Monday, January 11, 2016

قصصنا الرمزية 14

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحلم

 هل آن للحلم الكبير الذي نحلم به كشعوب النجمة والهلال في الإعلام،   منذ فترة طويلة ، أن يتحقق البعض منه ولو جزئيا في هذه الفترة ؟؟؟ حيث جميع المؤشرات تتطلب الإتحاد والوحدة الإقتصادية مع بعض  كأول الخطوات والتغلب على جميع المهاترات والفروقات والتحديات بالعمل والعقل ضمن مخطط سليم يضمن مصلحة الجميع حتى نصل إلى بعض التكامل حيث نحتاج بعضنا البعض في كثير من الأمور الهامة التي تتطلب للعيش بالغابة الكبيرة أحرارا بدون خوف من النهش والإلتهام من بعض الحيوانات الناطقة المفترسة ، التي تتربص بنا طوال الوقت ،  في أي لحظة .... و نخطو الخطوة الثانية بالوحدة السياسية ضمن دولة واحدة تضم العديد من الولايات ضمن دستور وعدل وجيش و أمن قوي يحفظ القانون من عدم التعدي عليه والتجاوزات وتعديل البنود كما حدثت وقت الإحتياج والضغط على القضاء لحماية البعض مما ضاع في المتاهات ... والقصص والحكايات كثيرة في هذا الموضوع ، سوف تكتب وتنشر في يوم ما ، عسى البعض يفهم الكثير من الأسرار التي تحاك في الخفاء ووراء الستار، ويكون القانون هو الاساس في الحكم الصارم على الجميع حتى لا يتغلغل الفساد والإفساد للقيم والذمم في النفوس بسرعة .. ويتوقف الكثير منه...

              والرأي الصحيح هو التفكير الجاد في بداية أول خطوة بالتقارب والتعاون  بضمير ، بالقليل كبداية من عدة غابات مع بعض ، كتجربة ... حتى نصل يوما إلى الحلم الكبير الذي بإذن الله تعالى والعمل الجاد بضمير سوف يتحقق ونصل له مع الوقت طالما وضعنا الهدف أمام النظر للوصول والذي مهما أخذ من وقت وزمن وتضحيات وصدام ومؤامرات من الآخرين إبتداءا من الأخوة الأشقاء نظير الحقد والحسد والتشكيك في النجاح ، وإنتهاءا بالآخرين المستعمرين الأجانب الذين يرغبون ويريدون أن نكون في شقاق وعراك طول الوقت حتى تغور وتعمق الجراح وتكثر ويزداد الألم ولا يتم الصلاح ولا الإصلاح للجميع نظير التراهات والمهاترات......

                  بالغابة الكبيرة ، كل شئ له أوان ووقت، بالصبر والكفاح والعمل الجاد ضمن تخطيط سليم والسير بإستمرار بدون توقف، يوما ما سوف نصل ونفوز، كما قال يوما زعيم التنين الأصفر (ماوتسي تونغ) مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ومع الإستمرار وعدم التوقف ومهما حدثت من صعاب بالطريق تعطلنا، فسوف نصل في النهاية ... كلمات خالدة مات قائلها وقبر في التراب وتلاشى الجسد إلى عدم، وهي مازالت حية إلى ماشاء الله تعالى تنادي بقوة الضعاف الأقزام بالغابة الكبيرة إلى التعاون وتوحيد الجهود والوحدة ، ولو تطلب الأمر التضحية بالكثير في سبيل الوصول ، حتى يصبحوا عملاقا يؤهلهم ويرهب  الكثيرين، سواءا من الخوف أو الإحترام !!!!!!

                  لا أعرف عن يقين متى حدوث الأمر وكم يحتاج من الوقت؟؟ لا أعرف ولست بمنجم ولا عراف حتى أتنبأ بالمستقبل القادم القريب أم البعيد ، ولكن طالما قوى الشر الخفية من الوحوش الشرسة الكاسرة الناطقة موجودة تتربص بنا ، الدوائر التي لا تريد لنا النهوض من الكبوة بعدما سقطنا على الأرض نتخبط جرحى سكارى من عدم إستعمال العقل وتطبيق العدالة كما يجب في غاباتها بالحق ، صعب الوقوف  من جديد بسهولة و نحن لم نصح من الصدمة  و عقولنا لم تذهب وتختل بعد...  منذ حوالي القرن من الزمان، عاثت جيوش قارة شمال غابتنا الصغيرة الفساد والإفساد في غاباتنا ، و التي آن الآن الأوان بترجيع الأمجاد السابقة مهما كلف الأمر والثمن من تضحيات حيث هذا الأمر مهم جدا  لرفع الرؤوس عالية ... الأهم قبل المهم والبداية نبدأ بالتطبيق بالقليل كأول خطوة حتى نصل للكثير يوما هو الخطوة الصحيحة للوحدة والإتحاد مع بعض حيث نحن إخوة يربطنا دين الهلال والنجمة بقوة ونتكلم رسميا نفس اللغة الضاد وجيران، وتربطنا صلات المصاهرة والدم ، ومصيرنا مشترك واحد في السراء والضراء إلى النهاية ، أي عضو يمرض من أي سبب كان ويخطر على البال ، جميع أعضاء الجسم الأخرى تمرض وتصاب بالعدوى !!!!

                 الغرب والشرق وبالأخص أقوام برج الحديد المستعمرين الذين يعتقدون في أنفسهم السمو والحضارة والوصول للقمة مما العيون الفارغة الخارجية في الغابة الكبيرة من جميع الأقوام الجاهلة تنظر لهم بعين الإكبار والجلال ترغب وتريد محاكاتهم وتصبح مثلهم في الفنون والإبداع للكثير من الأمور كما يتصوروا في الظاهر، والواقع المرير بالداخل يعانون من المصائب الكبيرة الصعبة، التي لا حلول سريعة لها  نظير الإنحلال والفساد المستشري في أوساطهم بقوة ،  غير قادرين على وقفه ومنعه بإدعاء العلم والمعرفة ويكون ويصبح  لهم الدافع للإستمرار....  حيث الواقع المرير عبارة عن تغطية لأسئلة المتسائلين، المواضيع زائفة ومصطنعة منذ البداية بدون أساسات قوية ولا إيمان قوي بعقيدة من أعماق القلوب للهداية، حائرون من الفراغ الروحي و يحتاجون إلى إعادة النظر...

                   يحلمون بالتاريخ القديم وترجيع الإستعمار بطرق حديثة، الإضطهاد ونشر الفساد والإفساد في أوساطنا، و لا يرغبون ولا يريدون  منا ان نتحد ونتعاون مع بعض تحت أي ظرف كان ....  وبالأخص نحن قوم غابة المختار ، وغابة الزيتون ، وغابة المليون شهيد حيث لدينا جميع المؤهلات والثروات الطبيعية والمعطيات في التجانس والتقارب في العقليات  وصلات الرحم والدم ضمن المصاهرات بيننا...  مما تجعل الكثير من الأمور الصعبة سهلة الحل ... هم يسعون حتى لا نتعاون و لا نتوحد في إطار واحد قوي مع بعض حتى لا نصبح عفريتا ماردا قويا ضخما كما كان أجدادنا من قبل ....  أضاؤوا لهم طريق الجهل المظلم بالنور والعلم والمعرفة  والأخلاق الحميدة والذي كانوا وقتها يعيشون في ظلام دامس وجهل ، حيث كانت بالسابق و إلى الآن على مر الأيام والسنين عبر التاريخ والزمن ، حياة الغابة مخيفة ومرعبة ، القوي يفترس وينهش ويلتهم الضعيف، مما ماردنا الجبار لو قام ونهض من السبات والنوم يصعب تحجيمه  والقضاء عليه وإعادته إلى الأسر والسجن في القمقم والزجاجة من جديد، مهما اخترعوا  من حيل، أو قوة ....

               الحلم الذي يراود كل إنسان بالوطن العربي المسلم الكبير ، أن نتحد مع بعض ومهما حدثت من مبادرات سابقة صغيرة بين البعض إنتهت بالفشل الذريع، كانت بدون دراسات ومخططات واضحة، عبارة عن أماني للبعض من أولات الأمر في جلسات الود والسمر، مما ولد المولود مجهضا أقل من الوقت المطلوب في الحمل ولم يستطيع الحياة والبقاء في الغابة الكبيرة غير فترة بسيطة عانى فيها من الأمراض الكثيرة من الضغوط والجهل وعدم العناية والتمريض كما يجب حتى تمر المرحلة الصعبة وترجع له الصحة والعافية... وإنتقل إلى رحمة الله تعالى بسرعة نظير عدم الدراسات والمخطط الجيد الذي يضمن له الحياة وإستنشاق الأنفاس الغالية لتحميه من العدوى والإصابة... والقصة والحكاية مستمرة إلى الآن أماني لتخدير الشعوب الجاهلة الغافلة بدون التنفيذ الفعلي ووضع الأمر قيد التنفيذ ، وكما قال البعض في أحد الأمثال الشعبية (حليمة رجعت لعادتها القديمة) أليس الأمر بمأساة كبيرة ؟؟.

            تحقيق التعاون سهل جدا بيننا لو النوايا صدقت بصدق وضمير من أولات الأمر والنافذين من الخلف الملوك والرؤساء والحكام الحقيقيين ، الإتفاق والتعاون والوحدة بين الغابات الثلاثة (المختار والزيتون والمليون شهيد) له قوة غير عادية حيث الثلاثة تعلموا الدروس الباهظة بدفع الدم، وأرواح الكثيرين بدون عدد ولا حساب ، مروا بسنين الإحتلال والاضطهاد والاستعمار فترات طويلة وتحصلوا على الإستقلال الصوري كتغطية وإرضاءا لصخب الجماهير الوطنيين الطاهرة من الخبث...

              خرج الجنود الأجانب من الباب الواسع في نظرنا إلى غير رجعة والواقع الأليم دخلوا مرة ثانية بسهولة من غير إطلاق رصاصة واحدة من النافذة بأساليب أخرى وثياب مدنية وإستعمارا جديدا إسمه الإقتصاد والتجارة والهيمنة وتحكموا في مقدراتنا برغبتنا، والكثير من إخوتنا وأهالينا المنافقين العملاء يعملون لديهم بكل إخلاص ... ونحن نرقص فرحى مسرورين أننا مستقلون و أحرار ، وأصحاب الأمر المخططين  يضحكون علينا في الصمت والسر على الجهل ويضعون مؤامرات وخططا أخرى جديدة تضمن لهم البقاء مستقرين  والتجديد لفترات طويلة أخرى إلى ما لا نهاية...

               الحلم الكبير لنا كأول خطوة نخطوها أن ترجع غابتنا إلى السابق ثلاثة ولايات وغابة الزيتون تقسم إلى ولايتين وغابة المليون شهيد إلى أربعة، ضمن دستور قوي للجميع وتنفيذ القانون العادل ، حتى في البداية تتوسع غاباتنا الصغيرة وتصبح الغابة الجديدة غابة لها الوقار والهيبة من تسع ولايات ، كل ولاية لها واليها الحاكم بالإنتخاب الحر من أبنائها ضمن صناديق الإقتراع عدة سنوات... والوالي الذي ينجح لديه جميع الصلاحيات للحكم بالداخل ضمن حدود ولايته بالدستور وقوة القانون، ونائبين عنه من الولاية كأعضاءا  في المجلس الأعلى الذي رئيسه يرأس الجميع لفترة تتجدد مرة واحدة فقط حتى لا يطغى أي أحد مهما كان ... والأهم والأولويات في التنفيذ لدى الحكومة الأول وبعده الثاني بالحق  حتى النهاية بنظام دقيق بدون تجاوزات مهما كانت، والعقاب القاسي بالعدل والقانون لكل من يحاول الخروج عن الطريق السليم حتى يرضى ويستقيم الجميع، ولا تتولد أحقاد ومرارة الأخ على أخيه تحت أي ظرف كان...

            لو تحقق هذا الحلم الصغير ووصلنا للهدف الأول على مدى عشرة سنين ، وتم قيام الدولة الجديدة وجرى دم الشباب حارا في العروق بعد أن أصابها الجفاف الأليم وتم الإصلاح للكثير، وإستمرت عقودا في الحكم حتى تلافت جميع الأخطاء سائرة ماضية في الطريق الصحيح عندها فتح الباب لبعض الغابات المجاورة الأخرى من الشرق والغرب والجنوب في الإنضمام ضمن ولايات آخرى حتى يصبح جميع شمال الغابة الكبيرة من المحيط الأطلنطي إلى حدود البحر الأحمر وفلسطين، غابة واحدة بدون حدود ولا قيود ،  يستطيع  المواطن الحيوان الناطق التنقل والسفر والعمل في أي وقت ومكان يريد ويرغب في الإقامة فيه في  الغابة الكبيرة ضمن قانون الولاية التي يقيم بها بسهولة حيث مواطن له التقدير  والإحترام ...

               لو وصلنا إلى هذا المستوى الرفيع والتقدم مع الوقت ومرور الزمن سوف نسمو ونتحضر ونصبح قوة ولا يستطيع الأعداء مهما وصلوا من ذكاء وعلوم ، الإختراق والتغلغل في أوساطنا أو دوسنا بالأقدام كما كانوا يقومون بذلك من قبل ... حيث بتعاوننا الجاد واليد الواحدة القوية مع الأخريات نستطيع الحياة والبقاء في الغابة الكبيرة ونحن رافعي الرؤوس شامخين إلى أعلى، نحافظ على حقوقنا من الضياع بالعدل والعقل والسلام مع الجميع ضمن الحدود والأعراف ، و سوف تصبح معظم الوحوش الناطقة الأخرى سواءا كانت كاسرة مفترسة أو أليفة مستأنسة تخطب ودنا و الصداقة معنا بالسلام والمحبة ، أو بالنفاق والخداع نظير تمرير مصالحها ... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط 

 البقية تتبع ...

No comments:

Post a Comment