بسم الله الرحمن الرحيم
غابة المختار
( 1 )
سبحانك رب العالمين مغير الأحوال الصعبة القاسية أو الخيرة الحسنة إلى أحوال أخرى في وقت قصير ولحظات عندما ترضى وتشاء تأمر بالقدرة الإلاهية الشئ قائلا ( كن ، فيكون) في قمة الإبداع والخلق في أقل من رمشة عين، الذي لا يستطيع أي أحد مهما كان له السلطان والجبروت إتيانه مهما فعل، لأنه مخلوق من المخلوقات مثل سائر الجميع...
غابتنا (المختار) الجميلة الزاهية بكل الثروات في باطن الأرض وفوقها عطايا وهبات من الله تعالى بلا حساب ولا عدد، والتي الكثير منها لا يخطر على البال أنها لدينا... لم تكتشف ويعلن عنها بعد للملأ في العلن ، ندوس فيها بأقدامنا غير شاعرين بالكثير ونرعى فيها ونأكل من خيراتها ونحن حيوانات ناطقة مثل البهائم بدون هدف واضح و لا سعي حثيث للنهوض والتقدم رغم أنه لدينا جميع المؤهلات والثروات لتحقيق ذلك ... ولم نتساءل مع أنفسنا، ماهو الخطأ؟؟ ماذا نريد ونرغب وكيف نعمل حتى الوصول لها ؟؟ والأمر والرد بسيط ، أولا: عدم الولاء النابع من القلب والضمير لله تعالى وللوطن ... وأن نحب للغير مانحبه لأنفسنا ... و نقوم بإجراء دراسات سليمة بدون عواطف و لا جهويات ولا وراءها مصالح شخصية و لا عمولات و لا نهب ... ونضع مخططا هدفا واضحا كرمز ثابت نريد الوصول له ،، ونسير على هداه بعقيدة وإيمان وبالأصول حتى يوما بجهود الجميع نوفق ونصل ويتحقق .....
ولكن نظير الجهل وعدم الفهم والغرور وكبر النفوس والحقد والحسد من البعض على البعض مما تهنا عن الطريق السوي و ضعنا في المتاهات العديدة والطرق الملتوية ضمن التراهات والمهاترات والإدعاءات الكاذبة والتي معظمها زائفة غير صادقة ولا صادرة من قلوب طاهرة تريد لغابة المختار ، الأمن والأمان لحيواناتها الناطقة السلام والخير وأن تنهض وتقوم من السبات والنوم الذي حل على أكتافها بقسوة رغما عنها نظير الخوف والتملق والرياء لأولاة الأمر ، من كثير من المنافقين ذوي الوجوه القبيحة والأقنعة العديدة في سبيل تحقيق المصلحة والربح لجاه ومركز و النجاة من الحساب والعقاب الشديد في حالة الإتهام الباطل بحجة أنهم معارضين وعملاء غير موالين للنظام ... و الموضوع أساسه من البداية قصص محبوكة مدسوسة مزيفة من عقول الشر لخلق الخوف والرعب لإخافة الآخرين الغافلين حتى يستكينوا ولا يرفضوا ويرفعوا رؤوسهم ضد الحاكم والنظام !!!!
غابة المختار الفريدة لأسباب عديدة لم تستقل طوال الوقت و لم تصبح حرة من غير هيمنة وبالأخص في عصرنا الحاضر غير مرتين الأولى فترة قصيرة مدة حوالي العقدين من الزمن والثانية اربعة عقود ونيف ، في الأولى حكمها أسد عجوز حكيم طاهر و زاهد في الحكم والملك لا يريد البقاء في المنصب و في أكثر من مناسبة أراد التنحي والتقاعد ، ولكن العصابة حوله من الخوف على فقد المناصب والجاه والسلطة ، خططوا و إخترعوا له قصصا محبوكة بدهاء لإثارة الجماهير بالمسيرات أمام القصر في طبرق ، طالبين منه العدول وعدم التنحي والترك ، مما لطيبته عندما يشاهد الحشود التي تهتف له بالبقاء ، يعدل عن الأمر ...
