Saturday, January 9, 2016

قصصنا الرمزية 12

بسم الله الرحمن الرحيم

 الإيذاء

             البعض في الغابة الكبيرة نفوسهم شريرة لا يرتاحون و لا يشعرون بالطمأنينة و لا راحة البال إلا بعد وضع العراقيل  والحفر الكيدية وإيذاء غيرهم بأي سبب مهما كان تافها ... أو حتى بدون سبب استجابة للنفس الأمارة بالسوء،   وإنما الشعور الداخلي بالنفس الشريرة والفرحة بالفعل المشين نتيجة الحقد والحسد وعدم الأخلاق الحميدة والتنافس الغير شريف ، حيث منذ الولادة عاشوا في بيئة فاسدة و هموم و غم و فقر ، أو غناء فاحش مما إعتقدوا أنهم قادرين على شراء نفوس الآخرين المحتاجين بالمال الوفير.....

                     وعدم الود والحب بين والديهم وقت الصغر  ، اللذان دائماً في عراك وصخب مما أثر على النفسيات أشد التأثير بالجفاف وعدم الرحمة ولا الشفقة بالقلوب الحاقدة الحاسدة والعقليات أصابها الوهن والتشفى ومرض الإيذاء نظير التقلبات والإزعاج وعدم الحب والحنان ، وتغلغل الحقد والحسد على كل ذي نعمة محسودا ، سواءا ذا مال غنيا ذو ثراء ، أو صاحب صحة موفورا بالنشاط أم عاديا بسيطا فقيرا ذا قلب عامر بالإيمان راضيا بالعيش وسعيدا حسب الإستطاعة والمتاح حيث نفسه غنية تنئ وترفض الإيذاء للغير ، مما الأشرار لا يرتاح ضميرهم وتهدأ نفوسهم المريضة الخبيثة حتى يؤذوه في أي شئ عزيز لديه  ويشاهدونه ويتشفون فيه  فرحين بسرور وهو يتألم من المصاب...

                الإيذاء له وجوه عديدة وأبواب كثيرة للتصنيف حيث يتعب الحيوان الناطق عن العد والإحصاء، لأنه يضم عشرات الأشياء الشريرة التي لا تمت على أصالة المحتد، ولا على الفرح والسعادة للغير، ولا على الكرم والتعاون والوفاق مع الآخرين، لأنهم الأشقياء الشريرين ذوى سوء الطالع يعيشون في وحدة قاسية وخوف من المجهول المتوقع حدوثه في أي لحظة كانت، يقيموا في الأبراج العاجية من صنع خيالهم المريض، خائفين، يعتقدون  أنفسهم أنهم الأوائل الفاهمين والعارفين لكل موضوع عميق يتعلق بأسرار الحياة الغريبة في كثير من الأحيان ، والذي الكثيرون منهم مهما حصلوا من علم وفير وشهادات عالية في بعض الأحيان جهلة في صغار بعض الأمور نتيجة البخل وحب النفس والغرور الذى يقول ناصحا حسب المقولة المعروفة من قديم الزمن (الغرور مقبرة الأبطال) يؤدى بالأبطال الجهلة الى القبور ملعونين دنيا وآخرة عندما يذكروا في أي مناسبة .

                 قامت الحروب والمعارك الشديدة والقوية عبر التاريخ والزمن سببها الرئيسي قهر الأعداء والمصالح والسلب والإستيلاء على الغنائم بدون ثمن وإشباع الرغبة الدفينة بالنفوس الضالة والشهوة بعمل الفعل الشائن والتعدى الكبير والقتل ومشاهدة الدماء للخصوم وهي تسيل، أو الأخذ بالثأر والعند في القهر والفوز على الآخرين ، وتبعثرت الدماء بلا حساب نظير الإيذاء المتعمد بقصد وعن سبق ترصد، أو نتيجة الجهل مما ضاعت أرواح الكثيرين هباءا منثورا نظير الأخطاء أثناء الغضب الجائر وسرعة القرار في الرد والإيذاء بدلا من التمهل والتأكد برؤية واضحة وروية قبل الإقدام على دس الفتن والمؤامرات الخبيثة و إشعال نار الحرب بدون داع والهجوم والفتك الشرس بدون شفقة ولا رحمة ولا ضمير، مما ضاع الكثيرون في خضم الأحداث نتيجة التسرع وعدم التأكد....

               أليست بمأساة ان يضيع البعض وهم أبرياءا مظلومين نتيجة الوجود والحضور في المكان والتوقيت الغير مناسب ؟؟ مما وقعوا بسرعة ضحايا وسط الصفوف المتناحرة نظير الأخطاء وهم ليس لهم لا ناقة ولا جمل فى الموضوع الحساس غير التواجد والحضور فى المكان الخطأ والوقت الغير مناسب وقت حدوث الصدام...

