Sunday, January 31, 2016

قصصنا الرمزية 22

بسم الله الرحمن الرحيم

 المخاض

          في هذا الوقت والأيام الصعبة من الهرج والمرج والقتل والخطف وطلب الفديات الضخمة لإطلاق سراح بعض الأسرى الميسورين ، في غابة المختار بدون توقف ولا أخذ إستراحة بسيطة حتى نرتاح ونشم الأنفاس ... نمر بفترة حرجة والكثير من الألم يعصرها بشدة ،  يكاد أن يقضي عليها نتيجة المخاض الشديد الصعب الذي لم نكن متعودين عليه، وليس لنا سابق الخبرة والتجربة على الطبيعة غير السماع والقراءة والمشاهدة للأحداث الدموية المؤسفة والحزينة ، الكثيرة  ، صورة وصوت في القنوات الفضائية العديدة والشبكات العنكبوتية ما يحدث للآخرين من الشعوب من مآسي وحزن نظير التطاحن والتناحر على البقاء والسلطة التي خلفت الدمار والخراب ، والتي حدثت وتحدث الآن لدينا يوميا على الطبيعة ... لا أحد من الأجيال الماضية كان  يتوقع  ان تحدث هذه الامور العجيبة الغريبة من مرض خطير إسمه ( غياب الضمير ) الذي حل علينا نظير الضغط والحرمان خلال اربعة عقود ونيف من الزمن ، من حكم طاغية وجهلة عوام حيوانات ناطقة بدون ضمير ولا ولاء !!!


وأبناء الشعب من حملان وديعة وقت التمرد والثورة بقدرة القادر وبسرعة في فترة بسيطة أصبحوا أسودا شرسة ، وقت الصدام والمواجهة يفضلوا الموت على الحياة ....

         والسبب لماذا حدثت وتحدث هذه الأمور على هذا المستوى الكبير المحير الذي الباحث والمتسائل يجد نفسه فى متاهة حلقة كبيرة يدور فيها بدون مخرج قريب سهل يستطيع النفاذ منه بسهولة للنجاة وبر الأمان ، ونتيجة البحث الطويل والتدقيق عن الأسباب المهمة والتي إحداها ، الثراء الفاحش للغابة من الثروات والمعادن الطبيعية تحت الأرض وفوقها والتي الكثير منها لم تكتشف بعد ، وأهمها في الوقت الحاضر النفط والموقع الجيد وجودة الطقس طوال السنة والآثار الشامخة من بقايا الحضارات السابقة ، بالإضافة إلى الموقع الجيد في منتصف العالم القديم قريبة من غابات أخريات من الشمال للجنوب أفريقيا السمراء التي الوصول لها في ساعات قليلة طيران عبر الأجواء ...  غابة ( السباغيتي ، والبيتزا) تحاول جاهدة ترجيع مجدها السابق وحكم غابة المختار التي خرجت من تحت سيطرتها عندما أصيبت بالهزيمة في الحرب العالمية الثانية ، بغزوها مرة أخرى طمعا في الثروات التي تم إكتشاف بعضها والكثير  منها لم يكتشف بعد ...  بطرق أخرى تختلف كثيرا عن الغزو السابق منذ حوالي قرن مضى ، الذي فرض بالجنود والقوة والقتل والشنق لمن يرفض الوجود وإستعمارهم للأرض وطرد أصحابها الأصليين وهي ليست ملكا لهم تحت أي ظرف كان .... 

           الآن الغزو والإحتلال بطرق جديدة حديثة بالحيل و الدهاء والحصار والإحتكار التجاري والسياسي عن طريق العملاء المأجورين في غابة المختار لقاء جاه ومراكز زائلة يوما من الأيام مهما طالت حيث لا يصح إلا الصحيح ...  أدعياء الوطنية والقومية للنجمة والهلال وهم بعيدين عن الإيمان ، حيث كان الاستعمار الأول عن طريق البندقية وعشرات الآلاف من الجنود الذين  داسوا بالأقدام تراب غابة المختار الطاهرة وعاثوا الفساد والإفساد في الحرث والنسل طيلة ثلاثة عقود ونيف من الزمن ... والآن الإستعمار تغير بمرور الزمن والتقدم وبالأخص في عصر العولمة حيث سهولة المواصلات والإتصالات جعلت الجميع في الغابة الكبيرة شبه جيران وليسوا مثل السابق حيث خلال وقت وجيز عدة ساعات طيران يصل الحيوان الناطق منها إلى أي مكان آخر عبر الأجواء والتي بالماضي كانت تحتاج إلى شهور في السير والترحال على الدواب وبالمراكب عبر البحار حتى الوصول للمكان المنشود المطلوب والسبب التقدم في العلوم  ، والتي نحن فى الغابة في الوقت الحاضر غير مهتمين بالعلم كما يجب ، نجري ونسعى بكل القوة وراء البقاء أحياءا والسلامة و الأمن والأمان من رصاص القناصين لخلق أجواء الرعب والخوف في الأوساط وسقوط القذائف والصواريخ العشوائية من السماء على رؤوس الابرياء المظلومين ، الذي أصبحت الآن النجاة والسلامة والحفاظ على النفس والبقاء أحياءا أساس العيش والحياة ...
               للأسف ثروتنا موجهة لشراء السلاح بحجج الدفاع عن  النفس وسحق الإرهاب والذي صعب القضاء عليه بسهولة كما يتوقع الغافلين ...   حيث سرى في غابة المختار الورم الخبيث ، السرطان في الدم والجسد الصعب علاجه وكل يوم ينهش الجسم حتى يسقط  صريعا ضحية نتيجة أحداث المخاض الشديد، والنهب للثروات بطرق شيطانية يعجز  الشيطان الرجيم عن إتيانها ... الوحوش الناطقة ناسية صلات الدم والرحم القربى والمصير الواحد وتناحر الأخ مع اخيه ،، طمعا فى البقاء والسلطة بأي ثمن كان ... تاركين وراء الظهر بلا مبالاة الرحمة والشفقة لقاء المصلحة، متناسين وجود الله تعالى الخالق الأحد العين الساهرة التي يقظة طوال الوقت عبر الدهر والزمن إلى ماشاء ... تسجل كل ذرة من الخير والشر للحيوان الناطق للعرض يوم الحساب.

