بسم الله الرحمن الرحيم
المسرحية
بالأمس واليوم 1988/3/3 م أحداث كثيرة وتغيرات جذرية جرت بالوطن ،، فقد أفلس النظام من جميع معايير البقاء في الحكم نظير التخبط والجنون المستمر من الطاووس الشيطان القذافي ،، حيث يتم على قدم وساق هروب المواطنين المستمر للخارج من جميع الفئات الشريفة الحرة نظير التسلط الظلم والقمع بالقوة ،، السلبية لدى الجميع ،، الجرائم وحوادث العنف كثرت ،، والفساد الإدارى والرشوة عمت ،،والعهر والفساد والإفساد ضارب الأطناب في كل مكان بالوطن ،، وأبناء الشعب بالكاد قادرون على الحياة ...
بالأمس هربت عدة طائرات حربية مقاتلة إلى الخارج ،، وبعدها بساعات خطب الطاووس القذافي خطبة نارية حماسية ليوهم الشعب الليبي بالأكاذيب ويغطي الحدث الجليل ،، ونسى وتناسى الظلم والفساد المستشري من القمة ،، إبتداءا منه وحوارييه وأزلامه المتسلقون الذين يطبقون التعاليم الجنونية وتراهات الكتاب الأخضر بدون وعي ولا إدراك ،، والحصول على الجاه والمال الحرام بفرض الإتاوات الضخمة والعمولات بدون وجه حق ،، ولو كان العدل صحيحا آخذا مجراه حسب مايدعى ويقول ،، لا يمكن لأي إنسان حر شريف وبالأخص ضباط طيارين يرضون بأن يهربوا من الوطن بدون أسباب قوية قاهرة نظير ضغوط كبيرة هربا لإنقاذ أنفسهم من القتل أو السجن والتعذيب بحجج إكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم ،،حيث الشعب لا علم لديه بماذا يدور من أحداث في الخفاء ...
أحد الأكاذيب والمسرحيات التي نسجها الطاووس الشيطان ،، لذر الرماد في العيون حتى لا تنظر وتشاهد المخازي وتتساءل إلى أين المصير وإلى أين نحن سائرون ، أن ليبيا من اليوم لا سجون ولا تعذيب للبشر وأن المساجين المعتقلون سوف يطلق سراحهم ويخرجون ،، والسجون سوف تهدم وتزال ،، إلا البعض من السجناء الخطرين على أمن الوطن سوف يظلون في أحد الفيلات إلى أن يبت القضاء في أمرهم ،، والذي يريد ويرغب في السفر حر يستطيع المغادرة في أي وقت يشاء من غير أي قيود أو منع ،، وأي إنسان مهاجر هارب يريد أن يرجع للوطن ،، أهلا وسهلاً به يستطيع الرجوع بدون أي تحقيق ،، لديه حصانة العفو العام ولا يطاله أي إنسان بأي سؤال عن الماضي مهما كان ،، وأصحاب الأملاك لهم الحق بالإسترداد والتعويض وكلام كثير ،، لو صدق فيه ،، يكون التراجع فيه من أقصى الشمال إلى أقصى اليمين ،، وكل شيء بالعكس المفروض البدء بكلمة اليمين وتنتهي بالشمال ،،فمن ليبيا يأتي الجديد !!!
خطابه الإرتجالي فيه تراجع كبير عن كثير من القرارات السابقة الظالمة في حق الكثيرين من أبناء الشعب الأبرياء الذين جار عليهم الزمن والوقت وأصبحوا ضحايا التراهات والمهاترات ،،، أراد أن يوهم الجميع من الشعب الليبي والعالم أنه قد تراجع عن طغيانه وغيه ووضع معظم المهاترات والأخطاء على البعض من الحواريين كأكباش فداء ،، وفي نفس الوقت يتخلص منهم ومن شرهم ،، ويجعل الشعب يدور في مخاضة فرح وسرور ،، فهو يحتاج إلى بعض الوقت حتى يستوعب الصدمة التي حلت مثل الصاعقة على الرأس !
بهذه الخطبة الإرتجالية ضرب وأسقط جميع العصافير بضربة حجر واحدة ،، فقد غطى على هرب الطائرات ،، وأسكت وأخرس الأصوات الحرة التي بدأت تغلي وتتساءل عن الكوارث والأخطاء الكثيرة القاتلة ،، وإلى أين يسير الوطن ؟؟ وتساؤلات كثيرة تعبر عن المعاناة والضيق ،، بإبر تخدير ونزع فتيل هدير البركان الذي يغلي حتى لا يتم الإنفجار ... مما برد وخمد ،، وجعلهم يهوجون ويموجون سكارى من التغيير المفاجىء والفرحة والسعادة وبالأخص عندما أوفى بالوعد وقام بالخطوة الأولى فجأة بدون سابق إنذار ،، وأخرج المساجين في مسرحية كبيرة تم إعدادها بإتقان كبير ،، وإمتص الغضب ولم يتساءل أي أحد عن أخطاء الماضي القاتلة ،، ولا عن الجرائم التي إرتكبت في حق الضحايا من قتل بالسجون والشنق بالساحات وفي العلن والإغتيالات بالخارج ،، ولا عن سلب الأرزاق والتأميم الظالم ،،، ولا عن المآسي والآلام التي حدثت منذ أول يوم للإنقلاب الأسود ،، كل شيء طواه النسيان بخطاب واحد ،، لأنه عرف نفسيات الشعب الليبي البسيط ،، تمت الدراسة لها من مستشارين أساطين في الشر والشرور من جميع أنحاء العالم المرتزقة الذين يعملون لصالحه حتى يضمن البقاء في السلطة والحكم ،، وهو يختار ويطبق حسب مايحلو له ،، والشعب الجاهل بالحريات والأمور السياسية الساذج يقدم ويدفع الثمن ،، و لا يتساءل !
إنها القوى الخفية والأيادي السوداء التي مازالت تؤيد وتناصر الطاووس الشيطان ،، تريد له البقاء في الحكم لفترة أخرى نظير تمرير مصالحها وإستراتيجياتها ولا يهمها وضع ومآل الشعب الليبي يربح أو يخسر ... طالما مخططاتهم تسير بإتقان ،، ونسوا وتناسوا الله عز وجل ،، أن لكل شيء أوان ،، ويوما سوف تحين النهاية وعندها لا ينفعه إلا العمل الصالح إذا كان لديه البعض حتى يشفع له من الغضب العارم ،، وينجو من الإنتقام الرهيب الذي سوف يحدث له أراد أم لا يريد ،، فالشعب عندما يتحرر من الخوف ،، يثور ولا يرحم ...
أخيرا أود القول أنها جولة من الجولات في المباراة الشديدة الدائرة منذ يوم الإنقلاب الأسود عام 1969م ، وللأسف فاز فيها القذافي بالضربة القاضية ،، والسؤال هل ياترى سوف يستمر في الفوز على المدى البعيد في جميع الجولات القادمة وينتصر في آخر اللعبه ويربح المباراة ،، إنني لا أعتقد ،، ولا أظن أنه سوف يكون الفائز ،، فما بني على باطل بدون أساسات راسخة سيظل باطلاً و آيل للسقوط عند هزة أول إعصار قوي ،، والأيام والسنوات القادمة سوف تكون شاهدا على حسن القول والتنبأ ،، طالبا من الله عز وجل أن يلطف بالشعب الليبي فقد قدم ودفع الثمن ،، ضحايا ودم ،، والله الموفق ،،
رجب المبروك زعطوط
1988/3/3م
No comments:
Post a Comment