            الإيذاء بأي قصد كان ، صفة شريرة من صفات الشيطان الرجيم تحتاج إلى مؤمنين ذوى طهارة وعمق الإيمان والتمسك بالدين الحنيف الهلال والنجمة ، وبالأخص نحن أحفاد الرسول عليه السلام، خاتم الأنبياء والرسل، نبتعد بكل قوة عن كل خبث ووسوسة حتى نوفق وننجح في درء الشر والشرور ونبتعد عن الفساد والإفساد للذمم ، وإهدار الدم ، حيث الكثيرين من الأبرياءالمظلومين الذين لا يعرفوا الحق ولا الطريق المستقيم طوال سنوات العمر التي تمر مر الكرام بالغابة يعيشوا مثل أشباههم من الحيوانات الشرسة والأليفة الغير ناطقة ولا عاقلة في الغابة الكبيرة مما يولدوا ويعيشوا فترة زمنية قصيرة أم طويلة على الهامش مهمشين غير معروفين ولا مشهورين فيها وينتهوا بالهلاك والموت وهم لا يعرفوا من الحياة البوع من الكوع ، أو الكوع من البوع الجهلة ، أليست بمأساة ولعنة من اللعنات على هؤلاء الأدعياء ؟؟

                الإيذاء في الحروب والإنتقام المؤلم من الأسرى المأسورين العزل والغير قادرين على الحركة والدفاع عن أنفسهم نتيجة القيود والخبث بالنفوس المريضة من السجانين التى تظهر الوداعة والنظام والأدب فى الظاهر ، خداعا ونفاقا للآخرين ، حتى تصل لأغراضها الدفينة الداخلية التي لا يعلم ولا يعرفها إلا الله تعالى الخالق وهي تغلي من الغضب الحقد والحسد ، تحاول قدر الإمكان والمستطاع الإيذاء عندما تسقط الضحايا وقت الكر والفر في أياديها ، لا يتحصلون منهم على الرحمة والعطف ولا الشفقة عليهم غير إظهار الشر والإنتقام والتمادي في القوة المفرطة المتعمدة ناسين الحديث الشريف الذي يقول (إرحموا من الأرض يرحمكم من في السموات العلى ) .

                   هؤلاء الجهلة الحيوانات الناطقة تعيث الكثير من الفساد والإفساد في الحرث والنسل ولا من يصمد لها ويرد الكف ووقعه الشديد المؤلم على وجوه الضحايا المساكين بالرد وترجيع الكف والضرب المبرح لهم عشرات الضربات والأكف عسى أن يصحوا من النعاس والغفوة ويعيشوا الواقع الأليم، ويفهموا عن يقين أن لكل شئ حدود ومعايير وموازين غير مطلوب تحت أية قوانين إلاهية أو وضعية بالغابة الكبيرة من شرائع وقوانين التعدي والمساس بها مهما تطلب الأمر من شهوات ومغريات بالتعدى الخاطئ وحب الإنتقام .

                  التعدى والإيذاء في أي صورة كانت منه على الضحايا البؤساء المساكين مهما تحدثت عنه لا أستطيع الإيفاء ولا الحصر حيث صفة شائنة من صفات الشيطان الرجيم عدونا المبين ستظل موجودة في مد وجزر، وأخذ وعطاء وكر وفر طالما الحياة مستمرة فى الغابة الكبيرة إلى أجل غير معروف متى النهاية... حتى يأذن الخالق وينهى الحياة ويتوقف الشر إلى الأبد مع نهاية الشيطان الرجيم وأعوانه الكثيرين المضللين من الإنس والجان ويصبحوا حطب ووقود  لنيران جهنم إلى ماشاء الخالق الله تعالى من وقت وزمن.

                     إننى أستغرب من الكثيرين وبالأخص الملوك والرؤساء و الحكام الطغاة عبر التاريخ والزمن الذين يعرفوا هذه الأمور عن ظهر قلب، ومازالوا يؤذوا الآخرين وكأنهم خالدين الى الأبد لن يطالهم الموت والهلاك والفناء يوما ويصبحوا فى ذمة الله تعالى يتعذبوا فى القبور غير قادرين على درء العذاب مهما عملوا من أمنيات ودعاء حار طالبين المغفرة والرحمة ،، وقت الإحتضار وأثناء ساعة الموت التى حلت ولا تتآجل ، حيث النهاية وجبت لا حراك، سكون ولا رحمة ولا شفقة لكل كافر ظالم ضد الرب الخالق ولنفسه من عدم الهداية وإتباع الحق، الإ العفو للبعض من الله عز وجل فى حكم إلاهية بعيدة كل البعد عن تصوراتنا وعقلياتنا نحن الحيوانات الناطقة بالغابة الكبيرة لا يعرفها إلا هو الواحد الأحد .

                   الحياة في الغابة الكبيرة دورة تدور منذ البداية الأزل إلى أن يأتي اليوم الذي تتوقف فيه وتصبح عدم فى الملك الواسع الكبير للرب الخالق الذي بدون حدود والذي نحن مهما عملنا ودرسنا وأوتينا العلم والمعرفة كحيوانات ناطقة لا نعرف منه إلا القليل ، حكم عند الله تعالى حيث لا أحد توفى ومات ودفن بالقبر وبعد فترة من الوقت رجعت له الحياة وقام من القبر ليتحدث عن ماشاهده من أهوال للغير وقت الموت حتى يعتبروا ويتوقفوا عن التعدى والإيذاء، إلا عبرة أصحاب الكهف الذين ناموا مئات السنيين ثم قاموا ليشاهدوا التغيير، أو الحجة من الخالق للإنسان الذي توفاه الله تعالى مائة عام ، وأيقظه من الموت والنوم ليشاهد لحم حماره كيف تنشز وترجع له الحياة ...  

