بسم الله الرحمن الرحيم
العهد والوعد
الحب والولاء لله تعالى من القلب والضمير أنه الخالق الأول والآخر حي لا يموت، والهداية وعمل الخير قدر المستطاع وبالمتاح حيث (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) أحسن وأسمى الغايات في الفوز والنجاح في كل أمر ، مهما كان صعبا ، له حل وحلول في يسر و سهولة .... وبالأخص الصدق في الوعد والعهد و الإحترام للعهود والإتفاقيات، التي يتوصل لها الحيوان الناطق في الغابة مع غيره من الخصوم بالتواصل والتراضي ، والسعي دائما للخير والسلام مما يوفق وينجح وجميع الطرق المسدودة والأبواب المقفولة في وجهه تفتح له على مصراعيها ليمر مر الكرام سليما آمنا بدون اي تعطيل مهما كان....
الحب والولاء لله تعالى والوطن والعمل الصالح بضمير ، بدون خداع ولا توقع فائدة ومصالح من ورائها من أجل الآخرين المحتاجين ، هبة وهدية من الله تعالى يهبها للبعض من عباده الراضى عنهم ، حتى يصلوا بأسرع الطرق إلى القمة والنجاح ويفوزون بالدنيا و الآخرة ، حيث كل أمر وخطوة ، فلا ترتفع الرجل إلى أعلى و لا تخطو الخطوة التي بعدها إلا بإذنه تعالى ... حيث نحن الحيوانات الناطقة نحتاج إلى وقت طويل وعلم غزير ومعرفة حتى نفهم الكثير من الذي يدور حولنا بدقة وإبداع ويحدد مصائرنا ، ونحن لاهون في خضم الحياة وشهواتها بدون العبادة الصادقة للخالق كما يجب بطهارة، ساهون نعيش ونأكل مثل البهائم في الغابة الكبيرة غير فاهمين الكثير من الأوضاع التي نحن نعانيها ، بسبب الشهوة و حب الإمتلاك لكل شئ له قيمة وثمن غالي في مجتمع الغابة الكبيرة ، والغابات المحيطة بها بالجوار ، ناسين أن جميع هذه الأشياء عبارة عن أشياءا زائفة مصطنعة وقتية ليس لها أية فوائد غير الخسارة والتعب أمام عظمة الرب والحب والولاء له !!!!
الشيطان الرجيم إبليس تولانا بالوسوسة والشر، وجعلنا لا نعرف مصلحتنا وأن كل شئ زائل ومنتهي مهما طال الوقت والزمن، وأن التحديات الفارغة من الذين يدعون القوة من زعماء العالم الثالث كما حدثت المصائب والمتاعب والهزيمة الشنيعة من كثرة الترديد، التمثيل والتدجيل من غابة (أبوالهول) بإسترجاع الحقوق ورد الإعتبار لعلم النجمة والهلال ، ضد العلم الأبيض الذي به النجمة السداسية الزرقاء عبارة عن ضجيج وإعلام للشعوب المقهورة التي تحلم وتنتظر النصر.... وساعة الجد والنزال نظير المباغته والمفاجأة سقطوا في الهاوية بسرعة من أول الخطوات والغارة الجوية المباغتة فجأة التي حطمت مجهود سنين وضاعت البلايين بدلا من أن يعيش بها الملايين من الكادحين ، وهزموا شر الهزيمة والتي يحتاجون بسببها إلى وقت طويل حتى تشفى الجراح ويتعلموا الدرس من كبر وحجم المأساة التي حلت بهم ، والفضائح التي سببت الهزيمة و أهمها الغرور وكبر النفس والإستهزاء وعدم أخذ الأمر بجدية في الحرب ضد العدو الذي يعمل في صمت وخفاء من وراء الستار ليلا نهارا و بجدية ...
والتساؤلات ، لماذا التحدي الكاذب وليست لهم الإمكانيات القوية لإثارة الحرب ولا المراوغة والخداع للأعداء حتى يشموا الأنفاس ويصبحوا جاهزين ، بدلا من الضياع الكامل وطلب الوساطة والحماية من الآخرين حيث لا قوة كبيرة لديهم يستطيعون الهجوم بها أو صد أي هجوم يستهدفهم .... ولولا الحليف الدب الأبيض الشرس من الشرق الذي قام بالدعم والمساندة وقت المصاب والحدث ، لكان أبو الهول يتخبط في خبر كان من الجراح والألم غير قادر على النهوض من جديد ، والتي ذكرتني بأحد القصص والحكايات وعن مامر فيها من مساجلات والنهاية التأبي والصراع ضدالغير الأقوى بدون إستعداد وسلاح متطور فتاك ، مضيعة للوقت والهزيمة والخسارة على طول الخط من أول لحظة وخطوة....
يقال أنه في زمن بعيد كان بالغابة الكبيرة وطن ومنطقة خاصة بالدجاج، شاءت الصدف وسوء الحظ وخسروا جميع المعارك العديدة مع الجيران ، أصبح الجميع طامعين فيهم حيث لا يوجد لديهم السلاح الفتاك للدفاع، ولتلافي الشر مستقبلا ، عقد الأباء حلفا ومعاهدة مع النسر ذو المخالب الشرسة والمنقار الحاد كي يقف بجانبهم ويحميهم من أي إعتداء وعدوان من الآخرين الذين يتربصون ويتحينون الفرص للقفز فجأة بدون أي إنذار مسبق عليهم و نهشهم وإلتهامهم في غفلة ، مقابل دفع أتاوة شهرية عدة دجاجات هدية حتى يشبع ولا يجوع إلى الشهر الموالي وحلول الميعاد .....
وإستمر الحال سنوات عديدة على مثل الحال والمنوال حتى شاخ وهرم النسر وهو يحميهم من الوحوش الكاسرة ويقوم بعمله على الوجه الأكمل وهم يدفعون الأتاوة من غير تعطيل ولا تأجيل ، في وقتها المحدد ، مما الطرفان راضيان ومرتاحان و عاشا سعداء ... إلى أن حل يوم أغبر، إجتمعت فيه الديوك الشابة والدجاج في مؤتمر كبير خاص بهم ليتداولوا الأمر و يبحثوا الموضوع ... ويتم إلغاء المعاهدة والخلاص من الأتاوة الشهرية المفروضة عليهم، وتقرر الأمر برفع الشكوى إلى زعيمهم الديك الكبير الهرم ذو اللحية الحمراء ، للمشاورة وإتخاذ القرار الصائب ووضع خطة العمل المناسبة السليمة برفض الإتفاقية مع النسر وإنهاء الهيمنة التي طالت سنين ... وكان الزعيم يسمع المداولات والحوار وهي تدور من الشباب والتحديات وهو غير راضي عن الفعل من طرف واحد الذي يريدوا إتخاذه وفض المعاهدة بدون إعطاء الوقت والفرص للنسر في النقاش والأخذ والعطاء ، قائلين للزعيم محاولين الإقناع ودغدغة الشعور الوطني لديه حتى يوافق ، نحن أقوياءا الآن وبإمكاننا الصراع والنزال وبالأخص النسر كبر وطعن في السن ولا يستطيع القتال والفتك كما كان من قبل ... ورد الزعيم متسائلا : "هل أنتم مستعدون لخوض الحرب مع النسر في حالة حدوث الصدام؟لا يخدعكم المنظر ولا المظهر و لا عامل السن حيث حليفنا حامينا نسر شرس ذو مخالب ومنقار حاد و يستطيع قهرنا وهزيمتنا بسهولة عندما يثور ويغضب"
وكان الرد الجماعي نحن كثرة الآن ولدينا المناقير و المخالب القوية للهجوم أو الدفاع عن النفس وكسب المعركة بسهولة ونرتاح من دفع الفدية والأتاوة الشهرية المفروضة على أكتافنا منذ سنين ونحن نقدم وندفع بدون توقف، ويحترمنا الجميع في الغابة الكبيرة حيث سوف نتخلص من الهيمنة ونصبح أحرارا ولنا الشأن والهيبة أمام الآخرين ... مما وافق الزعيم على مضض وهو غير راضي ولا مرتاح على الرفض البات بدون إعطاء الوقت في التداول مع النسر والأخذ والعطاء ، وما يأتي به المستقبل من أحداث ،
آخر الشهر كالعادة النسر الهرم جاع في بطنه ، وبعث بإبنه الفرخ الشاب إلى وطن الدجاج لتحصيل الأتاوة كالعادة ولما وصل ، إجتمعت الديوك الشباب معه مواجهة في لقاء كبير صاخب ، وقالوا بقوة و حدة : "بلغ والدك النسر أن عهد الإقطاع والحماية والهيمنة ولى إلى غير رجعة ونحن الآن قادرون على الدفاع عن أنفسنا ولدينا المناقير الفتاكة ولا نحتاج إلى أية حماية مهما كانت منكم ، وقرارنا النهائي فض المعاهدة وتمزيق ورقها من هذا اليوم وهذه اللحظة" .. وقام أحدهم من فورة الغضب ومزق الورق ورماه على وجه إبن النسر بقوة ....
خاف الصغير من كثرة الديوك الشابة الغاضبة حوله من الإعتداء عليه وهو وحده لا يستطيع المقاومة وليست له الحنكة في التصرف في موقف خطيرا مثل هذا.... وتراجع ببطء ليضمن سلامته من البعض الثائرين الحمقى وقال مهادنا ومخادعا: "سوف أبلغ والدي العجوز عن الأمر والحدث والقرار الذي وصلتم له وعسى أن تصلوا إلى الخير معه وفض الإتفاقية و المعاهدة بسلام"
وطار مرتفعا في الأفق بسرعة خالي الوفاض جائعا من غير أن يستلم الأتاوة ، طالبا النجاة بالنفس وهو متأثر و حزين من الرفض والحدث المفاجئ ... لقد نسى هؤلاء الديوك والدجاج الشباب صغار السن عديمي التجربة والخبرة أفضال والده عليهم طوال السنوات العديدة العجاف حتى كبر وطعن في السن ... وضاعت حيويته وشبابه في سبيل حمايتهم والدفاع عنهم من وحوش الغابة العديدة ، من الذئاب والثعابين المفترسة لنهشهم وإلتهامهم بسهولة ...
المهم وصل للعش وهو يغلي ويرتعش ويرتعد من الغضب والغدر ، وحدث والده بما حصل ، ورد العجوز برفق و بدون غضب و بهدوء على معاملة ابنه السيئة والرفض البات وعدم تسليم الأتاوة كالعادة وفض المعاهدة وتمزيقها بدون أية أسباب قوية واضحة ، غير الكبر بالنفس والغرور ، هو تصرف يضرب عرض الحائط بجميع الأعراف والأصول .... الرفض التام فجأة بدون إعطاء الوقت للأخذ والعطاء والمداولات عسى أن يصلوا إلى حل يرضي الطرفين وتستمر الإتفاقية فترة ومدة أخرى ، حتى يصبح للنسر العجوز الوقت الكافي ويعمل البديل أثناء التقاعد حتى لا يجوع في بطنه في آخر العمر ... وقال لإبنه بهدوء لطمأنته سوف أفكر فى الموضوع وأبلغك بالنتيجة التي سوف أصل لها في أقرب وقت...
وبعد عدة أيام نهض النسر العجوز من النوم بعد منتصف الليل والجميع نيام وأيقظ إبنه من النوم العميق ،، وقال له جهز نفسك للحرب والغارة والنزال ، سوف نغير اليوم في الفجر ، للحفاظ على السر من أن يتسرب بعد ساعات على وطن الدجاج في غفلة فجأة ، قائلا : " لا رحمة ولا شفقة لهم من القتل والإبادة حتى يتعلموا الدرس القاسي مع من كانوا يوفرون الحماية لهم ... ونثبت لهم الوجود وأننا مازلنا أقوياءا قادرين على الحرب والنزال"... وبعد فترة بسيطة من الطيران السريع وصلوا إلى وطن الدجاج في الوقت المناسب وكانت بعض الديوك تصدح بأصوات عالية لإيقاظ الآخرين من النوم ...
وقام العجوز بأول ضربة خاطفة وقضى على البعض بمخالبه القوية ومنقاره الثاقب كالرصاص الحارق الثاقب نظير المباغتة والمفاجأة الغير متوقعة ، وعلى الصياح والعويل بقوة لدى الدجاج والديوك المذعورة من المفاجأة وقوة الضربة ، ورجع النسر وإبنه بسرعة قوية بعد دورة جوية عاصفة محاولا الإنتقام بقوة وإشاعة الرعب في النفوس ، ونفس القصة العديد من القتلى والجرحى المذعورين من قوة الصدمة ، وقاموا بعدة جولات قاتلة ، وأسروا الكثير من الأسرى وطاروا بهم إلى عشهم البعيد للإلتهام والتلذذ براحة ، في وقت قصير...
حدث إجتماع كبير للمهزومين المذعورين الحيارى لبحث أسباب الهزيمة والخسارة السريعة حتى يتلافونها مع المستقبل ... وقال الزعيم متسائلا لائما الشباب: " لماذا لم تحاربوا وتصدوا الهجوم كما وعدتم وهما إثنان فقط الأب والإبن المهاجمين فقط؟" وكان الرد :"ببساطة نحن جميع مخططاتنا لقواتنا تستطيع الحرب والنزال الأرضى على سطح الأرض، لا نستطيع الطيران ولا المناورة الجوية كما يقوم بذلك بسهولة ضدنا، حيث النسر يحلق في الأجواء عاليا و نحن غير قادرين على الوصول له حتى ننقره بمناقيرنا بقوة ويتراجع ويهزم شر هزيمة وجميع الضربات التي كالها لنا كانت جوية مما خسرنا المعركة بسرعة "...
ورد الزعيم العجوز بلهفة على الأسى والحزن والخطأ الكبير الذي وقعوا فيه ، محاولا رأب الصدع بسرعة قائلا: " إبعثوا رسل السلام والوساطة بسرعة إلى النسر بإعادة تنفيذ الإتفاقية السابقة حتى يرضى ويوافق ولو زاد في طلب الأتاوة عدة أضعاف نظير أخطائنا للتنفيذ حتى يهدأ ويتركنا في حالنا بدون أي إعتداء كان ، حيث الآن ذاق حلاوة النصر والدم من الغارة ،، ولن يتوقف عن الإنتقام والنهش والإلتهام عندما يجوع مرة أخرى... وفي أي وقت توقعوا منه الغارات المفاجئة في غفلة منا وينهشنا الواحد وراء الآخر حيث نحن بلا دفاع قوي وغطاء جوي حتى نقاوم ... والمشكلة الكبيرة الأخرى التي عملناها ووقعنا في مصابها بأنفسنا ولم نفكر في العواقب بدون تفكير عميق ولم نحسب حسابات الهزيمة والخسارة ، وأننا فتحنا العيون علينا من الوحوش الأخرى الشرسة بالغابة الكبيرة و التي عندما تجوع سوف تنقض علينا بسهولة للنهش والإلتهام في غفلة و فجأة ، حيث لا حلفاءا مناصرين أقوياءا لدينا ولا حماية من النسر كما كان من قبل له الهيبة القوية حتى يخاف الجميع من الإعتداء والإنقضاض علينا فى غفلة ونحن لاهين ، بوجود الحماية القوية ونحن نعيش وننام مرتاحين !!!!!
"كم كنت خاطئا عندما وافقت على قرار المنع والرفض لإعطاء الأتاوة السابقة نظير التهور والسماع لكم حتى تورطت ووافقت ياعديمي العقول والتجربة والآن تعلموا الدرس القوي مستقبلا بأن لا تعاندوا وتتحدوا الأقوى بدون سلاح فتاك للردع، حيث ( العين مهما كانت عالية، لا تستطيع العلو على الحاجب ) وكل شئ في الغابة الكبيرة له معايير وأصول لمن أراد العيش الهانئ بدون خوف ورعب من الأمر القادم المجهول وإحترام الوعد والعهد ومعاهدات السلام ، بعدم المساس بها تحت أي ظرف كان من طرف واحد بدون إعطاء الوقت والفرص للطرف الآخر ، حتى لا يثير غضب الأعداء للإنتقام حتى يأتي الوقت المناسب وقت التجديد بالحوار والأخذ والعطاء بالهدوء التي ترضي الأطراف بتغيير البعض من البنود وإضافة أخريات نظير التجربة والمعاناة ، أو الإلغاء بشروط تضمن السلام بين الأطراف، والله الموفق ...
رجب المبروك زعطوط
No comments:
Post a Comment