جاهد طول العمر أكثر من ستة عقود وكافح وتعرض للمخاطر الشديدة والمصاعب من الخارج والداخل ، و كل همه كان الحب والحنان للجميع من أبناء الشعب ... رغبته أن يراهم سعداء يعيشون من خيراتهم ، فرحى مسرورين من نعم وعطايا الله تعالى التي ليس لها حسابا ولا مثيل ، والذين جدودهم وآبائهم عانوا من المحتل الغاشم والعدوان (السباقيتي) ، أربعة وثلاثين عاما تحت الإحتلال وهم في المؤخرة في قمة الجهل والضغوط بدون تقدم ، عاشوا في البؤس والفقر ، الظلم والقتل والشنق الجائر لكل من يرفض الطاعة والولاء للمحتل الأجنبي القابع في وطنهم بالقوة وهم أبناؤه الأصل وليسوا غزاة ، حتى من الله تعالى بالحرب العالمية الثانية وأيد الحلفاء وخسرت دول المحور ، وجاهد من اجل الوطن حتى تم الإستقلال يوم 1951/12/24م .
لم نعرف قدر وطيبة أسدنا العجوز حتى فقدناه يوما فجأة بدون توقع... التمرد والثورة من ضباط بالجيش صغارا بالسن والرتب جهلة عديمي التجربة لا يعرفون الكوع من البوع طاهرين وقتها ، دفعهم الحماس نظير الكذب والزور والإدعاء عليه بأمور شائنة ومشينة عديدة على عهده الزاهر من مسئولي وإذاعات الجوار بالراديو في ذاك الوقت حيث لا قنوات فضائية مرئية بعد... لجذب إنتباه الحيوانات الناطقة الغافلة في غابة المختار والبعد بها عن رؤية الحقيقة الدامغة أن أسدنا عادلا منصفا في الحكم ، والحكومات المتتابعة كانت تعمل جاهدة في الطريق السوي تحت إمرته وإرشاداته الحكيمة والمحافظة على الدستور من أي تجاوزات و الذي لم نتابع ونتمسك به بقوة نظير الغفلة والجهل ، وتم تجميده وتعطيله وضاع هباءا منثورا نظير التطبيل والتمثيل الزائف من المجنون وتعاليم الكتاب الأخضر....
العهد الجديد الجماهيري الغوغائى بلا قواعد وأساسات سليمة للبقاء والصمود للرياح والعواصف الشديدة التي مرت على غابتنا (المختار) نظير تراهات ومهاترات الجنون نتيجة الثروة والثراء الذي هبط فجأة نظير إرتفاع أسعار النفط ونحن شعب قليل العدد و غافلين لنحافظ عليه من الطامعين للنهب والإلتهام ، حتى نقف على أرجلنا ونجمع أنفاسنا ولا نتتظاهر بالقوة الكاذبة ونتعدى على الجيران الآخرين ونزرع الفتن والدسائس والمؤامرات في الأوساط ، وندعم بالمليارات الإرهاب في كل مكان بحجج مساندة تحرير الشعوب ونحن ضعفاء غير قادرين ، بحاجة للكثير ... القائد المجنون أوردنا موارد الهلاك لم يستعمل العقل الرزين والذكاء للخير للبناء والتعمير السليم لراحة وسعادة الشعب .
