ووقف جميع العرب مع شعب مصر إلى آخر نفس ،، بغض النظر عن أخطاء حكم عبد الناصر والإعلام الكاذب المضلل ،، لأن حب الشعوب العربية  لبعضها فاق الحد  ،، لن يستطيع أي حاكم أو طاغ أن يفرقها مهما فعل ...
جاء الخير على قدوم الملك إدريس الطيب الذي يحب الخير للوطن ،، عم الخير وتفجر النفط ،، وفي ليلة وضحاها ليبيا تحولت من خط الفقر إلى دولة غنية موفورة الثراء ،، تكالبت القوى الخفية والطامعون للإستئثار بها بطرق خفية شيطانية ،، وقال الملك كلمات مؤثرة في خطاباتهالقليلة للشعب والتي لا تستغرق دقائق معدودة ،، في خطبة إستقلال الوطن قال ،، ( المحافظة على الإستقلال أصعب من نيله )  وقال ،، في خطبة إفتتاح الخط الأول للنفط في البريقة وبداية التصدير ( اللهم إجعله خيرا ونعمة وليس نقمة ) ولم يفهمه أحد في ذاك الوقت عن ما تعني الكلمات الموجزة المعبرة ...
ليس مثل الطاووس الشيطان القذافي الذي كان يخطب بالساعات مهيجا الجماهير العوام الأراذل العطشى لرد الإعتبار عن نكسة حرب يونيو سنة 1967م ،،، وهو يردد الكذب والبهتان مثل الببغاء ،، وأبناء الشعب الشرفاء الأحرار الفاهمون للأمر ولعبة المسرحية ،، يسمعون مجبرون غير قادرين على التمرد والرد الصادق ونعته بالكاذب حيث عيون الأمن يقظة للإتهام ،، يقبض على الرافض و يتوارى المتهم المواطن وراء الشمس في السجن بدون قضاء وعدل ،، العذاب والجلد بالسياط ،،، وسعيد الحظ من يخرج ويتحدث عن الويل والمعاناة والإذلال ضمن برامج مرتبه لنشر الشائعات المبرمجة من أساطين وأساتذة الشر والشرور ،، لبث الرعب والخوف في الأوساط حتى إستكان الجميع وطأطأوا الرؤوس  ...
لم تدم حكومات العهد الملكي إلا فترة وجيزة حوالي 17 عاما وقام الإنقلاب الأسود ( ثورة الفاتح ) من قبل ضباط صغار الرتب يقودهم المغامر الأهوج  القذافي ،، إستغل الكثيرين بحجج الولاء للوطن ومع مرور الوقت إكتشفوا المساوىء القاتلة لرئيسهم الجديد الأهوج الفاسد بجميع المعايير ،، ولكن الفأس ضرب الرأس نتيجة الغباء والأخطاء ،، الإندفاع والطيش ،، خانوا العهد للملك عندما أدوا القسم يوم التخرج من الكلية ،، بدؤا يتذمرون في جلساتهم الخاصة الفاسدة أثناء معاقرة الخمر مما العيون اليقظة فتحت وبدأت المراقبة الصارمة ،، تغدى بهم قبل أن يتعشوا به ،، وبدأت سلسلة الإتهامات والسجن والإغتيالات بحوادث سيارات والإقصاء والإبعاد إلى مناصب ووظائف بالخارجية في السفارات والقنصليات بالخارج وهم لا يفقهون شيئا عن الإدارة التي تتطلب سياسة بالغة ومرونة وإجادة الحديث باللغات الأجنبية ،، وهم عسكريون تعودوا على القسوة وإطاعة الأمر والتنفيذ ،، لا يستطيعون التمرد والإحتجاج  خوفا على رؤسهم وحياتهم من الضياع وهم أساس وأصل المشكلة ،، أليست بمأساة وأمر يؤسف له ؟؟
في نظري أي عسكري سابق من ضباط الإنقلاب إستمر في النظام  حتى ثورة 17 فبراير المجيدة ،، مازال حيا يرزق  يعتبر مجرما في حق الوطن لأنه أولا خان العهد للملك ،، ثانياً ،، مجرم لأنه أوصل الطاغية لسدة الحكم ،، ثالثاً ،، مجرم لأنه عاصر جميع الأحداث المؤلمة وهو صامت ،، لم ينبس بكلمة حق ويعترض ،، رابعاً ،، مجرم لأنه شاهد الفساد والإفساد وهو طرف إستغل سلطاته وأثرى ثراءا فاحشا ،،  هو وبطانته المنافقون على حساب أبناء الشعب المظاليم الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ...
مطلوب تقديم  الأحياء منهم للعدالة  ،، وليس السماح لهم بالسفر للخارج  وتركهم يهربون  ،، بطرق ملتوية ،،، أو وضع البعض  تحت الإقامة الجبرية وهم  معززون  مكرمون  ،، المطلوب إحضار الجميع من الخارج  بجميع الوسائل القانونية وغيرها ،، وأي دولة تحميهم تقاطع من ليبيا  وتتوقف العلاقات حتى يتعلم الجميع الدرس القاسي أنه لا لعب منذ الآن بمصائر الشعب مستقبلاً ،، ضروري من دفع وتقديم الثمن ضمن العدل والقانون ،،
لا تتاح الفرص لأي واحد منهم مهما عمل الدخول فى المعترك السياسي بالمستقبل حتى لا ترجع حليمة لعادتها القديمة ،، ضروري من الدخول للقفص والمحاكمة بالحق والعدل عن ماذا عمل وقدم من خير أو شر ،، الأسماء كثيرة والبعض يتشدقون أنهم من البدايات تخلوا عن السلطة ،، ولكن هذا كلام على الهواء لا يسمن ولا يغني من جوع ،، شبعنا منه  فهم من ساند الطاغية منذ اليوم الأول للإنقلاب الأسود وبدأ الهم لنا جميعا ،، وقضينا 42 عاما جميعها هم وغم ،، ظلم ومعاناة ،، جهاد ودم ...
إنني شخصيا مع الرأي القائل بأن  أي إنسان عسكري أو مدني ساند النظام بأي طريقة مهما كانت أن يبعد عن تولي أي وظيفة قيادية بدولة ليبيا الجديدة ،، الآن البعض تلهج بأسمائهم بعض القنوات المرئية وتلمع فيهم للشعب للوصول للحكم ضمن  برامج وخطط مدروسة للسذج العوام ،، وأنا أقول لهم لماذا التعب ؟؟ جميع الأحرار الشرفاء من بني الوطن لن يرضوا تحت أي ظرف التصويت لكم ،، أقول لهم  أن ليبيا لم تعقر بعد !  بها الرجال الفاهمون الصادقون لم يتلوثوا بالعمل في نظام المقبور ،، قادرون على تولي المسئوليات الجسام !  أقول لهم لا نريد شعارات زائفة نظير طموحات ومصالح خاصة ومساندة من القوى الخفية ،، حتى نعيش في مسلسل الهيمنة الدولية ،، نحن ليبيون ونفهم بعضنا  جيدا ،، لا نريد أن ندخل في عهد نفاق آخر مثل السابق حتى تضيع أعمارنا في متاهات وشعارات زائفة ...
الآن الوصول لأي منصب قيادي بالدولة الجديدة ،، ضروري أن يكون بالدستور بند ممنوع الترشيح والقبول بأي إنسان تولى منصبا بالعهد السابق ،، أو عمل  بقصد أو بدون قصد مع النظام السابق ،، وإذا مطلوب الإستعانة به نظير الخبرة والكفاءة لبعض المواضيع الدقيقة الحساسة  يسمح له بالعمل كمستشار  يتقاضى عليها أجر كبير مجزي ...
 المناصب  القيادية للشرفاء الأحرار ،، الذين عاشوا الضغط والحرمان أيام عهد الطاغية ،، خلاصة القول نريد دماءا جديدة شابة لتقود المسيرة ضمن إستشارة الشيوخ الأحرار الفاهمون لأسرار اللعبة ،، لا وجود للطحالب ،، والأيام بيننا ،، فالشعب حر الآن ،، وله الحق بالتعبير عن رأيه ضمن الأصول والقانون ،، ولا يظلم أي أحد ،، فهذه ليبيا المستقبل التي نحلم بها  وعن قريب سوف  تتحقق الأماني ،، وكل مواطن له إعتباره وحقه ومطلوب منه أن يقف عند الحد ولا يتجاوز القانون ،، الجميع سواسية تحت طائلته  ،، الدولة الجديدة نريدها دولة عدل وقانون ضمن الشورى والديمقراطية ،، وليست فوضى كما كانت أيام النظام الفاسد ،، التي جميعها إرهاب وفساد وإفساد ...
حسب ماقلت في البداية لا يحس بالنار إلا الذي إكتوى بلهيبها ،، ونحن كليبيين في المائة سنة الأخيرة خلال القرن الماضي ،، جربنا نيرانا كثيرة أولها الغزو الإيطالي وويلاته الكثيرة ،، جربنا الحرب العالمية الثانية وتطاحنت الجيوش المتناحرة على أرضنا بين المحور والحلفاء ونحن لا ناقة لنا فيها ولا جمل غير الموت والخراب والدمار للوطن  ،،، جربنا ويلات الإدارة البريطانية ودهاؤها في سنوات مابعد الحرب 1945 م حتى الإستقلال 1951م  والرفض وعدم السماح  لنشوء هياكل حزبية وتجمعات سياسية ،، مما تأخرنا في المسيرة النضالية حيث لا تفاهم ووحدة مع أبناء الشعب إلا عن طريق التوجه القبلي الذين شجعوا إستمراريته وبالأخص في المنطقة الشرقية ،، ودفعنا وقدمنا الويل نظير الجهل والتخلف ولم نستطيع التقدم للأمام وننهض نظير مغالاة ومهاترات من الأحسن الذي له الحق بالزعامة ...
تكالبت القوى الخفية والأطماع ،، وتسلط عائلة الشلحي على الملك الطيب بالأسحار حسب مايقال من شخصيات عاصرت العهد الملكي والتي سمعت البعض منها شخصيا من ثقات الآن موتى ،،، الله تعالى يرحمهم  ،، كانوا يوما ذوي مناصب من رجال العهد الملكي ،، عن الصراع بين عائلة الشلحي وعائلة الشريف بني عمومة الملك إدريس ،،، عن المؤامرات والدسائس بالقصر وعزل الملك عن لقاء  قيادات الشعب وشيوخ القبائل الغير راضون عنها ،، التي ضد مصالحهم ،، والنتيجة تم زرع العقيد المعقد المشكوك في الأصل والفصل ووصول العسكر للسلطة بقوة السلاح ،، من قبل القوى الخفية الدولية ...
إنها مؤامرة كبيرة حدثت بالسابق أرجعتنا للوراء سنيين عديدة نظير شعارات زائفة كاذبة والآن بعد النصر فى الثورة المجيدة ثورة 17 فبراير ،،، تحاك مؤمرات أخرى بطرق مختلفة حديثة ،، ولن يتركونا نرتاح حتى نستقر ونبدع  ،، حيث قيادات القوى الخفية والمحلية التي في الخفاء ووراء الستار غير ظاهرة للعيان ،، تعمل جاهدة على إحياء الفتن ،، عرقلة المجلسين عن النجاح والتقدم ،، إحياء الطابور الخامس بدس الشائعات والإستعداد يوما لأعمال تخريب وإغتيالات حتى يعم الرعب ويخاف الشرفاء من أبناء الوطن ،، يساندهم رجال العهد السابق الفارون للخارج ،، بعد أن نهبوا وسرقوا  خيرات الشعب الليبي ولديهم الأموال الطائلة ،، هؤلاء أشباه رجال يريدون الرجوع للسلطة ،، يتباكون على المقبور ،، يتباكون على ضياع الهيمنة والثروات الرهيبة التي كانت بين أيديهم يلعبون بها في الشر والإرهاب وشراء الذمم والصرف على العاهرات ،، وما خفي كان أعظم ،، ونسوا وتناسوا الأصل  ،، الشعب الحر ،، أنه لا يسمح تحت أي ظرف أن ترجع الهيمنة مثل قبل ...
