Monday, January 4, 2016

قصصنا الرمزية 10

بسم الله الرحمن الرحيم

 الإنتقام

                     ترددت كثيرا قبل أن أسطر وأكتب هذا الموضوع بالشرح الكثير حيث حساس ومهم، وبالأخص في غابات الهلال والنجمة ، ولكن وضعت رؤوس أقلام لبعض الجوانب حتى البعض عسى أن يفهموا أنه آفة من آفات الزمن وجهل وخطئا فاحشا كبيرا من الذين يقومون به عن ترصد وسبق الإصرار ، حيث الإنتقام صفة شريرة يقوم بها الحيوان الناطق بالغابة المليئة بالوحوش من جميع الأشكال والألوان بلا عدد ، من شرسة وكاسرة إلى أليفة ومستأنسة بالطبيعة.... ومن وخز ونغز  الشيطان الرجيم الذي يوسوس لضعاف النفوس والإدراك من ذوي ناقصي العقول من الحيوانات الناطقة مناديا بالشر حتى يسقط القتلة في الآثام والذنوب وبالأخص بدون سبب ولا مواجهة في حرب مع العدو وجها لوجه تتطلب القتل للدفاع عن النفس أو كسب المعركة والإنتصار وليس حبا في إراقة الدم والإنتقام ... والضحية المقتولة بشراسة في أي شكل ولون نظير الإغتيال فجأة ، إذا كان صاحبها بريئا مظلوما روحها لا تضيع هباءا منثورا بدون عقاب يوما ما بالدنيا أم بالآخرة... حيث عين الله تعالى الساهرة  تسجل وتإخذ حق المظلوم مهما طال الوقت والزمن.

                   في كثير من الأحيان تقع  حوادث بدون سبب مهم بل بسبب تفاهات نتيجة الخصام ولا يعرف من القاتل الذي قام بالفعل !!! مما القاتل المعتدي على الضحية ، إذا كان ظالما لها يسقط في الشرك والخطيئة حيث جريمة نكراء وإثم فادح وذنب  لا يغتفر في  جميع الأديان والشرائع السماوية ، ويدفع ويقدم الثمن الغالي بالدنيا أو وقت العرض والحساب من الخالق الله تعالى بالحق والعدل...

                   حب الإنتقام نتيجة ظروف عديدة تجعل الحيوان الناطق المنتقم يمر بحالات نفسية صعبة بدون أي إدراك أو فكر ، مثل الحيوان الآخر بالغابة الذي بدون عقل ، همه الوصول وتحقيق الهدف الذي يسعى له مهما كلف الأمر من التضحيات، ناسيا العواقب التي تترتب بعده والألم الذي يسببه لعائلة وأقارب وأصدقاء الضحية نتيجة الإغتيال والقتل ، حتى يشفي غليله  وتهدأ نفسه الشريرة بالدم والفعل المشين ، الذي تحرمه جميع القوانين  فى حالة التنفيذ والقضاء على الروح البريئة المظلومة بدون عدل! 

              الإنتقام والقتل أو الغدر عبر التاريخ والزمن يعد بآلاف الحالات مرت ومضت بل مئات الآلاف سواءا من دول وشعوب الغابة على مر الوقت والزمن بالضرب العشوائي والقذف من السماء والقتل الجماعي وقت الحروب، أو من الأفراد العاديين وقت السلم حيث الإنتقام لعنة من لعنات الله تعالى عندما يغضب على بعض الأقوام ، يصيب بها ويعاقب من يشاء من عباده المرضى بحب الإنتقام نتيجة الجهل والغرور وكبر النفوس والعمى عن الرؤية السليمة الواضحة ، متناسين المقولة الخالدة "ياقاتل الروح وين تروح" من الحساب والعقاب القاسي  مهما طال الوقت ، من الضروري أن يدفع القاتل الثمن الغالي على الإيذاء المتعمد مع سبق الإصرار والقصد والترصد...

               كثيرون من المنتقمين الذين قاموا بالإنتقام من ضحاياهم نظير أسباب كثيرة وعديدة بلا حساب ، والتي بعضها تافه للإقدام على الشر و إلحاق الضرر بالآخرين ومهما كانت الأسباب جوهرية ووجيهة ، فى بعض الأحيان ، فقد أخطؤوا خطئا كبيرا في  حق  الغير والمجتمع نتيجة الجهل والتهور وحب الإيذاء للغير وتنفيذ القصاص الشخصي بدون وجه حق ولا عدل ... حيث المفروض تقديم الجناة إلى العدالة للتأكيد على الفعل الشرير و أنهم من إقترفه  والحكم عليهم بالقانون والعقاب الشديد أمام الملأ في العلن ... حتى يصبحوا عبرة للغير  حتى يتوقف الكثيرون عن الإنتقام العشوائي نظير الخوف من العقاب الشديد لهم يوما، عن إتيان  الشر وقتل الآخرين الضحايا بدون عدالة ولا قانون يحد من الفعل والدم .

                  مهما طال الوقت والزمن ، القاتل لا يرتاح ولا يهنأ له بال  ، وبالأخص اذا كان المغدور به بريئا مظلوما حيث أيديه ملطخة بالدم وعذاب الضمير يؤلمه طوال الوقت عن الفعل الشائن ... لا يستطيع النوم الهانئ ولا الراحة ولا الفرح و لا السعادة طوال حياته ...  دائماً يتذكر في خياله الحدث والدم الذي أريق نادما على ما فعل ، عائشا في خوف وترقب من المجهول خوفا من الثأر منه يوما ما وهو في غفلة من الزمن ، والإغتيال فجأة له للأخذ بالثأر .. مما حياته وعيشه في إضطراب و رعب  وتصبح رأسا على عقب معظم الوقت ... لا يفرح ولا يسعد حتى يأتيه الأجل يوما من الأيام .

                  للأسف الشديد هذه الأشياء تحدث طوال الوقت في مجتمعات الغابة المترامية الأطراف ، من الوحوش الناطقة الجاهلة والسبب الرئيسي عدم السمو والحضارة و ضبط النفس ضمن حدود وقوانين ولا تتعدى على الغير من الأبرياء المسالمين ، مثل الكفرة الخوارج المرتدين الإرهابيين الذين يقوموا بالشر والإغتيال فجأة وبالغفلة للكثيرين ويهربون مما يصعب القبض على الجناة بسرعة... يحتاج ذلك إلى وقت طويل ومتابعة في البحث  ويتضرر الكثير من الأبرياء المقيمين في الغابة من أجل الحماية والعيش الكريم ...  يحتاج الأمر إلى متابعة قوية حتى يصل  المعنيون بالأمر إلى دليل قوي  ويعرفون و يقبضون  على الجناة ، ويحاسبونهم  ويعاقبونهم بقسوة بالغة في العلن أمام الجميع حتى يتوقف معظم الشر  ولا يحدث الا القليل النادر إذا حدث ، نظير الرعب والخوف من القصاص الرادع .

                     الإنتقام صفة شريرة ، ولعنة من السماء، كما ذكرت في البداية ولا تنتهي ولا تتوقف طالما الحياة مستمرة إلى ماشاء الله ... حيث العقول في الغابة الكبيرة لدى الحيوانات الناطقة غير متساوية في الفهم والإدراك والتغلب على الشهوات الدفينة بالنفس ومنها العواطف الجياشة والغضب والسرعة في الرد  بدون دراسات ولا مخططات و التي تدفع بالكثيرين إلى الهلاك نظير حب الإنتقام من الغير وسفك الدماء في بعض الأحيان بلا نتيجة تذكر من الضحايا الأبرياء نتيجة الأخطاء .

                  الإنتقام له أوجه كثيرة وصفات عديدة  ، ليس القتل والأخذ بالثأر فقط ، يحتاج إلى كتابة العديد من المجلدات حيث الإنتقام نظير الحقد والحسد والتنافس الغير شريف في أي موضوع كان  ، له أبواب كثيرة ، وبالأخص الإنتقام العشوائي بدون أخلاق لتعطيل الخصم و الحيلولة دون وصوله إلى نهاية السباق لكي يفوز وينجح ويصبح الأول ، حيث النفس البشرية خطاءة في كثير من الأحيان وتحب أن تكون دائماً بالمقدمة و لها الريادة والرئاسة  حتى وليست لها الركائز والمقومات والأساسات للفوز والنجاح ...  كان الله تعالى في عون الجميع حتى تهدأ النفوس وتعم الرحمة والشفقة في القلوب على شعوب الغابة الناطقة ويتوقف دعاة الإنتقام عن إتيان الشر والتنفيذ باليد حسب قوانينهم ورؤياهم الخاصة في الإنتقام ورد الإعتبار للإسم العائلي بأخذ الثأر للضحايا من موتاهم ...  حيث يمكن تحقيق السلام والوئام بالمصالحة وصفاء القلوب وكل شئ وله ثمن بالمحبة والتسامح والتعويض لأولياء المتضررين  ، حتى يستوفوا حقوقهم ويرضوا وتنتهى الآلام ويتوقف سفك الدماء إلا بالحق وضمن العدل ...

              وتساؤلاتي العديدة عن حب الإنتقام ، عسى من يتذكر ويسمع قول الحق ولا ينتقم بنفسه في غابتنا ، غابة المختار ،  قبل القيام بالجرائم ، نظير شهوة الإنتقام التي هي  الدافع الكبير للقتل ، حيث الروح ملك الخالق الله تعالى منذ الأزل وإلى النهاية ويوم القيامة ، ولا يحق لأي أحد من الحيوانات الناطقة بالغابة مهما علا شأنه ، قتل النفس وإنهائها إلا بالعدل والقانون والله الموفق ...
                                                                            رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment