بسم الله الرحمن الرحيم
النفير
تردد للسمع في أضيق نطاق سري أن الحكومة الثانية الإنتقالية حكومة الكيب تريد التخلي والإستقالة نظير ضغوط كبيرة وسحب الثقة من أكثرية المجلس الإنتقالي لها ،، وهذه بادرة جيدة في سلم الديمقراطية لو كانت الظروف هادئة مستقرة ،، ولكن التوقيت خطأ كبير حيث نحن الآن في منتصف الطريق نتخبط ،،، في نظري أمورا كثيرة تحدث ،، ونحن لا نعرف بالضبط ماذا يدور في الخفاء من أمور ودسائس تحاك حتى نستطيع أن نحلل بدل من الترديد للشائعات حسب ما يتراءى لنا ونسمع ونشاهد في التجاوزات ونتحسر على الوضع القائم ،، أخطاءا كثيرة حدثت منذ اليوم الأول في إختيار المجلس الإنتقالي حيث لا خبرات لدى الشعب الليبي ،، غير مسيس ،، لا وجود لأي أحزاب حتى تدفع بمرشحيها وتتقدم ،، لا وجود لقياديين ظاهرين على الشاشة ،، وبجميع هذه المآسي والمعطيات المريرة المؤلمة الحمد لله عز وجل ،، تكاتف الجميع وتوحد على هدف واحد رئيسي الإطاحة برأس القذافي وإزالة النظام الإرهابي من على خريطة الوطن تحت أي ظرف مهما كانت التضحيات ،، نسوا جميع الخلافات والتجاوزات من أجل الخلاص وحرية الوطن الموحد والعاصمة طرابلس ،،
هب الشعب هبة واحدة وقدم الأحرار الثوار الأشاوس الأرواح والدم في سبيل الثورة ،، عشرات آلآلاف الشهداء ضحايا ،، وأضعافهم جرحى ومعاقين ،، وتشرد مئات الألآف في دول الجوار ،، ناهيك عن الإذلال من قبل الكتائب جنود القذافي لأبناء الشعب من القتل العمد والتعذيب وهتك الأعراض وآلاف المخازي التي مهما حاول الإنسان الشرح والعد لا يستطيع مهما عمل ...
بفضل الله عز وجل والتأييد الإلاهي الكبير ،،، تم النصر وتجاوزنا المحنة ونجحت الثورة وإنتصرت بهمة الرجال من جميع أبناء الشعب ،، لا فرق بين ثائر بالجبهات العديدة حامل للسلاح مضحيا بالنفس ،، ومناضل آخر بالخارج حمل لواء العمل السياسي بكل قوة ،، وشرح القضية الليبية ومعاناة الشعب و الظلم والقهر والإرهاب في المحافل الدولية حتى تعاطف العالم الحر وأيدت الشعوب المناضلة الحرة الثورة الليبية وناصرتها ،، أو عن أي إنسان مناضل داخل الوطن قام بأي دور مهما كان صغيرا بسيطا في نظر البعض ،، فالجميع معا رجالاً ونساءا ،، يدا واحدة جماعة متكاتفة مع بعض ،، قاموا بأروع التضحيات وصنعوا الحدث حتى تحقق الخلاص وتم النجاح والنصر ،، وللأسف في نجاح أي ثورة تقدم الطحالب بسرعة ،، أشباه الرجال وبقدرة قادر أصبحوا في الواجهة ومن أصحاب القرار ،، والشرفاء الفعليون الأحرار المجاهدون ،، ذوي الدم الحار والنخوة ،، بطريقة أو أخرى أصبحوا بالمؤخرة آخر الطابور لأن لديهم القيم والكرامة ،، غير مستعدون لإراقة ماء الوجه ومد اليد للحصول على فتات ،، وهم لهم الحق في كل شىء ،، ومكانهم بالصدارة ...
أمور كثيرة حدثت وتحدث كل يوم ،، والفرق كبير بين الذي في المحرقة يحترق ،، الممثل في المسرحية الذي يقوم بالجهد ويعرق تحت حرارة الأضواء الساطعة ،، ليقدم أحسن الآداء ويبدع تحت نظرات آلاف العيون من الجمهور المراقبة لأي موقف يحدث ،، وبين الإنسان المشاهد الذي يتفرج ،، ضروري من أخطاء تحدث أثناء العرض للمسرحية كما يحدث الآن في وطننا ليبيا من عثرات وتسيب ،، وقمة الأدب والأخلاق مراجعة النفس من الطرفين الممثل والمشاهد ،، الرجوع للحق ومحاولة إصلاح الأخطاء ،، ولا تترك وتستمر حتى لا توصل الأمر إلى تسيب وفوضى ،، وعندها يصعب ترجيع الأمر والخطأ بسهولة ،،
أن تاريخ الوطن الآن يسطر من قبل آخرين طحالب همهم الوصول على الأكتاف وسلب الخيرات والثروات بوسائل عديدة معظمها بقصد مبين للإثراء السريع والوصول للجاه والمركز وتنفيذ مخططات القوى الخفية العالمية والمحلية ،، ونسوا أن الثورة نجحت بالدم والعطاء بشرف من غير طمع ،، نريد ونرغب أن يسطر التاريخ بحروف من ذهب ،، نريد الوصول للقمة في أسرع وقت بإستخدام العقل ضمن دراسات جيدة ومخططات سليمة للمستقبل ،، أهمها وضع الدستور ،، العدل والمساواة ،، الأمن والأمان للجميع ضمن القانون الذي يحافظ على السلام وسلامة وكرامة المواطن من أن تهان ،، عدم المركزية والتهميش لأي مدينة كما حدث بالسابق نظير أحقاد وضغائن من الحاكم الطاغي ،، حيث الظالم القذافي ،، حكمنا وعاث الفساد أربعة عقود ونيف ونحن سكتنا وصبرنا على الهوان والذل ،، نظير الإرهاب والتعذيب والقتل للجميع في الإنتفاضات الفردية والتمرد ،، خلال مدة الحكم الفردي بدون دستور ولا قانون للحساب والعقاب على التجاوزات والأخطاء يسري على الجميع ،، الحاكم والمحكوم ،،
الآن مرت 6 أشهر فقط على قتله وزوال نظام حكمه الطاغي ،، والشعب يعيش في نشوة النصر والفرح الكبير ،،، مازال بشهور العسل سعيد ،، البعض حتى الآن يحلم يعيش فى صدمة الفرح غير مصدق أن الطاغية قتل بسهولة عندما آن الآوان يحتاج إلى وقت حتى يهدأ ،، ويصطدم بالواقع الجديد ويعرف أن النظام إنتهى إلى غير رجعة ،، وعلى الكثيرون منا وبالأخص الشباب الثوار صغار السن عديمي التجربة ،، أن يعرفوا عن ظهر قلب ويقين ،، أن ليبيا للجميع وليست لأحد دون الآخر ،، ضروري من ضبط النفس وعدم المغالاة والغرور بالحدث الكبير ،،، ضروري من المصالحة الوطنية ،، ضروري من أن نتكاتف للمصلحة العامة ،، ضروري من مساندة أولي الأمر على تخطي الأزمات ،، ضروري من الحد من المكابرة والإستئثار ،، فالثورة قامت بجهود جميع المناضلين الشرفاء من أبناء الشعب وليست محتكرة من جهة أو فئة دون أخرى ...
الوطن غالي ،، والثورة مستمرة ولن تتوقف نارها ببساطة كما يدعي البعض ،، وكل دولة ولها رجالها الأخيار والأشرار ،، وأي إنسان متسلق مهما لبس من أردية خداع ونفاق غير صالح لديه الخبث وسوء النية متوفرة مهما عمل ،، ومهما وصل للقمة ،، سوف يسقط اليوم أو بالغد ،، فليبيا محرقة وجميعنا يوما من الأيام سوف نموت وننتهي ،، ولكن ليبيا سوف تظل شامخة إلى يوم القيامة ،، علينا بالصبر والتحلي بالأخلاق وعدم المهاترات وترديد التراهات والشائعات ،، علينا بالتمسك بالعروة الوثقى التي هي الأساس للنصر والنجاح ،، علينا بالتجاوز عن الفتات والمهاترات ،، والتفكير العاقل بدون تشنج ولا حساسيات وعصبيات فارغة والنظر للمصلحة العامة إنها طوق للنجاة من الغرق في البحر الهائج ،، فنحن الآن مراقبون تحت المجهر من قوى خفية عالمية نظير مصالحها ،، تساند قوى خفية محلية من الطابور الخامس للرجوع إلى سلطة الإستبداد والحكم للوطن بأقنعة أخرى ،، يرضى عنها أبناء الشعب السذج ،، الجهلة بالسياسة والأطماع الدولية وكيف تحاك الدسائس من قبل أساطين الشر للوصول للقمة ...
إن كلماتي هذه ليست زائدة عني ،، إنها نصائح غالية نتيجة صراع في العمل النضالي السري والعلني وخبرات كبيرة طوال 34 عاما من الجهاد والكفاح ضد الطاغية ،، أقولها بكل الصدق ومن القلب والضمير ،، أريد أن أشاهد الوطن ينهض ويتقدم ،، لأنه لدينا جميع المعطيات للنجاح وأبناء الشعب الليبي الشرفاء الصادقون قادرون على الإبداع ،، ولكن لدينا البعض من الطحالب الجاهلون بالسياسة ،، لا يعرفون كيف يتعاملون مع العالم الخارجي بالعقل والمنطق ،، بالحوار والمعايشة الصادقة ،، يدسون الفتن نظير قصر النظر والجهل مما ضاعت المصداقية ،، وإنعدمت الثقة ،، نحسد ونحقد على البعض نظير عدم الرؤيا والتبصر حيث القوى الخفية تخطط لتقسيم ليبيا إلى دويلات أو مقاطعات هشة على المدى القريب أو البعيد ،، ووجدت البعض من الأدعياء للزعامات الهشة جاهزون لحمل الراية للإنفصال والإنشقاق ،، يدعون الذكاء ،، وهم في نظري في قمة الغباء ونسوا أن ليبيا الموحدة ضمن العدل والمساواة هو الأساس للنجاح ،، فعددنا قليل وسهل قياده بالحكمة والعقل ،، بدل التراهات والمهاترات وبالتالي أصبحنا ندور في متاهات وحلقات كبيرة فارغة ليست لها أبواب للنجاة والخروج منها سالمين بدون أذى ...
القوى الخفية تخطط مخططات كبيرة وتضع الدراسات و تمول البعض من السذج بحجج كبيرة وفي العلن والسر ،، تلمع البعض ونسوا أنها أوراق إحترقت ،، أتيحت لها الفرص ولم تعرف كيف تعمل حسب الطريقة الليبية التي تحتاج إلى أذرع قوية ، الذراع الأول على حكمة وتعقل والحوار والأخذ والعطاء بصفاء نفس وسعة صدر مع نخب الشعب المنتخب ،، والثاني جاهز للضرب بعنف وقوة للأدعياء ذوي التراهات المشاكسين للمسيرة حتى لا تتعطل وتتوقف كما يحدث الآن من إحتقانات وعوامل مفتعلة وإنفلات أمني ومغالاة ومكابرة نظير عدم الكياسة والخبرة ،، ونسوا وتناسوا أن الذي يتغدى بأخونا يوما سوف يتعشى بنا ،،، وإختيار المجلس الإنتقالي لحكومات وقتيه ضعيفة في نظري الخاص ،، لم تأت من فراغ كما يعتقد الكثيرون والتدخل في شؤونها من أول يوم بدأت تحبو كالطفل تريد أن تنهض لتستمر ولم تستطع الوقوف ،، مما أصبحت شماعة للملابس القذرة ،،، عملية مبرمجة حتى تحرق أوراق البعض من الشرفاء لدى الشعب حتى يتخلفوا وينزووا في الظل ،، أي بمعنى تلميع وتجهيز البعض الآخرين من الواجهات الهشة الذين الآن وراء الستار وبالظل ينتظرون للدخول لحلبة الصراع لجولة أخرى من الجولات الدائرة على السلطة ،،
الرد بسيط ، لماذا تمييع الأمور؟ عدم البت بحزم وقوة ؟ ومن أعطى السلطة للمجلس الإنتقالي حتى يصبح مشرعا ؟؟؟ يختار ويقرر أعضاؤه الغير منتخبون حكومة وراء الأخرى في فترات زمنية قصيرة ،، والشعب مخدر صابر ينتظر ،، أليست بمؤامرة تحاك حتى يستفحل الأمر وتبدأ النعرات في الظهور والمطالبة وعندها لن تتوقف المسألة ،، الجميع ضالع في اللعبة الكبيرة بقصد وعلم مسبق والكثيرون بدون قصد بل موجهون ضمن مخطط ودراسات نهاية أمرها الدمار والخراب للوطن حتى لا يقف على أرجله وينهض ويتقدم ...
كان الله عز وجل فى عون الجميع ، الحاكم والمحكوم ،، إنها صرخة حق ،، إنها صيحة من البوق تدوي ،، تجلجل بالنفير للدفاع عن الثورة التي حادت عن مسيرتها ونبلها ،، التي قاب قوسين قد سرقت من الطحالب وأيادي الشر الخفية ،، أشباه الرجال حتى تدخل في متاهات ومغالاة وعندها الضرر للجميع ...
في نظري مطلوب عقلاء حكماء ،، يهتمون بالمصالحة الوطنية ،، أن ننسى الأحقاد السابقة ونقفل الملفات لكثير من أبناء الشعب الذين البعض منهم تورط بدون قصد مبيت ،، ونحاسب الحساب العسير ونعاقب بالحق كل من أجرم وتورط في الدم ضمن العدل والقانون ،،، علينا أن نتطلع للمستقبل بعقول واعية ونظرات صادقة ،، ولا نحقد على الكثيرين ممن ساندوا النظام السابق نظير تمرير مصالح شخصية وقتية وطمع حيث كما يقول المثل الدنيا مع الواقف ،، فهم أخوتنا ليبيون ولهم كامل الحق في العيش ضمن الكرامة والقيم ،، لا نهمش أي أحد منهم مهما كان ،، حتى لا يستفحل الشر بالنفوس وندخل في مهاترات ،، والمحصلة النهائية والنتيجة الخسارة للجميع الكاسب والخاسر ،، والأهم قبل المهم ، مصلحة ليبيا التي هي أم الجميع ،، نحن جميعا أبناؤها ،،، والله الموفق ،،
رجب المبروك زعطوط
2012/4/16 م
No comments:
Post a Comment