Thursday, October 11, 2012

شاهد على العصر 19


                                              بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                  المطبخ السياسي
 
                                                         19

 
المطبخ السياسي 
                لقد أتيحت لي الفرص وتعلمت من سنوات الكفاح والنضال بهذه الحياة كثيرا و إكتسبت الكثير من الخبرات نظير الممارسة والمرور بأحداث كبيرة كثيرة السمينة والغثة وصادفت النجاح الباهر وذقت طعم الفشل في البعض من الأمور التي كنت أعتقد أنها سهلة وأثبتت الأيام كم كنت أغالي نظير الثقة الكبيرة بالنفس ، فالحياة ليست بسهلة بل تزداد صعوبة كل يوم  نظير العصر الذي نعيشه الآن ، عصر العولمة ، عصر التقدم الرهيب في الإتصالات والمواصلات والسرعة ، وفي نفس الوقت ليست بصعبة كما يعتقد الكثيرون ، إنما تحتاج إلى جرأة وعزم ومتابعة والحسم في القرار وعدم التأجيل حتى لا تتراكم الأشياء ويضيع  النابل مع الحابل ويفقد الإنسان السيطرة  والتحكم نظير التردد والتأجيل  .

لقد وصلت إلى قناعة كبيرة أن الذي لا يغامر ولا يخاطر لن يصل إلى القمة في أي شىء سواءا بالسياسة أو في الأعمال ، لن يفوز ولن ينجح  حيث في نظري الحرص والحسابات زيادة عن الحد والخوف من المغامرة والإقدام نوع من أنواع الجبن والتخاذل … حيث الإنسان العادي بطبعه حريص والبعض جدا يخافون  من الإقدام نظير حسابات كثيرة ، والتردد في إصدار القرار الحاسم في المكان والوقت المناسب ، لن يصل ولا يصبح بالقمم ولا يكون قياديا  أو من أصحاب القرار أوعلى رأس الهرم مهما عمل في أية مواضيع مهما حاول … بل دائما في الطوابير الأخيرة مهمش تابع ينفذ .

الطبيعة البشرية تختلف من إنسان إلى آخر ، حيث في نظري موهبة وعطاء رباني للبعض وحظ وحظوظ من القدر حيث الكثيرون من المشاهير بدؤا حياتهم العملية من أول درجة في الطريق من الحضيض والصفر وبالعمل الدؤوب والجهاد والكفاح والعزم في الإستمرار نظير مبادىء وقيم ساعدهم القدر والحظ ومع الوقت وصلوا إلى أعلى القمم ، البعض وصلوا للسلطة وأصبحوا رؤساء في أوطانهم نظير العمل وساندهم الحظ وساعدهم للوصول آخرون كثيرون محاذون ضمن الأعوان الثقات في المعية .

لا يستطيع الإنسان الوصول لقمة الهرم إن لم تكن له الموهبة والصفات المطلوبة وقوة الشخصية وأهمها عدم التخاذل والرجوع للخلف واليأس في مجابهة الحياة وبالأخص حياة النضال ، فكثيرون  من الزعماء عانوا أمورا كثيرة من قلة ذات اليد والتضور جوعا ، في الغربة والمنفى  إلى القمة والعيش في القصور والبحبوحة…

ونحن العرب في عصر العولمة من القوى الخفية والأيادي السوداء نساق إلى الموت والتلاشي والهبوط من القمة إلى الحضيض والتخلف ، بإشاعة التطرف وخلقه وتمويله بالأموال الطائلة حتى يستعملونه لأغراضهم الخاصة وتعمية وأغطية لشعوبهم التي لا تعرف دهاليز السياسة ، جميع إهتماماتها العيش المحلي في راحة ورفاهية ولا يهمها ماذا يحدث بالخارج .

العرب يرقصون رقصة الديك المذبوح في لحظاته الأخيرة قبل أن يسقط ميتا ، حيث لدينا الكثيرمن السلبيات والإيجابيات  ونواجه  تحديات كثيرة ، ونعتقد أننا سائرون على الطريق الصحيح والواقع في نظري مصائب قاتلة حيث تناولنا ترياق السم  القاتل على مراحل بدون أن ندري ونحن فرحى بأننا وصلنا للقمة ، والواقع نحن نسير ومسيرون بطرق خفية نظير مخططات للقوى الخفية وأياد الشر والشرور التي ماضية للهدم والوصول للأهداف والفوز والنجاح على المدى الطويل …

أرجو أن لا أكون متشائما فى التصورات وكتابتي لهذا الموضوع بإختصار لتسليط بعض الضوء وإعطاء إشارات عسى البعض من صناع القرار وبالأخص في دول الخليج أن يهتمون بما أقول ويدرسونها دراسات جيدة ، ويضعون المخططات السليمة للحد ومقاومة مرض السرطان الخبيث والأورام " العمالة الأجنبية الوافدة " وبالأخص من دول الشرق الذي كل يوم يستشري في جسد الأمة العربية ونحن فرحى ومع الوقت الأجيال القادمة سوف تدفع الدم نظير أخطاء الآباء القاتلة الكبرى .

الآن الموضوع يتراءى لصناع القرار القطط السمان أنه سهل وخدمات يعيشون مرفهين في القصور والفيلات يقبضون الأرباح السهلة نظيرالكفالات وإمتصاص  العرق والدم من الأجراء البسطاء الفقراء المحتاجين في أوطانهم إلى لقمة العيش الذين يعملون ويكدحون في ضروف مناخية صعبة وطقس ملتهب ، البعض يسقطون فجأة موتى من شدة الحرارة والعمل المضني … وبجيوب هؤلاء التعساء قصاصات الورق بها وصاياهم إلى عائلاتهم وأحبائهم لإعلامهم بالوفاة ونهاية حياتهم وإرسال بقية حساباتهم من القروش الزهيدة التي لا تسمن ولا تغني من الجوع  كذكرى لصرفها على ذويهم ، أليس بأمر مؤسف ومأساة ؟؟؟!

لقد نسوا أنه مع الوقت مهما عملوا من قوانين لن يستطيعوا الحد من التدفق والهجرة وبالتالي يصبح لهم جذور ومع الوقت والحق في الإقامة والجنسية بقوة القانون إذا أرادوا تطبيق الديمقراطية الزائفة وينسون الأصالة والحفاظ والدفاع عن أوطانهم ، هؤلاء الوافدون سوف يصبحون كثرة وعندها الويل حيث أصحاب الأرض الأصيليين  نظير المتعة والرفاهية الحاضرة يتنازلون عن أوطانهم ببطء ، عن تراب أراضيهم كل يوم عشرات الأمتار بحيث مع الوقت ومرور السنين يصبحون أقلية والقرار يخرج من أيديهم ولا يستطيعون التهجير للبشر القادمين دفعة واحدة حيث يصبح لهم الحق بالبقاء .

الدول الغربية ذات المصالح نظير القوى الخفيىة والتخطيط الرهيب والدراسات المبرمجة وتسليط لجان الأمم المتحدة من حقوق الإنسان وغيرها ، يفرضون وجودهم بطرق ملتوية مع الوقت ويسرقون أوطاننا العربية بعناوين كبيرة زائفة ونحن نتفرج على المأساة ولا نستطيع المقاومة ولا عمل أي شىء حتى نقف وننهض ، أليست بمأساة ؟؟؟

لقد زرت بعض دول الخليج ، دولة الإمارات وإمارة قطر بالتحديد ، عدة مرات أيام ثورة 17 فبراير المجيدة  في ليبيا لأعمال نضالية جهادية ، وكم صعقت من كثرة الوافدين وبالأخص من الأسياويين الذين يعبدون في آلهة من الحجر " بوذا " والبقر وعشرات الآلهة الأخرى ولا يعرفون الله الواحد الأحد واللغة المتداولة طوال الوقت هي الإنجليزية ، وشعرت في وطننا العربي بأنني غريب حيث نسوا لغة الضاد العربية اللغة الأساسية حيث دولة الإمارات وإمارة قطر عربيتان أصليتان ، كان المفروض من ولاة الأمور أن ينتبهوا للأمر من الأساس وإلا يوما سيكونون قلة مهمشين في أوطانهم مع مرور الزمن والوقت وعصر العولمة .