                    لا حياة ولا خلود لأي أحد كان ...  ضروري من الموت والفناء والعذاب الشديد للكفرة والعاصين لإرادة الرب تعالى الذين أشاعوا الفساد والإفساد في الحرث والنسل والتعدي بقصد وسابق الإصرار حتى يشفوا الغليل وترتاح نفوسهم الخبيثة بالكيد والضرر للآخرين الذين الكثيرون منهم بعيدين عنهم ليست لهم أية علاقات ولا أعمال ولا صداقات ولا تحديات وجيرة بينهم حتى يتم التعليل والتحليل عسى أن يكون شيئا دفينا ، عداءا قديما ودليلا غير ملحوظ يستشهد به يوما لصالحهم ، غير سوء الطالع والحظ السئ والوقوع في أيديهم في الوقت والمكان الغير مناسب...

                 أليس بأمر مؤسف ومأساة للضحايا البؤساء دفع الثمن الغالي من الضرر الكبير الذي لحقهم من الإيذاء والتعدي وهم أبرياءا مظلومين  والحمد لله تعالى الخالق الحي خالدا مدى الدهر الذي يأخذ الحق بالعدل ، موجود في الوجود مدى الدهر ، حيا لا يموت وعينه الساهرة تراقب كل ذرة تحدث في السموات السبع ومثلهن من الأرض ، من خير أو شر ...

                  حياة الغابة في مد وجزر ، كر وفر لا فرح ولا سعادة مستمرة لأي أحد ، إلا المهتدين بالنور الإلاهي في النفوس ، عندما البعض يقرؤا التاريخ ويراجعوا ويبحثوا برؤية ساطعة وروية صادقة ويأخذوا عبرا من الأقوام والممالك السابقة ، حضارات سادت ثم بادت بعوامل الطبيعة والزمن، والسؤال الكبير لمن  يريد أن يتعظ  ، أين هم الآن؟ غير البعض من الذكرى في بطون الكتب التي تذكرهم بالخير أم بالشر ، والحياة مستمرة الى ماشاء الله تعالى وكل فترة زمنية تظهر قوة طاغية في الغابة الكبيرة وتفرض وجودها عدة عقود أو قرون ، ثم تتآكل وتضيع وتصبح في عدم مع الزمن ليس لها وجود...

               الآن فى الغابة عدة وحوش ظاهرة بقوة فى الصورة ، تعمل في الغابة كما تشاء وترغب ضاربة بأي أمر يختلف مع توجهاتها ومخططاتها المرسومة إلى عرض الحائط ، تنتظر الفرص للقفز والتعدي على الآخرين ، الضحايا المساكين مثل النسر رعاة البقر والدب الأبيض والتنيين الأصفر والبعض الآخرين الذين الآن يعانون  مرض الشيخوخة وتقدم السن ، أمثال أصحاب البرج كم عاثوا الفساد والإفساد في الحرث والنسل والإسد الهرم جارهم الذي يزئر بقوة في الغابة ترجيعا للذكريات السابقة التي مضت ولن ترجع، عسى أي أحدا يخاف منه ويلبي الطلب ويهبه الإحترام وبعض الطعام كهبة  للعيش ، ولا أحدا مهتما به كما كانوا من قبل خائفين منه، حيث غطى عين الشمس على الغابة من الشرق إلى أقصى الغرب، عندما تشرق أو تغرب وقتها هو موجودا ينتظر  عالمه المحتل والمستعمر من الشعوب المقهورة ....

            سبحانك رب العالمين ، الآن في عصرنا الحاضر عصر العولمة تغيرت أمورا عديدة ومفاهيم كثيرة عن السابق وأصبحت القديمة الكثير منها لا تصلح لهذا الزمن ، تغير الكثير منها رأسا على عقب وتغيرت الصور والمفاهيم والقوانين القديمة بالعلوم الحديثة حيث كل من جد في التحصيل وسهر الليالي وصل إلى القمم ... وسوف تنتهي هذه الإمبراطوريات الحاضرة ، كأخواتها السابقة يوما من الأيام بعوامل الزمن وتبيد وتنتهي وتصبح أخبارها في بطون الكتب عبر التاريخ لمن يحب أن يبحث ويقرأ الماضي عن الأحداث من خير وشر، وتظهر وتخرج إمبراطوريات شابة أخريات على أنقاض السابقات على السطح والنور ....  هكذا الحياة مستمرة في مد وجزر ، وكر وفر، إلى ماشاء الله عز وجل حتى يتوقف وينتهي الجميع بالموت والفناء يوم القيامة ... والله الموفق .

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment