Monday, October 1, 2012

شاهد على العصر 13


                                                                بسم الله الرحمن الرحيم

                                            شاهد على العصر

                                                    13




المرحوم فتح الله الأشقر (الثاني من اليسار) مع أحد  قادة الثورة الجزائرية 
              تذكرت أحد الأبطال في حرب الجزائر والذي كانت تربطني به معرفة وصداقة أخوية من الروح وليست نابعة عن طمع أو نفاق كما يحدث في أيامنا الآن  ، حيث الصداقة والأخوة والعلاقات تبنى على تبادل المصالح والمنافع ، مع فارق السن حيث يكبرني بحوالي عقدين من الزمن  ، كان الرجل طويل القامة ، اسمر اللون ، السيد المناضل فتح الله الأشقر رحمه الله تعالى ، وكان يحب إمتلاك وقيادة السيارات الأمريكية الكبيرة من موديلات الشيفورليت والكاديلاك والفورد حتى أطلق عليه رفاقه كنية وأصبح اسم شهرة يعرف به في الأوساط  الدرناوية ضمن معارفه ومحبيه ( برافانقو ) حيث كنا في أواخر الستينات وبداية السبعينات أثناء ليالي الصيف نسهر مع بعض ضمن مجموعة من عدة أفراد أذكر منهم السيد فضل الله ساسي والسيد فرج الشخترية وبعض الأحيان المرحوم الأستاذ عطية ساسي على شاطىء البحر قرب المدينة حيث الآن المكان أقيم به محطة درنة البخارية لتوليد الكهرباء 

  كنا نقضي أوقاتا جميلة في السهر والسمر البرىء ، حيث نسترجع الذكريات الحلوة والمرة التي مرت بالمدينة طوال عهود سابقة من العز والسطوة والصولجان وعن الحديث عن كثير من رجالها الأفاضل المناضلين ذوي الشجاعة والإقدام ، وعن المآسي التي مرت بها نتيجة الأخطاء القاتلة من البعض والتي مع الوقت كان لها التأثير السىء على رؤوس الجميع من الأطراف المتناحرة والنزاعات القبلية ذات الآفاق الضيقة ، ولم يترك الغوغاء المتسلطين من الطرفين المجال لذوي العقول النيرة ، حتى يكون لها أدوار بارزة وتفصل في الأمور بالعقل والحكمة ، حتى لا تستفحل الأمور نظير الدس والخبث من قوى خفية لمصالح وقتية خاصة للبعض نظير جاه ومراكز وعز زائل 

ومع كثرة التحديات ، وتداول الشائعات ، والتراشق بالتراهات من الأجيال الصغيرة الغير فاهمة القصة الحقيقية لمجىء الحضر وبقاؤهم في مدينة درنة ،  ولدت الكراهيات وظهرت الضغائن والأحقاد والحسد على السطح ، وأصبحت معارك كلامية بدون حد ولا حدود وتنافس غير شريف ، حيث ساند النظام الجاهل للمقبور البادية  ودق اسفين الشر بين الطرفين بحيث إنقلب الوضع في المدينة وإنقسمت إلى قسمين " حضر وبادية  وهم "أخوة الجد"… إمتزجت الدماء مع بعض من مئات السنين ، وزاد الطين بلة الجهل لدى الكثيرين من إخوتنا البادية والتعصب الزائد على اللزوم للقبيلة وأولاد العم ولو كانوا على الخطأ ، بدلا من الوحدة والتضامن مع بعض وبالأخص نحن " الحضر " التى أصولنا من الغرب ،،" أخوة الجد " حيث أجدادنا الأوائل لبوا النداء والإستغاثة والنجدة لإخوتهم العبيدات ، منذ مئات السنين ، وجاؤوا من بعيد وضحوا بالأرواح والدماء وساندوا  أبناء قبيلة العبيدات في حربهم ضد قبائل أولاد علي ، حتى تم النصر وجلاء المهزومين الخاسرين  إلى المثلث الذي هو أراض ليبية والذي يبدأ شرقا من الحدود الحالية الشرقية بين ليبيا ومصر وينتهي عند منطقة رأس الحكمة بعد مدينة مرسى مطروح ،، وتعاهد الطرفين على الأخوة من الدهر وليس من الظهر وأنهم حلفاء إلى الأبد ، ويعيشون مع بعض في السراء والضراء إلى ماشاء الله عز وجل  

كنا نسهر سهرات خفيفة بسيطة نتناول فيها بعض الأكل الجاهز الذي نأتي به من بيوتنا ونطهو الشاي على نار الحطب ونتحدث أحاديث عامة عن المدينة وماذا يحدث فيها من حراك سياسي ، ونسترجع ذكريات وقصص الماضي وماذا حدث فيها  من نوادر وحكايات جميلة أيام عزها ، والرجل المناضل فتح الله الأشقر فتح قلبه لنا نظير كبر سنه وتجاربه في الصحراء الليبية القاحلة ، وحدثنا عن الكثير من الذكريات السابقة مما حدث له من نوادر ومغامرات  وتضحيات فقد قام بدور مهم في ايصال المساعدات ودليل خبير بالصحراء لقوافل سيارات النقل الثقيل التى تبرع للنقل  بها الأمير عبدالله عابد السنوسي رحمه الله تعالى لنقل الذخائر والسلاح  للثوار في حرب الجزائر ضد الوجود الفرنسي مع وجود وهيمنة فرنسا على ولاية فزان وقتها ، بدايات إستقلال ليبيا حتى تم الجلاء وإستقلت الجزائر 

كان المناضل خبيرا بالصحراء الليبية من خلال رحلاته الكثيرة كدليل صحراوي  لشركات النفط والصيد والقنص حيث كانت وقتها مهجورة قاحلة لا يعرف دروبها ومسالكها والتجول فيها إلا القلائل من الرواد والخبراء الأوائل لاستكشاف حقول النفط  ، وكان المناضل أحدهم ، حيث وقتها لم تعمر بعد بشركات النفط ولا كثرة البشر ولا حركة السيارات العملاقة الناقلة للمعدات والآلات  التي جابت الكثير من المجاهل لبناء المعسكرات النفطية ، لم يكن القمر الصناعي موجودا ولا الهواتف النقالة ولا خرائط القوقول بالحاسوب ، بل الإعتماد على السير بهدى النجوم حتى يعرفوا الغرب من الشرق ، والجنوب من الشمال .

كان المناضل يحدثنا عن الحكايات الكثيرة ونحن نستمع له بإهتمام وشغف وللأسف لم ندون منه كتابة الأحداث والأسماء بدقة حيث وقتها لم نكن نعرف أننا يوما سوف نحتاج لكتابتها على الورق حتى تعرف الأجيال القادمة مدى الشجاعة والصمود والتحدي وقهر الصحراء الكبيرة المترامية الأطراف من رجال مغامرين لديهم القوة والعزم والشجاعة على الصمود والتحدي فى سبيل مبادىء وأهداف سامية لتحرير تراب الوطن الجزائري الذي هو جزء منا ، وطننا نحن العرب المسلمون 

فترة أواخر الخمسينات والحرب والثورة الجزائرية فى شدة عنفوانها ، قامت القيادة المصرية بدور جليل منذ البدايات وساهمت بمد قيادات الثوار ممثلة فى السادة المناضلين " بن بلة ، وهواري بومدين  " في حدود الاستطاعة والمتاح ، بالأسلحة والعتاد ،، وسمحت حكومة ليبيا في السر ،، ضمن إتفاقيات معينة وشعور وطني رهيب بالنجدة ومد يد المساعدة لأخوتنا المجاهدين أبناء شعب الجزائر وأغمضت العيون ، وسمحت بقصد مبيت بدون أي تعطيل لمدى سنوات عديدة مرور قوافل السلاح والمعدات بأمر من الملك  ادريس الأول رحمه الله عز وجل ، والتدريب للكوادر والعلاج للجرحى والمصابين وذوي العاهات في ليبيا والقطر المصري بالقاهرة والاسكندرية ، وتجميع الأموال والهبات العينية من الشعب لدعم الثورة حتى الفوز والنجاح بدون أي منن .
كان أخطر شيء وقتها قامت به جمهورية مصر العربية هو الإعلام عبر راديو صوت العرب ومذيعه ذو الصوت المجلجل السيد أحمد سعيد ، حتى أيقظت شعوب العرب من السبات والنوم وهيجتهم ورفعت الروح المعنوية إلى أقصى الحدود ، وبدأت التحديات لفرنسا في جميع المحافل والمجالات ، ولم تقصرقيادة مصر الثورية بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر  في أي عمل ثوري وقتها !

كنت وقتها شابا يافعا ، أعيش الحلم العربي بالوحدة الشاملة مع الوقت ، لطالما سمعت الأخبار من الإذاعات وشاهدت بأم العين القوافل من عربات النقل الثقيل "المرسيدس " وهي تمر من أمام بيت الوالد في درنة ، التي تبرع بها الأمير السيد عبد الله عابد السنوسي ، الذي تعرفت به لاحقاً في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات أيام الهجرة والغربة والمعاناة ، أيام المعارضة لنظام المقبور ، وكنت وقتها مطاردا وعلى قائمة المطلوبين للإعدام  وكنت من ضمن حلقة المعارف والأصدقاء مع الفارق في السن ، وكنا شبه يوميا مع بعض لفترة طويلة بالقاهرة مصر ، كنا شبابا وشيوخ جمعتنا المحبة والأخوة برجولة وحب الفداء والتضحية للوطن … 

كانت الحلقة تضم المرحوم الحاج رجب بن كاطو ، والمرحوم المناضل مصطفى البركي ، والسيد جبران سليم البصير الذي كان مقيما بالأسكندرية وكان يتردد علينا ، والمرحوم الحاج محمد السيفاط البرعصى ، والمرحوم الطالب الذي تخرج وأصبح طبيب بشري المناضل حسني غولة من ترهونة والبعض من الآخرون الذين نسيت أسماؤهم لطول الوقت 

كانت قوافل عربات النقل تمر معظم الأوقات بالليل خلال ساعات الفجر ودليلها المناضل فتح الله الأشقر الدرناوي الليبي الأصل حتى حدود بلدة أمساعد ، وكان يرجع وينتظر رجوعها عدة أيام مع أهله في مدينة درنة ، حتى تحمل بالذخائر والسلاح وترجع إلى ليبيا متجهة إلى الجزائر ، ويستلم القيادة كدليل يسهل الإجراءات وتصاريح العبور لدى جميع البوابات بحيث لا تتعطل من نقاط البوليس العديدة على الطرق التي تحافظ على الأمن ولا يتم التفتيش سواءا في الذهاب إلى جمهورية مصر وهي فارغة وبها بعض الجرحى أو الشباب للتدريب ، أو محملة بالذخائر والأسلحة والمعدات حتى لا تشاهدها العيون وهي تمر على الطريق الوحيد في مدينتنا درنة ، شارع رافع الأنصاري الذي يربط الساحل الغربي مع الشرقي وبالعكس مع بعض ، وليس مثل الآن توجد أكثر من عدة طرق حديثة للعبور والمرور عبر الصحراء ، من مدينة طبرق إلى مدينة أجدابيا الصحراوية بدون المرور على الساحل مثل السابق ، وتوفير مئات الكيلومترات بدل العبور عبر الجبل الأخضر الصعب في الطرقات وقتها على عربات النقل المحملة الكبيرة ، والخوف من الحوادث على الطرق والإنفجار بالمدن حتى لا تسبب كوارثاً وكانت الجماهير طوال الطريق بالمدن والقرى متفائلة بالفوز والنجاح للثوار وتساعد قدر الإمكانيات ، تراقب صامتة لأي حديث ومعلومات تتسرب للغرباء بدون قصد عفويا خوفا من الجواسيس والعملاء لفرنسا 