حل مكان ومركز أسدنا التقي الصالح شيطانا رجيما خبيثا منافقا يلعب على الحبالً والأوتار مع كل طامع ومنافق ، يتلون مثل الحرباء حسب المصلحة والأمر يتطلب ، يتعامل مع الجميع بنظرية الداهية السياسي بالماضي (ميكافيللي) في كتاب الأمير ، الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت قذرة للوصول للهدف المطلوب في خضم الحراك السياسي والعام بالوطن ... سبع ذو أنياب ومخالب قوية في الظاهر على الضعفاء وفأرا صغيرا خائفا مذعورا من الكبار وبالأخص من النسر رعاة البقر نظير المصالح والهيمنة ... و هم الذين حضنوه حتى وصل للقمة وهو مجنون ، أكل الأخضر واليابس في فترة اربعة عقود ونيف ، وحقق المخطط الرهيب لسادته القوى الخفية لعلم النجمة السداسية الزرقاء ، نشر الإرهاب والاغتيال والدماء ، وفرق ووضع الدسائس بين الإخوة الأشقاء في جميع غابات وطن التوحيد ، مما تأخرت في التناحر بين بعضها سنوات طويلة وتراجعت للوراء غابتنا المختار عن النهوض والتقدم عشرات السنين ولم تنتج وتبدع في أي شئ غير الإرهاب والفساد وإفساد الذمم للكثيرين بالعطاء الجزيل وبذل المال في أوجه الشر والإرهاب حتى آتى الأوان بالتمرد والثورة عليه بقوة ، وتم قتله شر قتلة وهو محاولا الهرب من الميدان إلى الصحراء القاحلة بعد قتال وصدام مرير عدة شهور قتل فيها عشرات الآلاف الضحايا وخلف وترك وراءه الآلاف جرحى ومعاقين ... ومازلنا للآن ضحية للفتن والدسائس والمؤامرات التي تحاك من قوى الشر ، ونقدم وندفع الثمن الغالي على جميع المستويات بعد خمسة سنوات من هلاكه و موته ورحيله وكأنها لعنة وإنتقام حل بنا نظير غيابه وسط الهرج والمرج والطمع والنهب من أدعياء منافقين عرفوا كيف يستغلوا الفرصة الذهبية ويقفزوا على الصفوف الأمامية من أول يوم ويصبحوا في المقدمة وسط الفوضى قادة وزعماء ، منافقين يدعوا الثورية وهم بلا ولاء أشباه رجال مستغلين الفرص من غير علم ومعرفة وخبرة في الحكم تؤهلهم للمناصب ... ليس لهم ولاء للله تعالى والحكم بالعدل الذي هو الأساس في الحكم ، ولا للغابة ملك الجدود والآباء التي فيها ولدنا وترعرعنا وورثناها بالحق والشرع ... الولاء فقط المصلحة الشخصية والإثراء الفاحش ، والوصول والبقاء في السلطة والقمة ، وسرقة ونهب الاموال الضخمة ، وتحقيق العمولات الكبيرة وتسمين الحسابات بالخارج ، ولاءهم للذهب و المال من دينار ودولار ويورو ، أليست بمأساة غياب الضمير و الطمع إلى هذا الحد المفجع؟؟؟
آلاف السنين مرت عليها وهي معبر وطريق للغزاة والتجار القادمين من الشرق والغرب أو الشمال من البحر ، رحلا بالبر في قوافل كبيرة نظير الحماية والراحة والإقامة فترة زمنية قصيرة ثم الترحال من جديد إلى الشرق بلد أبو الهول ، أو إلى بلد الزيتون مما أصبحت مع الوقت وطول الدهر قليلة السكان شبه مهجورة يخاف من السير في صحاريها أشجع الحيوانات الناطقة ، خوفا من الضياع في متاهاتها ...
بها الكثير من المجاهل القاحلة والخطر في السير من نقص المياه وضياع الطرق بسرعة عندما تهب العواصف والأعاصير القوية ، الرياح العاتية على رمالها الجافة الناعمة الساخنة من وهج حرارة الشمس الحارقة تتطاير في الجو العاصف إلى أعلى السماء و تنتقل كميات رهيبة عشرات ومئات ملايين الأطنان من مكان لآخر خلال أيام حتى تهدأ وتتوقف ، بمقدرة الله تعالى وتصبح كثبانا عالية تلالا ومنخفضات عميقة من قوة الزوابع وتتغير المعالم والطرق الرملية السابقة تزول ويصبح السير صعبا محفوفا بالخطر....
بالماضي لم تكن توجد الوسائل الحديثة من خرائط و علوم و آلات ومعدات تحدد الإتجاه بسهولة مثل الآن ، غير السير ليلا بهدى النجوم للبعض من الأدلاء المجربين من سكان واحاتها أو أطرافها ، ومن المغامرين الذين الكثيرين هلكوا تيها وعطشا ، قبل الوصول لبر النجاة والأمان ، أهمها نقص المياه للشرب والحرارة الشديدة في منتصف النهار لا تطاق والبرد القارس بالليل مما الحيوان الناطق المسافر الرحالة يستغرب كيف يحدث هذا الأمر في ساعات قليلة من حر قائض إلى برد شديد في نفس اليوم؟؟ والله الموفق ...
رجب المبروك زعطوط
البقية تتبع في الحلقة القادمة ...
No comments:
Post a Comment