Saturday, January 30, 2016

قصصنا الرمزية 21

بسم الله الرحمن الرحيم

 غياب الضمير

              غياب الضمير لدى الحيوانات الناطقة المرضى بها    في الغابة الكبيرة  مصيبة وآفة قاتلة ومأساة لمن يصاب به ، مرض خبيث أورام سرطانية ، لا علاج لها الا البتر بقوة ، حلت بالنفوس يعاني منها الكثير من الشعوب بالغابة الكبيرة وبالأخص هذا المرض الخطير إستحوذ على شعب غابة المختار الصغيرة في العدد والكبيرة في المساحة ، التى تستوعب عشرات الملايين في الإقامة والسكن، وإنتشر بقوة حديثاً بدون علاج وبتر له من الأساس، نظير عدم وجود الدولة القوية العادلة وغياب القانون الذي يضرب بيد من حديد ، يد أي مجرم خبيث يحاول التعدي على الغير بدون وجه حق والتى غابتنا من الطهارة والأمن والآمان الذي كانت مميزة به يضرب بها المثل بالسابق في السلم والسلام ، والسير الصحيح على الطريق السوي حسب الأصول والنظم المتعارف عليها بين جميع الأمم ....


دارت الأيام وتغيرت من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال في فترة سنين ، سقطت في الهاوية نظير الفساد والإفساد وبالأخص للذمم نظير الجهل والمكابرة والغرور في النفوس بأنهم مميزين ، أيام حكم الجماهير وعلى رأسهم الطاغية المغرور المجنون بداء العظمة اللعين والواقع المرير الظن والأحلام كانت قمة الخطأ، حيث كانت تفاهات وتراهات مصائب قاتلة لها عواقب كبيرة، نتيجة التدجيل والتطبيل مما قدم شعب غابة المختار آلاف الضحايا، من القتلى والجرحى والمعاقين ، والدمار للبنية التحتية وخراب النفوس والتى نحتاج الى أجيال حتى ننهض ونجدد الدم الفاسد الى آخر أحمر قاني مقابل الحرية والخلاص من العبودية وتفاهات الكتاب الأخضر

      أولاة الأمر بغابة المختار الآن لم يعرفوا كيف يخرجوا من     الأزمات المفتعلة الخانقة بسلام من عنق الزجاجة الذين هم الأساس من ورائها بقصد وبدون قصد نظير عدم المعرفة والجهل، ناسين أنه بدون دراسات ووضع هدف مميز كعنوان للسير ومتناسين أنه من غير التصميم والعمل الدؤوب وإستعمال العقل والحكمة، لا فوز ولا نجاح... يدورون  دائماً في نفس الحلقات والمتاهات ... لا يعرفوا أنصاف الحلول حتى تمر الأزمة على سلام بأقل الأضرار ، تنقصهم الخبرة والتجربة ولم يأخذوا عبرا ودروسا من بعض الشعوب بالغابة الكبيرة أمثال ( الساموراي، والعرق الآري المميز ) الذين عانوا الكثير من الويلات، وخسروا الحروب الشرسة...  وإحتلت غاباتهم بالقوة ومروا بالأزمات الخانقة القاتلة وخرجوا منها وتجاوزوها بالصبر والكفاح والتضحية بالكثير وتحكيم العقل والجهد في العمل مما أصبحوا خلال  وقت قصير ، مميزين و في المقدمة...  قديما منذ عقود عندما بدأ المرض السرطاني الخبيث يتغلغل ويسري بالنفوس في الحيوانات الناطقة في غابة المختار، قال العجوز الليبي وقتها قولا مأثورا لم يهتم به الكثيرين ، كلمات مأثورة نابعة من القلب والضمير حزنا وأسى على الوضع المشين ومآل الغابة المتدهور والسقوط للحضيض في مخالب الشر (في غياب الضمير، ضاعت المعايير، أصبح الصعلوك أمير، والحر أخير ) فسبحانك رب العالمين مغير الحال إلى أحوال أخرى بسرعة ، حيث كنا بالسابق أيام العز والاستقلال قبل إكتشاف النفط ،  فقراءا محتاجين ولكن عفيفين شرفاء طاهرين لا نرضى بالفساد والإفساد ، لا نمد الأيادي لكل من هب و دب ... كانت لدينا النفوس الطيبة ، العزة والكرامة والصدق في الوعد والعهد ، كنا راضين شاكرين حامدين الله تعالى بالذي أعطانا و وهبنا من خير عميم .... كنا ذوي تقوى وإيمان نابع من الروح وأعماق القلوب .... يكفينا شرفا أنه كان لدينا مليون حافظ وقارئ لكتاب الله تعالى القرآن المصحف الشريف في وطن تعداده بضعة ملايين ... لا نعرف الخبث ولا الدسائس الشريرة ولا الصراع على المال والكرسي للحكم والسلطان لا نفكر فى إتيان الشرور ... القتل والدم وقطع أعناق الأبرياء المظلومين  
مهما كانت الإغراءات....
  كنا أصحاء البنية بدون أمراض العصر الكثيرة بلا عدد ، ذوي حيوية ونشاط ، طعامنا محلى من إنتاج خيرات الارض الطبيعية بدون سماد ولا إستيراد الكثير من المواد الغذائية عبر البحار،  معتمدين على الغير مثل حالتنا المؤسفة اليوم ، والذى لا قدر الله تعالى لو تعطل الإستيراد لبعض المواد الغذائية الرئيسية اربعة او خمسة أشهر لا نستطيع ان نقاوم حيث لا مخزون كافي وبالتالي سوف يقفز البعض على البعض مقابل الطعام لسد جوع العائلة والصغار ....


 بالماضي لم نكن نعرف الإستيراد مهما كان للمواد الغذائية الرئيسية المختلفة ، اللحوم والألبان ومشتقاتها من عدة أصناف والدواجن والبيض بكثرة وأرخص الأسعار ، نظيرالعمل بالجهد والعرق من الأجداد والآباء، في الرعي في البراري والتربية للبعض في البيوت في الفضاءات الملحقة التي بها زراعة العديد من البهارات والنعناع والريحان وغيرها من الذي نحتاجه لطبخ الطعام ... الزرع والحصاد للمحاصيل  بدون  استعمال المبيدات ... ولا نعرف تسمين الماشية ، ندعها ترعى في أرض الله تعالى الواسعة طعامها عضوي طبيعي ليس به اي نوع من أنواع الأعلاف الصناعية المركزة التي الآن في عصرنا الحاضر عشرات الأصناف ، للبيع معروضة في الأسواق .....

             لم نتخذ عبرة من خطاب الأسد العجوز ( الإدريس ) عندما خطب وألقى كلمة بليغة في الصميم لمن يفهم ويتعظ، يوم شحن وتصدير أول باخرة نفط إلى الخارج في بداية الستينات من القرن الماضي عندما ضغط على زر الأنبوب الكبير لشحن آلاف الأطنان للتعبئة في ساعات ، طالبا من الله تعالى أن يجعله خيرا ونعمة وليست شقاءا و نقمة، وأثبتت الايام أنه نقمة ولعنة علينا حيث جميع انظار حيوانات شعوب  الغابة الكبيرة الناطقة ومغامريها من أفراد وفئات ودول ، تحولت بقدرة قادر بسرعة إلى غابة المختار طمعا في الحصول على جزء من عصيدة المولد وحلويات العيد ...

               لم يكن متوقعا هذا المصدر والدخل الكبير حتى في الأحلام لحيواناتها الناطقة بالضاد، الذي جعلها مابين يوم وليلة من فقر مدقع وإحتياج تعيش على المساعدات والدخل البسيط من المعاهدات وتأجير المطارات بالشرق ( العدم ) لقوات  الأسد العجوز ، جنوب طبرق ، و بالغرب ( هويلس ) في شرق مشارف العاصمة طرابلس إلى قوات النسر رعاة البقر،   إلى غنى وثراء فاحش مما جعلها من أغنى الدول حسب تعداد شعبها البسيط وقتها والذي كان يوم الإستقلال في أوائل الخمسينات من القرن الماضي العشرين 1951/12/24م ، كان عدد سكانها حوالي ثلاثة ارباع المليون نسمة حسب تعداد الأمم المتحدة .... والآن بعد مرور حوالي سبعة عقود على نهاية الحرب العالمية وزوال الإحتلال والغزو الايطالى الغاشم وخروج المستعمر الفاشيستي رغما عنه نظير الهزائم  وخسارة المحور الحرب الشرسة مع الحلفاء إلى الأبد ، زاد العدد إلى عشرة أضعاف نسمة مواطن نصف العدد ليسوا مواطنيين أبا عن جد الجد أصليين أصيلين بل مجنسين من دول عديدة وبالأخص من شعوب افريقيا والجيران ...

              قديما بالسابق أقوام الشمال يقولون عن غابة المختار كناية وإستهزاءا عليها أنها (صندوق الرمال الفارغة) شحيحة المياه ليس بها حياة، لا فائدة فيها ، ناسين ومتناسين الحضارات السابقة التي سادت وبادت.... أثارها الشامخة عناوين على الحياة بالسابق في قديم الزمن ، وهبوط الثروة فجأة نظير إكتشاف النفط بغزارة ، تغيرت الكناية إلى طمع ، وحلت بها المصائب والشقاء والمعاناة ، ثورات وتمرد ودماء من أجل السيطرة على النفط بأي ثمن كان من الغرب الذي تركنا فترة في زوايا النسيان لأننا فقراء ولا يريد زيادة الأعباء نعمل كما نشاء متناسيا لنا كأنه لا يعرفنا، ينتظر ويعد لنا  الأخطاء ويعمل في الخفاء والسر المكائد المناسبة ، حتى يتحصل على الحجج للقفز والإحتلال من جديد بطرق حديثة، مثل الصياد الصابر الجالس وقتا على الحاجز الصخري للبحر العميق  طويلا ينتظر  رحمة الله تعالى ، مادا الخيط مسافة ، تاركا الصنارة بطعمها إغراءا للسمك حتى يصطاد أي سمكة والذي شاء سوء حظنا أننا كنا الضحية غابة المختار بكاملها السمكة الكبيرة التي تناولت الطعم نظير الجهل وطيبة النفس وعدم المعرفة والأخطاء...

               الغرب للوصول للغرض بأسرع الطرق حتى يحكم ويتحكم بالمؤامرات والخداع التي يعجز الشيطان الرجيم عن إيتانها من حيل و خداع ، ضحى بالقليل من حيواناته الناطقة عن قصد وسابق الترصد والإصرار بالأمور الخاطئة الشريرة تغطية للأنظار المتسائلة لماذا لا يتحرك ويقاوم الخوارج المرتدين الذين من صنع حلفائه صنائعا للنجمة السداسية الزرقاء حتى تكتمل المؤامرة ويصبح من الصعب كشفها... دسوا في أوساطنا الجماعات المتطرفة، وأشاعوا الإرهاب وقطع الرؤوس لكل من يعارض مسيرتهم الشريرة بدعوى الإصلاح للدين والحكم بالشرع ، كما في بدايات دولة الاسلام ، عارفين ودارسين أننا شعوب عواطف مجازفين تغلي الدماء في العروق والشرايين بسرعة، والرد بالعنف بدون التأكد من أسرار اللعبة الخبيثة لدمارنا ، ولا نعرف كيف تدار ومن وراءها حتى نتوقف ونصبر ...

             وللأسف الشديد نظير الجهل وعدم المعرفة حساسين لا نستطيع المعارضة لأي موضوع ديني ولو على خطأ القصد وراؤه التضليل حيث الأمر مقدس ... مما بلعنا الطعم بسرعة من غير أن نعرف اللعبة الدولية ومايحاك لنا بمهارة من حفر ومكائد وخداع من أساطين وإساتذة الشر، ودفعنا الثمن الغالي من ارواح ودماء عشرات الآلاف من الضحايا القتلى  و الجرحى والمعوقين الذين ضاعوا من أجل إحقاق الحق والخلاص، عسى أن نأخذ بالمستقبل عبرا ونتعلم الدرس ...   كل شئ بإذن الله تعالى ، المولى العليم يسير الأمور في ملكه الواسع الذي لا حدود له حيث مهما وصلنا من علوم ومعرفة ، لا نفقه الا القليل كما يشاء ويرضى على عباده الأتقياء الصالحين ...  وهبنا النعم الجزيلة بدون منن ، ونحن بدلا من الحمد والشكر والنهوض بغابة المختار من الحضيض حتى تقف على قدميها ويعيش شعبها في سعادة وفرح ، إستعمل الطاغية وإستغل نظام الجهل الغوغائي حكم الجماهير ، الدخل الرهيب ، قوة المال من عائدات تصدير النفط في الإرهاب والشر والفساد والإفساد للذمم ، بدلا من صرف الخير العميم على حيواناتها الناطقة في السلام والبناء والتعمير ، ومد يد المساعدة للآخرين المحتاجين وبالأخص الجيران أولاد العم الذين تربطنا بهم   صلات الدم والرحم والمصير ، و الذين البعض منهم  يعانون  شظف العيش ولقمة الطعام الحلال للأفواه الجائعة!!!

             سبحانك رب العالمين تهب الملك والسلطان لمن تشاء وترضى، وتنزعه متى تشاء لتعطينا دروسا وعبرا أن البقاء للعدل الذي هو أساس الحكم ، ونظام الجهل الغوغائي ... إنتهى وزال منذ فترة قليلة من على كاهل غابة المختار ، وأصبح مرميا في قمامة التاريخ، يذكر باللعنات عندما يتطرق الحديث عنه ....

            مسيرة الحياة دورة مثل الكرة، تدور إلى ماشاء الله تعالى ورجعت الكرة علينا بعنف نظير فعل الإرهاب والشر، نظير الفساد والإفساد في الحرث وقتل النفس البريئة بدون وجه حق ولا عدل ، ومع الوقت قدمنا ودفعنا الثمن الغالي من الأرواح والدم والدمار والخراب لغابة المختار والتي نحتاج إلى عشرات السنين عسى ان نعوض القليل بالجهد والكفاح والأمل  ، حيث دمار الأرض والعمار والبنية التحتية ممكن تعويضها بالمال بسرعة بالتخطيط الجيد والدراسات والبناء والتنفيذ على أرقى وأجمل الصور الحديثة مواكبة للزمن ، خلال بعض السنوات القادمة وترجع غابة المختار تلمع من جديد حرة أبية بسواعد أبنائها الغيورين الوطنيين ...

            ولكن للأسف الشديد ضياع الضحايا الوطنيين الأبرياء و خراب النفوس وفساد الذمم لا يعوض بأي مال وسعر كان ، مهما كان الرقم كبيرا ...  نحتاج إلى أجيال عديدة و عشرات السنين ، حيث سنة وشريعة الحياة منذ الأزل ... الدائرة تدور وبالأخص على ذوي الشر، عديمي الضمير... والله الموفق ...

رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment