Sunday, January 10, 2016

قصصنا الرمزية 13

بسم الله الرحمن الرحيم

 الحزن

السلام على الغابة الكبيرة التي نعيش بها والوداع الحزين لها، حيث آن أوان الإستغفار وطلب العون و الرحمة والمغفرة من الرب الخالق، وإقامة بيوت العزاء والحزن العميق على ضياعها و فقدها ، فقد قاربنا على النهاية ويوم القيامة والعلامات ظاهرة بالشر المتراكم والبعد عن الإيمان والتوحيد ، الفساد والإفساد للنفوس والدمار والخراب والعلو في البناء لناطحات السحاب من الجاهلين بحجج التطوير والبناء.... عندما تبكي الحيوانات الناطقة، ذكورا و إناثا، حزنا من الظلم والقهر والتعدي من الأعمال الإرهابية من الخوارج المرتدين أثناء الدفن في المقابر والعزاء الجماعي حزنا على فقد العشرات من الشباب الأبرياء الضحايا موتى بدون حق ولا عدل ولا سبب للشر من التفجير والدمار العمد مع سبق الإصرار والترصد، غير نشر الخوف والرعب ... ويزداد العويل والبكاء ولطم الخدود على فقد الأعزاء من الأحباء من الأمهات والأخوات والزوجات الأرامل ، والدموع الحارة تتساقط بغزارة من العيون البريئة للأبناء الصغار على غياب آبائهم في منطقة الولي الصالح الأسمر....

                     عندما يتم خطف الصغار في بلدة صرمان بالغرب لطلب فدية ضخمة من أهاليهم نقدا وعدا ، والتي الأهل مهما فعلوا لا يستطيعوا الدفع والإيفاء بسرعة و يحتاجون إلى وقت طويل في التجميع والإستدانة، حيث المبالغ المطلوبة أرقامها إرتجالية بعشرين مليون دينارا بدون حسابات وتوقعات دقيقة غير الهراء والتضخيم حيث الآن جميع الأعمال معطلة والسيولة ناقصة في غابتنا الصغيرة ، غابة المختار، المترامية الأطراف ... والطلب الكبير مثل هذا يدل على الغباء من الخاطفين حيث عقلية الإجرام والقسوة و موت الضمير لديهم ، وينقصهم التخطيط الجيد وما هي  الخطوات اللازمة اتخاذها بعد التنفيذ للحدث....  تنقصهم الخبرات نظير عدم التجارب والحنكة في المطالبة وبالأخص في مثل هذه الإمور الإجرامية  في غابة صغيرة جداً بجميع المقاييس والأعراف ، لا غرباء آخرين حتى يزيد الإشتباه والشقاء ...  الجار يعرف الجار الآخر جيدا حيث ذوي صلات دم ومصاهرة و أخوة، كأنهم عائلة وأسرة واحدة ، مما يثير حفيظة الأهل المصابين على الفقد لأولادهم بالغضب والتحدي ويقومون بما في وسعهم من جهد وطاقة مع الأمن وتدخل سلطات  الجيران في المعاونة والمساندة سواءا من أبو الهول من الشرق أو الزيتون من الغرب للمتابعة و القبض على الجناة وحسابهم الحساب العسير على الخطف الشرير وبالأخص لصغار السن ....

                  هذا الأمر الشائن بادرة شريرة وخطيرة بدأت في الغابة، حيث من غابتنا الصغيرة على مدى التاريخ وعبر الزمن يأتي الجديد، والخوف منها مستقبلا أن تستشري  وتتطور وتصبح عناوين ضخمة لعمليات كثيرة مع الوقت، و إن لم يتم الإنقاذ والبتر للورم السرطاني الخبيث الذي بدأ بالجسم بسرعة ورجوع الصغار الأحباء بسلامة إلى أهاليهم  في أسرع وقت ، والعقوبات القاسية على المجرمين بلا رحمة ولا شفقة ، سوف تكبر النار في الهشيم وتتماضى وتستشري وتزيد لهيبا وإلتهاما لكل من يقف في وجهها ويعترضها ولا تتوقف وتخمد بسهولة ولهيبها المؤلم يطال أولاد وأعزاء الآخرين ذوي الجاه والمال بلا توقف ....  حيث الآن في الغابة الكبيرة نعيش في فترة حرجة في آخر الزمان ،الهرج والمرج ، نظير الحقد والحسد لكل صاحب نعمة مشهورا بالمال والجاه والمركز ... والحال للكثيرين لا يعلمه إلا الله تعالى ... حيث يعانون في السر والصمت بصعوبة على البقاء في نفس المستويات السابقة ... لا توجد لديهم السيولة الكبيرة كما يعتقد الجناة المجرمين حيث ليس كل جمل أبيض سمينا قادرا على الدفع والعطاء...

                العائلة المتضررة  مشهورة في المنطقة ولها العلاقات الكبيرة مع الكثيرين ومنهم أنا شخصيا نتيجة المعرفة والأعمال والصداقة الآخوية التي تربطني مع عميدهم وجميع إخوته والعائلة شخصيا منذ زمن طويل من عدة عقود مضت منذ أيام الشباب وأكلنا مع بعض الماء والملح وأصبحنا إخوة في الله تعالى ... وأدرك عن يقين أنهم قادرون على التحدي ومواجهة الجناة حتى يسقطوا في الشراك والفخ، وعندها الحساب بدون رحمة ولا شفقة حتى يصبحوا عبرة لمن يريد أن  يعتبر ولا تتكرر الإعتداء مرات أخرى على الآخرين بسهولة بدون ملاحقة قوية وعقاب رادع شديد !!! حيث هذه العملية والحادثة عملية مصير، مست العظم بقوة وأرواح الصغار في السن معلقة تنتظر فك الأسر والإفراج عنهم من خاطفيهم.... 
                  عندما يتم التفجير والحرق لخزانات النفط في الوسط بالغابة الصغيرة التي دخلها عاما رزقا للجميع وليست لفئة معينة دون الأخرى وتضيع الأموال هباءا منثورا من غير حساب ولا عقاب في الوقت الحاضر للجناة ، بدل أن تستغل العوائد الضخمة في أوجه الخير والتعمير للدمار والخراب الذي حل، ناسين الجناة مهما طال الزمن والأيام ، يوما ما سوف يتم القبض عليهم والمآسى تتلاحق على الرؤوس ويقدموا ويدفعوا الثمن الغالي، بالدنيا آم بالآخرة، متناسين غضب الله تعالى الذي يعاقب بالحق كل من أجرم في حق المجتمع... 
             عندما يتم حرق محطة الكهرباء البخارية في منطقة الشلال بالشرق عن عمد وسابق ترصد وقطع التيار والنور وترك أهلها  في الظلام الدامس من غير راحة ، ولا ماء للشرب للبؤساء المظلومين بدون أي وجه حق وضمير غير إشاعة الرعب والخوف لدى الجميع ... لقد  نسى الجناة  أن ترابها طاهر و مقدس ، ضم أجساد الشهداء من صحابة رسول الله تعالى محمد عليه الصلاة والسلام منذ وصول الإسلام إلى الغرب ، حوالي اربعة عشرة قرن مضت ... ولن يسكت أهاليها الوطنيين من الجميع عن البحث والإنتقام الشنيع من الجناة المخربين، الذين قاموا بالأعمال  الشائنة في يوم من الأيام طال الزمن أم قصر ...

            جميع هذه الأمور الخبيثة والدماء والنيران والخطف والنهب والهدر للمال العام والمآسي التي حدثت وتحدث كل يوم في غابتنا الغالية، لأن النفوس غير طاهرة ولا تتحلى بالأخلاق الحميدة كما كنا نعتقد ونعيش في الأمجاد والخيال حيث معظمها منافقة في سبيل المصلحة الشخصية والمنفعة الزائفة الوقتية ،  باعوا أنفسهم للشيطان الرجيم و أصبحوا عملاء مرتشين بقصد ودون قصد مبين ، مقابل سلطات ومال حرام زائل ينتهي مع الأيام مهما طالت حيث لا يثمر ولا يتكاثر ولا يربوا إلا بالشر والحرام ... لأن الأساس غير سليم و لا واضح و ليس  نتيجة عرق الجبين والعمل الكادح...

            والتساؤلات للنفس من وراء هذه الأحداث والمصائب من القوى الخفية في الخفاء ووراء الستار الذين يحركون  خيوط الشر ، نظير المصالح ؟؟ لا أحب الإدعاء بالخطأ وأتهم الآخرين بالذنب الفادح بلا وجود دليل واضح حتى أستطيع التأكيد على الموضوع والأمور المشينة التي حدثت والأخريات التي قيد التجهيز والتنفيذ في المستقبل القريب والبعيد ، المخزية من القلب والضمير ، لوجود الحجج لإستمرار الغزو والإحتلال ومص ونهب الثروات وتجديد الإستعمار كما كان من قبل بطرق حديثة خبيثة يعجز الشيطان الرجيم عن إتيانها والقيام بها... الغابة الكبيرة متاهاتها كثيرة وطرقها العديدة ملتوية ومتشابكة والذي يدخلها متماديا بقصد الإيذاء العمد أو غافلا عن إتجاه السير الصحيح ،  من الصعب الخروج منها ناجيا بالنفس سليما معافى وبالأخص في غابتنا الصغيرة ، غابة المختار ، والتي لولا لم أشاهد الفساد والإفساد بأم العين مباشرة ، وعشت الأحداث المخزية و ليس نقلا عن الغير ، ولا المشاهدة من الإعلام المأجور في القنوات العديدة من مرئيات وشبكات عنكبوتية ، الذين يعملوا من الحبة قباب ، شخصيا لم ولن أصدق الذي حدث ويحدث !

            غابتنا الجميلة وطننا العزيز ضاع وداسته أقدام الجنود الغرباء المحتلين من التحالف المزعوم، ضمن الدراسات والخطط الرهيبة في صمت وسكون وسكوت بحجج محاربة الإرهاب الخوارج المرتدين ، مما أقاموا المعسكرات الخاصة بهم في الشمال والوسط بالصحراء والبقية للبناء والبقاء في جميع الغابة الصغيرة قادما مع الوقت لإنهاء رسم الصور المخططة وفي الطريق قادمة بدهاء من غير جعجعة ولا عويل ، رغما عنا نظير أخطائنا القاتلة لأنه سلمنا رقابنا والقيادة في مصائرنا بدلا من الإتكال على الله الخالق تعالى والعمل بجد وعرق وضمير والولاء له وللوطن ، حتى نفوز ونخرج من عنق الزجاجة سالمين بدون أضرار كبيرة ...  تركناها إلى كل من هب ودب من القوى الأخرى بادعاء الصداقة والحفاظ على الأمن والأمان الذي ضاع في الوقت الحاضر ، نحتاج إلى عشرات السنين حتى نرجع إلى أمن و أمان العهد السابق منذ الإستقلالً سواءا أيام العهد الملكي الزاهر أو الجماهيري الغوغاء الفاسد، حيث وهبني الله تعالى طول العمر وعشت وشاهدت العهدين الإثنين عن قرب !!!!

                والمشكلة الرئيسية التي نعاني منها الآن ، ولا نعرف إلى متى الإستقرار ووجود الأمن والأمان، نحتاج إلى  سنين  طويلة بالمستقبل حتى يظهر الوطنيون ذوي الإخلاص على السطح ويقضوا على الأدعياء المتطرفين الخوارج المرتدين بحجج الصلاح والإصلاح للدين وهو الموضوع الأهم والحساس للنفوس المؤمنة ... لا أحدا يستطيع الرفض المعارضة والمقاومة ضده ، وأثبتت الايام والواقع المرير من خضم التجربة والأحداث المؤلمة أن هذه المواضيع المؤلمة عبارة عن كذب وزور وبهتان يراد بها الشر والفرقة والطعن والتشكيك في الدين من أساطين وأساتذة الشر الشياطين ... حيث ديننا الحنيف النجمة والهلال أساسه الإيمان والتقوى والحق والحكم بالعدل والإحسان بين الجميع... حيث أساس الملك والبقاء في الغابة الكبيرة رافعين الرؤوس بشموخ وإباء للأعلى، الهداية والإيمان القوي والتوحيد بوجود الله تعالى وتطبيق العدل بين الجميع حيث النجاح والفوز أكيد ...

         إنني مهما تحدثت وكتبت وسطرت عن المأساة الكبيرة والحزن ، بل عشرات ومئات المآسي التي لا تصدق والتي حدثت بغابة المختار نتيجة الطمع والحسد والحقد على الخيرات التي وهبها الله تعالى لنا بدون حساب ولا منن ، والتي الهبة والعطاء للخير كبير ، لم نعرف كيف نستغلها في عمل الصالح ونحافظ عليها من السرقات والضياع من أبنائنا الجهلة والكثيرين من الغرباء وبالأخص من الجيران ، حيث لا أستطيع الإلمام بجميع المعطيات والنشر ...   والأشياء الرهيبة التي حدثت والتي يوميا تحدث من القتل وإهدار الدم والنهب، التي لا تصدق ولا تدخل  العقل أن هذه المآسي تحدث في الوطن البكر الطاهر النقي الذي مازال شعبه لم يكملوا الرقص في الحفلة الكبيرة الفرحة ولا السرور ولا السعادة بالنصر ، على قتل الطاغية وزوال النظام الجماهيري الغوغاء عن الأكتاف ... نحتاج إلى وقت وزمن حتى نتعلم الدروس الرهيبة من خلال التجارب والمحكات ونستطيع حكم أنفسنا بالحق والعدل للجميع بدون الإعتماد على الغير ... والله الموفق ...

 رجب المبروك زعطوط

No comments:

Post a Comment