               فى هذا الوقت الآن تدنت وهبطت أسعار النفط إلى مستوى كبير حوالي الثلثين من قيمة البيع السابقة في فترة وجيزة والسبب المقنع صعب الوصول له، ولكن من وجهة نظرى نتيجة أبعاد عديدة تطبخ في مطبخ الصراع بين السادة الكبار القوى الخفية للوصول للأهداف ضمن التغطية المناسبة لجعل البعض من الغابات تركع تحت غطاء السلام الذي عم وكثرة الإنتاج للحصول على مبالغ أخرى كبيرة لتعوض النقص فى الميزانيات العامة التي بها أرقاما كبيرة مفتعلة كما في غابة المختار بدون تقنين وخصومات ووقف وقطع للكثير من التراهات المرهقة الزائدة عن الحد ...  وفتيل الحروب بدأ يتناقص نظير الوفاق والحوار الذي وصل في الوقت الحاضر إلى مستوى جيد من إدارة حمار النسر رعاة البقر حيث مدوا الأيادي بالسلام للخصوم بالماضي، غابة أقوام (العجم ، وغابة السيجار) وسبحانك رب العالمين تغيرت الصور الماضية القاتمة من أعداءا إلى أصدقاءا في وقت قريب نظير الحوار بالمنطق والأخذ والعطاء لا غالبا ولا مغلوبا لأي طرف ، محاولين محو الشرور الماضية و كنس مآسي وقذارة الماضي التي خلفها الفيل وراءه من فضلات قاذورات وأوساخ، أضرت بالكثيرين والربح الكبير ذهب إلى جيوب وحسابات البعض المجرمين تجار الدم، على حساب دماء الضحايا وآلام الشعوب المهزومة ، أليست بمأساة؟؟

    في غابتنا المختار توقعاتي عن قريب سوف نجتاز الأزمات المفتعلة وتهدأ الأحوال وتستقر بإذن الله تعالى ويتوقف الصراع الدامي على السلطة حيث هبوط اسعار النفط العالمى يؤثر تأثيرا كبيرا على الصراع الدموي لدينا، حيث غابتنا فى الوقت الحاضر بقاؤها ثرية إلى الآن بعد هلاك الطاغية وزوال جماهيرية العوام الغوغائية ، تصرف وتنفق من الأرصدة الرهيبة الكبيرة المخزونة سابقا والذي معظمها ضاعت  فى النهب والسرقات لتسمين حسابات المجرمين القطط السمان بالخارج، والتي مسجلة بمهارة ودهاء بعدة أسماء و شركات وهمية... الأذكياء المحظوظين محتاطين لليوم الأسود في حالة الهرب فجأة والعيش بالخارج أمراء ذوي غنى فاحش مدى الحياة ، صعب متابعتها حتى لا يتم الحجز عليها يوما بقوة القانون لصالح غابة المختار حيث المال عام ... 

               الإعتماد القوي لغابة المختار في الوقت الحاضر على تصدير النفط ومشتقاته من كثير من الأصناف للخارج مما الهبوط في الأسعار بنسب كبيرة يؤلف مآسي كثيرة ، ولكن (عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم) حيث الإفلاس وضيق ذات اليد في بعض الأحيان رحمة ونعمة جزيلة ، نتيجتها المرور بالمحن الصعبة .... عسى أن يتوقف الطمع  سواءا كان محليا أم خارجيا ونتعلم الدرس القاسي من الواقع ، وجميع الشوائب القادمة من الخارج بحجج الجهاد ونصرة وإصلاح الدين من الخوارج المرتدين سوف تتقلص وتنكمش ومع الوقت تنعدم تدريجيا إلى الأبد ، حيث لا وجود للدعم المادي الكبير ولا المال الكثير في الحصول عليه بطرق شريرة ملتوية مثل السابق مما مع الوقت سوف نستقر والأمن والأمان يسود، ويتحقق السلام للجميع وتحل البسمة على الشفاه من الفرحة والسرور ،،وترجع السعادة ، المفقودة الآن الى سابق عهدها ... حيث سنة الحياة وشريعتها لا شئ خالدا يدوم ، إلا وجود الخالق الله تعالى الذي حيا لا يموت !!!!!

               الغابة الكبيرة تمر بمرحلة صراع كبير على البقاء والسلطة للبعض ومنذ فترة بسيطة، تسربت وظهرت على الأضواء والعلن معلومات أوراقا سرية خاصة بالمراسلات فى الشبكة العنكبوتية مع السيدة الأولى سابقا فى غابة النسر   رعاة البقر مما خلقت زوبعة كبيرة وهز الغربال بقوة و فضح  الكثير من الخفايا والأسرار، مما أصبحت الكثير من المعايير والموازين في إرتباك ،  لو صدقت المضامين فيها وبالأخص تجاه غابتنا المختار ، تصبح مصيبة كبيرة ومأساة ، حيث نحن نباع ونشتري في السوق السوداء للعالم  الكبير   بأرخص الأسعار غافلين عما يحاك لنا من شرور وكيف الإستعمار من الغرب لن يتوقف عن الحرب الخفية النفسية حتى لا نرتاح ونفلس ونركع رغما عنا ونصبح مطايا تحت رهن الإشارة بدون التساؤلات لماذا ؟؟؟ قرارنا ليس بأيدي أولاة الأمر منا ، كما نتشدق وندعي لتمرير الأمر على الغافلين الخاملين الذين يعيشون في الأحلام ، بل مستوردا من الآخرين التماسيح الأقوياء الذين يضعون لنا خطوط السير في الطريق بنظام لخدمة مصالحهم  ، ونحن نطبق التعليمات بحذافيرها في الغفلة إن أردنا العيش والحياة ...

                والتساؤلات الكبيرة التي ليست لها أجوبة شافية ، لماذا خروج هذه المراسلات السرية في الوقت الحاضر ؟؟ هل أصلية وليست  مصطنعة أو مفتعلة ، ودس الشك والفتن لخدمة أغراض معينة بالمستقبل للسادة التماسيح الكبار !!  هل هى مكيدة للسيدة الأولى سابقا حتى تفشل في ترشيح نفسها مندوبا عن الحمار في غابة النسر رعاة البقر لكرسى الرئاسة والوصول للمكتب البيضاوي  والذي سبق وكانت مقيمة فيه ثمانية سنوات مع زوجها الممتاز الذي ناصر قضايا المظلومين بالحق والدعم في البوسنة والهرسك بالماضي  أم ضد أقوام البرج الحديدي الذين في العلن أصدقاءا وحلفاءا والواقع وبالسر خصوما أشداءا كل طرف يحفر للآخر بدهاء وصمت  ؟؟ أم لخلق الإشتباه وإشاعة الشك والخداع في أوساطنا  حتى لا نرتاح ولا نبدع ؟؟ غابتنا المختار في الوسط  ، وسط التناحر كسيحة ضحية تحاول شم الأنفاس ، ألم المخاض العسير يعصرها بقوة غير قادرة على الولادة براحة ويسر حتى ترتاح من الألم والإرهاب و القتل العشوائي والدم ، وخروج الجنين حيا معافى الذي جميعنا نطلب من الله تعالى لها السلامة في الوضع والنهوض والتقدم ، والخلاص من النهش والإلتهام والسيطرة من أطراف عديدة تتحين الفرص السانحة محاولين الحصول على الفريسة الشهية ، غابتنا المعطاة الغنية ، غير  آبهين  بنا ، ولا فى الحساب محسوبين إن كنا أحياءا أم أموات ، ونحن أصحابها الشرعيين أليست بمأساة؟؟ !!!! 

       الواقع المرير نحن السبب في الضرر لأنفسنا، لم نتبع الحق والطريق السوي بالمنطق بالعلم والمعرفة ، والفهم بمجريات الأمور في العلاقات الداخلية والخارجية ، لأننا خاملين لا نحب كثرة القراءة والإطلاع ، ونتعلم من الأحداث السابقة القاسية المؤلمة عبر التاريخ الحديث التى حدثت للكثيرين ونأخذ منها عبرا ودروسا للمستقبل حتى لا تتكرر الأخطاء ولا نستطيع النهوض ، حيث بأفكارنا وأعمالنا وتطاحننا وصلنا لهذا الحال المؤسف وفتحنا جروحا عميقة غائرة نظير الأخطاء والإندفاع وعدم الصبر التي حدثت فى وقت قصير نظير الجهل والخداع ، غير قادرين على علاجها وشفاؤها بسرعة تحتاج الى وقت طويل من العناية والتمريض الجيد عسى أن تلتئم وتشفى من الألم ، ويزول المخاض ويتوقف وترتاح غابة المختار من الآلام ومرض غياب الضمير وعدم الولاء ... والله الموفق ...

                                                       رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment