Wednesday, October 3, 2012

شاهد على العصر 14


                                              بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
                                                 شاهد على العصر
 
                                                        14


             الذكريات طوال نصف قرن مضى لا تعد ولا تحصى فقد شاء القدر وعشت بهذه الحياة وكنت شاهد عيان على الكثير مما حدث سواء كنت أنا شخصيا طرفا فيها ، أم شاهدا عليها ، أو متابعا أخبارها العالمية في الإعلام من صحافة وإذاعات مرئية أو صوتية ، أو سامعا لها حيث عاصرت الكثير من الأحداث وشاهدت خلال سنوات العمر التي مضت حتى الآن  سقوط ونهاية وزوال أعتى الإمبراطوريات في التاريخ ، نهاية الأمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس بعد الإستعمار لكثير من دول العالم الثالث طوال قرون عديدة ونهاية الهيمنة والسلطة والتقوقع في جزيرتها حتى تحفظ  ماء الوجه وأصبحت تابعا وحليفا لأمريكا ، الدولة الفتية الناشئة وسقوط روسيا الشيوعية بسرعة بعد أن وصلت للقمة في العلوم والقوة ، لم تعيش النظرية الشيوعية وجبروتها والتحكم في الإنسان حتى لقرن واحد فقط ، لأنها لم تكن على أساس سليم منذ البدايات 

إنفتاح الصين على العالم في فترة عقود بسيطة نهاية القرن العشرين ، التنين المارد الجبار ، عندما إستيقظ من السبات والنوم الطويل ، وترك الأفيون ونهض يقارع الغرب بالعمل والصناعات وصعود نجمها لتصبح القوة الأولى على الأرض في العالم عن قريب بعد فترة بسيطة من الوقت ، حيث لدينا بشائر ودلائل مذكورة في القرآن الكريم ، لم نراعيها ونأخذ عبرا منها ، أنهم من الشرق أهل يأجوج وماجوج " من كل حدب ينسلون " وكلمات الرسول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عندما قال في حديثه الشريف " أطلبوا العلم ولو فى الصين " لم تقال هذه الكلمات ببساطة من فراغ ، بل وحي منزل من الله عز وجل 

سقوط الإمبروطوريات ، بريطانيا وفارس والحبشة ، شىء طبيعي فهي سنة الحياة وقانون مستمر لن يتوقف فكل شىء له بداية ، له نهاية مهما طال الزمن ، حسب علمنا البسيط حتى الآن  ولو رجع فكر الإنسان للوراء وتساءل منذ بدأ الخليقة لن يستطيع مهما عمل وحاول أن يعرف الحقيقة وما مر خلال العصور من أحداث جسام ، حضارات سادت ثم بادت ، ونحن ندعي الوصول والمعرفة والعلم ولكن الواقع حتى الآن بكل العلوم والتقدم ، لا نعرف إلا القليل ، فما زلنا بأول الطريق نحاول الوصول ، لأننا نسينا الجوهر والأساس المهم السليم ولم نتساءل أو نسأل أنفسنا ، لماذا تم خلقنا ؟؟ لماذا ظهرنا على الوجود والحياة ؟؟ هل لنعبد الواحد الأحد الله عز وجل  ؟؟ هل لنرث الأرض ؟؟ هل ننشر السلام والأمن والأمان ؟؟ ونعيش مع  البشر الآخرين ضمن الأخلاق والكرامة والقيم  ؟؟ أم نحارب الشيطان بكل الجهد ، لماذا ولماذا ؟؟؟ أسئلة عديدة تحتاج إلى ردود وفهم 

غياب الكثيرين الذين يعدون بالعشرات خلال القرن العشرون من الملوك والرؤساء والحكام الطغاة الجبابرة لشعوبهم المضطهدة ، إما بالموت الطبيعي أو الإغتيال والقتل أو الفرار من أجل العيش والحياة ، بحيث أحتاج إلى العديد من الصفحات حتى أردد وأكتب أسماؤهم وسيرهم التي معظمها شريرة وصلوا للحكم عن طريق التآمر والقوة ، العسكر والدبابة والبندقية 

بالنسبة لنا نحن العرب حسب رأيي ووجهة نظري الذى فاز ونجح من خلال هؤلاء جميعا ، البعض أمثال الملك محمد أدريس السنوسي ملك ليبيا ، الذي قدم إستقالته أكثر من مرة ، راغبا في التنازل عن العرش ، ولكن القوى الخفية الدولية والأيادي السوداء المحلية والقدر لأمور نجهلها ولا نعرفها  تدخل في الأمر وحكمنا الشيطان الرجيم 42 عاما كلها ظلم وقهر وإرهاب حتى منَ  الله عز وجل بالنصرونجحت الثورة المجيدة .

الجنرال السوداني ، عبد الرحمن سوار الذهب ، الذي طواه الزمن وهمش ولم يذكر في التاريخ الوطني العربي إلا من القلائل عندما تنازل عن رئاسة السودان بالرغبة بعد إنقلابه على حكم الدكتاتور ، جعفر النميري ،  وجد الأمور صعبة وشعبه لم يصل إلى مستوى الفهم وبدلاً من التحدي وإستعمال القوة والدخول في حروب أهلية والدم ، نظير كرسي الرئاسة ، آثر الإستقالة والتقاعد 

أهم الحكام حتى الآن حكيم العرب المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات في تاريخ العرب حيث أحبه شعبه من الروح والقلب بالرغبة والحب عن قناعة وليس بالإضطهاد والترهيب والنفاق ، كما عمل الآخرون طوال الوقت ، توفي الرجل في سلام بعد صراع مع المرض وحزن عليه شعبه وكل محب للسلام في العالم  والوطن العربي الإسلامي الحزن الشديد ، نظير حكمته ومآثره الداعية للخير ، رحمه الله عز وجل 

 أليس بمأساة أنه خلال مسيرة حياة لقرن من الزمان مر على العرب  من الثورات والحكومات والملوك والرؤساء والحكام والدم والنضال والقهر ، يتساقطون الواحد وراء الآخر ، والبعض من الطغاة حتى الآن مايزالون يقاومون شعوبهم بالعسكر والدم مثل مايحدث الآن في سوريا ، من مآسي ومجازر يومية ضد جميع القوانين السماوية والأعراف وهم يعرفون النتيجة مسبقا ، أن الفوز والنجاح والنصر للشعوب المغلوبة على أمرها مهما طال الوقت 

تصفى النتيجة ويتصدر القلائل القائمة ، حاكم واحد الشيخ زايد ، الذي حكم شعبه بما أمر الله عز وجل ، فهنيئا للرجل والله يرحمه من القلب والضمير ، فنحن بحاجة  لعشرات من أمثاله ليحكموا بالعقل والحكمة المنطق شعوبهم العربية المسلمة ، حتى نتقدم وننهض .

" أجمل ما في الزمان طوله حيث هو الإمتحان لمسيرة الحياة " ، كلمات خالدة دائما كان يرددها الشهيد ، جاب الله حامد مطر ، صديقي وأخي ورفيقي في النضال والحياة ، فكم من مجاهد حر مناضل صمد لآخر لحظة وإستشهد قبل النصر والفرحة ، والبعض لم يتقدم ويصبح بالصدارة ، السلطة والحكم ، وكم من نذل وصل للقمة ، وكم من آخرين أدعياء منافقين الآن ينافقون في معية الأنذال لقاء فتات مال أو سلطة ، سوف يسقطون مع مرور الوقت والزمن ، فسبحان الله عز وجل الباقي مغير الأحوال من حال إلى حال 

إنني أجد النفس اللوامة ، تتساءل ماذا كنا بالسابق أيام حكم المقبور ، كيف كنا نفكر ونعمل ؟؟ كيف كنا نعيش فى الظلام وتحت هيمنة إنسان دعي مجنون ؟؟ كيف وكيف لعشرات بل مئات الأسئلة ؟؟ والتي للآن لم أجد لها أجوبة ،، حيث السر الكبير لدى بعض المسؤولين وعلى رأسهم الرائد عبدالسلام جلود ، الذي بقدرة قادر هرب من ليبيا الوطن إلى إيطاليا ، إستغل فرصة الفوضى أيام الثورة المجيدة ، وهرب ، بدون مسائلة ؟؟ حتى تتضح الصورة ونعرف كشعب ليبي السر الرهيب بالتفصيل عن مدى العلاقة الوثيقة ، مع المقبور ؟؟ حسب علمي هو الوحيد الذي يعرف كثيرا من الخفايا ، مطلوب منه التكرم ونشرها فهي جزء من تاريخنا ومن حقنا وحق الأجيال القادمة أن تعرف المسألة ! 

" أحسن ما في الزمان طوله " عبارة تمر مرور الكرام على الجهلة الغير متابعين للمعاني التي تضمها ، والتي ممكن تشرح ويتوسع الإنسان في الشرح بالتفصيل ويحتاج فيها إلى عشرات بل مئات الصفحات ولن يستطيع الوصول إلى أغوارها ويعرف حقائقها مهما عمل وراجع و إهتم . حيث الصراحة القوية تسبب الألم والفضح للكثيرين من الأدعياء .

" أروع ما في الزمان طوله " حيث الإنسان مهما حاول الدس للحقيقة لن يستطيع ؟؟ فالآن يمكن كتمها لفترة من الزمن ولكن يوما سوف تظهر للعيان وتفضح البعض نظير المواراة والكتمان ، حيث في نظري لا سر يبقى طوال الوقت ، إلا من القلائل والمطلوب البحث بالتأني حتى نصل ، بدون تشفي ولا إنتقام ولا تعدي ، فالذي فات عليه الوقت الطويل ، أكثر من ربع قرن 25 عام ،  يسقط بالتقادم المفروض لا عقاب عليه حتى يتشجع الفاعل ويتكلم بوضوح طالبا الرحمة والغفران من الخالق الواحد الأحد في حالة الإساءة والتعدي على أي أحد … 

أما كبشر المفروض التشجيع والتكريم لكل من ساهم وقام بعمل وطني وقتها بدون قصد ، حتى الذي ساهم وله دور مهم في الإنقلاب الأسود ويعتقد أنه على الحق في نظره ، ونحن أبناء الشعب نعتقد أنه أخطأ ، في حقنا وحق الأجيال القادمة والوطن حيث تأخرنا للخلف 4 عقود ونيف ونحتاج إلى الكثير من الوقت حتى نلحق الركب .

 حتى لو أجرم في حق الوطن علينا محاسبته باللين والرفق والعدل و إعطائه جميع الفرص للدفاع عن النفس ، ولا نتحامل بعنف ولا نثأر ، حيث مضت عقود طويلة من أعمارنا ونريد فتح صفحات جديدة ، وإلا سوف ندخل في دوائر الشك ولن نخرج من المتاهات ، وعلينا إستعمال العقل والحكمة ونقفل الملفات إلى الأبد مهما كانت ، وإلا سوف نتعطل ونتأخر لأن معظم أبناء الشعب لا يعرفون الحقيقة ولا الحق يتبعون أدعياء يعتبرونهم على الصواب والواقع المرير هم أتباع لأجندات مرسومة مقدما من أساطين الشر والشرور كغطاء ، حيث في نفس الوقت كثير من الأمورالخافية والتي تعتبر من الأسرار الآن ،  مستقبلا سوف تتضح صورها ويعرفها الجميع ، والحكمة  أن نأخذ عبرا منها حتى لا تتكرر !

إن أخطر شىء هو التعالي والتهميش والظلم نظير التكبر والغرور لأي إنسان أو جهة أو منطقة ، حيث ليبيا للجميع وليست لفئة أو شريحة معينة دون أخرى ، والمشكلة التي نحن نعاني منها الآن الأدعياء والمنافقون والعصبيات الفارغة التي تجد آذانا صاغية من البسطاء والسذج ، حيث أي ثورة يفكر فيها الحكماء ذوي العقول والوطنية ، وينفذها الأحرار الشرفاء المغامرون المقامرون ذوي الدم الحار للفداء والتضحية ، ويستولي عليها الجبناء الأدعياء المنافقون حيث يقومون بأمور شنيعة ليس للحر ذو الكرامة والقيم أي دخل فيها كما قيل بالسابق من أحد الحكماء .
 
إن بالصدر والنفس هموما كثيرة لو بحت بها وسطرتها على الورق سوف تفسر بتفسيرات كثيرة كبيرة وأنا شخصيا في الوقت الحاضر لست بدعي حتى أشعل نار الفتنه بين الأخ وأخيه نظير تفاهات ، من الأول ؟؟ ومن قام وجاهد ؟؟ من ضحى بأكثر عدد من الشهداء ؟؟ والفخر الكاذب بالأعمال البطولية لمنطقة معينة دون أخرى ومن ومن ؟؟  عشرات التساؤلات والتي في نظري لو تحدثنا وناقشنا لعشرات السنين القادمة حيث سوف نفتح الجراح وباب المجادلات مع الجهلة ، ولن نصل إلى حلول فيها أبداً 

إن نظرتي للحياة هي التأني  وإستعمال الجوهرة الفريدة التي حبانا بها الله عز وجل ، " العقل " إلى أبعد الحدود ولا داعي للإنفعال والغضب وإعطاء الفرص للآخرين العامة حتى يدلوا مابقلوبهم ضمن حوارات هادفة بدون مزايدات تافهة ، فالذي يتحدث بكثرة ويحاول خلق الهالة والمباهاة ، ويجعل من الحبة قبة ، في نظري فاشل ، وعلينا محاورته بلطف عسى أن يفهم ويقتنع ، وفي حالة الصد والرفض والإستعلاء الكاذب وطلب المستحيل ، حرام تضييع الوقت الثمين في النقاش والجدل  حيث مهما طال لن نصل إلى فهم وحلول وإتفاق ولو على الأدنى من النقاط حيث الجهل مصيبة من المصائب الكبرى 

إنني أدعو جميع أخوتي الليبيين إلى تحكيم العقل والمبادرة بالمصالحة الوطنية البعض مع البعض حتى تصفى القلوب من الأحقاد والحسد ، ولا داعي إلى التحديات الكاذبة والتي لن توصل إلى سلام وراحة ، بل سوف تضيف الوقود والحطب على النار الخامدة حتى تشعل من جديد وتبدأ المهاترات والصدام ويهدر الدم ويسقط الرجال والأبرياء من العائلات الذين لا ناقة لهم ولا جمل من الطرفين لقاء عنصريات فارغة ، ونحن ليبيون عرب مسلمون نؤمن بالله الواحد الأحد ، والصلح  والتحكيم وحقن الدماء 

نعتبر أن الذي حدث في بعض المناطق والمساندة لنظام المقبور مضى إلى غير رجعة ، وأن الثورة المجيدة والنصرعلى الطاغية  للجميع لكل من يحب الوطن من الروح والضمير بغض النظر عن فئات متمردة معينة نظير المصالح  و المال والجاه والمراكز والفجور ، وليس لفئة دون أخرى وعلينا العيش معا أخوة بقلوب محبة ، ومع الوقت بالحب والحوار الهادف بصدق  سوف تذوب الفوارق وتهدأ النفوس والقلوب ونرجع كما كنا من قبل أخوة ، فالوطن لنا جميعا ، يسعنا جميعا وعلينا التكاتف والوحدة ، ولا تهميش لأي فرد أو منطقة على تراب ليبيا ، وأن ننعم بخيرات وطننا بالعلم والتخطيط والسلام والأمن والأمان مع جميع المواطنين بالحق والصواب بدلاً من إهدار الثروات  للخارج في غير طاعة الله تعالى ، والحد من العطايا والهدايا ونحن وطننا بحاجة للتشييد والبناء والتعمير ، وأهمها بناء الإنسان المواطن الليبي ضمن أسس عصرية حتى ننهض جميعا ولا نكون أضحوكة القوى الخفية وأيادي الشر التي تلعب بنا كما تريد وتخطط … والله الموفق .
 
 
                                                           رجب المبروك زعطوط
 
                                                                2012/10/1 م 

No comments:

Post a Comment