لقد ذهلت من التقدم السريع في البناء والتشييد وبناء الأبراج العالية والأرض واسعة التي حسب الحديث الشريف للرسول محمد صلى الله عليه وسلم إحدى علامات الساعة والقيامة " يتطاولون في البنيان " والذي أستغرب فيه وتساؤلاتي للنفس ، هل هذا عن قصد ضمن مخططات أم عن جهل وغباء لا يعرفون الأبعاد البعيدة والمآسي القادمة مع طول الزمن وأنهم مسيرون للهاوية عن طريق أساتذة وأساطين في الشر والشرور لإستعبادنا ، إنني لا أعرف … وستظل التساؤلات تدور بالذهن إلى ماشاء الله عز وجل وكتبت لي فيها أيام العيش والحياة .

لقد نسوا أنهم بالإمكان الحد والصد وإستجلاب اليد العاملة من الدول العربية مثل اليمن ومصر وتونس والمغرب أو من الدول المجاورة المسلمة باكستان وإيران وتركيا ، حيث يجمعنا دين واحد مهما إختلفت قومياتنا وأعراقنا سنظل أخوة نوحد بالله الواحد الأحد .

إنها مأساة رسمت وخططت منذ عديد من القرون السابقة حتى لا ينهض المارد العربي من السبات والنوم ويخرج من القمقم الحبيس به من قوى خارقة خفية محاولة بقاؤه إلى ماشاء الله عز وجل بعيدا عن الساحة حتى لا يبدع ويسترجع أمجاده تاريخه وتراثه .
 
إنها صيحة أطلقها نابعة من القلب والضمير فقد إستشرت الأمور وتقدمت إلى نقاط صعبة ووصلت للخطوط الحمراء وأنا لست بمتجني على البشر الفقراء الذين يعملون بعرق جبينهم ، إنما همي على القطط السمان التي في الظلال تأكل وتنهب في الخيرات ، ولا تضع أي أعتبارات لهؤلاء التعساء وكأنهم ليسوا بشرا بل أرقام عليها أن تقدرهم وتبجلهم طوال الوقت نظير العجرفة والغرور الكاذب الزائف الذي مع الوقت سوف ينجلي الظلام وتسطع الشمس ويصبحون بآخر الطابور يعانون العذاب النفسي ويتألمون أنهم أضاعوا أوطانهم نظير عصر العولمة .

في نظري دول الخليج وبالأخص دولة الإمارات وإمارة قطر عليهم من الآن التصحيح طالما مازال البصيص من الأمل للإصلاح ، ووقف الهجرات المنظمة من جنوب آسيا والإرتماء في الأحضان حتى لا يصحون يوما من الحلم الزائف ويصبحون كمواطنيين عاديين مهمشين بآخر الطوابير ، أو لظروف عديدة وكساد عام ومشاكل مستقبلية غير معروفة الآن ،، مدنهم سوف يهجرها الجميع  وتصبح أطلالا …

إنني أكرر مرة أخرى بل كثيرا من  المرات ، أنني لست بمتشائم … ولست ضد أي أحد من البشر وإنما صرخة حق ، ولا أريد ولا أرغب أن تلوكني الألسن بالتراهات والتفاهات فأنا في شتاء العمر وليست لدي القوة ولا الوقت على الرد ، ولكن صيحة من الصيحات أطلقها بالحق نظير حبي العارم النابع من القلب للدين ووطننا العربي الإسلامي من المحيط إلى الخليج ، راجيا  أن تكون تساؤلاتي على خطأ … عسى من يسمعني … والله الموفق .
 
                                                               رجب المبروك زعطوط
 

No comments:

Post a Comment