كان المناضل الدليل في مقدمة الرتل في سيارته اللاند روفر متمنطقا بسلاحه وجاهزا للدفاع عن النفس والقافلة لأي خطأ من أي مخادع حتى لا يؤخذ غيلة وغدر بسهولة  حيث مسؤول على القافلة ضمن حدود ليبيا من الغرب للشرق ، والشرق للغرب حتى يصل بها إلى جبال الأوراس في عمق الجزائر معقل الثوار ،
وحسب مافهمنا منه وقتها ، كان يقطع الطريق على مراحل في عدة نقاط على الطريق العام ، محاولاً البعد عن الأنظار أما بالصحراء فكان يغير المسارات حتى لا يعرف مكانه ويتم الترصد للقافلة والقضاء عليها بسهولة من قبل عيون وسلطات فرنسا والتي كانت وقتها في حالة حرب وتراقب الحدود الجزائرية الليبية منعا لتهريب السلاح بعيون يقظة لإجهاض الثورة 

لكن الدليل البطل كان محظوظا طوال الوقت لعدة سنوات من بداية الثورة حتى النجاح والفوز والنصر نظير الخبرة ، وأهمها التأييد من الله عز وجل للثورة ، فقد كان يصل بالقافلة لأول المرحلة ، مدخل مدينة بنغازي قبل منطقة " دكاكين حميد " ووراء " السبخة " شمالاً على البحر كان يوجد مجمع سري خفي على الكثيرين  يستعمل كمعسكر للثوار الجزائريين تحت  أشجار النخيل ، حيث يتوقفون للراحة عدة أيام ، والتزود بالوقود والطعام للرحلة الطويلة المحفوفة بالخطر ، وأهم الأشياء االتزود بالكثير من الماء حيث العبور للصحراء القاتلة المهجورة بدون طرق معروفة وقتها كان من أصعب الأمور 

عندما يتم تجهيز القافلة للسفر ، بعد منتصف الليل والناس نيام والحركة تقل تبدأ المسيرة إلى مدينة أجدابيا ، حيث يستلم المعلومات من العيون الذين يجوبون الصحراء على الهجن السريعة كرعاة للأبل يبحثون على العشب والكلأ لحيواناتهم ، ثم المسيرة عبر الصحراء آلاف الكيلومترات معظمها وسط الرمال بالليل حيث تصبح متماسكة نتيجة برودة الهواء ورذاذ السحب قبل الفجروظهور الشمس " الطل "  وأهم شىء القيادة للعربات في الظلام بدون أنوار حتى لا يتم كشفهم من الطائرات التي كانت تجوب بعض الأحيان السماء ، نظير طابور خط الضوء من المصابيح ، مما يلفت إنتباه المراقب اليقظ .

عندما يبدأ النهار ويبزغ الضوء كان يتم التوقف ، وتخفى السيارات بأغطية خاصة للتمويه  " المشمعات " بحيث من الصعب كشفها من الجو ، ويرتاح الثوار طوال النهار تحت العربات بحثا عن الظلال ، بدلا من التعرض للهيب الشمس القائظة وبالأخص أثناء منتصف النهار حيث الحرارة عالية ، وصعب المرور على الرمال  بسهولة نتيجة الجفاف حيث سهل الغوص فيها  ، يقضونها في النوم ولعب الورق وطهي الشاي والقهوة بحذر من غير خروج أي دخان كثيف حتى لا يشاهدون عن بعد من بعض المتطفلين في حالة الوجود . أما الأكل فكان معظمه جاهز يعتمد على الجاف " الزميته " خلط دقيق  القمح مع التمربدون نوى  وزيت الزيتون والماء بحيث تصبح أكلة شعبية تشبع وبها جميع المقومات للغذاء واللحم المقدد الجاهز مسبقا " القلاية " أو المعلبات من تن وسردين وبالأخص فى الصحراء 

كان الدليل البطل يخفي طابور السيارات قبل الوصول لأي واحة ويذهب لوحده لإستكشاف الطريق ويتقصى الأخبار ويشاهد بأم العين اليقظة ، إذا كانت أية مكيدة من العدو متربصا للقبض عليهم ، وكان معظم الشيوخ تربطه بهم صداقات ويزودونه بالمعلومات و عما يحدث في جوف الصحراء وكان يزود القافلة بإحتياجاتها من الماء والتمر والقديد لبقية الطريق كهدايا وتبرعات للثوار بالجبل من البسطاء أهالي الواحات تبرعا وحمية ووطنية من أجل ثورة الجزائر الأبية .

ثم تبدأ المراحل الصعبة والعبور للحدود والدخول لعرين الأسد دولة الجزائر ، متسللا تحت أعين كتائب قوات الجيش الفرنسي الجاهزة للردع والقضاء على الثورة ، حتى يصل بسلامة الله عز وجل إلى الجبل ويسلم العهدة ويرتاح بضعة أيام ، ويبدأ المسيرة والرجوع مرة أخرى إلى ليبيا بالقافلة وهي محملة بالمصابين من الجرحى والمعاقين الذين يصعب العلاج لهم في ظروف الثورة  داخل الجزائر ، تحت الحراسات المشددة والعيون اليقظة من الثوار حتى يعبر الحدود ويدخل إلى ليبيا مرة أخرى لإيواء الجرحى و المصابين في المستشفيات فى مدن بنغازي ودرنة للعلاج وبعض الحالات الصعبة من المعاقين يستمرون حتى يصل إلى الحدود الشرقية مصر، حيث يوجد معسكر خاص بالجزائريين  أعلى هضبة السلوم لتوصيلهم للعلاج والتحميل بالذخائر مرة أخرى ،، من معسكرات الجيش المصري قرب مدينة مرسى مطروح .

هذا البطل المناضل ، صديقي الذي أعتز بمعرفته وكنا أصدقاء بطهارة ومحبة في الله عز وجل له قصص عديدة لا تعد ولا تحصى وقد كرمته الثورة الجزائرية عندما حضر كضيف مميز مدعوا في أول حفلة النصر والفرحة باستقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي بالجزائر العاصمة حيث طلب منه أصدقاؤه الرئيس بن بلا والعقيد الهواري بومدين وغيرهم الهجرة والبقاء في الجزائر طوال العمر والتقاعد ، ولكن شكرهم على العرض وقال كلمة بسيطة تنم على الولاء والوطنية لمدينته التي يعشقها بالروح والدم ، " لن أترك مدينتي درنة والوطن العربي جميعه وطني "

لقد عرفت المناضل عن قرب في سنواته الأخيرة ، ولم أحسب حساب الزمن الغادر وأوثق كتابة الأحداث والتواريخ والأسماء كما يجب للأجيال القادمة ، وآخر أيامه كان مريضا بمستشفى درنة القديم وبعث لي ببرقية تعزية في وفاة نسيبي أخ زوجتي المرحوم الشاب عبدالسلام محمد زعطوط الذي توفي نتيجة حادث سيارة أليم في منطقة لملودة قرب درنة وبعدها بأيام قليلة توفي المناضل من جراء المرض ، ثم الوالد بعده بشهور وتم الدفن للثلاثة قرب بعض في مقبرة درنة الغربية بعد السور ، قريبا من المدخل في الصفوف الأخيرة والتي بعدها بشهور إمتلأت بالمرحومين  ، وآخرهم الشيخ البلالي خفير المقبرة الذي كان يدعو ويترحم على كل ميت بأن يكون هو الأخير !

فعلا استجاب الرب القدير لدعائه  وتوفي العجوز كبير السن ودفن بها ، وكان آخر قبر يختتمها ، وتم قفلها  نهاية عام 1972م ، الله عز وجل يرحم الجميع ، فبالمقبرة يوجد رفات العشرات من الأبطال المناضلين ، الذين ضحوا وناضلوا من أجل ليبيا والوطن العربي الإسلامي الكبير ، الجنود المجهولون ، الذين ذكراهم العاطرة سوف يتوارثها الأبناء والأحفاد أجيالا بعد أجيال … والله الموفق .
                                                                  رجب المبروك زعطوط
                                                                      2012/9/30 م
البقية في الفصول القادمة 

No comments:

Post a Comment