بسم الله الرحمن الرحيم
الحلم
نحن الليبيون ،،، نعيش في حلم ووهم كبير بأننا قادرون على عمل الكثير بسرعة ،، كل شىء مثل بقية البشر النابغين عندما تتوفر النية والإصرار على الوصول حيث لدينا جميع الكفاءات والعزم ،، وفعلا تحقق جزء كبير من الحلم عندما كنا يدا واحدة نعمل ونقاتل بجد وضمير من أجل البقاء ،، أمامنا هدف واحد الإطاحة بالنظام والقضاء على رأس الشيطان ، القذافي ، ضمن وطن موحد ،، عاصمته طرابلس مهما دفعنا وقدمنا من ثمن وتضحيات ،، صمدنا ضد كتائب الطاغية ،، ضد الجحافل المدربة أعلى تدريب والمجهزة بأرقى أنواع المعدات والأسلحة ،، مضحين بالروح والدم وقدمنا الشهداء قرابين على مذبح الحرية حتى نتحرر من العبودية من قبل نظام شرير جاهل كتم أنفاسنا 4 عقود ونيف ونحن نعاني الظلم والقسوة والإرهاب في أشنع المعاني حيث لقاء إتهام بسيط من أحد الواشين تنتهي القصة بالقبض والتعذيب والتحقيق والإذلال للمواطن من قبل محققين أجلاف ،،، لا يوجد بقلوبهم رحمة ولا ذرة شفقة على إخوانهم الليبيين ،، يعاملون المتهم على أنه مجرم وليس بشراً ولا مواطن ولا إنسان ، ليس له الحق بالعيش في الجماهيرية السعيدة كما يعتقدون ،، وطويل العمر هو من ينجو من أياد الشر ويكتب له العيش والحياة ،، وساندنا وأيدنا الله عز وجل لأننا مظلومون ،، وفي شهور معدودة من القتال الدموي الشرس ،، الكر والفر ،، سقط الطاووس من العلياء ،، وتم القبض عليه وهو يحاول الهرب والنجاة في صحراء سرت ،، وتوسل لآسريه بالعفو عنه وعدم قتله ولكن نظير الغيظ والغضب العارم وحب الإنتقام من الثوار ،، نظير أفعاله الشريرة لم يشفع له من آسريه ،، لم يرحموه من العذاب القاسي عدة ساعات ،، وقتل شر قتلة في موقع المعركة ونقل إلى مدينة مصراته ،،ورموا الجيفة في ثلاجة بالسوق ليتفرج عليها أبناء الشعب وهو جثة هامدة ،، بعد أن كان يعيش في بحبوحة وعز وسلطان يصول ويجول مغترا ،، نافخا ريشه كالطاووس الشيطان !
أثناء الثورة وفي عز الأحداث الدامية ظهر أول حزب للنور ( حزب ليبيا الجديدة ) وتم الإعلان عنه في قناة سي إن بي سي يوم 2011/4/11 م في دبي دولة الإمارات ،، ومازال المقبور حياً والنظام لم يسقط ويتهاوى مازال قائما يصارع من أجل البقاء ،، ليعرف أن ليبيا بها رجال قادرون على عمل المستحيل لو أتيحت لهم الفرص العادلة للإبداع ،، هذا الحزب الأول لم يأت من فراغ فقد أعلن عنه بالسابق بأسم حزب الأمة في القاهرة سنة 1987م وحسب ظروف معينة ذاك الوقت نظير أحداث متتابعة حدثت بالوطن بسرعة ،، أهمها مسرحية ( أصبح الصبح ) والعفو العام و إخراج المساجين ،، قام قادته بالتجميد المؤقت ووقف جميع النشاطات لفترة حتى تتحدد المسارات بالوطن ،، ومعظمهم رجعوا للوطن حتى يستطيعون هدم النظام ونخره بالسوس من الداخل حتى يسقط يوما ويتهاوى مهما كلف الأمر من الوقت ،، وكثيرون في ذمة الله عز وجل فالمسيرة النضالية ليست مربوطة بوقت معين حتى تفوز وتنجح ،،، تحتاج إلى صبر طويل وعمل دؤوب بدون عجلة وبالأخص مجابهة نظام شرس دموي مثل نظام المقبور الذي عند أي شك بسيط ضد الإنقلاب الأسود ( ثورة الفاتح ) أو شخص المقبور ،، يعمل المستحيل حتى يجتث جذور أي عمل سياسي قبل أن يستفحل ويحدث التمرد والثورة ،، حسب مقولته الشهيرة الباطلة ( كل من تحزب خان ) ...
رجال وشباب الحزب قاموا بأدوار مشرفة طوال الوقت من أجل خلاص ليبيا من الطاغية والنظام الفاسد ،، سواءا بالقتال مع إخوتهم الآخرين في الجبهات العديدة ،، والتمويل بالسلاح والمعدات والمال لعدة جبهات بالوطن وقت النضال والكر والفر ،، الوقت الصعب وقت سقوط الشهداء ضحايا ،، والدم بدون حساب أريق من أجل الخلاص وأهم عمل سياسي فعلي تنفيذي نظير العلاقات الشخصية والصداقات مع البعض من المسؤولين الأمريكان نظير الإقامة الطويلة للبعض من الليبين رجال الحزب بالغربة ،،، الحصول على موافقة أمريكا على الدعم ،، وإعطاء الضوء الأخضر للأمم المتحدة بالموافقة ،، والضربة للنظام الأهوج الغير متوقعة في حسابات الطاغية كانت صواريخ أمريكا للدفاع عن الشعب الليبي المقهور ،، والسماح للتحالف بقيادة فرنسا بالتدخل العسكري ووقف الرتل المجحفل من إجتياح بنغازي ،، لم يأتي من فراغ حسب إدعاءات الكثيرين الذين أسندوا الأدوار لهم ونسوا وتناسوا أدوار الجنود المجهولين في الخفاء في صمت نظير سياسات حتى يستطيعون الدعم بالمزيد مع المستقبل لقضية الوطن حتى ينهض ويتحرر من التخلف ،، وخاطر السيد الرئيس باراك أوباما رئيس أمريكا بمنصبه مقابل مساعدة شعب ليبيا ،، عندما أعطى الضوء الأخضر للعمليات الحربية ضد المقبور بدون أخذ موافقة الكونغرس مسبقا حيث لا وقت للإرجاء والتريث ،، حتى لا يسيطر القذافي وينهي الثورة والتمرد الشعبي ويموت في مهده بدون تدخل العالم الخارجى ...
أمورا كثيرة حدثت في الخفاء من أجل ليبيا ،، والشعب غير عالم بماذا يدور ،، وقد أبلغ السيد رئيس المجلس الإنتقالي السيد مصطفى عبدالجليل واللواء خليفة حفتر بالخبر المفرح قبل الإعلان الرسمي في قناة الجزيرة بعشرة أيام على إعتراف أمريكا بالمجلس الإنتقالي وكانوا في مسيس الحاجة له ،، حيث معظم الدول في فلك أمريكا تداعت الواحدة وراء الأخرى وأيدت المجلس وساعدت قدر المستطاع حتى تم النصر بسواعد الرجال الشباب الثوار ودم الشهداء ،، ومساندة الحلفاء والأصدقاء ،،، حيث عشرات الجنود المجهولين الليبيين في الظلال قاموا بأروع الأدوارالبطولية الوطنية بدون أجر ولا شكر،، تضحية من أجل الوطن ،،، التي عجز عنها الأدعياء أشباه الرجال الطحالب الذين الآن بعد النصر يصارعون للوصول للسلطة على أكتاف الرجال الصادقين ،،
تم النصر المبين من الله عز وجل ،، حيث يمهل ولا يهمل الظالمين عسى أن يتراجعوا عن الغي والضلال ويطلبون الغفران ،، وإنتهت المرحلة الأولى على سلام وتخلصنا من الطاغية والنظام الفاسد ،، وبدأت مرحلة جديدة خطيرة جدا ،، مرحلة البناء وإقامة الدولة العصرية الجديدة الحديثة على بنيان سليم وأعمدة راسخة ،، دولة الدستور والقانون ،، العدل والمساواة ضمن الشورى والديمقراطية ...
وبدأت المشاكل ورواسب العهد السابق تطفو متتابعة بسرعة وظهر على السطح بقدرة قادر عشرات الآلاف من الرجال والشباب وإدعوا بانهم ثوار للحصول على المزايا الكثيرة بدون حساب ،، والكثيرون منهم كانوا جنودا بالكتائب يحاربون إخوتهم الثوار الأحرار ،، وخرج عشرات الآلاف للعلاج للخارج بحجة الجرحى ،، وصرفت الملايين في غير طاعة الله عز وجل ،، والواقع الكثيرون أدعياء ،،فالجرحى الحقيقيون مازال البعض يعانون بدون إهتمام من المسئولين حتى الآن ،، لأن الفوضى عارمة !
كتائب كثيرة مازالت قائمة وبيدها السلاح ولدى قادتها أو مسؤوليها في الظل أجندات ،، البعض متطرف بدون فهم للواقع المرير بأننا شبعنا من الشعارات والمغالاة ،، يريدون فرض الدين بالقوة ونحن مسلمون نوحد بالله تعالى ولسنا كفرة مرتدين ،، المجلس الإنتقالي رجاله يخططون حسب المعرفة والفهم ،، يريدون المصلحة العامة ونجاح الثورة ،، والحكومة في واد آخر تحاول جاهدة أن تستمر المسيرة للأحسن حتى نتقدم بدون تجانس مع المجلس ،، والثوار موزعون على كتائب كثيرة ،، لديها أجندات خطيرة في أودية أخرى وضاع الحابل مع النابل والغث مع السمين ،، والمصيبة كل طرف يعتقد في النفس أنه البطل والمنقذ للوطن ،، لا يريدون الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار الجيد والوصول إلى تفاهم جماعي ضمن هدف واحد بحيث نسير فيه جماعة معا على قلب واحد كما حدث في التمرد والثورة الدامية ،، الذي بالوحدة والتلاحم تم النصر المبين ،،، وأي واحد أو فئة يشذ عن الجماعة يحارب من الجميع حتى تستمر المسيرة ولا تتعطل ،، فالآن القضية ،، قضية وطن لا مساومات ولا مجاملات لأي إنسان أو منطقة أو عشيرة مهما كانت ،، إلا بالحق والبرهان بدون تسلط ومغالاة وإبتزاز بحجج الصمود والكفاح ،،،
إن كلام الحق وجاع ،، وأنا شخصيا يحز في نفسي التضحيات وضياع أرواح الشهداء ودم الجرحى والمعاقين وآلام مئات الآلاف المدنيين العزل من غير سلاح ،،، نظير الخوف من الحرب الضروس التي دارت وهم في وسطها غير قادرين على الخروج والنجاة من تساقط قنابل الحلفاء أو رصاص كتائب القذافي المقبور ،، وخراب البنية التحتية والتي سوف نقضي سنين عديدة حتى نستطيع لملمة الجراح وترجيع الثقة للنفوس ،، والمجهود الشخصي الطويل النضالي الذي دام أكثر من 3 عقود ونيف ،، والحلم الكبير بالسابق عن المقاومة والجهاد والخلاص من الطاغية ومشاهدة الوطن يرفل في حرية وسعادة ،، وتحقق للآن نصف الحلم وتم الخلاص ،، والآن أمامنا طريق صعب وعر يحتاج إلى مرونة وحكمة والبت في الأمر بقوة ،، حتى يخاف الطحالب المتسلقون ،، ويتلاشى الطابور الخامس من الميدان وتتوقف المجاملات التي في نظري نفاق ومداهنة مرفوضة تحت أي ظرف ،، فأي مسؤول إذا أراد المجاملة فعليه أن يجامل بشىء يخصه شخصيا ،، وليس بقضية وطن ، يهمنا جميعا تقدمه ورقيه للأمام مع بقية دول العالم الناهضة !
إن القلب يدمى وأنا أشاهد التكالب من أبناء الشعب على فتات وتراهات ،، غير قادر على الصبر وقتا آخر بسيط حتى تدور العجلة للأمام ،، الشعب الذي صبر 4 عقود ونيف على حكم الظالم نظير النفاق والتطبيل والتزمير والإرهاب ،، لا يستطيع الصبر على أولي الأمر فترة بسيطة أخرى لا تتعدى شهور ، حتى تظهر بوادر الخير العميم التي علاماتها تبشر بالقدوم في فترة وجيزة ،، لقد مر على قتل الطاغية 6 أشهر فقط ونحن الآن نتباكى نريد الوصول بسرعة بدل التريث ،، البناء والتشييد يحتاج إلى وقت طويل ،، وليس مثل الهدم والخراب الذي ممكن وقوعه خلال ساعات !
في نظري وهذه رؤيا خاصة بي أطرحها للعلن وأقول ،، نحن الآن في مسيس الحاجة إلى الإلتفاف على المجلس الإنتقالي ومساندته بقوة خلال الأشهر القادمة مهما بدرت منه من أخطاء وضعف ،، أردنا أم لا نريد ! فليس عندنا الوقت الزائد الذي سوف نضيعه في مجادلات وتراهات ،، ولن نستطيع أن نجد أناسا شرفاء أعضاء آخرين بسرعة ليتولوا المسئوليات الجسام ،، لكن بمساندتنا ومناصرتنا لهم سوف يبدعون وبالتالى الخير يعم على الجميع وليس على فئة أو جهة دون أخرى ،، فمزيدا من الصبر فالوقت كفيل بأن تنهض ليبيا من كبوتها مهما حاول المشاكسون والطابور الخامس النيل من ثورتنا ،، لن يستطيعوا مهما عملوا من دسائس ومكايد وحيل ،، لأن الرب تعالى حافظ للوطن ،، والله الموفق …
رجب المبروك زعطوط
2012/4/22 م
No comments:
Post a Comment