لقد تعلم الشعب الليبي الدروس القاسية نظير الصراعات المختلفة الخارجية والمحلية على الوطن الغالي ،، ولن تتاح الفرص مرة أخرى لأي إنسان طحلب متسلق الحكم الفردي من جديد ،، ولن يتولى أي رجل ،، منصب قيادي في ليبيا إن لم يكن أصيلا ذي جذور بالوطن حتى يحس بالألم ،، ولن نصوت لأي إنسان تلوث وتعامل مع النظام السابق بقصد أو بدون قصد كما يدعى ويروج البعض ،، لقد تعلمنا الدروس الكثيرة ،، وخلقت وظهرت  أجيال شابة قوية عندها العزم والإصرار على التحدي والمضي للإأصلاح ضمن مبادىء وأخلاق الإسلام ،، حسب متطلبات العصر فنحن الآن في عصر العولمة ،، عصر العلم والتقدم ،، العالم الآن صغير بالتكنولوجيا الحديثة ،، سهولة الإتصالات والوصول بالمواصلات بسرعة إلى مختلف أماكن بالعالم في ساعات ،، وليس مثل الماضي الذي كان  يحتاج فيه الإنسان شهورا وسنوات للسفر ...
سوف نمد أيدينا لأى أنسان أو جهة للمصلحة العامة ضمن الكرامة والقيم ،، نحن جزء من هذا العالم الكبير ،، نريد العيش في وئام وسلام مع الجميع ،، نحترم الأديان السماوية ،، نحترم الشعور للبشر ضمن المبادىء الإنسانية ،، نريد السعادة للمواطن الليبي الذي قدم الثمن أضعاف أضعاف لقاء شعارات كاذبة زائفة من عقول مريضة تحب السلطة ،، دمرت نفسها ودمرت شعوبها ،، سوف تلعن من الشعوب إلى مدى الدهر وبقاء الحياة والتاريخ ،، فقد دخلت مزبلة تاريخ الأوطان من الباب الأسود ،، نريد الصلاح  والسعادة والرفاهية للمواطن الليبي الأصيل أن ينعم بخيرات وطنه ولا يهمش من أي أحد فليبيا للجميع وليست محتكرة من فئة دون أخرى حتى تستولي على الكل ونصوت للأصلح للقيادة بدون تهميش لأي أحد ...
 ليبيا للجميع ولكن ضمن معطيات وحقوق وواجبات ،، وسوف نقتص بالحق ضمن العدل والقانون من أي مواطن يحاول الدس والخداع لأبناء الشعب ،، إننا نحتاج إلى مساندة أولي الأمر ،، المجلس الإنتقالي والحكومة التنفيذية المؤقته حتى يستطيعون المضي في الطريق الصعبة والوصول وتحقيق  الهدف الرئيسي ،، الدستور الجيد والإنتخابات النزيهة ،،  نحتاج إلى الصبر و إعطاء الوقت الكافي بدون تذمر وإطلاق الشائعات حتى يبدعون في العمل ،، لقد قال أحرار الشعب الليبي للطاغية في السابق ،، نحن قادمون  ،، وفعلاً وصلنا ونلنا الحرية بالروح والدم ،وإنتصرنا ، ونحن الآن نقول لأبناء الشعب المستعجلون ،، الصبر الصبر فالخير العميم قادم بإذن الله عز وجل  بجهود وعرق الرجال الشرفاء ،، والله الموفق .

                                                            رجب المبروك زعطوط

                                                                  2012/4/23م  

No comments:

Post a Comment